المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06

الكواكب - مجموعة الكواكب العملاقة
8-3-2022
تشريع الحج
2024-11-03
مقصورة الإخراج التليفزيوني
26/9/2022
تعمد الكلام
29-9-2016
علي لم يبايع بسبب الوحشة من عدم مشورته وليس بسبب عدم مشروعية خلافة أبي بكر
12-4-2017
أضرار القسوة والتناقض في التربية
11-4-2017


دلائل وبراهين الامام الهادي  
  
3674   03:38 مساءً   التاريخ: 29-07-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية
الجزء والصفحة : ص 227-236
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام) /

روى الطبرسي عن ابن عياش بسنده عن ابي هاشم الجعفري قال : كنت بالمدينة حين مر بها بغا ايام الواثق في طلب الاعراب فقال ابوالحسن (عليه السلام) : اخرجوا بنا حتى ننظر الى تعبئة هذا التركي فخرجنا فوقفنا فمرت بنا تعبئته فمر بنا تركي فكلمه ابوالحسن (عليه السلام) بالتركية فنزل عن فرسه فقبل حافر دابته قال فحلفت التركي وقلت له : ما قال لك الرجل ؟ قال هذا نبي ؟.

قلت : ليس هذا بنبي قال دعاني باسم سميت به في صغري في بلاد الترك ما علمه احد الى الساعة.

وعنه ايضاً عن ابي هاشم الجعفري قال : دخلت على ابي الحسن (عليه السلام) فكلمني بالهندية فلم احسن ان ارد عليه وكان بين يديه ركوة ملئت حصىً فتناول حصاة واحدة ووضعها في فيه فمصها ملياً ثم رمى بها اليَّ فوضعتها في فمي فواللّه ما برحت من عنده حتى تكلمت بثلاثة وسبعين لساناً اولها الهندية.

وروى الشيخ عن كافور الخادم قال : قال لي الإِمام علي بن محمد (عليهما السلام) اترك لي السطل الفلاني في الموضع الفلاني لأتطهَّر منه للصلاة وانفذني في حاجة وقال اذا عدت فافعل ذلك ليكون معدّاً اذا تأهبت للصلاة واستلقى (عليه السلام) لينام ونسيت ما قال لي وكانت ليلة باردة فأحسست به وقد قام الى الصلاة وذكرت انني لم اترك السطل فبعدت عن الموضع خوفاً من لومه وتألمت له حيث يشقى بطلب الإناء فناداني نداء مغضب  فقلت إنا للّه ايش عذري ان اقول نسيت مثل هذا  ولم اجد بداً من اجابته فجئت مرعوباً فقال: يا ويلك اما عرفت رسمي انني لا اتطهر الا بماء بارد فسخنت لي ماء فتركته في السطل فقلت واللّه يا سيدي ما تركت السطل ولا الماء قال الحمد للّه واللّه لا تركنا رخصته ولا رددنا منحه الحمد للّه الذي جعلنا من اهل طاعته ووفقنا للعون على عبادته ان النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: ان اللّه يغضب على من لا يقبل رخصته .

وعن الشيخ الصدوق عن ابي هاشم الجعفري: قال اصابتني ضيقة شديدة فصرت الى ابي الحسن بن علي بن محمد (عليه السلام ) فأذن لي  فلما جلست قال: يا أبا هاشم أي نعم اللّه عز وجل عليك تريد ان تؤدي شكرها؟ قال ابوهاشم فوجمت فلم ادر ما اقول له فابتدأ (عليه السلام) فقال: رزقك الايمان فحرم به بدنك على النار ورزقك العافية فأعانتك على الطاعة ورزقك القنوع فصانك عن التبذل يا ابا هاشم انما ابتدأتك بهذا لأني ظننت انك تريد ان تشكو لي من فعل بك هذا وقد امرت لك بمئة دينار فخذها .

وروى الطبرسي عن محمد بن الحسن الاشتر العلوي: قال كنت مع ابي على باب المتوكل وانا صبّي في جمع من الناس ما بين طالبي الى عباسي وجعفري ونحن وقوف اذ جاء ابوالحسن (عليه السلام) ترجل الناس كلهم حتى دخل فقال بعضهم لبعض لِمَ نترجل لهذا الغلام؟, وما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا ولا بأسننا والله لا ترجلنا له فقال ابوهاشم الجعفري والله لتترجلن له صغرة اذا رأيتموه فما هو الا ان اقبل وبصروا به حتى ترجل له الناس كلهم فقال لهم ابوهاشم اليس زعمتم انكم لا تترجلون له فقالوا له واللّه ما ملكنا انفسنا حتى ترجلنا .

