أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2017
2123
التاريخ: 26-1-2016
2491
التاريخ: 30-12-2016
2512
التاريخ: 17-2-2017
3226
|
الشخصية من أهم وأبرز الموضوعات في علم النفس، فكل الدراسات والأبحاث لا قيمة لها، ما لم يكن لها مردود ملحوظ على الشخصية وتطورها ونموها، وحمايتها من الأخطار التي تهددها.
والشخصية هي الموضوع الذي تتمحور حوله موضوعات علم النفس في معظمها، إذ هي النافذة التي نطل من خلالها على الآخرين، وهي التي ترافقنا طيلة حياتنا، وحيثما كنا، وأياً كان موقفنا. والشخصية هي وراء كل سلوك أو عمل، تدرس في مختلف المجالات في الأدب، السياسة، والعلوم الجنائية، والعلوم الاجتماعية.
ومن خلالها نعرّف برجالات الأدب، والفلسفة، والقادة العظام، والموهوبين.
ولقد تعودنا في حياتنا اليومية، وعندما يقع أحد في نفوسنا موقفاً حسناً أو محبباً، فنقول بأنه قوي الشخصية، والذي لا يحظى بمثل هذا التقدير، نصفه بأنه ضعيف الشخصية. هذا التصنيف المزاجي والعشوائي، يحمل في نظرنا بعض الحقيقة لكن الحكم ليس حكماً سليماً، وليس تعريفاً علمياً واقعياً.
فالشخصية هي (مجموع خصائص الشخص النفسية والجسمية التي تجعل منه ذلك الشخص بالذات دون غيره)(1)، وهي تشمل الأنماط السلوكية ونسبة الذكاء والمقدرة على التكيف، ومواجهة الأزمات في المواقف الجديدة بواقعية ووضوح بالإضافة إلى القيم الدينية والخلقية. فالشخصية هي نتاج تفاعل هذه المكونات مجتمعة.
وفي اللغة الأجنبية (الفرنسية، والإنجليزية)، أكثر من خمسين تعريفاً للشخصية، وهي في العربية من شخّصَ بمعنى نظر، وشخّص بمعنى عيّن وحدّد. ولكن أكثر التعاريف تداولاً هو التعريف الاجتماعي فيقال: فلان ذو شخصية قوية وآخر ذو شخصية ضعيفة معتمدين في ذلك على قوة التأثير في الآخرين، أو ضعفه، والواقع أن الذين يعتمدون هذا التعريف فهم ينظرون فقط إلى الناحية الاجتماعية متجاهلين الخصائص الأخرى.
(والحديث عن الشخصية يقصد به الإشارة إلى النظام الأساسي الذي يؤلف بين هذه الوظائف ويجعلها تعمل معاً، بأساليب متباينة تختلف اختلافاً ملحوظاً من شخص لآخر)(2)، وللرازي رأي هام في هذا الموضوع حيث يقول: (الفراسة هي عبارة عن الاستدلال بالأحوال الظاهرة على الأخلاق الباطنة، وهو رأي أقرب ما يكون إلى قولنا في الوقت الحاضر، أننا نصل إلى معرفة البناء الأساسي للشخصية عن طريق مشاهدتنا لمظاهر السلوك المختلفة)، ويقول في مكان آخر: (إذا عرفنا كون الإنسان سريع الغضب في كل شيء عرفنا أنه لا يكون تام الفكر في الأمور)(3).
ومن التعريفات المتداولة للشخصية: تعريف (البورت)، والذي يعتبر حتى الآن من أقرب التعاريف إلى الواقع: (الشخصية، هي التنظيم الديناميكي في الفرد لجميع التكوينات الجسمية والنفسية، وهذا التنظيم هو الذي يحدد الأساليب الفريدة التي يتوافق بها الشخص مع البيئة)(4)، ويتفق جيلفورد مع البورت بأن الشخصية هي عبارة عن ذلك النمط الفريد لسمات الفرد، (وهي الطريقة التي يرتبط بها الفرد من خلال أفكاره واتجاهاته وأفعاله بالعناصر الإنسانية وغير الإنسانية في البيئة)(5).
