أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-06-2015
1976
التاريخ: 13-08-2015
2570
التاريخ: 29-06-2015
1751
التاريخ: 29-12-2015
3459
|
هو أبو عبد الملك مروان بن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن الناصر، ولد في سنة 350 ه (961 م) ، قبيل وفاة عبد الرحمن الناصر. و نحن لا نعرف من أحداث حياته إلاّ قصّة سجنه و ما يتعلّق بها:
كان عبد الرحمن بن مروان قد ربّى مع ابنه مروان جارية و وعده بأن يزوّجه إيّاها ثمّ استأثر هو بها. و لحقت مروان غيرة-و كان قد أحبّ الجارية-فقتل أباه. و كانت تلك الحادثة في أيام حجابة المنصور بن أبي عامر فسجن المنصور مروان في المطبق (و هو سجن في مدينة الزهراء قرب قرطبة) و عمره آنذاك نحو ستّ عشرة سنة. و قد مكث مروان في سجنه ستّ عشرة سنة أيضا أطلقه في نهايتها المنصور بن أبي عامر لأنّ المنصور-فيما قيل-رأى النبيّ صلّى اللّه عليه[وآله] و سلّم في المنام «يأمره أن يطلقه فأطلقه» . من أجل ذلك عرف مروان هذا بالطليق المرواني و الطليق القرشي. و كان يعرف أيضا بلقب الشريف المرواني و الشريف القرشي (لنسبه في البيت الأمويّ المالك في قرطبة) . و توفّي الطليق المرواني نحو سنة 4٠٠ ه (١٠٠٩-١٠١٠ م) .
كان الطليق المروانيّ أديبا و شاعرا، و هو في بني أميّة كعبد اللّه بن المعتزّ في بني العبّاس «ملاحة شعر و حسن تشبيه» ؛ و قد نظم معظم شعره و هو في السجن في فتيات شقر. و له قصيدة على رويّ القاف فريدة في بابها.
مختارات من شعره:
- قال الطليق المرواني في الغزل و الخمر و وصف الطبيعة:
غصن يهتزّ في دعص نقا... يجتني منه فؤادي حرقا (1)
أطلع الحسن لنا من وجهه... قمرا ليس يرى ممحّقا (2)
ورنا عن طرف ريم أحور... لحظه سهم لقلبي فوّقا (3)
و تناهى الحسن فيه-إنّما... يحسن الغصن إذا ما أورقا (4)
ربّ كأس، قد كست جنح الدّجى... ثوب نور من سناها يققا (5)
ظلت أسقيها رشا في طرفه... سنة تورث عيني أرقا (6)
فكأنّ الكاس في أنمله... صفرة النّرجس تعلو الورقا (7)
أصبحت شمسا وفوه مغربا... و يد الساقي المحيّي مشرقا
فإذا ما غربت في فمه... تركت في الخدّ (منها) شفقا (8)
و غمام هطل شؤبوبه... نادم الروض فغنّى و سقى (9)
فكأنّ الروض منه مطبق... و كأنّ الهضب جان أطبقا (10)
خلع البرق على أرجائه... ثوب وشي منه لمّا أبرقا
و كأن العارض الجون به... أدهم طلّ عليه بلقا (11)
في ليال ظلّ ساري نجمها... حائرا لا يستبين الطرقا (12)
و قد البرق لنا مصباحها... فثنى جنح دجاها مشرقا (13)
و شدا الرعد حنينا فجرت... أكؤس المزن عليه غدقا (14)
فانتشى شربا و أضحى مائلا... مثل نشوان و قد خرّ لقى (15)
وغدت تحنو له الشمس و قد... ألحفته من سناها نمرقا (16)
و كأنّ الورد يعلوه النّدى... و جنة المعشوق تندى عرقا
- و قال في النسيب:
أقول و دمعي يستهلّ و يسفح... و قد هاج في الصدر الغليل المبرّح (17)
دعوني من الصبر الجميل فإنّني... رأيت جميل الصبر في الحبّ يقبح
لقد هيّج الأضحى لنفسي جوى... أسى كريه المنايا منه للنفس أروح (18)
كأنّ بعيني حلق كلّ ذبيحة... به و بصدري قلبها حين تذبح (19)
فيا ليت شعري هل لمولاي عطفة... يداوى بها منّي فؤاد مجرّح
يحنّ إلى البدر الذي فوق خدّه... مكان سواد البدر ورد مفتّح
تقنّع بدر التمّ عند طلوعه... مخافة أن يسري إليه فيفضح (20)
فقلت له يا بدر، أسفر فقد غوى عليه رقيب للعدى ليس يبرح» (21)
لعمري لذاك البدر أجمل منظرا... و أحسن من بدر التمام و أملح
___________________
١) الدعص: قطعة من الرمل مستديرة (تلّة صغيرة، أو جانب من تلّة كبيرة) . نقا: رمل أبيض. -كناية عن الجزء الأوسط من المحبوب!
٢) القمر الممحق: القمر حينما لا يكون له نور (في آخر الشهر) .
٣) رنا: تطلّع و أدام النظر. الطرف: طرف العين، النظر. الريم: الغزال الأبيض. الأحور: شديد بياض بياض العين و شديد سواد سوادها. فوّق السهم: صوّبه.
