المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05

مثال توضيحي لأهمية البوليمرات المشتركة
6-11-2017
Backhouse,s Constant
1-10-2020
Photoenolization
2-9-2018
الهـيكـل التـنظيـمـي للجـنـة الأوراق المـاليـة والبـورصـة (SEC)
2023-07-20
قاعدة « البناء على الأكثر » (*)
16-9-2016
كراهة استصحاب الحديد ظاهرا.
11-1-2016


الحسن بن بشر بن يحيى الآمدي النحوي الكاتب  
  
7328   05:05 مساءاً   التاريخ: 21-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج2، ص469-478
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-06-2015 2268
التاريخ: 11-3-2016 3284
التاريخ: 22-2-2018 3320
التاريخ: 17-6-2017 20724

أبو القاسم صاحب كتاب الموازنة بين الطائيين. كان حسن الفهم جيد الدراية والرواية سريع الإدراك. رأيت سماعه على كتاب القوافي لأبي العباس المبرد وقد سمعه على نفطويه سنة ثلاث. عشرة وثلاثمائة ثم وجدت خطه على كتاب تبيين قدامة بن جعفر وفي نقد الشعر وقد ألفه لأبي الفضل محمد بن الحسين بن العميد وقد قرأه عليه وكتب خطه في سنة خمس وستين وثلاثمائة. وقال ابن النديم في الفهرست الذي ألفه في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة هو من أهل البصرة قريب العهد وأحسبه يحيا إلى الان ثم وجدت كتاب القوافي للمبرد بخط أبي منصور الجواليقي ذكر في إسناده أن عبد الصمد بن حنيش النحوي قرأه على أبي القاسم الآمدي في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. وفي تاريخ هلال بن المحسن في هذه السنة يعني في سنة سبعين مات الحسن بن بشر الآمدي بالبصرة.

 وقال أبو القاسم المحسن التنوخي: حدثني أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي كاتب القضاء من بني عبد الواحد بالبصرة وله شعر حسن واتساع تام في الأدب ودراية وحفظ وكتب مصنفة قال: حدثني أبو إسحاق الزجاج قال كنا ليلة بحضرة القاسم بن عبيد الله نشرب وهو وزير فغنت بدعة جارية عريب: [المتقارب]

 (أدل فأكرم به من مدل ... ومن ظالم لدمي مستحل)

 (إذا ما تعزز قابلته ... بذل وذلك جهد المقل)

 (وأسلمت خدي له خاضعا ... ولولا ملاحته لم أذل)

 فأدت فيه صنعة حسنة جدا فطرب القاسم عليه طربا شديدا واستحسن الصنعة جدا والشعر فأفرط. فقالت بدعة: يا مولاي إن لهذا الشعر خبرا حسنا أحسن منه قال وما هو قالت: هو لأبي حازم القاضي قال: فعجبنا من ذلك مع شدة تقشف القاضي أبي حازم وورعه وتقبضه. فقال الوزير: بالله يا أبا إسحاق اركب إلى أبي حازم واسأله عن هذا الشعر وسببه. فباكرته وجلست حتى خلا وجهه ولم يبق إلا رجل بزي القضاة عليه قلنسوة فقلت بيننا شيء أقوله على خلوة. فقال: ليس هذا ممن أكتمه شيئا. فقصصت عليه الخبر وسألت عن الشعر والخبر فتبسم ثم قال: هذا شيء كان في الحداثة قلته في والدة هذا وأومأ إلى القاضي الجالس وإذا هو ابنه وكنت إليها مائلا وكانت لي مملوكة ولقلبي مالكة فأما الان فلا عهد لي بمثله منذ سنين ولا عملت شعرا منذ دهر طويل وأنا أستغفر الله مما مضى. قال: فوجم الفتى حتى ارفض عرقا وعدت إلى القاسم فأخبرته فضحك من خجل الابن وقال لو سلم من العشق أحد لكان أبا حازم مع تقبضه. وكنا نتعاود ذلك زمنا.

 قال المؤلف: كان هذا الخبر بترجمة إسحاق الزجاج أحرى إلا أن في أوله من إيضاح حال الآمدي ما ساق باقي الحديث.

 قال أبو علي: كان قد ولي القضاء بالبصرة في سنة نيف وخمسين وثلاثمائة رجل لم يكن عندهم بمنزلة من صرف به لأنه ولي صارفا لأبي الحسن محمد بن عبد الواحد الهاشمي فقال فيه أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي كاتب القاضيين أبي القاسم جعفر وأبي الحسن محمد بن عبد الواحد: [المتقارب]

 (رأيت قلنسوة تستغيث ... من فوق رأس تنادي خذوني)

 (وقد قلعت وهي طورا تميل ... من عن يسار ومن عن يمين)

(فطورا تراها فويق القفا ... وطورا تراها فويق الجبين)

 (فقلت لها أي شيء دهاك ... فردت بقول كئيب حزين)