وروي ان ابا هاشم شكا الى مولانا ابي الحسن علي بن محمد (عليه السلام) ما يلقى من الشوق اليه اذا انحدر من عنده الى بغداد وقال له: يا سيدي ادع اللّه لي فما لي مركوب سوى برذوني هذا على ضعفه  فقال قواك اللّه يا ابا هاشم وقوى برذونك قال فكان ابوهاشم يصلّي الفجر ببغداد ويسير على البرذون فيدرك الزوال من يومه ذلك عسكر سُرَّ من رأى ويعود من يومه الى بغداد اذا شاء على ذلك البرذون بعينه فكان هذا من اعجب الدلائل التي شوهدت اقول: ابوهاشم الجعفري هو داود بن القاسم بن اسحاق بن عبد اللّه بن جعفر بن ابي طالب (عليه السلام) البغدادي الثقة الجليل الذي ادرك الرضا والجواد والهادي والعسكري وصاحب الأمر عليهم السلام) .

وقد روى عنهم كلهم وله اخبار ومسائل وله شعر جيد فيهم ومن شعره في ابي الحسن الهادي (عليه السلام) وقد اعتل :

مادت الأرض بي وآدت فؤادي  ***  واعترتني موارد العرواء

حين قيل الإِمام نضو عليل      ***   قلت نفسي فدته كل الفداء

مرض الدين لاعتلالك واعت   ***    ل وغارت له نجوم السماء

عجباً ان منيت بالداء والسق   ***    م وانت الامام حسم الداء

انت آسي الادواء في الدين    ***      والدنيا ومحيي الأموات والاحياء

روى القطب الراوندي عن جماعة من اهل اصفهان قالوا: كان بأصفهان رجل يقال له عبد الرحمان وكان شيعياً قيل له ما السبب الذي وجب عليك القول بإمامة علي النقي (عليه السلام) دون غيره من الزمان؟.

قال : شاهدت ما اوجب ذلك عليَّ وهو أنّي كنت رجلاً فقيراً وكان لي لسان وجرأة فأخرجني اهل اصفهان سنة من السنين فخرجت مع قوم آخرين الى باب المتوكل متظلمين فكنا بباب المتوكل يوماً اذ خرج الأمر بإحضار علي بن محمد بن الرضا (عليه السلام) فقلت لبعض من حضر من هذا الرجل الذي قد امر بإحضاره؟.

فقيل هذا رجل علوي تقول الرافضة بإمامته ثم قال ويقدَّر ان المتوكِّل يحضره للقتل فقلت لا ابرح من ها هنا حتى انظر الى هذا الرجل أيّ رجل هو قال فأقبل راكباً على فرس وقد قام الناس يمنة الطريق ويسرتها صفين ينظرون اليه فلما رأيته وقع حبه في قلبي فجعلت ادعوله في نفسي بان يدفع اللّه عنه شر المتوكل فاقبل يسير بين الناس وهو ينظر على عرف دابته لا ينظر يمنة ولا يسرة وانا اكرر في نفسي الدعاء له فلما صار بإزائي اقبل بوجهه اليَّ .

وقال: قد استجاب اللّه دعاءك وطوَّل عمرك وكثر مالك وولدك قال فارتعدت من هيبته ووقعت بين اصحابي فسألوني وهم يقولون ما شأنك؟ فقلت خيراً ولم اخبر بذلك مخلوقاً فانصرفنا بعد ذلك الى اصفهان ففتح اللّه عليّ بدعائه وجوهاً من المال حتى انا اليوم أغلق بابي على ما قيمته الف الف درهم سوى مالي خارج داري ورزقت عشرة من الاولاد وقد بلغت الآن من عمري نيفاً وسبعين سنة وانا اقول بإمامة الرجل على الذي علم ما في قلبي واستجاب اللّه دعاءه في امري .

وروي عن هبة اللّه بن ابي منصور الموصلي انه قال: كان بديار ربيعة كاتب نصراني وكان من اهل كفرتوثا يسمى يوسف بن يعقوب وكان بينه وبين والدي صداقة قال: فوافانا فنزل عند والدي .

