أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-2-2019
2414
التاريخ: 14-2-2019
2297
التاريخ: 2024-01-06
1327
التاريخ: 14-10-2015
21003
|
أراد المولى عزّ وجلّ أن يبقى حديث الغدير غضّاً طرياً على مرّ الأجيال لم يُكدّر صفاء حقيقته الناصعة تطاول الاحقاب، وكرّ الأزمان، وانصرام الاعوام، ويرجع ذلك الى امور ثلاثة:
1 _ إنّ النبيّ (صلى الله عليه واله) قد هتف به في مزدحم غفير يربو على عشرات الآلاف عند منصرفه من الحج الاكبر، فنهض بالدعوة والاعلان، وحوله جموع من وجوه الصحابة وأعيان الامّة، وأمر بتبليغ الشاهد الغائب ليكونوا كافّة على علم وخبر بما تمّ إبلاغه.
2 _ إنّ الله سبحانه قد أنزل في تلك المناسبة آيات تلفت نظر القارئ الى الواقعة عندما يتلوها وإليك الآيات:
أ _ {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [المائدة: 67] .
وقد ذكر نزولها في واقعة الغدير لفيف من المفسّرين يربو عددهم على الثلاثين، وقد ذكر العلاّمة البحّاثة المحقق الأميني في كتاب الغدير نصوص عبارات هؤلاء، فمن أراد الاطلاع عليها، فليرجع إليه.
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3].
وقد نقل نزول الآية جماعة منهم يزيدون على ستة عشر.
{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ } [المعارج: 1 - 3].
وقد ذكر أيضاً نزول هذه الآية جماعة من المفسّرين ينوف على الثلاثين، أضف الى ذلك أنّ الشيعة عن بكرة أبيهم متّفقون على نزول هذه الآيات الثلاث في شأن هذه الواقعة.
3 _ إنّ الحديث منذ صدوره من منبع الوحي، تسابقت الشعراء والأدباء على نظمه، وانشاده في ابيات وقصائد امتدّت رقعتها منذ عصر انبثاق ذلك النص في تلك المناسبة الى عصرنا هذا، وبمختلف اللغات والثقافات، وقد تمكّن البحّاثة المتضلّع العلاّمة الأميني من استقصاء وجمع كل ما نظم باللغة العربية حول تلك الحادثة، والمؤمّل والمنتظر من كافة المحققين على اختلاف ألسنتهم ولغاتهم استنهاض هممهم لجمع ما نظم وأُنشد في أدبهم الخاص.
وحصيلة الكلام: قلّما نجد حادثة تاريخية حظيت في العالم البشري عامّة، وفي التاريخ الإسلامي والأُمة الإسلامية خاصّة بمثل ماحظيت به واقعة الغدير، وقلّما استقطبت اهتمام الفئات المختلفة من المحدّثين والمفسّرين والكلاميين والفلاسفة والأُدباء والكتّاب والخطباء وأرباب السير والمؤرخين كما استقطبت هذه الحادثة، وقلّما اعتنوا بشيء مثلما اعتنوا بها.
هذا ويستفاد من مراجعة التاريخ إنّ يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة الحرام كان معروفاً بين المسلمين بيوم عيد الغدير، وكانت هذه التسمية تحظى بشهرة كبيرة الى درجة أنّ ابن خلكان يقول حول المستعلى ابن المستنصر : فبويع في يوم غدير خم، وهو الثامن عشر من شهر ذي الحجة سنة 487 هجري.
وقال في ترجمة المستنصر بالله العباسي وتوفي ليلة الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة سبع وثمانين وأربعمائة، قلت، وهذه هي ليلة عيد الغدير أعني ليلة الثامن عشر من شهر ذي الحجة، وهو غدير خم.
وقد عدّه أبو ريحان البيروني في كتابه الآثار الباقية ممّا استعمله أهل الإسلام من الأعياد.
وليس ابن خلّكان، وأبو ريحان البيروني، هما الوحيدان اللذان صرّحا بكون هذا اليوم هو عيد من الأعياد، بل هذا الثعالبي قد اعتبر هو الآخر ليلة الغدير من الليالي المعروفة بين المسلمين.
إنّ عهد هذا العيد الإسلامي، وجذوره ترجع الى نفس يوم الغدير لأنّ النبيّ (صلى الله عليه واله)أمر المهاجرين والأنصار، بل امر زوجاته ونساءه في ذلك اليوم بالدخول على عليّ (عليه السلام ) وتهنئته بهذه الفضيلة الكبرى.
يقول زيد بن أرقم: كان أوّل من صافح النبيّ (صلى الله عليه واله)وعليّاً: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، وباقي المهاجرين والأنصار، وباقي الناس.
الحمد لله الذي جعلنا من المتمسّكين بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
وفد كلية الزراعة في جامعة كربلاء يشيد بمشروع الحزام الأخضر
|
|
|