أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-06-2015
6258
التاريخ: 12-06-2015
1478
التاريخ: 12-06-2015
2614
التاريخ: 19-02-2015
2120
|
قال تعالى : {لَيْسَ
عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ
خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ
وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272) لِلْفُقَرَاءِ
الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي
الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ
بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ
فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة : 272، 273] .
{لَيْسَ
عَلَيْكَ} يا رسول اللّه {هُداهُمْ} اي
إيصالهم إلى الحق ولا أنت مسئول عن ذلك فإنما عليك البلاغ {وَ لكِنَّ
اللَّهَ يَهْدِي} أي يوصل بتوفيقه إلى الحق والعمل
الصالح {مَنْ يَشاءُ} ممن
هو أهل للتوفيق {وَما تُنْفِقُوا} يا
أيها الناس {مِنْ خَيْرٍ} من المال او طيبه وخيره أو سمي خيرا لأنه
يقصد به وجه اللّه وسبيل الخير {فَلِأَنْفُسِكُمْ} يعود
النفع من إنفاقه {وَما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ
وَجْهِ اللَّهِ} أي الوجه الذي يتوجه به إلى
اللّه وفي التبيان ابتغاء مرضاة اللّه وفي الكشاف وطلب ما عنده انتهى وما ذكره
إنما هو غاية يقصدها الغالب في عملهم لوجه اللّه وقد تكون الغاية للأولياء هوان
اللّه اهل للعبادة كما يروى عن زين العابدين (عليه السلام).
تصريحه بذلك وإذا لم يثبت ما ذكر في
الدر المنثور وغيره من ان السبب في نزول هذه الجملة هو الرخصة لمن امتنع عن
الإنفاق على أرحامه المشركين فالظاهر انها خبرية يراد بها تأكيد النهي عن ان
ينفقوا إلا ابتغاء وجه اللّه خالصا من الرياء {وَما
تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ} أي
يوصل إليكم جزاءه تاما وافيا {وَأَنْتُمْ
لا تُظْلَمُونَ} بنقصه ولا تأخير إيصاله عن
محل الحاجة فإنه يصل إليكم في حال أنتم فيه في أشد الحاجة إلى ذلك الجزاء {لِلْفُقَراءِ} قال
في التبيان ومجمع البيان والكشاف تقديره «النفقة للفقراء» ويدل على ذلك تعدد ذكر
الإنفاق في الآيات وكونها مسوقة له وأما تعليق الجار والمجرور بكلمة «وما تنفقوا»
في أول الآية فلا يصح لأن الإنفاق إنما يعدى بعلى لا باللام مضافا إلى بعده
من حيث الفصل الطويل وعدم الانسجام {الَّذِينَ
أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ}.
في مجمع البيان قال ابو جعفر يعني
الباقر (عليه السلام) نزلت في اصحاب الصفة ورواه الكلبي عن ابن عباس انتهى.
وفي الدر المنثور ذكر انه أخرجه ابن
المنذر من طريق الكلبي وأخرجه ابن سعد عن محمد بن كعب القرضي عن ابن عباس. ولفظ
الآية عام وإن كان اصحاب الصفة بمقتضى الرواية مورد النزول. والإحصار هو المنع او
الحبس الذي يكون من ناحية المحصر. أي منعوا أنفسهم وحبسوها في سبيل اللّه بسبب
معاداتهم للمشركين او لأنهم وقفوا أنفسهم على التجند في سرايا رسول اللّه وحروبه
فحبسوا أنفسهم على انتظار ذلك او على خدمة الدين او طلب العلوم الدينية فهم من اجل
ذلك {لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ} للتكسب
والاحتراف للرزق بالتجارة ونحوها {يَحْسَبُهُمُ
الْجاهِلُ} بحالهم {أَغْنِياءَ
مِنَ التَّعَفُّفِ} وترويض أنفسهم على العفة مع شدة
الحاجة فإن ملكة العفة قد يغلبها الفقر ودوام الحاجة ولكنها إذا كانت لا تزال
مؤيدة بالتعفف وترويض النفس كانت هي الغالبة {تَعْرِفُهُمْ} بما
هم فيه من الفقر والحاجة {بِسِيماهُمْ} ومخائلهم
ودلائل أحوالهم على الحاجة اي ان سيماهم كافية في تعريف حالهم لا ان معرفتهم
بالفقر منحصرة بدلالة السيماء فإن رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) وكثير من
الناس كانوا يعرفون حال الكثير من المذكورين بالخبرة والاطلاع والظاهر ان الخطاب
في تعرفهم ليس لحصر المعرفة بالرسول بل المعنى يعرف حالهم بسيماهم فهم وان تمادى
بهم الفقر {لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً} في
نهاية ابن الأثير من سأل وله أربعون درهما فقد سأل الناس إلحافا وقال الزجاج الحف
شمل بالمسألة وهو مستغن عنها. ونحوه في أساس الزمخشري. وفسروا الالحاف ايضا
بالالحاح في المسئلة ومعنى الآية لا يسألون نوع الناس مهما احتاجوا ولا يشمل
سؤالهم كل من يحتملون اسعافه لهم فيكونوا بذلك ملحفين وملحين بنوع السؤال وإن لم
يلحوا في افراده ولا يلزم في فضل المذكورين ان لا يسألوا أحدا أبدا فلا يخدش في
تعففهم ان تلجأهم الضرورة إلى ان يذكروا حالهم اتفاقا لمن هو أولى بالمؤمنين من
أنفسهم أو من ينوب عنه. ولا يبعد انه لا ينفك أحد من ان يسأل حاجة ولو من خواصه بل
قد يجب ذلك أو يندب ولكن في مجمع البيان قيل معناه انهم لا يسألون الناس
أصلا عن ابن عباس وهو قول الفراء والزجاج واكثر ارباب المعاني واستشهد له بقول
الأعشى «لا يغمز الساق من اين ومن وصب» اي ليس بها اين ولا وصب ليغمز ساقها واستشهد
في التبيان لذلك بقولهم ما رأيت مثله يريدون بذلك انه ليس له مثل كما استشهدوا
لذلك بقول امرئ القيس «على لا حب لا يهتدى بمناره» اي ليس فيه منار يهتدى به أقول
وهذه الشواهد لا تشبه الآية ولو كان المراد انهم لا يسألون أصلا لما صح من مثل
كرامة القرآن ان يبين فضلهم بلفظ يظهر منه خلاف المراد ولا يقارب المراد الا بما
ذكروه من التأويل البعيد {وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ
اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} يوفيكم جزاءه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|