 فقلت فقال له ما شأنك قدمت في هذا الوقت قال دعيت الى حضرة المتوكل ولا ادري ما يراد مني الا أنّي اشتريت نفسي من اللّه بمئة دينار قد حملتها لعلي بن محمد بن الرضا (عليهم السلام) معي فقال له والدي: قد وفقت في هذا قال: وخرج الى حضرة المتوكل وانصرف الينا بعد ايام قلائل فرحاً مستبشراً فقال له والدي: حدثني حديثك قال صرت الى سر من رأى وما دخلتها قط فنزلت في واد وقلت احب ان اوصل المئة الدينار الى ابن الرضا (عليه السلام) قبل مصيري الى باب المتوكل وقبل ان يعرف احد قدومي قال فعرفت ان المتوكل قد منعه من الركوب وانه ملازم لداره فقلت كيف اصنع؟ رجل نصراني يسأل عن دار ابن الرضا (عليه السلام) لا آمن ان يبدر بي فيكون ذلك زيادة فيما احاذره قال: ففكرت ساعة في ذلك فوقع في قلبي ان اركب حماري واخرج في البلد ولا امنعه من حيث يذهب لعلي اقف على معرفة داره من غير ان أسأل احداً قال فجعلت الدنانير في كاغدة وجعلتها في كمي وركبت فكان الحمار يتخرق الشوارع والاسواق يمر حيث يشاء الى ان صرت الى باب دار فوقف الحمار فجهدت ان يزول فلم يزل فقلت للغلام سل لمن هذه الدار فقيل هذه دار ابن الرضا (عليه السلام) فقلت: اللّه اكبر دلالة مقنعة قال واذا خادم اسود قد خرج فقال: أنت يوسف بن يعقوب؟ قلت نعم قال انزل فنزلت فأقعدني في الدهليز فدخل فقلت في نفسي: هذه دلالة اخرى من اين عرف هذا الغلام اسميُ وليس في هذا البلد من يعرفني ولا دخلته قط فخرج الخادم فقال مئة دينار التي في كمك في الكاغذ هاتها فناولته اياها قلت وهذه ثالثة ثم رجع اليَّ وقال: ادخل فدخلت اليه وهو في مجلسه وحده فقال يا يوسف ما ان لك ؟.

فقلت يا مولاي قد بان لي من البرهان ما فيه كفاية لمن اكتفى فقال هيهات انك لا تسلم ولكن سيسلم ولدك فلان وهومن شيعتنا يا يوسف ان اقواما يزعمون ان ولايتنا لا تنفع امثالكم كذبوا واللّه انها لتنفع امثالك امض فيما وافيت له فانك سترى ما تحب وسيولد لك ولد مبارك قال فمضيت الى باب المتوكل فنلت كل ما اردت فانصرفت قال هبة اللّه: فلقيت ابنه بعد هذا يعني بعد موت والده وهو مسلم حسن التشيع فاخبرني ان اباه مات على النصرانية وانه اسلم بعد موت ابيه وكان يقول انا بشارة مولاي (عليه السلام) .

روى السيد بن طاوس في امان الاخطار عن ابي محمد القاسم بن العلا قال: حدثنا خادم لعلي بن محمد (عليه السلام) قال استأذنته في الزيارة الى طوس فقال لي: يكون معك خاتم فصه عقيق اصفر عليه ما شاء اللّه لا قوة الا باللّه استغفر اللّه وعلي الجانب الآخر محمد وعليّ فانه امان من القطع واتم للسلامة واصون لدينك قال: فخرجت واخذت خاتماً على الصفة التي امرني بها ثم رجعت اليه فقال يا صافي قلت لبيك يا سيدي قال ليكن معك خاتم آخر فيروز جفانه يلقاك في طريقك اسد بين طوس ونيسابور فيمنع القافلة من المسير فتقدم اليه وأره الخاتم وقل له: مولاي يقول لك تنح عن الطريق ثم قال ليكن نقشه اللّه الملك وعلى الجانب الآخر الملك للّه الواحد القهار فأنه خاتم امير المؤمنين علي (عليه السلام) كان عليه: اللّه الملك فلما ولي الخلافة نقش على خاتمه الملك للّه الواحد القهار وكان فصه فيروز وهو امان من السباع خاصة وظفر في الحروب قال الخادم فخرجت في سفري فلقيني واللّه السبع ففعلت ما امرت ورجعت وحدثته فقال لي: بقيت عليك خصلة لم تحدثني بها ان شئت حدثتك بها فقلت يا سيدي لعلي نسيتها فقال: نعم بت ليلة بطوس عند القبر. فصار الى القبر قوم من الجن لزيارته فنظروا الى الفص في يدك فقرأوا نقشه فأخذوه من يدك وصاروا الى عليل لهم وغسلوا الخاتم بالماء وسقوه ذلك الماء فبرئ وردوا الخاتم اليك وكان في يدك اليمنى فصيروه في يدك اليسرى فكثر تعجبك من ذلك ولم تعرف السبب فيه ووجدت عند رأسك حجر ياقوت فاخذته وهو معك فاحمله الى السوق فانك ستبيعه بثمانين ديناراً فحملته الى السوق وبعته بثمانين ديناراً كما قال سيدي منه في الحاشية .

