أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2022
1506
التاريخ: 3-2-2022
3108
التاريخ: 15-7-2021
2239
التاريخ: 23-8-2016
2937
|
قد ذكر علماء الأخلاق مراتب أربعة للورع، بين الواحدة والاُخرى ممّـا عليه الناس وطلاّب العلوم الدينيّة مسافات بعيدة المدى، فالورع يتفاوت بين الناس في مراحل:
1 ـ ورعُ التائبين: وذلك حين يمنع العبد إيمانه من ارتكاب المحرّمات خوفاً من المولى تبارك وتعالى أن تنطبق عليه صفة الفسق في دينه، واتّباع الشيطان، وهذا ما يسمّى بتقوى العامّ..
2 ـ ورعُ الصالحين: وذلك حين يمتنع عن اقتحام الشبهات خوفاً من ارتطامه في المحرّمات؛ لأنّ من حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه، فيدع ما يريبه إلى ما لا يريبه، وهذا ما يسمّى بتقوى الخاصّ..
3 ـ ورعُ المتّقين: وذلك حين يبتعد عن المباحات خوفاً من أن تجرّه إلى المحرّمات والمكروهات كمن يتوقّف عن ذكر أحوال الناس ـ المباح ـ خشيةً من أن يجرّه إلى الغيبة المحرّمة، وهذا يسمّى بتقوى الخاصّ الخاصّ..
4 ـ ورعُ السالكين: يكون حينئذٍ قد توحّدت غاياته في غاية واحدة، والتقت أهدافه في هدف واحد، هو ذكر الله تعالى والعمل بما يحبّه الله تعالى، فيتجنّب كلّ خوض في غير ذلك الله، ويستغفر من كلّ لذّة ليس فيها اسم الله، ويمتنع عن كلّ سعي إلاّ ما يحبّه الله تبارك وتعالى له. فهي وإن كانت مباحة لا يخشى أنّها تجرّه إلى المحرّمات، ولكن فلسفته في الحياة المستمدّة من إيمانه العميق تزهّده في كلّ أمر لا يؤدّي إلى الغاية التي من أجلها خلقه المولى وبها امتنّ عليه.
فكلّ حديث غير الله عزّ وجلّ يعدّ عنده لغوٌ فارغ؛ لأنّه لا يحقّق الهدف الأسمى الذي يسعى لتحقيقه، أو لأنّه يحجبه عن محبوبه الذي لا يرغب أن يحجبه شيء عنه، وكلّ حركة وسكون في غير ما يحبّ الله فضول لا يرضاه لنفسه، وهو يأخذ نفسه بالجدّ والحزم في اُموره كلّها (1).
وأنتم يا طلاّب العلوم الدينية والفضائل دعيتم في سيرتكم الأخلاقيّة ـ العلميّة والعمليّة ـ إلى مثل هذا الورع السامي والكامل، وإلى ربّك المنتهى، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
__________________
(1) من مقدّمة كتاب (الطريق إلى الله): 12.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|