المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

كواشف الأحماض / القواعد ونسبة Acid-Base Indicators and PH
5-12-2017
جوزيف بريستلي
19-2-2016
معنى كلمة كلل
26/11/2022
Comparing accents
2023-12-15
واقعة الغدير ورمز الخلود
12-02-2015
سبب نزول قوله تعالى : {قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ } [المؤمنون: 93]
6-2-2022


الحسين بن الحسن بن واسان  
  
2878   04:49 مساءاً   التاريخ: 22-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج3، ص114-126
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-09-2015 8176
التاريخ: 10-04-2015 2219
التاريخ: 27-1-2016 3144
التاريخ: 7-10-2015 5890

ابن محمد أبو القاسم الواساني الدمشقي توفي سنة أربع وتسعين وثلاثمائة. شاعر مجيد برع وبرز في الهجاء وله فيه نفس طويل فهو في عصره كابن الرومي في زمانه وله أهاج كثيرة في ابن القزاز لعداوة تأصلت بينهما وكان هجاؤه له سببا لعزل الواساني عن عمله. ومن أجود شعره قصيدته النونية التي وصف بها دعوة عملها في خمرايا من قرى دمشق قال: [الخفيف]

 (من لعين تجود بالهملان ... ولقلب مدله حيران)

 (يا خليلي أقصرا عن ملامي ... وارثيا لي من نكبتي وارحماني)

 (ومتى ما ذكرت دعوة أبناء ... البغايا والعاهرات الزواني)

 (فانتفا لحيتي وجزا سبالي ... وبنعلي الكثيف فاستقبلاني)

 (ما الذي ساقني لحيني إلى حتـ ... ـفي وما غالني وماذا دهاني)

 (من عذيري من دعوة أوهنت عظـ ... ـمي وهدت بوقعها أركاني)

 (كنت في منظر ومستمع منها ... ومن ذا ينجو من الحدثان)

 (فترت فطنتي وهجت على نفسي ... بلاء ما كان في حسباني)

 (كان عيشي صاف فكدره أهل ... صفائي بنو أبي صفوان)

 (فارثوا لي معاشر الناس من ضري ... ومن طول محنتي وامتحاني)

 (ضرب البوق في دمشق ونادوا ... لشقائي في سائر البلدان)

 (النفير النفير بالخيل والرجل ... إلى قفر ذا الفتى الواساني)

(جمعوا لي الجموع من جيل جيلان ... وفرغانة ومن ديلمان)

 (ومن الروم والصقالب والترك ... وبعض البلغار واليونان)

 (ومن الهند والأعاجم والبربر ... والكيلجوج والبلقان)

 (لم يحاشوا ممن عددت من الآفاق ... من مسلم ولا نصراني)

 (والبوادي من الحجاز إلى نجد ... معديها مع القحطاني)

 (كل شكل ما بين حدب وحول ... وأصم والعمي والعوران)

 (وشيوخ قب البطون وشبان ... رحاب الأشداق والمصران)

 (كل ذي معدة تقعقع جوعا ... وهو شاكي السلاح بالأسنان)

 (كل ذي اسم مستغرب أعجمي ... منعت صرف إسمه علتان)

 (كمرند وطغتكين وطرخان ... وكسرى وخرم وطغاني)

 (وخمار وزيرك وخوند ... ومميش وطشلم وجوان)

 (وطراد وجهبل وزياد ... وشهاب وعامر وسنان)

 (غمر جمعوا بغير عقول ... وازعات عني ولا أديان)

 (هل سمعتم بمعشر جمعوا الخيل ... وساروا بالرجل والفرسان)

 (رحلوا من بيوتهم ليلة المرفع ... من أجل أكلة مجان)

 (شره بارد وحرص على الأ ... كل فويلي من معشر مجان)

 (لست أنسى مصيبتي يوم جاءوني ... وقد ضاق عنهم الواديان)

 (وردوا ليلة الخميس علينا ... في خميس ملء الربا والمغاني)

(متوال كالسيل لا يلتقي منه ... لفرط انتشاره الطرفان)

 (أشرفوا بي على زروع وأحطاب ... وبيت بخيره ملآن)

 (لبن قارس وخبز طري ... وقدور تغلي على الداركان)

 (وشواء من الجراء ومعلوف ... دجاج وفائق الحملان)

 (وشراب ألذ من زورة المعشوق ... بعد الصدود والهجران)

 (يخجل الورد في الروائح والطعم ... ويحكي شقائق النعمان)

 (أذكرتني جيوشهم يوم جاءوني ... بيوم الكلاب والرحرحان)

 (يقدم القوم أرحبي هريت الشدق ... رحب المعى طويل اللسان)

 (هو نمس الدجاج والبط والوز ... وذئب النعاج والخرفان)