وعن زرارة حاجب المتوكل قال: وقع رجل مشعبذ من ناحية الهند الي المتوكل يلعب بالحق لم ير مثله وكان المتوكل لعاباً فاراد ان يخجل علي ابن محمد بن الرضا (عليه السلام) فقال لذلك الرجل: ان انت اخجلته اعطيتك الف دينار ركنية قال: تقدم بان يخبز دقاق خفاف واجعلها على المائدة واقعدني الى جنبه ففعل واحضر عليّ بن محمد (عليهما السلام) وكانت له مسورة عن يساره كان عليها صورة اسد .

وروي انه كان على باب من الابواب ستر وعليه صورة اسد وجلس اللاعب الى جانب المسورة وقدم الطعام فمد علي بن محمد (عليه السلام) يده الى دقاقة فطيرها المشعبذ في الهواء فمد (عليه السلام) يده الى اخرى فطيرها فتضاحك الناس فضرب علي بن محمد (عليه السلام) يده على تلك الصورة التي على المسورة وقال خذ عدو اللّه فوثبت تلك الصورة من المسورة فابتلعت الرجل اللاعب وعادت في المسورة كما كانت فتحيَّر الجميع فنهض علي بن محمد (عليه السلام) ليمضي فقال المتوكل سألتك الا جلست ورددته فقال واللّه لا يرى بعدها اتسلط اعداء اللّه على اولياء اللّه وخرج من عنده فلم ير الرجل بعد ذلك .

وروي ان المتوكل امر العسكر وهم تسعون الف فارس من الاتراك الساكنين بسر من رأى ان يملأ كل واحد مخلاة فرسه من الطين الأحمر ويجعل  ويجعلوا بعضه على بعض في وسط برية واسعة هناك فلما فعلوا ذلك صار مثل جبل عظيم واسمه تل المخالي صعد فوقه واستدعى ابا الحسن (عليه السلام) واستصعده وقال استحضرتك لنظارة خيولي وقد كان امرهم ان يلبوا التجافيف ويحملوا الاسلحة وقد عرضوا بأحسن زينة وأتم عدد وعظم هيبة وكان غرضه ان يكسر قلب كل من يخرج عليه وكان خوفه من ابي الحسن (عليه السلام) ان يأمر احدا من اهل بيته ان يخرج على الخليفة فقال له ابوالحسن (صلوات اللّه عليه) وهل تريد ان اعرض عليك عسكري ؟.

 قال نعم فدعا اللّه سبحانه فإذا بين السماء والأرض من المشرق والمغرب ملائكة مدججون فغشي على الخليفة فلما افاق قال له ابوالحسن (عليه السلام) نحن لا ننافسكم في الدنيا نحن مشتغلون بأمر الآخرة فلا عليك مني مما تظن بأس .

وفي الدر النظيم قال محمد بن يحيى قال: يحيى بن اكثم: في مجلس الواثق والفقهاء بحضرته من حلق رأس آدم (عليه السلام) حين حج؟ فتعايى القوم عن الجواب فقال الواثق انا احضركم من ينبئكم بالخبر فبعث الى علي بن محمد الهادي (عليه السلام) فاحضره فقال له يا ابا الحسن من حلق رأس آدم حين حج ؟.

فقال سألتك يا امير المؤمنين إلا أعفيتني قال اقسمت لتقولن قال: اما اذا ابيت فان ابي حدثني عن جدي عن ابيه عن جدَّه قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله)  أمر جبرائيل ان ينزل بياقوتة من الجنة فهبط بها فمسح بها رأس آدم فتناثر الشعر منه فحيث بلغ نورها صار حرماً .

