أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-3-2022
2217
التاريخ: 2023-05-01
1177
التاريخ: 2024-05-28
769
التاريخ: 4-8-2022
1938
|
1ـ رغبة الشباب بالوصول السريع
يرغب الشباب بالوصول السريع إلى أعلى الدرجات ، وتحقيق كل الأهداف دفعة واحدة. فالشباب في سن المراهقة يحلم ويخطط ويطمح ، فإذا واجهته العقبات ، أو شعرَ بطول المدة المطلوبة للوصول إلى أهدافه، يبادر بطريقة خاطئة ، أو يسلك خيارات يندم عليها مستقلاً ، فهو في الحقيقة سريع ومتسرِّع في آنٍّ واحد، يريد أن ينتهي كل شيء بسرعة ، وأن يحصل على كل شيء بسرعة!
بعض الشباب يترك الثانوية أو الجامعة مع توفر الفرصة لديه للتعلم لأنه يرغب بتوفُّر المال بين يديه ، تسنح له الفرصة للعمل بأجرٍ عادي لا يتجاوز الحد الأدنى ولا يساعده على تنمية قدراته المستقبلية ، فيترك الدراسة فرحاً بهذا الأجر ، لقد استعجل اللحظة من دون النظر إلى المستقبل! ثم يندم بعد سنوات قليلة لأنَّه خسر فرصة التعلم ، ولم يعد قادراً على تنمية إمكاناته وقدراته ، وأن ما يسعى إليه أفاده بشكل آني ، وحقق رغبته المؤقتة ، لكنَّه قضى على تطوره ونموه. لا تستعجل.
بعض الشباب يألفون أجواء اللهو ، ويعيشون اللذة العابرة بإشارات وحركات من الجنس الآخر ، ويصرفون الكثير من أوقاتهم على هذا النمط ، وهم يستعجلون اللذة ولا يلتفتون إلى آثارها ونتائجها ، ثم يندمون على ما خسروه من أوقاتهم وسمعتهم ، بعد أن تكون نفوسهم قد تأصَّلت بعاداتٍ فاسدة لم يعودوا قادرين على تغييرها بسهولة! إحذر أيها الشاب أن تقع فريسة المتاع الزائل والمؤقت في الدنيا ، واعلم انَّ باستطاعتك الحصول على اللذة الحلال في وقتها وفي ظروف سليمة. فلا تستعجل.
شابٌ يرغب الزواج في سن مبكرة ، وهو أمر مشروع ، لكن ، للزواج مقومات ومسؤوليات ، فهو لا يستطيع الإنفاق على زوجته ، ويعيش الإرباك بسبب الظروف التي تحيط به وتمنعه من القيام بواجباته تجاه زوجته لخمس سنوات على الأقل بحسب تقديره ، مع ذلك فإنَّه يُقدم على الزواج تحت عنوان الرزق الإلهي المقسوم ، من دون أن يوفِّر ما عليه من العمل والمقدمات الصحيحة ، فتبدأ المشاكل بعد سنة أو سنتين من الخطوبة ، حيث لا يكون قادراً على الانتقال إلى بيت الزوجية ، ولا يقبل أهل البنت التأخير أكثر من هذه المدة ، وهو يعلم ذلك! ما الذي سيضيع منه؟ ليكن واثقاً بأنّه سيحصل على نصيبه في الوقت المناسب ، وليوفر المقدمات الضرورية بحسب علمه وقدرته ، ثم يتوكل على الله تعالى. فلا داعي للعجلة.
البنت في أول شبابها ترغب الارتباط بشاب من خلال الزواج ، ولا تدقِّق غالباً في مواصفات من يتقدم إليها ، فقد تنجذب لصفةٍ فيه ، وتنزعج من والدها عندما يسأل عن البيت والنفقة ومدة الخطوبة ، فهي تريد أن تتجاوز كل هذه الأمور ، كما تنزعج من والدها عندما يسأل عن شخصية الزوج ومواصفاته الشخصية والدينية والأخلاقية ، فكلامُ الشباب جميلٌ وشكلُه مقبول ، والظاهر أنه جيدٌ ولائق ، لكن ، هل يمكن الاكتفاء بالحكم على ظاهره من خلال جلسات معدودة من دون الاستفسار والاطلاع على حقيقته؟
عندما ربط الإسلام زواج البكر بموافقتها وموافقة وليِّها ، وإنما أراد أن يحميها بعدم الانجرار وراء عاطفتها الوقَّادة التي تتأثر بالكلمة الحلوة ، أرادها أن تناقش مع والدها حيثيات القبول أو الرفض من خلال النقاش والحوار ، أي بلغة العقل وليس بلغة العاطفة فقط. من حقِّك أن تختاري ، وأن تملئي عاطفتك بمن تجيدين فيه فارس أحلام المستقبل ، لكن هل عرفتِ صفاته جيداً؟ وهل اطمأننتِ إلى قدرته على حمايتك؟ وهل تأكدتِ من رغبته الأكيدة في بناء حياة زوجية متكافئة؟ وهل هو الكفء في الدين والأخلاق بالنسبة إليك؟ لا تستعجلي.
