تفسير قوله تعالى : {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ ...} |
2225
04:53 مساءاً
التاريخ: 14-06-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-06-2015
1389
التاريخ: 2023-07-19
1063
التاريخ: 14-06-2015
1649
التاريخ: 12-06-2015
2348
|
قال
تعالى : {إِذْ
تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي
أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا
فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [آل
عمران : 153] .
{إِذْ تُصْعِدُونَ} «إذ»
ظرف لصرفكم والمراد فرارهم و«تصعدون» بضم التاء من «اصعد» بمعنى دخل وأخذ في
الصعود إلى الجبال مثل «انجد واتهم» او دخل في الصعود في الأرض اي السير فيها قال
حسان : «يبارين الأعنة مصعدات» وقال الآخر «هواي مع الركب اليمانين مصعد» ولا
تلتفتون في فراركم واصعادكم {ولا تَلْوُونَ} أبدانكم {عَلى أَحَدٍ} سواء
كان داعيا منكم للثبات أو مستجيرا بأحدكم او عدوا محاربا {وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ} إلى
نصره وجهاد المشركين.
قيل وكان دعاءه صلى اللّه عليه وآله إليّ عباد
اللّه ارجعوا انا رسول اللّه.
{فِي أُخْراكُمْ} أخرى القوم الجماعة التي هي آخرهم والظاهر
ان الجار والمجرور متعلق بيدعوكم كما يقال نادى في الناس. وهذا يقتضي بأن أوائلهم
قد أمعنت بالفرار وبعدت فيكون الدعاء والنداء في أخراهم. ويجوز ان يكون حالا من
الفاعل في «يدعوكم» أي حال كونه في الجماعة التي هي اخراكم من ناحية العدو والقتال
والمراد منها الثابتين {فَأَثابَكُمْ} اللّه
وهو عطف على صرفكم أي جزاكم. والثواب الجزاء على الطاعة والمعصية وان كثر استعماله
في الطاعة {غَمًّا بِغَمٍ} في
التبيان غما على غم وقيل مع غم. وفي تفسير القمي والدر المنثور في تفسير غما بغم
ببيان السبب للغم روايات لا تنهض حجة للتعويل عليها خصوصا مع التعارض في روايات
الدر المنثور. وفي الكشاف غما بسبب غم أذقتموه رسول اللّه بعصيانكم انتهى ولا حجة
على ما قال وقال بعد ذلك ما حاصله يجوز ان يكون فاعل اثابكم هو رسول اللّه (صلى
الله عليه واله وسلم) أي كما اغتممتم لما اصابه غمه ما نزل بكم وآساكم بغمه
لتسليتكم {لِكَيْلا تَحْزَنُوا} الآية
انتهى وهو اجنبي عن سوق الآيات وحال الواقعة. والغم معروف وان فسر بالحزن لكن
الاستعمال والتبادر يشهدان بأنه عبارة عن حالة معروفة تعرض على الإنسان عند
المصائب والحزن بضيق بها صدره وهي اقرب إلى معنى الكرب من الحزن {لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ} من الظفر بعدوكم وانتصاركم عليه وما أَصابَكُمْ من اثم المعصية للّه والمخالفة لرسوله والهزيمة
ووبالهما الدنيوي من الانكسار والوهن والخوف والرعب من كرة العدو عليكم وعلى
بلادكم وأهليكم هذا هو الظاهر من السياق أي واثابكم غما بغم والغاية من تراكم
الغموم عليكم ان تذهلوا عن الحزن المذكور {واللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ} لا
تخفى عليه من اعمالكم ووجوهها خافية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|