 (دهاني أن لست في قالبي ... وأخشى من الناس أن يبصروني)

 (وأن يعبثوا بمزاح معي ... وإن فعلوا ذاك بي قطعوني)

 (فقلت لها مر من تعرفين ... من المنكرين لهذي الشؤون)

 (ومن كان يصفع في الدين لا ... يمل ويشتد في غير لين)

 (ويلمح ملئك كيل التمام ... إما على صحة أو جنون)

 (ففارقها ذلك الإنزعاج ... وعادت إلى حالها في السكون)

 وحدث ابن نصر قال: حدثت يوما أبا الفرج الببغا الشاعر أن أبا الفرج منصور بن بشر النصراني الكاتب كان منقطعا إلى أبي العباس بن ماسرجس فأنفذه مرة إلى أبي عمر إسماعيل بن أحمد عامل البصرة في بعض حاجاته فعاد من عنده مغضبا لأنه لم يستوف له القيام عند دخوله وأراد أبو العباس إنفاذه بعد أيام فأبى وقال لو أعطيتني زورق ابن الخواستيني مملوءا كيميا كل مثقال منه إذا وضع على ألف مثقال صفرا صار ذهبا إبريزا ما مضيت إليه. فأمسك عنه مغيظا. وهذا زورق معروف بالبصرة وحمله ثلاثمائة ألف رطل وقد رأيت دواتي أبي العباس سهل بن بشر وقد حكى له أن ابن علان قاضي القضاة بالأهواز ذكر أنه رأى قبجة وزنها عشرة أرطال فقال هذا محال. فقيل له: ترد قول ابن علان قال: فإن قال ابن علان إن على شاطئ جيحون نخلا يحمل غضارا صينيا مجزعا بسواد أقبل منه وقلت لأبي الفرج وللناس عادات في المبالغات وهذا من أعجبها فقال لي: كان الآمدي النحوي صاحب كتاب الموازنة يدعي هذه المبالغات على أبي تمام ويجعلها استطرادا لعيبه إذا ضاق عليه المجال في ذمه وأورد في كتابه قوله من قصيدته التي أولها: [الخفيف]

                (من سجايا الطلول ألا تجيبا ...)

 (خضبت خدها إلى لؤلؤ العقد ... دما أن رأت شواتي خضيبا)

 (كل داء يرجى الدواء له إلا ... الفظيعين ميتة ومشيبا)

 ثم قال: هذه من مبالغاته المسرفة. ثم قال أبو الفرج: هذه والله المبالغة التي يبلغ بها السماء. وله من الكتب: كتاب المختلف والمؤتلف في أسماء الشعراء، كتاب نثر المنظوم، كتاب الموازنة بين أبي تمام والبحتري، كتاب في أن الشاعرين لا يتفق خواطرهما، كتاب ما في عيار الشعر لابن طباطبا من الخطأ، كتاب فرق ما بين الخاص والمشترك من معاني الشعر، كتاب تفضيل شعر أمرئ القيس على الجاهليين، كتاب في شدة حاجة الإنسان إلى أن يعرف نفسه، كتاب تبيين غلط قدامة بن جعفر في كتاب نقد الشعر، كتاب معاني شعر البحتري، كتاب الرد على ابن عمار فيما خطأ فيه أبا تمام كتاب فعلت وأفعلت غاية لم يصنف مثله، كتاب الحروف من الأصول في الأضداد رأيته بخطه في نحو مائة ورقة ،كتاب ديوان شعره نحو مائة ورقة. وقرأت في كتاب ألفه أحد بني عبد الرحيم الوزراء الذين مدحهم مهيار وغيره ولم يذكر اسمه قال:

أخبرني القاضي أبو القاسم التنوخي عن أبيه أبي علي المحسن أن مولد أبي القاسم الحسن بن بشر الآمدي بالبصرة وأنه قدم بغداد يحمل عن الأخفش والحامض والزجاج وابن دريد وابن السراج وغيرهم اللغة والنحو. وروى الأخبار في اخر عمره بالبصرة. وكان يكتب بمدينة السلام لأبي جعفر هارون بن محمد الضبي خليفة أحمد بن هلال صاحب عمان بحضرة المقتدر بالله ووزارته ولغيره من بعده. وكتب بالبصرة لأبي الحسن أحمد وأبي أحمد طلحة بن الحسن بن المثنى وبعدهما لقاضي البلد أبي جعفر بن عبد الواحد الهاشمي على الوقوف التي تليها القضاة وكان يحضر به في مجلس حكمه ثم لأخيه أبي الحسن محمد بن عبد الواحد لما ولي قضاء البصرة ثم لزم بيته إلى أن مات. وكان كثير الشعر حسن الطبع جيد الصنعة مشتهرا بالتشبيهات.

