أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-06-2015
4120
التاريخ: 12-06-2015
1786
التاريخ: 14-06-2015
1588
التاريخ: 14-06-2015
1796
|
قال تعالى : {وَلَقَدْ
أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا
الْفَاسِقُونَ (99) أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ
أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100) وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ
لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ
وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) واتَّبَعُوا ما
تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وما كَفَرَ سُلَيْمانُ ولكِنَّ
الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وما أُنْزِلَ عَلَى
الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ ومارُوتَ وما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى
يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما
يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وزَوْجِهِ وما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ
أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ ويَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ ولا يَنْفَعُهُمْ
ولَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ولَبِئْسَ
ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ} [البقرة :
99 - 102] .
{ولَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ
بَيِّناتٍ} لا ريب فيها {وَما
يَكْفُرُ بِها إِلَّا الْفاسِقُونَ} الذين خرجوا من طاعة الحق
والرشاد واستحبوا الكفر {أَو كُلَّما} الاستفهام
للتوبيخ والتقريع على عادتهم القبيحة من انهم كلمالا {عاهَدُوا} اللّه
او رسله او أنبياء {عَهْداً نَبَذَهُ} وألقاه
كناية عن نقضه ومخالفته {فَرِيقٌ مِنْهُمْ} ليس
الفريق القليل {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا
يُؤْمِنُونَ} ولا يثبتون على عهدهم ومنهم بنو قريضة والنضير
وقينقاع وغيرهم ممن نقض عهده وميثاقه لرسول اللّه والمسلمين أقبح نقض بأقبح غدر {وَلَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} وهو
محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم {مُصَدِّقٌ لِما
مَعَهُمْ} من التوحيد وإرسال الرسل وإنزال الكتب الإلهية وصفات
الرسول الذي وعدوا به وتبين لهم انه هو المصداق المصدق وجاءهم بالكتاب كلام اللّه
المذكور في توراتهم {نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ} وهم الأكثر الذين لا يؤمنون {كِتابَ اللَّهِ} القرآن الذي قامت به عليهم
الحجة وعلموا بأنه كتاب اللّه ورموه {وَراءَ
ظُهُورِهِمْ} كناية عن اعراضهم وكفرهم به {كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ} انه كتاب اللّه
المبشر به في كتبهم وقامت به الحجج النيرة {وَاتَّبَعُوا} من
الأباطيل والكفر {ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى
مُلْكِ سُلَيْمانَ} أي على اهل مملكته {وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ ولكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا
يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ
هارُوتَ ومارُوتَ}.
روى ابن بابويه في العيون عن الرضا عليه السلام ان
هاروت وماروت علما الناس السحر ليحترزوا به عن سحر السحرة ويبطلوا كيدهم وذكر
مضمون قوله تعالى {وَما يُعَلِّمانِ مِنْ
أَحَدٍ حَتَّى} ينذراه و{يَقُولا
إِنَّما نَحْنُ} من جهة{فِتْنَةٌ} وابتلاء
وامتحان نعلم الناس لغاية صحيحة {فَلا تَكْفُرْ} وتستعمل
ما نعلمه في غايات الضلال {فَيَتَعَلَّمُونَ} أي
الناس {مِنْهُما} من هاروت
وماروت {ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ
وزَوْجِهِ وما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}
والمراد من الاذن عدم ابطال اللّه لأثر السحر أي ليس أثر السحر أمر لازم لا يقدر
اللّه على رفعه ولكن لم يبطله بل خلى بينه وبين الناس في سوء اختيارهم كما خلى
بينهم وبين سائر المعاصي وانواع الظلم لحكمة قدرها في العالم {وَيَتَعَلَّمُونَ} من السحر {ما يَضُرُّهُمْ ولا يَنْفَعُهُمْ} إذ لا
يستعملونه في ابطال سحر السحرة ودفع كيدهم.
روى القمي في تفسيره ان الباقر (عليه السلام) سأله عطا بمكة عن هاروت وماروت فذكر من أمرهما في المعصية نحو ما يذكر الجمهور عن ابن عباس وابن عمر وكعب الأحبار كما تراه مجموعا في الدر المنثور وفيما ذكرنا روايته عن الرضا (عليه السلام) نحو معارضة لما روي عن الباقر عليه السلام ورواية عن الباقر محمد بن قيس وهو مشترك بين الضعيف وغيره ويمكن أن يكون الباقر (عليه السلام) بحسب حال الوقت وعطا حكى له ما يروونه عن ابن عمر وابن عباس وكعب من دون ما يشعر بتصديقه. والشيخ في التبيان لم يشر الى هذه الرواية ويبعد أن يكون لم يطلع عليها. والقول بكونها منافية لعصمة الملائكة يمكن دفعه بأن يقال بأن المسلم من عصمتهم هو ما داموا مجردين عن الشهوة والحرص لا ما إذا جعلا فيهم كما تقوله الرواية واللّه العالم بحقيقة الحال {وَلَقَدْ عَلِمُوا} اللام للقسم والجملة التي بعدها جوابه {لَمَنِ اشْتَراهُ} اللام للابتداء و«من» مبتدأ والضمير يعود الى السحر وما تتلوه الشياطين. وعبر عن اتباعه وتعلمه بالشراء اشارة الى انهم بذلوا بإزائه وبدلا عنه دينهم وآخرتهم فمن اتبعه واشتراه {ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ} أي نصيب وذلك هو الخسران المبين وجملة «ماله» خير «لمن» والجملة من المبتدأ والخبر معمولة «لعلموا» لأن الأصل في افعال القلوب أن تتعلق في العمل بالنسب الموجودة في الجمل {وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا} أي باعوا. ويمكن أن يراد به معنى الاشتراء المتعارف على نحو ما ذكرناه في الآية الثامنة والثمانين {بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ} فانه أقبح الأثمان وأخسها.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|