دعني أسالك، ما الذي تعتبره أكثر أصولك قيمة؟ هل يمكن آن يكون منزلك، أو سيارتك، أو مدخراتك، أو ربما مكافأة التقاعد؟ الحقيقة هي أنه لا شيء من هذه الأشياء يمثل قيمة حقيقية.

أكثر أصولك قيمة

إن أكثر أصولك قيمة هو "أنت"، وعقلك. والجميع يرغبون في أن تظل ممتلكاتهم وأشياؤهم الثمينة في أمان، لذا ستعرف في هذا الفصل كيف تقدر وتحمي أغلى ممتلكاتك:

لقد نشأت وأنا مؤمن بأن تحقيق الأمان ينبع من الحصول على وظيفة جيدة في شركة كبيرة. وطوال الثلاثة أرباع الأولى من القرن العشرين كان هذا المعتقد صحيحا بالفعل، لكن فرص العمل أصبحت مختلفة إلى حد ما هذه الأيام: الآن هناك القليل جدا من الوظائف التي يمكنك الاستمرار فيها حتى تبلغ سن التقاعد، والكثير من الأشخاص يدركون أنهم لا يمكنهم الاعتماد على أية وظيفة حالية أو مستقبلية لتوفير الأمان الذي ينشدونه على المدى الطويل.

إذا تقبلنا واقع أننا لم يعد بمقدورنا الاعتماد على "الوظيفة طويلة الأمد" لتحقيق الأمان، فسنتمكن من التركيز على حماية أغلى ممتلكاتنا - أنفسنا - بفعالية وجدية، وعند العمل على هذه النقطة ستصبح حياتنا أكثر أمنا وأمانا ومتعة. والمنطق السليم يقول لنا "إذا استغللنا ممتلكاتنا لأقصى إمكاناتها، فسيكون لهذا تأثير وتحول جذري في حياتنا".

استعد للرحلة

تخيل الحصول على سيارة جديدة: قبل الخروج بها في أول رحلة، من المنطقي أن نتأكد مما نتعامل معه تحديدا؛ فنبدأ بالتعرف على كيفية التحكم فيها، وعلى أزرار الإشارات والبوق. بعد ذلك نختبر مدى قوة الكوابح، ونهيئ وضعية الكرسي لتلائمنا، وبالطبع نتفقد الزيت والإطارات وكمية الوقود بالخزان. الآن تخيل أن هذه السيارة هي سيارة مرسيدس موديل سمارت الصغيرة — هل يمكنك أن تأخذ هذه السيارة في رحلة من لندن - المملكة المتحدة إلى موسكو - روسيا؟ بالطبع يمكنك، لكنك ستحتاج إلى القيام بإجراءات واستعدادات مختلفة تماما عن تلك التي كنت ستقوم بها لو كانت الرحلة من لندن - المملكة المتحدة، إلى واتفورد - المملكة المتحدة.

استخدم هذا المثال عند الشروع في الرحلة القادمة في حياتك، وقيم ما لديك لتعرف المتاح لك بالتحديد. 

افحص أصولك وديونك / مسئولياتك الشخصية

تقوم كل الشركات المحدودة - مرة كل عام - بتكليف مراجعي الحسابات فيها بإعداد الحسابات النظامية، وبداخل هذه الحسابات يتم وضع قائمة بالأصول والديون. لذا أريد منك أنت أيضا إعداد مراجعة شخصية لأصولك وديونك/ مسئولياتك.

أولا وقبل كل شيء، اكتب قائمة بأصولك المادية وديونك/مسئولياتك. في جانب من القائمة دون أصولك الحالية، وسيشتمل هذا على منزلك وسيارتك وممتلكاتك واستثماراتك وأسهمك ... إلخ. في الجانب الآخر دون ديونك/ مسئولياتك: سحب زائد من البنك يجب تغطيته، أو قرض، أو فواتير غير مدفوعة، أو ربما أقساط اتفاقية بيع. الجأ للأمثلة التالية لتعد قائمتك الخاصة بالأصول والديون. 

الان، كرر هذا التمرين بوضع قائمة بأصولك وديونك/مسئولياتك المعنوية. في جانب من القائمة، دون مواطن قوتك وإمكاناتك الشخصية، ومهاراتك ومؤهلاتك وإنجازاتك، وصحتك ومستوى اللياقة البدنية لديك، وتقييمك لكيفية شعور عائلتك وأصدقائك ومعارفك تجاهك. في الجانب الآخر من القائمة، دون مسئولياتك. يمكن لهذا أن يشتمل على نقاط ضعفك مثل الخوف من الرفض أو عدم الاكتراث أو الميل للتسويف أو الافتقار إلى ضبط النفس. استخدم المثال السابق لتعد قائمتك الخاصة بأصولك ومسئولياتك المعنوية.

ستدرك مدى أهمية هذين التمرينين عندما نصل للفصل الرابع- أن تصبح محظوظا. ومثلما يفعل أغلبية الناس، أنت على الأرجح تقلل من قيمة أهم ممتلكاتك: عقلك. إن الأمر يكاد يكون مستحيلا أن تتمكن من وضع قيمة مالية له - ولقد حاولت المحاكم القيام بهذا الأمر لأعوام عديدة في دعاوى التأمين والتعويضات. وذات مرة قرأت عن امرأة تأذى عقلها بإصابة بالغة ستظل معها لباقي حياتها، كان جسدها قادرا على الاستمرار في وظائفه الحيوية الطبيعية، لكنها لم تكن قادرة على التواصل مع من حولها أو الاستجابة لأية مشاعر. لقد تم تصنيف عقل هذه المرأة على أنه ميت، وحصلت هذه المرأة على تعويض يقدر بـ ٤ ملايين جنيه إسترليني.

هل من الممكن أن تبيع عقلك في مقابل ٤ ملايين إسترلينى، أو ٠ ١ ملايين، أو حتى ١٠٠ مليون؟ بالطبع لن تفعل هذا، لكن على الرغم من ذلك، يقلل أغلبنا من قدر أهم وأغلى عضو في جسدنا ولدنا به. إن ثروتك وأمانك وسعادتك ونجاحك ستعتمد بشكل أساسي على كيفية استغلالك لما تملكه بالفعل.