أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-6-2019
1936
التاريخ: 25/12/2022
1721
التاريخ: 2024-05-25
567
التاريخ: 27-12-2021
1828
|
للهوى في حياة الإنسان ثلاثة أدوار مهمة :
أولاً : ان الهوى من أقوى عناصر التحريك في نفس الإنسان ، وقد ربط الله تعالى معظم القضايا الحيوية المهمة في حياة الإنسان بهذا العنصر الأساسي.
(فمن) تلك القضايا الحساسة والمهمة التي لها ارتباط قوي بالهوى التناسل فلولا غريزة الجنس، والرغبة الكامنة في الإنسان فيه لانقطع الجنس البشري.
و(منها) ان نمو الإنسان المرتبطة بالأكل والشرب فلو لم يجد الإنسان لذة في الأكل والشرب لما نما، ولما استمر وجوده.
(ومنها) غريزة الاجتماع، والتي تمثل ضرورة مهمة في الحياة فإن الله ربطها بالهوى، وبهذه الغريزة تحفظ الحياة الاجتماعية.
(ومنها) غريزة حب التملك المرتبطة بعجلة الاقتصاد ، ولولاها لما سارت عجلة الاقتصاد ، وكذلك الدفاع عن النفس ارتبط بغريزة الغضب، ولولاها لما دافع الإنسان عن نفسه.
ثانياً : ان الاهواء لها دور مهم في دفع الإنسان إلى صعود سلم الكمال والوصول إلى الله ؛ وذلك ان الإنسان يتميز عن سائر الكائنات الاخرى ان تكامله يتم بصورة إرادية بينما الكائنات الاخرى تتكامل بصورة قهرية ؛ ولهذا السبب جعل الله الإنسان خليفته في الأرض فالكائنات كلها من حيوان وجماد ونبات وملائكة مسخرة لإرادة الله وتسير وفق نظام معين لا تستطيع الخروج عنه ، اما الإنسان فليس كذلك، وإنما هو خليفه ووكيل ينفذ أوامر الله بإختياره.
وهناك فرق بين العمل الذي تؤديه الآلة المسخرة ، وبين العمل الذي يؤديه الوكيل.
فعمل الاول بدون إرادة ، وهذا معنى التسخير ، والثاني يعمل بإرادة وحركة إرادية تتم من خلال الكدح، وبعبارة أخرى الفرق بينهما كالفرق بين من يهبط من الجبل بفعل الجاذبية ، ويفقد إرادته وقوته، وبين من يصعد الجبل ويقاوم الجاذبية ؛ ولذا عبر القرآن الكريم عن عملية تكامل الإنسان بالكدح يقول تعالى : {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ } [الانشقاق: 6].
فتكامل الإنسان إذن يتم من خلال العبور على بحر طافح بالأهواء والشهوات ، والميول الجاذبة ، وهو بحركته إلى الله يقاوم تلك الميول بإرادته ، ولو سلب الإنسان هذه الاهواء لسلبت منه الحركة ، وعجز عن التكامل الروحي والنفسي، والعقلي.
ثالثا : ان الله تعالى جعل في كل جانب من جوانب الكون الرحيب ذخائر يتم حركة الكون واستمرارية بقائه من خلالها.
فالبحار ذخائر للإرواء، والهواء ذخائر للتنفس وغيره في الارض ذخائر كامنة ، وفي الشمس ذخائر من النور والحرارة، هذا من جانب ، ومن جانب آخر جعل الله في نفوس أبناء آدم ذخائر، فهذه الاهواء والشهوات والميول من الذخائر التي أودعها الله في نفوسنا لتتحول بإرادتنا إلى عزم، وبصيرة، وحركة نتيجة تفاعلات داخل النفس. ونحن لا ندري كيف تتم هذه التفاعلات ، ولكن نعلم أن مقاومة يوسف (عليه السلام) لرغبة الجنة تحولت إلى علم ، وحكمة وبصيرة ...
إذن هناك ذخائر كامنة في نفس الإنسان تتحول بإرادته إلى قوة معنوية : علم، وبصيرة، وعزم، ونور في الحياة يمشي به بين الناس.
ومن الحقائق النفسية المهمة ان كل رغبة وميل نفسي عندما يقاومه الإنسان يتحول إلى عكسه، يقول تعالى : {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ} [البقرة: 282].
اي كافحوا شهواتكم يعطيكم الله علماً وبصيرة، وهذا باب واسع لم يلجه العلماء مع الأسف ، وهو ينتظر من يدرسه .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|