 (بسواد من عظمه طبق الأرض ... وخيل يهوين كالظلمان)

 (وأبو القاسم الكبير على طرف ... كميت أقب كالسرحان)

 (وأخوه الصغير يعترض الخيل ... على قارح عريض اللبان)

 (وهما يهويان بالساق والرجل ... إلى ما يسوءني مسرعان)

 (والسري الذي سرى في جيوش ... أضعفتني وقصرت من عناني)

 (بفم واسع وشدق رحيب ... وبكف تجول كالصولجان)

 (وأخوه الفضل الذي بان للعالم ... من فضله شفا النقصان)

 (والشمولي حلقه حلق حمال ... عريض الأكتاف عبل الجران)

(لست أنساه جاثيا جاحظ العين ... عبوسا في صورة الغضبان)

 (كالعقاب الغرثان يقتنص اللحم ... ويهوي إلى طيور الخوان)

 (والأديب الذي به كنت أعتد ... غزاني في الحين فيمن غزاني)

 (وكذا الكاتب الذي كان جاري ... وصديقي ... ومشتكى أحزاني)

 (وصديق الأشراف أخنى على خمري ... وأفنى بالكرع ما في دناني)

 (كلما شقق الفراريج شققت ... لغيظي من فعله قمصاني)

 (وهو في أمره مجر رخي البال ... لم يعنه الذي قد عناني)

 (مجرهد كالسوس في الصوف في الصيف ... بقلب خال من الإيمان)

 (قلت قل لي يا ابن المبشر ما شأنك ... من بين من غزاني وشاني)

 (ليس هذا من شهوة الأكل هذا ... من طريق البغضاء والشنآن)

 (قلت للفيلسوف لما غدا في الأكل ... أعني فتى أبي عدنان)

 (واستحث الكؤوس صرفا بلا مزج ... ولاء كالهائم الظمآن)

 (ليت شعري أذاك من طب بقراط ... تعلمته وسمع الكيان)

 (وبهذا تزداد بالعالم الجسمي ... علما والعالم الروحاني)

 (ثم لا تنس ما لقيت وما سمت ... هوانا من عسكر الفرغان)

 (أعجمي اللسان أفصح من قس ... إذا ما انتشى ومن سحبان)

 (قال قم فأتنا بخبز ولحم ... ونبيذ معتق في الدنان)

 (وغلام مهفهف حسن الوجه ... يحاكي جماله غصن بان)

(لم توكل فرغان إلا بتفريغ ... دناني وصبها في القناني)

 (إن من أعظم المصائب يا قوم ... بلائي بذلك الطرمذان)

 (رجل كالفنيق فدم بلا لبب ... طويل في صورة الشيطان)

 (بقفا كالحديد يصمد للصفع ... ورأس أصم كالسندان)

 (واسع الحلق ناقص الخلق والدين ... غليظ القذال كالفلتان)

 (يبلع المطجنات بلعا بلا مضغ ... ويحثو النبيذ كالعطشان)

 (وأتوني بزامر زمره يحكي ... ضراط العبيد والرعيان)

 (ومغن غناؤه يجشىء النفس ... ويأتي بالقيء والغثيان)

 (قصدت هذه الطوائف خمرايا ... ابتلاء ونكبة لامتحاني)

 (قلت ما شأنكم فقالوا أغثنا ... ما طعمنا الطعام منذ ثمان)

 (وأناخوا بنا فيا لك من يوم ... عصيب من حادثات الزمان)

 (نزلوا ساحتي وأطلقت الخيل ... بزرع الحقول والبستان)

 (أفقروني وغادروني بلا دار ... ولا ضيعة ولا صيوان)

 (أدهشوني وحيروني وقد صرت ... ذهولا أهيم كالسكران)

 (أسمع اللفظ كالطنين فهم ألفاظهم ... ما لها لدي معاني)

 (تركوني يا قوم أجرد من فرخ ... وأعرى ظهرا من الأفعوان)

 (أكلوا لي من الجرادق ألفين ... بدبس يسيل كالقطران)

 (أكلوا لي ما حولها ثم مالوا ... كذئاب إلى سميد الفران)

(أكلوا لي من الجداء ثلاثين ... وسبعا بالخل والزعفران)

 (أكلوا ضعفها شواء وضعفيها ... طبيخا من سائر الألوان)

 (أكلوا لي تبالة تبلت عقلي ... بعشر من الدجاج سمان)

 (أكلوا لي مضيرة ضاعفت ضرري ... بروس الجداء والحملان)

 (أكلوا لي كشكية كشكشت قلبي ... وهاجت بفقدها أشجاني)

 (أكلوا لي سبعين حوتا من النهر ... طريا من أعظم الحيتان)

 (أكلوا لي عدلا من المالح المقلو ... ملقى في الخل والأدنان)

