أقرأ أيضاً
التاريخ: 5/10/2022
1838
التاريخ: 12-06-2015
1956
التاريخ: 12-06-2015
16826
التاريخ: 12-06-2015
2455
|
قال تعالى : {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ
اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)
الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ
مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ
عَظِيمٌ} [آل عمران : 171، 172] .
{يَسْتَبْشِرُونَ} حال آخر كفرحين {بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ} عليهم في نعيمهم {وَفَضْلٍ وبأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} بل يوفيهم جزاءهم { الَّذِينَ مبتدأ اسْتَجابُوا لِلَّهِ والرَّسُولِ} إذ دعاهم الرسول إلى اتباع جيش المشركين في رجوعهم من حرب احد ارهابا لهم فلبوا دعوته {مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ} بتلك النكبة وكثرة الجراح فتبعوهم مع رسول اللّه إلى حمراء الأسد وهو سوق للعرب على ثمانية أميال من المدينة ورجعوا ولم يلاقوا حربا «1» {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا} اعمالهم في الحياة الدنيا ودار العمل أي جعلوا أعمالهم حسنة نحو قوله تعالى {مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} [الكهف : 30] {مِنْهُمْ واتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} الجملة خبر «الذين» وكم وكم ينبغي للإنسان ان يتحذر ويلازم التقوى، ويراقب عاقبته، ويحاسب نفسه في ايام عمره ويتحرى الإخلاص للّه في اعماله فإن هؤلاء الذين استجابوا للّه والرسول في تلك الشدة وذلك القرح لم يجر شكر الاستجابة والوعد بالأجر لجميعهم على رسله بل قسمهم مفاد الآية في تبعيضها إلى اللذين أحسنوا منهم واتقوا وإلى عيرهم وخص الوعد بالأجر بالقسم الأول. فيكون الثناء والأجر في حقيقة الأمر في هذه الآية واللتين بعدها إنما هو للبعض وان كانت صورته جارية على نوعهم. كما جرى مثل ذلك في الآية الأخيرة من سورة الفتح في قوله تعالى {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} [الفتح : 29] وذكر الثناء الجميل إلى أن قال جل وعلا {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} [المائدة : 9] فقسمهم بكلمة «منهم» ايضا ذلك التقسيم المرعب
وكشف بتقسيم هاتين الآيتين عن حال الإطلاق او العموم في غيرهما
وابان ان جريانه في نفس الأمر إنما هو على البعض لا الكل ويا للأسف وفي الكشاف ان
«من» في «منهم» للتبيين مثلها في قوله تعالى في آخر سورة الفتح {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ
مِنْهُمْ مَغْفِرَةً} لأن الذين استجابوا للّه والرسول قد أحسنوا
كلهم واتقوا. وحكى ابن هشام في المغني نحوه عن ابن الانباري. ومن الغريب ممن يعد
من النوابغ في النحو والعربية والخبرة بكرامة القرآن الكريم في فصاحته وبلاغته
وكيف يخفى عليه انه يلزم في «من» التي لبيان الجنس ان يكون ما تبينه فيه إبهام في
جنسه ويكون في مجرورها بيان يرفع ذلك الإبهام ويتكفل بإيضاح المراد ويصح ان يحمل
على ما يبينه حملا مفيدا ببيانه. إذن فما ذا في قوله تعالى «منهم» من الإيضاح
الجديد الرافع للإبهام وما هي الفائدة في البيان في قول القائل الذين أحسنوا منهم
واتقوا : وحكى في تفسير المنار عن استاذه اختياره لكون «من» في الآية للتبعيض لأن
من المؤمنين الصادقين من لم يخرج إلى حمراء الأسد يعني ان الضمير في «منهم» يعود
إلى المؤمنين في آخر الآية السابقة أقول وهذا لا يصح إذا كان الموصول وهو «الذين»
في أول الآية مبتدأ لأن خبره وهو جملة «للذين» يبقى بلا رابط ولذا بنى التلميذ صحة
ما قاله استاذه على نصب «الذين» على المدح وأقول ان النصب على المدح مبني على ان
يكون الموصول وهو «الذين» صفة للمؤمنين نحو قول الخرنق بنت عفان من بني قيس :
لا يبعدن
قومي الذين هم |
سم
العداة وآفة الجزر |
|
النازلين
بكل معترك |
والطيبون
معاقد الأزر |
|
وليس في هذا النصب على المدح عطف يدل على
المغايرة. بل لو كان هناك عطف لما اقتضى المغايرة بل جرى على نهج قوله تعالى في
سورة البقرة 172 {والصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ} وفي
سورة النساء 160 {والْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ} إذن
فيعود التبعيض والتقسيم إلى الذين استجابوا ومن أين يعرف ؟ ان «الذين» هنا منصوب
على المدح فيتأمل في كلام صاحب المنار واستاذه في هذا المقام. وليت شعري ما هذا
التكلف في تفسير الآية مع اجماع الأمة على انه ليس كل الصحابة معصومين.
___________________________
(1) وعلى هذا اكثر ما وجدناه من حديث
الفريقين كما هو المحكي عن اكثر المفسرين.
والمأثور ان وقعة أحد كانت في السنة الثالثة من
الهجرة في يوم الأحد السادس عشر من شوال وخرجوا باستجابتهم إلى حمراء الأسد يوم
الاثنين ومكثوا فيها إلى الأربعاء ثم انقلبوا على وجههم هذا إلى المدينة وقد تكرر في الأحاديث انهم خرجوا وهم جرحى من حرب احد «و الوجه
الثاني» ما في الدر المنثور عن ابن شهاب ومجاهد وعكرمة في
احدى روايتيه ان الآية نزلت في خروج رسول اللّه
بمن معه لموعد أبي سفيان في غزوة بدر الصغرى في السنة الرابعة. وفي
التبيان روى ذلك عن أبي جعفر (عليه السلام) وفي مجمع البيان رواه ابو الجارود عن
الباقر (عليه السلام).
وابو الجارود ضعيف. والذي اعتمد
عليه القمي في تفسيره هو الأول وكذا الشيخ في التبيان ونسب الثاني إلى القيل.
وكانت غزوة بدر الصغرى في السنة الرابعة للهجرة في شعبان في رواية الدر المنثور عن
مغازي ابن عقبة ودلائل البيهقي وفي تاريخ ابن جرير عن
ابن إسحاق. وفي ذي القعدة رأس الحول من وقعة احد عن الواقدي.
وقد كان ابو سفيان جعل الموعد مع
رسول اللّه يوم احد لإعادة الحرب هو بدر في العام المقبل كما عن ابن إسحاق. وعن
مجاهد قال ابو سفيان موعدكم بدر حيث قتلتم إخواننا. وسميت غزوة بدر الصغرى غزوة
السويق لأن أبا سفيان وجيشه خرجوا من مكة للحرب فلما سمعوا باستعداد رسول اللّه
(صلى الله عليه واله وسلم) للقائهم في الموعد فشلوا ورجعوا من «مجنة» من ناحية مر
الظهران أو مما فوق-- «عسفان» على نحو مرحلتين من مكة فسماهم اهل مكة جيش السويق
ويقولون لهم انما خرجتم تشربون السويق.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|