المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

التقوى
10-3-2021
العشائريّات تمنع من الاتّفاق على قائد
25-11-2014
الببتيدات Peptides
2024-02-28
وصية الامام الباقر لشيعته
22-8-2016
مواعيد زراعة الكرفس
6-5-2021
زراعة الكينوا في مصر
29-12-2022


كن مبتسما فهذا من جمال الروح  
  
3020   01:58 صباحاً   التاريخ: 3-1-2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تستخدم طاقاتك؟
الجزء والصفحة : ص87 ـ 93
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-8-2017 2104
التاريخ: 18-10-2018 1988
التاريخ: 23-7-2018 2016
التاريخ: 4-1-2017 2481

الابتسامة تزيد الوجه الجميل إشراقاً، وتضفي على الوجه القميء مسحة من الجمال، وهي على بساطتها مفتاح الأبواب المغلقة، وتأثيرها أكثر من تيار يشق الطريق إلى نيل المآرب وبلوغ المطالب.

وفي هذا الشأن يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فالقوهم بطلاقة الوجه، وحسن البشر) (1)، فما يصعب عليك نيله بالوسائل المادية، قد يسهل عليك تحقيقه بالابتسامة.

فالابتسامة تحقق أمرين:

الأول: إنشراح صدر صاحب الابتسامة، وإن كان حزيناً في أعماقه.

الثاني: بعث السعادة في قلب من يبتسم له.

ثم إن الابتسامة لا تكلف المرء شيئاً فهي تحرك ثلاثة عشر عضلة من عضلات الوجه، بينما العبوس يستخدم خمسة وأربعين عضلة من عضلات العابس فهو يوتر هذا العدد من عضلاته ليصبح وجهه مقطباً قبيحاً، وهذا يعني أن الابتسامة تريح الأعصاب بينما العبوسية ترهقها، ومع ذلك فهي تضر ولا تنفع، والابتسامة تنفع ولا تضر.

ومن الغريب أن للابتسامة إشعاعاً قوياً يدفع الآخرين إلى تقليدها، فالابتسامة لها (عدوى)، فإذا تعود أحدنا عليها فإنه سيفرض على محدثيه أن يبتسموا له بمقدار ما يبتسم لهم.

ألا ترى، كيف أنه حتى الطفل الرضيع يبتسم لك إذا ابتسمت له، ويتهلل وجهه إذا قابلته بسرور؟

حقاً إن الابتسامة هي حبالة المودة، ومصيدة التاجر الناجح، ولذلك قال أهل الصين: (إن من لا يعرف كيف يبتسم لا ينبغي له أن يفتح متجراً).

وفي ذلك أيضاً قال الإمام علي (عليه السلام): (حسن البشر، من علائم النجاح) (2).

وقد حدث أن عمال أحد المحلات التجارية الكبيرة في باريس طالبوا المالكين برفع أجورهم فرفض أصحاب تلك المحلات زيادة رواتبهم، فعمد العمال إلى حيلة أبعدت الزبائن عن تلك المحلات، وذلك بأن عمدوا إلى تقطيب جباههم للزبائن، كرد فعل استنكاري على امتناع أصحاب العمل عن رفع الأجور، وقد أدى ذلك إلى إنخفاض دخل تلك المحلات في الاسبوع الأول بحوالي 60% عن متوسط دخلها في الأسابيع السابقة.

إن الناس يرغبون في شراء السلع من المحلات التي يحصلون فيها على الابتسامة، ولربما إعتبر بعضهم أن الابتسامة أهم من السلعة نفسها، فالمتبضع يختار البائع المحبوب قبل أن يختار السلعة المطلوبة، وعن ذلك يقول الإمام علي (عليه السلام): (وجه مستبشر خير من قطوب متوتر) (3).

ويقول (عليه السلام) أيضاً: (من بخل عليك ببشره لم يسمح ببره) (4).

فكيف تثق بتاجر يبخل بالابتسامة عليك، وهي لا تكلفه شيئاً، وتطمع في أن ينصفك في معاملته؟

يقول الإمام علي (عليه السلام): (البشر إسداء الصنيعة بغير مؤونة) (5)، أي إنه عطاء بلا خسارة، وربح بلا تكلفة.

ومن جواهر كلامه (عليه السلام) أيضاً قوله: (البشر مبرة، والعبوس معرة) (6).

هذا وللابتسامة تأثيرها على قسمات وجه الإنسان، فهي تحافظ على نضارة شبابها، بينما العبوسية تورث إنكماش الجلد وظهور التجاعيد.

وكان اليابانيون يفضلون الفتاة التي على وجهها إشراقة الابتسامة للزواج على أية فتاة أخرى.

والحق: إن لابتسامة المرء منظراً مونقاً، وخلقاً مشرقاً، فهو يؤنس الرفاق، ويدل على خلة الوفاق.

والابتسامة مطلوبة حتى في أكثر الظروف حراجة، لأنه تكون عوناً للمرء في رفع معنوياته واطمئنانه، ولهذا جاء في حديث الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) قوله: (بشر المؤمن في وجهه، وحزنه في صدره) (7).

لقد صرح مدير أحد المخازن الكبرى بأنه يفضل العامل البشوش الذي لم يحصل على شهادة الابتدائية، على خريج الجامعة الذي تعلو وجهه العبوسية والتجهم.

والحق إن الابتسامة هي نتاج التواضع، والشجاعة، فكلاهما تعتمد على الثقة بالنفس، والتفكير الهادئ، وهي ليست هبات تمنحها العناية الإلهية لعدد قليل من الموهوبين، وتحرم منها الآخرين، بل هي أشبه ما تكون بركوب الدراجة أو السباحة، فكل شخص قادر على تنمية قدرته على ذلك مادامت لديه الرغبة فيه، ويتمتع بثقة عالية في نفسه.

لنتعلم من رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي كان ضحوكاً بشوشاً، وكان جل ضحكه التبسم، يفتر عن مثل حبة الغمام، وكان يمازح أصحابه ويلاطفهم، ولكنه لا يقول إلا حقاً.

وقد روي عن أنس بن مالك قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) تبسم حتى بدت نواجذه.

وروي عن أبي الدرداء: قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا حدث بحديث تبسم في حديثه (8).

هكذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) فمن أراد أن ينجح فليتعلم منه، فقد كان (صلى الله عليه وآله) أفضل الناس وأنجحهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بحار الأنوار، ج 2، ص 103.

(2) غرر الحكم، ج 3، ص 394.

(3) المصدر السابق، ج 6، ص 266.

(4) المصدر السابق، ج 5، ص 465.

(5) المصدر السابق، ج 1، ص 389.

(6) المصدر السابق، ج 3، ص 288.

(7) المصدر السابق، ج 3، ص 288.

(8) مكارم الأخلاق، للطبرسي، ص21. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.