أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-19
1282
التاريخ: 23-8-2016
1969
التاريخ: 5-4-2019
2079
التاريخ: 24-2-2022
2328
|
اعتبر القرآن الكريم القلب مركزاً لسلسلة من الإلهامات والإلقاءات الإلهية حيث ان كل إنسان وفي اي مستوى محافظ على طهارته القلبية ، وعامل ومنفذ لها فإن هذا المركز سيكون طريقاً للخلاص والعبودية ، وقد صرح القرآن بذلك كقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } [الأنفال: 29] (2).
وهذه الحالة لا تتحقق إلا بتزكية النفس من الادران ، يقول {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا } [الشمس: 7 - 10].
فإذا طهرت النفس من خبائث الآنية والانانية ، ومذاق الاخلاق، وادران الذنوب اصبحت مؤهلة ، لتلقي الفيض الإلهي، ورد عن امير المؤمنين (عليه السلام) انه قال : (العلم صبغ النفس، وليس يفوق صبغ الشيء حتى ينظف من كل دنس)(1) .
وهذه بديهية فإن الورقة الملوثة لا تظهر عليها الكتابة واضحة؛ ولذا فإن نقاء صفحة القلب وبياضها شرط لانطباع العلم فيها فإذا لوث القلب بمرض الحقد والحسد ، والعجب ، والتكبر، والغرور ... الخ .
فلا يكون قابلا لتلقي الفيوضات الإلهية، ولا يمكن ان يكون مصباحاً يشع النور على الآخرين ، ويفيض الحب والحنان عليهم وعندما يمتلئ بتقوى الله يرزقه الله قوة التميز بين الحق والباطل والشر، وبين الهدى والضلال {إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} [الأنفال: 29].
بمعنى ان تتقوا الله لم يختلط عندكم ما يرضي الله في جميع ما تقدم بما يسخطه ويكفر عنكم سيئاتكم ، ويغفر لكم، والله ذو الفضل العظيم)(2).
إن المعرفة لا تحجب عن القلوب الطاهرة ، وانما الذي يحجبها عنها هي الذنوب والمعاصي، وذمائم الأخلاق، فإنها تكدر القلب وتجعله مظلماً لا يقبل النور؛ لأن (القلوب كالأواني ما دامت ممتلئة بالماء لا يدخلها الهواء، فكذلك القلوب المشغولة بغير الله لا تدخلها المعرفة بجلال الله، وإليه الإشارة بقولة (صلى الله عليه واله): لولا ان الشياطين يحومون على قلوب بني آدم، لنظروا إلى ملكوت السماوات)(5).
ومن هنا يتضح ان إشراق القلب ، وجلاء البصيرة، لا يتحقق بدون تحصيل التقوى فالتقوى تساعد على صفاء القلب ، وترسخ العلم فيه ، وجريان الحكمة منه وهذا يحتاج إلى تخلية من كل الأدران بالمجاهدة الشديدة للنفس فلا تحصل التحلية بدون حصول التخلية كما يقول علماء الاخلاق ، قال تعالى : {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } [العنكبوت: 69].
والجهاد في الله هو مجاهدة النفس العدو الباطني للإنسان ، وهو مفتاح أبواب الجهاد الاخرى؛ ولذا صار سبيلاً يفتح الله به على عباده سبل الهداية من اوسع ابوابها.
إن المرآة الملوثة لا تعكس الصورة كاملة، والمصباح الذي تراكم عليه الدخان لا يشع النور، كذلك القلب الملوث بالأدران وذمائم الاخلاق لا يمكن ان يتقبل النور الإلهي فضلاً عن أن يشعه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الشهيد المطهري، من كتاب جهان بيني باللغة الفارسية.
(2) ابن ابي الحديد، شرح نهج البلاغة: 20 / 268 ، ط/ دار احياء الكتب العربية.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|