أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-21
435
التاريخ: 9-10-2014
1746
التاريخ: 3-2-2016
2473
التاريخ: 18-11-2014
2038
|
تشكّلت المحكمة ، وكان زعماء القوم قد إجتمعوا هناك ، ويقول بعض المفسّرين : أنّ نمرود نفسه كان مشرفاً على هذه المحاكمة ، وأوّل سؤال وجّهوه إلى إبراهيم (عليه السلام) هو أن : {قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ} [الأنبياء : 62] ؟
هؤلاء لم يكونوا مستعدّين حتّى للقول : أأنت حطّمت آلهتنا وجعلتها قطعاً متناثرة ؟ بل قالوا فقط : أأنت فعلت بآلهتنا ذلك ؟
فأجابهم إبراهيم جواباً أفحمهم ، وجعلهم في حيرة لم يجدوا منها مخرجاً {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ } [الأنبياء : 63].
إنّ من اُسس علم معرفة الجرائم أن يكون المتّهم بادية عليه آثار الجريمة ، والملاحظ هنا أنّ آثار الجريمة كانت باديةً على يد الصنم الكبير ، [وفقاً للرواية المعروفة : إنّ إبراهيم جعل الفأس على رقبة الصنم الكبير لماذا تأتون إليّ ؟ ولماذا لا تتّهمون إلهكم الكبير ؟ ألا تحتملون أنّه غضب على الآلهة الصغيرة ، أو إنّه إعتبرهم منافسيه في المستقبل فعاقبهم ؟
ولمّا كان ظاهر هذا التعبير لا يطابق الواقع في نظر المفسّرين ، ولمّا كان إبراهيم نبيّاً معصوماً ولا يكذب أبداً ، فقد ذكروا تفاسير مختلفة ، وأفضلها كما يبدو هو : إنّ إبراهيم (عليه السلام) قد نسب العمل إلى كبير الأصنام قطعاً ، إلاّ أنّ كلّ القرائن تشهد أنّه لم يكن جادّاً في قصده ، بل كان يريد أن يزعزع عقائد الوثنيين الخرافية الواهية ، ويفنّدها أمامهم ، ويُفهم هؤلاء أنّ هذه الأحجار والأخشاب التي لا حياة فيها ذليلة وعاجزة إلى الحدّ الذي لا تستطيع أن تتكلّم بجملة واحدة تستنجد بعبّادها ، فكيف يريدون منها أن تحلّ معضلاتهم ؟ !
ونظير هذا التعبير كثير في محادثاتنا اليوميّة ، فنحن إذا أردنا إبطال أقوال الطرف المقابل نضعِ أمامه مسلّماته على هيئة الأمر أو الإخبار أو الإستفهام ، وهذا ليس كذباً أبداً ، بل الكذب هو القول الذي لا يمتلك القرينة معه.
وفي رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) في كتاب الكافي : «إنّما قال : بل فعله كبيرهم ، إرادة الإصلاح ، ودلالة على أنّهم لا يفعلون» ثمّ قال : «والله ما فعلوه وما كذّب».
وإحتمل جمع من المفسّرين أنّ إبراهيم قد أدّى هذا المطلب بشكل جملة شرطيّة وقال : إنّ الأصنام إذا كانت تتكلّم فإنّها قد فعلت هذا الفعل ، ومن المسلّم أنّ هذا التعبير لم يكن خلاف الواقع ، لأنّ الأصنام لم تكن تتكلّم ، ولم تكن قد أقدمت على مثل هذا العمل ، ولم يصدر منها ، ووردت رواية في مضمون هذا التّفسير أيضاً.
إلاّ أنّ التّفسير الأوّل يبدو هو الأقرب ، لأنّ الجملة الشرطيّة «إن كانوا ينطقون» جواب الطلب في «فاسألوهم» ، وليست شرطاً لجملة «بل فعله كبيرهم». (فلاحظوا بدقّة).
واللطيفة الاُخرى التي ينبغي الإلتفات إليها هي : إنّ العبارة هي أنّه يجب أن يسأل من الأصنام المحطّمة الأيدي والأرجل عمّن فعل بها ذلك ، لا من الصنم الكبير ، لأنّ ضمير (هم) ، وكذلك ضمائر «إن كانوا ينطقون» كلّها بصيغة الجمع ، وهذا أنسب مع التّفسير الأوّل (1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ إضافة إلى أنّ ضمير كبيرهم مع البقيّة متشابه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|