 (أكلوا لي من القريشاء والبرني ... والمعقلي والصرفان)

 (ألف عدل سوى المصغر والبردي ... واللؤلؤي والصيحاني)

 (أكلوا لي من الكوامخ والجوز ... معا والخلاط والأجبان)

 (ومن البيض والمخلل ما تعجز ... عن جمعه قرى حوران)

 (فتتوا لي من السفرجل والتفـ...فاح والرازقي والرمان)

 (والرياحين ما رهنت عليه ... جبتي عند أحمد الفاكهاني)

 (أذبلوا لي من البنفسج والنرجس ... ما ليس مثله في الجنان)

 (ذبحوا لي بالرغم يا معشر الناس ... ثمانين رأس معز وضان)

 (ما كفاهم تذبيحهم غنم القرية ... حتى أتوا على الثيران)

 (أكلوا كل ما حوته يميني ... وشمالي وما حوى جيراني)

 (ثم قالوا هلم شيئا فناديت ... غلامي قم ويك فاخبأ حصاني)

 (لم تدع لي بطونكم يا بني البظر ... سواه وذا شطوب يماني)

(فتمالوا علي شتما ولعنا ... واستباحوا عرضي بكل لسان)

 (ثم جاء المعقبون من الساسة ... والشاكري والعبدان)

 (فرأيت الصراع والدفع واللطم ... وخرم الأنوف والآذان)

 (ثم لما أتوا على كل شيء ... ختموا محنتي بكسر الأواني)

 (ثم قاموا مثل البزاة إلى العصفور ... والعصفري والزربطان)

 (فرأيت الطيور بعضا على بعض ... وبعضا ملقى على الأغصان)

 (أكلوا ما ذكرت ثم أراقوا ... يا صحابي كرا من الأشنان)

 (ومن المحلب المطيب بالبان ... وماء الكافور سبع براني)

 (شربوا لي عشرين ظرفا من الراح ... لذيذ المذاق أحمر قاني)

 (فأقاموا سواسهم والمكارون ... إلى أن سمعت صوت الأذان)

 (يجمعون الأخطاب من حيث وافوها ... فللظهر ضاع لي غيضتان)

ومنها:

 (قطعوا اللوز والسفرجل أحطابا ... ومالوا بها على إلماني)

 (والنواطير مددوا وعلوهم ... حنقا بالعصي والقضبان)

 (طالبوني بالشيء في آخر الليل ... وجمع النساء والمردان)

 (قم فأسرع فبعضنا يطلب المرد ... وبعض مستهتر بالغواني)

 (فتوهمته مزاحا فجدوا ... قلت هذا ضرب من الهذيان)

 (ليس يبقى على أرامل خمرايا ... سوى بذلهن للضيفان)

(لو سمعتم يا قوم في غسق الليل ... بكاء النسوان والولدان)

 (يتنادون بالعويل وبالويل ... وراء الأبواب والجدران)

ومنها:

 (ثم راحوا بعد العشاء إلى داري ... فلم يتركوا سوى الحيطان)

 (كان لشي مفرش وكل مليح ... فوقه مطرح من الميساني)

 (وبساط من أحسن البسط مذخور ... لعرس أو دعوة أو ختان)

 (غرقوه بالبصق والقيء والبول ... فأضحى وقدره بعرتان)

 (أوقدوا زيتنا جزافا بلا كيل ... يكيلونه ولا ميزان)

 (خلت داري يا إخوتي المسجد الجامع ... ليلا للنصف من شعبان)

 (ثم لما انتهت بهم شدة الكظة ... خروا صرعى إلى الأذقان)

 (هوموا ساعة كتهويمة الخائف ... في غير أرضه الفزعان)

 (ثم قاموا ليلا وقد جنح النسر ... ومال السماك والفرقدان)

 (يصرخون الصبوح يا صاحب البيت ... فأبكوا عيني وراعوا جناني)

 (سحبوني من عقر داري على وجهي ... كأني أدعى إلى السلطان)

ومنها:

 (هل سمعتم فيما سمعتم بإنسان ... عراه في دعوة ما عراني)

 (أسعدوني يا إخوتي وثقاتي ... بدموع تجري من الأجفان)

 (إخوتي من لواكف الدمع محزون ... كئيب مولة حيران)

 (هائم العقل ساهر الليل باكي العين ... واهي القوى ضعيف الجنان)

 (لم يكن ذا القران إلا على شؤمي ... فويلي من نحس ذاك القران)

والقصيدة كلها غرر ولطائف أجاد وأحسن فيها كل الإحسان وأبان عن مقاصده بها أحسن بيان

 ومن شعر أبي القاسم أيضا قوله: [البسيط]

 (لا تصغ للوم إن اللوم تضليل ... واشرب ففي الشرب للأحزان تحويل)

 (فقد مضى القيظ واحتثت رواحله ... وطابت الراح لما آل أيلول)

