أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2017
3159
التاريخ: 7-6-2017
2801
التاريخ: 21-6-2017
2911
التاريخ: 23-3-2022
1599
|
إن الخضوع المطلق للّه خالق الكون ومبدع الوجود ، والتسليم التام لعظيم قدرته ونفاذ حكمته ، والعبودية الاختيارية الكاملة تجاه الإله الأحد الفرد الصمد هي القمة الأولى التي لا بد لكل إنسان أن يجتازها كي يتهيّأ للاجتباء والاصطفاء الإلهي . وقد شهد القرآن الكريم بذلك لهذا النبيّ العظيم حين قال عنه : {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ... وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } [الأنعام: 161 - 163] إنّه وسام الكمال الذي حازه هذا العبد المسلم وفاق في عبوديته من سواه على الإطلاق وتجلّت هذه العبودية المثلى في قوله وسلوكه حتى قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « قرّة عيني في الصلاة »[1] فهو ينتظر وقت الصلاة ويشتد شوقه للوقوف بين يدي اللّه ويقول لمؤذّنه بلال : أرحنا يا بلال[2] وقد كان يحدّث أهله ويحدّثونه فإذا دخل وقت الصلاة فكأنه لم يعرفهم ولم يعرفوه[3]. وكان إذا صلّى يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل[4]. ويبكي حتى يبل مصلّاه خشية من اللّه عزّ وجلّ[5]، وكان يصلّي حتى تنتفخ قدماه ، فيقال له : أتفعل هذا وقد غفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك وما تأخّر ؟ ! فيقول : أفلا أكون عبدا شكورا[6]؟
وكان يصوم شعبان ورمضان وثلاثة أيام من كل شهر[7] وكان إذا دخل شهر رمضان يتغيّر لونه وتكثر صلاته ويبتهل في الدعاء[8]. وإذا دخل العشر الأواخر منه شدّ المئزر واجتنب النساء وأحيى الليل وتفرّغ للعبادة[9]. وكان يقول عن الدعاء : « الدعاء مخّ العبادة »[10] و « سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والأرض »[11] . وقد كان دائم الاتصال باللّه ، دائم الانشداد إليه بالضراعة والدعاء في كل عمل كبير أو صغير ، حتى كان يستغفر اللّه كل يوم سبعين مرّة ويتوب إليه سبعين مرة من غير ذنب[12] ، ولم يستيقظ من نوم قطّ إلّا خرّ للّه ساجدا[13] وكان يحمد اللّه في كل يوم ثلاثمائة وستين مرّة ويقول : « الحمد للّه ربّ العالمين كثيرا على كل حال »[14] ولقد كان دؤوبا على قراءة القرآن وشغوفا به .
ونزل عليه جبرئيل مخففا لمّا أجهد نفسه بالعبادة بقوله تعالى {طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} [طه: 1، 2]
[1] أمالي الطوسي : 2 / 141 .
[2] بحار الأنوار : 83 / 16 .
[3] اخلاق النبي وآدابه : 251 .
[4] المصدر السابق : 201 .
[5] سنن النبي : 32
[6] اخلاق النبي : 199 ، وصحيح البخاري : 1 / 381 / الحديث 1078 .
[7] وسائل الشيعة : 4 / 309 .
[8] سنن النبي : 300 .
[9] الكافي : 4 / 155
[10] المحجة البيضاء : 2 / 282 .
[11] المصدر السابق : 2 / 284
[12] بحار الأنوار : 16 / 217
[13] المصدر السابق : 16 / 253 .
[14] الكافي : 2 / 503 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|