أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-28
301
التاريخ: 25-1-2021
2087
التاريخ: 23-2-2021
2522
التاريخ: 7-7-2021
1585
|
كان لقمان يقول لابنه : يا بني ، إن الدنيا بحر عميق ، وقد هلك فيها عالم كثير ، فاجعل سفينتك فيها الإيمان بالله ، واجعل شراعها التوكل على الله ، واجعل زادك فيها تقوى الله ، فإن نجوت فبرحمة الله ، وإن هلكت فبذنوبك (1).
وقد ورد نفس هذا المطلب ضمن كلام الإمام الكاظم (عليه السلام) مع هشام بن الحكم بصورة اكمل ، نقلا عن لقمان الحكيم : "يا بني ، إن الدنيا بحر عميق ، قد غرق فيها عالم كثير ، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله ، وحشوها الإيمان ، وشراعها التوكل ، وقيمها العقل ، ودليلها العلم ، وسكانها الصبر"(2).
وفي حوار آخر مع إبنه حول آداب السفر يقول : يا بني ، سافر بسيفك وخفك وعمامتك ، وخبائك وسقائك ، وخيوطك ومخرزك ، وتزود معك من الأدوية ما تنتفع به انت ومن معك ، وكن لأصحابك موافقا إلا في معصية الله عز وجل.
يا بني ، إذا سافرت مع قوم فاكثر استشارتهم في امرك وامورهم.
واكثر التبسم في وجوههم.
وكن كريما على زادك بينهم .
وإذا دعوك فأجبهم ، وإذا استعانوا بك فأعنهم.
واستعمل طول الصمت ، وكثرة الصلاة ، وسخاء النفس بما معك من دابة او ماء او زاد.
وإذا استشهدوك على الحق فأشهد لهم .
واجهد رايك إذا استشاروك ، ثم لا تعزم حتى تتثبت وتنظر ، ولا تجب في مشورة حتى تقوم فيها وتقعد ، وتنام وتأكل وتصلي ، وانت مستعمل فكرتك وحكمتك في مشورته ، فإن من لم يمحض النتيجة من استشاره سلبه الله رايه.
وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم ، فإذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم.
واسمع لمن هو اكبر منك سنا.
وإذا امروك بأمر ، وسألوك شيئا فقل : نعم ، ولا تقل : لا ، فإن (لا) عي ولؤم.
يا بني ، إذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخرها لشيء ، صلها واسترح منها فإنها دين.
وصل في جماعة ولو على رأس زج.
وإن استطعت ان لا تأكل طعاما حتى تبتدئ فتتصدق منه فأفعل.
وعليك بقراءة كتاب الله (3).
وثمة قصة معروفة ايضا عن لقمان ، وهي ان مولاه دعاه – يوم كان عبدا – فقال : اذبح شاة ، فأتني بأطيب مضغتين منها ، فذبح شاة ، واتاه بالقلب واللسان.
وبعد عدة ايام امره ان يذبح شاة ، ويأتيه بأخبث اعضائها ، فذبح شاة وأتاه بالقلب والسان ، فتعجب وسأله عن ذلك فقال : إن القلب واللسان إذا طهرا فهما اطيب من كل شيء ، وإذا خبثا كانا اخبث من كل شيء (4).
وننهي هذا البحث بحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال :
" والله ما أوتي لقمان الحكمة لحسب ولا مال ولا بسط في جسم ولا جمال ، ولكنه كان رجلا قويا في امر الله ، متورعا في الله ، ساكتا سكينا عميق النظر ، طويل التفكر ، حديد البصر .
ولم ينم نهارا قط – اي أوله – ولم يتكئ في مجلس قط – وهو عرف المتكبرين – ولم يتفل في مجلس قوم قط ، ولم يعبث بشيء قط ، ولم يره احد من الناس على بول ولا غائط قط ، ولا على اغتسال لشدة تستره وتحفظه في أمره.
ولم يمر بين رجلين يقتتلان او يختصمان إلا أصلح بينهما ، ولم يسمع قولا استحسنه من احد قط إلا سأله عن تفسيره وعمن اخذه ، وكان يكثر مجالسه الفقهاء والعلماء ، ويتعلم من العلوم ما يغلب به نفسه ، ويجاهد به هواه ، وكان لا يظعن إلا فيما ينفعه ، ولا ينظر إلا فيما يعنيه. فبذلك اوتي الحكمة ومنح القضية"(5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- تفسير مجمع البيان : 8 / 316 ، ذيل الآيات 15 – 12 من سورة لقمان.
2- أصول الكافي : 1 / 13 كتاب العقل والجهل.
3- المصدر السابق.
4- تفسير البيضاوي والثعلبي ، ولكن نقل في تفسير مجمع البيان جزئه الأول فقط.
5- تفسير مجمع البيان بتلخيص.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|