روى الأربلي ان ابا الحسن (عليه السلام) خرج يوماً من سر من رأى الى قرية لمهّم عرض له فجاء رجل من الاعراب يطلبه فقيل له: قد ذهب الى الموضع الفلاني فقصده فلما وصل اليه قال (عليه السلام) له: ما حاجتك؟ فقال انا رجل من اعراب الكوفة المتمسكين بولاء جدِّك عليّ بن ابي طالب (عليه السلام) وقد ركبني دين فادح اثقلني حمله ولم أر من اقصده لقضائه سواك فقال له ابوالحسن (عليه السلام) طب نفساً وقر عيناً ثم انزله فلما اصبح ذلك اليوم قال له ابوالحسن (عليه السلام): اريد منك حاجة اللّه اللّه ان تخالفني فيها فقال الأعرابي لا أخالفك فكتب ابوالحسن (عليه السلام) ورقة بخطه معترفاً فيها ان عليه للأعرابي مالاً عينه فيها يرجح على دينه وقال خذا هذا الخط فاذا وصلت الى سر من رأى احضر الي وعندي جماعة فطالبني به واغلظ القول علي في ترك ابقائك اياه اللّه اللّه في مخالفتي فقال افعل واخذ الخط فلما وصل ابوالحسن (عليه السلام) الي سر من رأى وحضر عنده جماعة كثيرون من اصحاب الخليفة وغيرهم حضر ذلك الرجل واخرج الخط وطالبه وقال: كما أوصاه فألان ابوالحسن (عليه السلام) له القول ورفقه وجعل يعتذر اليه ووعده بوفائه وطيبة نفسه فنقل ذلك الى الخليفة المتوكل فامر ان يحمل الى ابي الحسن (عليه السلام) ثلاثون الف درهم فلما حملت اليه تركها الى ان جاء الرجل فقال: خذ هذا المال فاقض منه دينك وانفق الباقي على عيالك واهلك واعذرنا فقال له الاعرابي: يا بن رسول اللّه واللّه ان أملي كان يقصر عن ثلث هذا ولكن الّله اعلم حيث يجعل رسالته واخذ المال وانصرف وهذه منقبة من سمعها حكم له بمكارم الاخلاق قلت ويشبه هذا ما روي عن الديلمي في كتاب اعلام الورى عن ابي امامة: ان رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال ذات يوم لأصحابه الا احدثكم عن الخضر؟.

 قالوا بلى يا رسول اللّه قال بينا هو يمشي في سوق من اسواق بني اسرائيل اذ بصر به مسكين فقال تصدق عليَّ بارك اللّه فيك قال الخضر آمنت باللّه ما يقضي اللّه يكون ما عندي من شيء أعطيكه قال المسكين بوجه اللّه لما تصدقت عليَّ اني رأيت الخير في وجهك ورجوت الخير عندك قال الخضر (عليه السلام) آمنت باللّه انك سألتني بأمر عظيم ما عندي من شيء أعطيكه الا ان تأخذني فتبيعني قال المسكين وهل يستقيم هذا قال: الحق اقول لك انك سألتني بأمر عظيم سألتني بوجه ربي عز وجل اما اني لا اخيبك في مسألتي بوجه ربّي فبعني فقدمه الى السوق فباعه بأربعمئة درهم فمكث عند المشتري زماناً لا يستعمله في شيء فقال الخضر (عليه السلام) انما ابتعتني التماس خدمتي فمرني بعمل قال: اني اكره ان اشق عليك انك شيخ كبير قال: لست تشق عليَّ قال فقم فانقل هذه الحجارة قال وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم فقام فنقل الحجارة في ساعته فقال له احسنت واجملت واطقت ما لم يطقه احد قال: ثم عرض للرجل سفر فقال إنِّي احسبك أميناً فاخلفني في أهلي خلافة حسنة وانِّي اكره ان اشق عليك قال: لست تشق عليَّ قال: فاضرب من اللبن شيئاً حتى ارجع اليك قال فخرج الرجل لسفره ورجع وقد شيد بناء فقال له الرجل اسألك بوجه اللّه ما حسبك وما أمرك؟ قال إنّك سألتني بأمر عظيم بوجه اللّه عز وجل ووجه اللّه اوقعني في العبودية وسأخبرك من انا انا الخضر الذي سمعت به سألني مسكين صدقة ولم يكن عندي شيء اعطيه فسألني بوجه اللّه عز وَجل فراد سائله وهو قادر على ذلك وقف يوم القيامة ليس لوجهه جلد ولا لحم ولا دم الا عظم يتقعقع قال الرجل شققت عليك ولم اعرفك قال لا بأس اتقيت واحسنت قال: بأبي انت وامّي احكم في اهلي ومالي بما أراك اللّه عز وجلّ ام اخيرك فاخلي سبيلك قال احب اليَّ ان تخلي سبيلي فاعبد اللّه على سبيله فقال الخضر: الحمد للّه الذي اوقعني في العبودية فأنجاني منها .

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.