وإذا كان التحليل النفسي لم يحفل بتقديم تعريف للشخصية، فإنه يكاد ينفرد من بين التيارات جميعاً باهتمامه ببنية الشخصية، (من حيث هي بناء ويقدم صورة عن تركيب الجهاز النفسي)(6).
ولقد تعددت التعريفات، وانقسمت الآراء بانقسام العلماء والمدارس التي ينتمون إليها، فتعريفات علماء الاجتماع. أشارت إلى العادات التي يسير عليها الفرد، وإلى المؤثرات الاجتماعية وإلى اللغة، ويؤكد (سوروكن)، على أهمية موضوع الشخصية في علم الاجتماع لاعتباره أن الأفراد هم المكونات الأساسية في كل الانسان، ومن الصعب أن ينمو الانسان دون التفاعل الاجتماعي، وكذلك فإن اللغة لم يكن لها أن تنبثق لولا ذلك.
ولم تنكر تعريفات علماء النفس هذه الحقائق، لكنها ركزت على الفرد، وتأثيره في المجتمع، واعتبرت أن الشخصية هي مجموعة استعداداتنا المعرفية والانفعالية والنوعية (روباك). أو هي ما يمكننا أن نتنبأ بما يكون عليه الفرد في سلوكه في موقف ما (كاتل) ويتحدث كاتل عن العناصر التي تتكون منها الشخصية فيصنفها إلى ثلاثة أنواع:
- سمات مزاجية (مستوى النشاط، وسرعة الاستجابة).
- قدرات وكفايات (ذكاء ومهارات).
- عناصر ديناميكية محركة للسلوك (فطرية أو مكتسبة).
لكن بقي تعريف (البورت)، كما أشرنا من أفضل التعاريف، وقد تميز ببعض المزايا الدقيقة، والفريدة منها:
1- إيضاحه بأن الشخصية (تنظيم)، ديناميكي، قابل للتغير.
2- نظر إلى الشخصية كتكوين عام شمولي.
3- جعل الشخصية موضوعاً من الموضوعات العلمية، وتحدث عن التكيف وأساليبه وإلى التوافق الوظيفي.
لكن من المآخذ التي سجلت على (البورت)، هي: أنه لم يميز بين الانسان والحيوان في عملية التوافق، واستخدم تعبير (الفرد)، وهو تعبير ناقص، واهتم بالناحية النفسية والاجتماعية ولم يهتم بالتفاعل الاجتماعي والتجارب.
وهناك (الشخصية الظاهرية التي تعكس على الناس ما يريد صاحبها أن يعتقد الناس فيه، والشخصية الباطنية الحقيقية هي التي يحتفظ بها الفرد في داخله، ويحاول إخفاءها، حتى لا يتعرض لأنواع مختلفة من الصراع)(7).
(والشخص السليم نفسياً، يرى نفسه كشخص شط يؤكد ذاته، ولديه الإيمان بالتوصل إلى أهدافه، وذلك بالاقتراب التدريجي المتوالي، له من الشجاعة ما يمكنه من توقع الصعاب ومواجهتها، بل وتوقع الفشل الذي قد يؤدي إلى الصدمة(8).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ د. كمال الدسوقي، علم النفس ودراسة التواكل، ص229.
2ـ د. مصطفى سويف، علم النفس الحديث، ص189.
3ـ المصدر السابق، ص 250.
4ـ د. عثمان لبيب فراج وآخرون، الشخصية والصحة النفسية، ص4.
5ـ د. كاميليا عبد الفتاح، مستوى الطموح والشخصية، ص59.
6ـ د. صلاح مخيمر وآخرون، سيكولوجية الشخصية، ص132.
7ـ د. أحمد عكاشة، الطب النفسي المعاصر، ص322.
8ـ د. سعد جلال، الصحة العقلية، ص90.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|