المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6253 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



نبذة من حكمة لقمان  
  
2321   01:11 صباحاً   التاريخ: 5-5-2020
المؤلف : السيد حسين الحسيني
الكتاب أو المصدر : مئة موضوع اخلاقي في القرآن والحديث
الجزء والصفحة : 416-418
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /

كان لقمان يقول لابنه : يا بني ، إن الدنيا بحر عميق ، وقد هلك فيها عالم كثير ، فاجعل سفينتك فيها الإيمان بالله ، واجعل شراعها التوكل على الله ، واجعل زادك فيها تقوى الله ، فإن نجوت فبرحمة الله ، وإن هلكت فبذنوبك (1).

وقد ورد نفس هذا المطلب ضمن كلام الإمام الكاظم (عليه السلام) مع هشام بن الحكم بصورة اكمل ، نقلا عن لقمان الحكيم : "يا بني ، إن الدنيا بحر عميق ، قد غرق فيها عالم كثير ، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله ، وحشوها الإيمان ، وشراعها التوكل ، وقيمها العقل ،  ودليلها العلم ، وسكانها الصبر"(2).

وفي حوار آخر مع إبنه حول آداب السفر يقول : يا بني ، سافر بسيفك وخفك وعمامتك ، وخبائك وسقائك  ، وخيوطك ومخرزك ، وتزود معك من الأدوية ما تنتفع به انت ومن معك ، وكن لأصحابك موافقا إلا في معصية الله عز وجل.

يا بني ، إذا سافرت مع قوم فاكثر استشارتهم في امرك وامورهم.

واكثر التبسم في وجوههم.

وكن كريما على زادك بينهم .

وإذا دعوك فأجبهم ، وإذا استعانوا بك فأعنهم.

واستعمل طول الصمت ، وكثرة الصلاة ، وسخاء النفس بما معك من دابة او ماء او زاد.

وإذا استشهدوك على الحق فأشهد لهم .

واجهد رايك إذا استشاروك ، ثم لا تعزم حتى تتثبت وتنظر ، ولا تجب في مشورة حتى تقوم فيها وتقعد ، وتنام وتأكل وتصلي ، وانت مستعمل فكرتك وحكمتك في مشورته ، فإن من لم يمحض النتيجة من استشاره سلبه الله رايه.

وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم ، فإذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم.

واسمع لمن هو اكبر منك سنا.

وإذا امروك بأمر ، وسألوك شيئا فقل : نعم ، ولا تقل : لا ، فإن (لا) عي ولؤم.

يا بني ، إذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخرها لشيء ، صلها واسترح منها فإنها دين.

وصل في جماعة ولو على رأس زج.

وإن استطعت ان لا تأكل طعاما حتى تبتدئ فتتصدق منه فأفعل.

وعليك بقراءة كتاب الله (3).

وثمة قصة معروفة ايضا عن لقمان ، وهي ان مولاه دعاه – يوم كان عبدا – فقال : اذبح شاة ، فأتني بأطيب مضغتين منها ، فذبح شاة ، واتاه بالقلب واللسان.

وبعد عدة ايام امره ان يذبح شاة ، ويأتيه بأخبث اعضائها ، فذبح شاة وأتاه بالقلب والسان ، فتعجب وسأله عن ذلك فقال : إن القلب واللسان إذا طهرا فهما اطيب من كل شيء ، وإذا خبثا كانا اخبث من كل شيء (4).

وننهي هذا البحث بحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال :

" والله ما أوتي لقمان الحكمة لحسب ولا مال ولا بسط في جسم ولا جمال ، ولكنه كان رجلا قويا في امر الله ، متورعا في الله ، ساكتا سكينا عميق النظر ، طويل التفكر ، حديد البصر .

ولم ينم نهارا قط – اي أوله – ولم يتكئ في مجلس قط – وهو عرف المتكبرين – ولم يتفل في مجلس قوم قط ، ولم يعبث بشيء قط ، ولم يره احد من الناس على بول ولا غائط  قط ، ولا على اغتسال لشدة تستره وتحفظه في أمره.

ولم يمر بين رجلين يقتتلان او يختصمان إلا أصلح بينهما ، ولم يسمع قولا استحسنه من احد قط إلا سأله عن تفسيره وعمن اخذه ، وكان يكثر مجالسه الفقهاء والعلماء ، ويتعلم من العلوم ما يغلب به نفسه ، ويجاهد به هواه ، وكان لا يظعن إلا فيما ينفعه ، ولا ينظر إلا فيما يعنيه. فبذلك اوتي الحكمة ومنح القضية"(5).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- تفسير مجمع البيان : 8 / 316 ، ذيل الآيات 15 – 12 من سورة لقمان.

2- أصول الكافي : 1 / 13 كتاب العقل والجهل.

3- المصدر السابق.

4- تفسير البيضاوي والثعلبي ، ولكن نقل في تفسير مجمع البيان جزئه الأول فقط.

5- تفسير مجمع البيان بتلخيص.

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.