 (وليس في الأرض نبت يشتكي رمدا ... إلا وناظره بالطل مكحول)

 وقال: [الطويل]

 (ولما نضا وجه الربيع نقابه ... وفاحت بأطراف الرياض النسائم)

 (فطارت عقول الطير لما رأينه ... وقد بهتت من بينهن الحمائم)

 (وهمن جنونا بالرياض وحسنها ... صدحن وفي أعناقهن التمائم)

وقال: [الوافر]

 (أنلني بالذي استقرضت خطا ... وأشهد معشرا قد شاهدوه)

 (فإن الله خلاق البرايا ... عنت لجلال هيبته الوجوه)

 (يقول إذا تداينتم بدين ... إلى أجل مسمى فاكتبوه)

وقال: [الطويل]

 (إذا دنت السحب الثقال وحثها ... من الرعد حاد ليس يبصر أكمه)

 (أحاديثه مستهولات وصوته ... إذا انخفضت أصواتهن مقهقه)

 (إذا صاح في آثارهن حسبته ... يجاوبه من خلفه صاحب له)

 وقال يهجو منشا بن إبراهيم القزاز: [المنسرح]

 

 (إن منشا قد زاد في التيه ... وزاد في شامنا تعديه)

 (فلا ابن هند ولا ابن ذي يزن ... ولا ابن ماء السما يدانيه)

 (وهو مغيظ على الوصي ومن ... يعزى إليه ومن يواليه)

 (يذكر أيام خيبر بهم ... فهم قذى جال في أماقيه)

 (وقد حكى أن فاه أطيب من ... سرمي وأني ممن يعاديه)

 (ومن يقول القبيح فيه ومن ... أصبح بالمعضلات يرميه)

 (فسوكوه بكل طيبة الر...ريح تعفي على مساويه)

 (ومضمضوه بالخل واجتهدوا ... معا بكل اجتهادكم فيه)

 (وأطعموه من الجوارش ما ... يعمل بالمسك والأفاويه)

 (وأنهلوه من خمر معتقة ... قد صانها القس في خوابيه)

 (واستفقحوني واستنكهوه تروا ... أن لسرمي فضلا على فيه)

 (وأحملوا الكلب والحمار على ... عياله واصفعوا محبيه)

وقال يهجو أبا الفضل بن علي ويعرض فيها أيضا بمنشا بن إبراهيم القزاز وكانت هذه القصيدة سبب عزله عن عمله: [المنسرح]

 (يا أهل جيرون هل أسامركم ... إذا استقلت كواكب الحمل)

 (بمالح كالرياض باكرها ... نوء الثريا بعارض هطل)

 (أو مثل نظم الجمان ينظم في العقد ... ووشي البرود والحلل)

 (يلذ للسامع الغناء بها ... على خفيف الثقيل والرمل)

 (كنت على باب منزلي سحرا ... أنتظر الشاكري يسرج لي)

(وطال ليلي لحاجة عرضت ... باكرتها والنجوم لم تزل)

 (فمر بي في الظلام أسود كالفيل ... عريض الأكتاف والعضل)

 (أشغى له منخر ككوة ... تنور وعين كمقلة الجمل)

 (ومشفر مسبل كخر رحى ... على نيوب مثل المدى عضل)

 (مشقق الكعب أفدع اليد والر...رجل طويل الساقين كالسبل)

 (فأهدت الريح منه لي أرجا ... مثل جنى الروض في ندى خضل)

 (مسكا وقفصية معتقة ... شيبا ببان وعنبر شمل)

 (فقلت ما هكذا يكون إذا انفض ... الندامى روائح السفل)

 (أسود غاد من الأتون له ... عرف أمير نشوان ذي ثمل)

 (هذا ورب السماء أعجب من ... حمار وحش في البر منتعل)

 (أردده يا نصر كي أسائله ... فشأنه عضلة من العضل)

 (فقال يخشى فوات حاجتنا ... وليس هذا من أكبر الشغل)

 (فقلت ترك الفضول نصر وإن ... أنجاك عين الخمول والكسل)

 (بادره من قبل أن يفوتك في ... مسيره بين هذه السبل)

 (فصد عني تغافلا ومضى ... يعجب من عقله ومن خللي)

 (وصاح من خلفه رويدك يا ... أسود ما لي بالعدو من قبل)

(إرجع إلى ذلك الرقيع وإن ... أطال في هذره فلا تطل)

 (أجب إذا ما سئلت مقتصدا ... في القول واسكت إن أنت لم تسل)

 (وهو بترك الفصول أجدر لو ... سلم من خفة ومن خطل)

والقصيدة طويلة نحو مائة وأربعين بيتا وفيها من الفحش ما لا يجمل بالأديب ذكره وفيما أوردناه كفاية. 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.