 ولأبي القاسم تصانيف كثيرة جيدة مرغوب فيها. منها كتاب الموازنة بين البحتري وأبي تمام في عشرة أجزاء وهو كتاب حسن وإن كان قد عيب عليه في مواضع منه ونسب إلى الميل مع البحتري فيما أورده والتعصب على أبي تمام فيما ذكره. والناس بعد فيه على فريقين فرقة قالت برأيه حسب رأيهم في البحتري وغلبة حبهم لشعره. وطائفة أسرفت في التقبيح لتعصبه فإنه جد واجتهد في طمس محاسن أبي تمام وتزيين مرذول البحتري. ولعمري إن الأمر كذلك وحسبك أنه بلغ في كتابه إلى قول أبي تمام: [الطويل]

 (أصم بك الناعي وإن كان أسمعا ...)

 وشرع في إقامة البراهين على تزييف هذا الجوهر الثمين فتارة يقول هو مسروق وتارة يقول هو مرذول ولا يحتاج المتعصب إلى أكثر من ذلك إلى غير ذلك من تعصباته ولو أنصف وقال في كل واحد بقدر فضائله لكان في محاسن البحتري كفاية عن التعصب بالوضع من أبي تمام. وله أيضا كتاب الخاص والمشترك تكلم فيه على الفرق بين الألفاظ والمعاني التي تشترك العرب فيها ولا ينسب مستعملها إلى السرقة وإن كان قد سبق إليها وبين الخاص الذي ابتدعه الشعراء وتفردوا به ومن اتبعهم وما قصر في إيضاح ذلك وتحقيقه إلى غير ذلك من تصانيفه التي ذكرنا منها ما قدرنا عليه فيما تقدم. ومن شعره: [مخلع البسيط]

 (يا واحدا كان في الزمان ... لا من يجاريه أو يداني)

 (دعني من نائل جزيل ... يعجز عن شكره لساني)

 (فلست والله مستميحا ... ولا أخا مطمع تراني)

 (وهب إذا كنت لي وهوبا ... من بعض أخلاقك الحسان)

وقال في أبي محمد المافروخي وكان عالما فاضلا لا يجارى لكنه كان تمتاما: [الكامل]

 (لا تنظرن إلى تتعتعه إذا ... رام الكلام ولفظه المعتاص)

 (وانظر إلى الحكم التي يأتي بها ... تشفيك عند تطلق وخلاص)

 (فالدر ليس يناله غواصه ... حتى تقطع أنفس الغواص)

 وفي النشوار: حدثني أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي قال: قال أبو أحمد طلحة بن الحسين بن المثنى وقد تجارينا على خلوة للحديث عما كان بينه وبين أبي القاسم البريدي وتدبير كل واحد منهما لصاحبه في القبض عليه وأشرت عليه بأن يهرب من البصرة ولا يقيم وأنه يجب أن يغير زيه فقال: لست أفكر في هذا الرجل لأمور كثيرة منها رؤيا رأيتها منذ ليال كثيرة. فقلت: ما هي فقال رأيت ثعبانا عظيما قد خرج من هذا الحائط وأومأ بيده إلى حائط في مجلسه وهو يريدني فطلبته فأتيته في الحائط: فتأولت ذلك أن الثعبان البريدي وأني أغلبه. قال: فحين قال: فأتيته في الحائط سبق إلى قلبي أن البريدي هو الثابت وأن الحائط حياطة له دون أبي أحمد. فأردت أن أقول له إن الخبر مستفيض لما كان عبد الملك رأى في منامه كأنه وابن الزبير اصطرعا في صعيد من الأرض فطرح ابن الزبير عبد الملك على الأرض وأوتده بأربعة أوتاد فيها. وأنه أنفذ راكبا إلى البصرة حتى لقي ابن سيرين فقص عليه الرؤيا كأنها له وكتم ابن الزبير. فقال له ابن سيرين: هذه الرؤيا ليست رؤياك فلا أفسرها لك فألح عليه فقال له هذه الرؤيا يجب أن تكون لعبد الملك فإن صدقتني فسرتها لك فقال هو كما وقع لك. فقال: قل له إن صحت رؤياك هذه فستغلب ابن الزبير على الأرض ويملك الأرض من صلبك أربعة ملوك. فمضى الرجل إلى عبد الملك فأخبره فعجب من فطنة ابن سيرين فقال ارجع إليه فقل له من أين قلت ذلك فرجع الرجل إليه فقال له إن الغالب في النوم هو المغلوب وتمكنه على الأرض غلبه عليها والأوتاد الأربعة التي أوتدها في الأرض هم ملوك يتمكنون من الأرض كما تمكنت الأوتاد.

 قال أبو القاسم الآمدي: فأردت أن أقول لأبي أحمد هذا وما وقع لي من القياس عليه في تفسير رؤياه فكرهت ذلك لأنه كان يكون سوء أدب وقباحة عشرة ونعيا لنفسه فما مضت الأيام حتى قبض البريدي عليه وكان من أمره ما كان.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.