4) تناهى: (هنا) بلغ النهاية و الغاية، كمل. يحسن الغصن إذا ما أورق: اكتسى بالورق (في الربيع) . يقصد الشاعر أن محبوبه لمّا شبّ و ظهر الشعر في وجهه أصبح أجمل من ذي قبل (تشبيها له بالغصن إذا أورق في الربيع) .
5) الجنح (بكسر الجيم) : الجانب. الدجى: الظلام، الليل. السنا: اللمعان. اليقق: الأبيض. -نور الخمر في الكأس ردّ الليل أبيض كأنّه نهار.
6) ظلت (بكسر الظاء) -ظللت (بكسر اللام الأولى) : بقيت، استمررت. الرشأ: الظبي الصغير إذا قوي و بدأ يمشي مع أمّه. الطرف: العين. السنة (بكسر السين) : النعاس (فتور العين دلالة على الحسن و الإغراء) . الارق: السهر (من شدّة الحبّ) .
٧) الانمل: أطراف الأصابع. «صفرة النرجس تعلو الورق» يمكن أن تمثّل صورتين (أ) كقلب النرجس الأصفر بين ورق (بفتح الراء) زهرة النرجس (بتلات الزهرة) ، كناية عن إمساك الساقي بالكأس؛ أو (ب) كزهر النرجس الأصفر تحمله يد جميلة بيضاء كأنّها من ورق (بكسر الراء) أي من فضّة.
٨) الشفق: اللون الأحمر الذي يبقى على الأفق بعد غياب الشمس.
٩) الشؤبوب: الدفعة (بضم الدال) من المطر. الهطل: المتتابع مرّة بعد مرّة، الكثير الهطلان أو التهطال (السقوط و الانهمار) . -يقول: الغمام ينادم الروض: يسقي الروض من مائه و يغنّيه برعده.
10) (الصورة في البيت غير واضحة؛ و الكلمات: مطبق، هضب، أطبقا ليس لها في القاموس معان تلائم استعمالها في هذا البيت) . المطبق: السجن تحت الأرض. أطبق: سجن.
11) العارض: الغيم المقبل يحمل مطرا. الجون (هنا) : الأسود (لكثرة ما فيه من المطر) . أدهم (فرس؟) أسود. طلّ عليه: أنزل على الروض طلاّ (مطرا خفيفا) . بلقا جمع أبلق: فرس أبيض-الصورة غير واضحة. كأن الغيمة السوداء فرس أدهم (أسود) أحاطت به بلق (خيل بيضاء) -غيوم بيضاء (؟) .
12) ليلة شديدة السواد كثيرة المطر لا يستطيع فيها أحد أن يسير و لا النجوم أيضا.
13) و قد: أوقد، أشعل، أضاء. ثنى: ردّ (جعل) . ثنى جنح دجاها مشرقا: جعل (البرق) جانبا من الليل مضيئا.
14) غدقا: كثيرا. الغدق: الماء الكثير.
15) انتشت (سكرت) أغصان الروض (لكثرة ما سقط عليها من المطر-كأن هذا المطر خمر) فمالت كثيرا فأصبحت تشبه السكران الذي «خر» (سقط من كثر الشراب) لقى (مطروحا على الأرض)» .
16) ثمّ حنت له (حنت عليه، عطفت) الشمس فأشرقت و ألحفت الروض (غطّته بلحاف) من سناها (نورها) بنمرق (ببساط ملوّن) . -في الغيم الكثيف يظهر كلّ شيء داكنا. أمّا في نور الشمس فيبدو كلّ شيء بلونه الطبيعي.
17) استهلّ: طلع، بدأ. يسفح: انصبّ، سال بكثرة. الغليل: الشوق إلى الماء، العطش، عطش الحبّ. المبرّح: الموجع، الشديد.
18) الأضحى-عيد الأضحى. الجوى: الحرقة الشديدة. المرض المتطاول. الأسى: الحزن. جوى أسى (على الإضافة) : حزن شديد طويل الأمد. أروح: أكثر راحة للنفس. -. . . الموت الفظيع أسهل على الإنسان من هذا الحزن الناشئ من (بعاد) الحبيب.
19) حينما أرى الذبائح تذبح في عيد الأضحى (و الحبيب بعيد عنّي) أشعر أن السكّين الذي يمر بحلقها (يذبحها) كأنّه يمر بي أنا (يذبحني أنا) . كأنّ بصدري قلبها: أنا أشعر في الحبّ بما تشعر هي به عند الذبح.
20) بدر التمّ (بكسر التاء) و التمام (بفتح التاء) : البدر ليلة أربع عشرة. تقنّع: أرخى القناع على وجهه. سرى: سار ليلا. -استتر البدر بالغيوم كيلا يخرج محبوبي (إلى النزهة في ضوء القمر) ، و حينئذ يظهر بدري (محبوبي) أجمل من بدر السماء.
21) أسفر: اكشف عن وجهك. غوى عليه رقيب للعدا: وضع أعدائي على حبيبي رقيبا قد غوى (ضلّ) ، فهو يتشدّد في منعه من الخروج ليلا و نهارا. يبرح: يترك، يغادر (لا يترك مراقبة المحبوب) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
في مستشفى الكفيل.. نجاح عملية رفع الانزلاقات الغضروفية لمريض أربعيني
|
|
|