2ـ الشبابُ دعامة المستقبل
مرحلةُ الشباب مرحلةٌ تأسيسية ، فإذا كان التأسيس متيناً وصلباً ومتوازناً ومدروساً ، تحققت الأهداف في المستقبل بثبات وفعالية ونجاح ، فما تزرعه اليوم تحصده غداً. مدَّ بصرك إلى المستقبل واسأل نفسك عما ستؤول إليه خطواتك التي ستتخذها الآن. إذا خطوت هذه الخطوة فما الذي سيحصل لك؟ ما الذي ستحققه؟ وهل أنت راضٍ عما يمكن أن تنجزه بحسب خيارك؟ إذا كان الجواب نعم فتوكَّل على الله تعالى ، وقُم بما تريد ، فإن شاء الله تصل إلى أهدافك. وإذا كان الجواب لا فلا تبدأ. وإذا كانت الأمور غامضة ومشوشَّة فاستشر أصحاب الخبرة ، وتمهَّل قبل اتخاذ القرار. لا أتحدث هنا عن طبيعة الأمر الصواب ، وإنما عن تأثير خيار الشباب على مستقبلهم.
3ـ الشباب شعبة من الجنون
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله : ((الشباب شعبةٌ من الجنون))(1).
المقصود بالجنون الحيوية الكبيرة ، فالشباب شعبةٌ من الحيوية والنشاط والثورة والحركة الدؤوبة ، فكل شيء يهون بنظر الشاب ، الذي يقتحم المصاعب بكل جرأة ، بل وبتهور في كثير من الأحيان.
فانظر الى أي مدى تؤدي بك حيويتك أيها الشاب ، ولا تغترَّ بقدرتك وطاقتك الجامحة ، فالمهم كيف تتصرف بها؟ ومتى تستفيد منها؟ وإلى أي هدف توصلها؟.
انتبه! فكلُّ شيء لديك مفعمٌ بالحيوية. الغريزة تتأجج في هذه السن ، والآمال المتنوعة تزداد لديك ، وثقتك بنفسك تكبُر ، فلا تنجرف باتجاه غرائزك ومشاعرك ورغباتك. دع عقلك يقول كلمته ، ولا تندفع بقدراتك، فالخبرة تنقصك ، ومعرفتك محدودة ، وإلمامك بالأمور ليس كافياً ليكون حكمك صائباً، وما تراه لا يمثِّل كل الحقيقة... هدِّئ من روعك ، واستكمل جوانب الموضوع ، وتأمَّل قبل اتخاذ قرارك ، واعتبر من تجارب الآخرين ، إنه لن يضيع عليك شيء، فلكل شيء أوان.
4ـ الفرص العديدة والمفتوحة
وسِّع من خياراتك ، فلا زالت الفرص عديدة ومتاحة أمامك، لا تحشر نفسك في زاويةٍ واحدة، أو فكرةٍ واحدة، أو خيارٍ واحد. اختر من عملك ما تعتقده الأفضل، واختر من دراستك ما تعتقده الأنجح، واختر من أدائك ما تعتبره الأصوب، واختر دوراً يجعلك مؤثراً ومفيداً لمجتمعك في مسيرة حياتك. أسس درب الجهاد لتحقق ما تريد {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ} [الحج: 78] ، جاهد نفسك التي بين جنبيك لتنتصر على شيطانك وتُحسن اختيار الطريق، جاهد عدوك لتحرِّر أرضك فتكون بذلك قد ساهمت في تقوية أمتك، جاهد كسلك كي تقوى على الفعل الإيجابي والمنتج في الحياة، جاهد جهلك وتعلَّم لتتبصَّر طريق الهدى ، جاهد رغباتك لتتوازن مع روحك وتعيش حالة التكامل... فكر كيف تستخدم طاقاتك في الخيارات المختلفة، ضمن منهجية واضحة وسليمة، وبأداء مُوجّه ومستقيم، ثم ضع نصب عينيك طاعة الله، وأن يكون عملك في سبيل الله، لتحقيق رضوانه عليك، {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 26، 27].
هل لا زلت معي؟ لاحظ هذه المميزات الأربعة، وتذكر مجدداً:
1ـ رغبة الشباب بالوصول السريع إلى أعلى الدرجات.
2ـ الشباب دعامة المستقبل.
3ـ الشباب شعبة من الجنون.
4ـ وسع من خياراتك، فالفرص عديدة ومفتوحة أمامك.
كل المميزات تتمحور حول تلك الطاقة الحيوية التي قد ترفعك إلى أعلى الدرجات، وقد تؤدي بك إلى الهاوية، وذلك بحسب اختيارك، فاعرف ماذا تختار؟
________________________________
(1) الشيخ الصدوق ، من لا يحضره الفقيه ، ج4 ، ص:377.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|