أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-11-2015
8225
التاريخ: 29-09-2015
10347
التاريخ: 8-11-2014
42511
التاريخ: 24-09-2014
8458
|
قال تعالى : {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } [البقرة: 111] .
يظهر من هذه الآية الكريمة ان اليهود والنصارى يؤمنون بنظرية الاحتكار منذ القديم ، وانها عندهم تشمل نعيم الدنيا والآخرة . . وأيضا يظهر ان احتكار الجنة مختص برجال الدين ، وعلى هذا الأساس كانت الكنيسة تبيع صكوك الغفران للعصاة والآثمين بعد أن تقبض الثمن ، وقد كسبت بذلك أموالا طائلة ، ولكن على حساب تشجيع الجرائم ، وانتشار الفساد . . ومما كانت تكتبه الكنيسة للعاصي في صك الغفران انه : « يغلق أمامك - الخطاب للعاصي - الباب الذي يدخل منه الخطأة إلى العذاب والعقاب ، ويفتح الباب الذي يؤدي إلى فردوس الفرح ، وان عمّرت سنين طويلة فهذه النعمة تبقى غير متغيرة ، حتى تأتي ساعتك الأخيرة باسم الأب والابن وروح القدس » .
( تلك أمانيهم ) جمع الأماني ، لأنها كثيرة ، منها أمنيتهم أن يرجع المسلمون كفارا ، ومنها ان يعاقب أعداؤهم ، ومنها ان الجنة لهم وحدهم .
{ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ } . كل دعوى تحتاج إلى دليل ، وأيضا كل دليل نظري يحتاج إلى دليل ، حتى ينتهي إلى أصل عام ثبت بالبديهة والوجدان ، ومعنى ثبوته كذلك أن يتفق على صحته جميع العقلاء ، ولا يختلف فيه اثنان ، تماما كهذا الأصل : « كل دعوى تحتاج إلى دليل » . . اللهمّ الا إذا كانت الدعوى بديهية ، على ان الدعوى البديهية لا يسمى القائل بها مدعيا ، لأن الدعوى مأخوذ في مفهومها الافتقار إلى الدليل ، أما القضية الواضحة بذاتها فدليلها معها ، وملازم لها لا ينفك عنها بحال ، والا لم تكن بديهية . . واختصارا لا يسوغ أن تقول : أين الدليل لمن قال : العشرة أكثر من الواحد - مثلا - .
وجاء في تفسير المنار عند ذكر هذه الآية ما يتلخص بأن السلف الصالح من المسلمين كانوا يسيرون على هذا الأصل ، فيقيمون الدليل على ما يقولون ، ويطلبونه من الناس على ما يدعون ، ولكن الخلف الطالح - على حد تعبير
صاحب التفسير ، عكسوا الآية ، فأوجبوا التقليد ، وحرّموا الاستدلال إلا على صحة التقليد فقط ، ومنعوا العمل بقول اللَّه ورسوله ، وأوجبوا العمل بقال فلان ، وقال علان » . كما عبر صاحب تفسير المنار .
{بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [البقرة: 112]. هذا تكذيب لدعواهم بأن الجنة لهم وحدهم دون الناس أجمعين ، والمراد بالوجه في الآية النفس والذات ، قال تعالى : « كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ » . والمعنى ان كل من آمن باللَّه مخلصا له في أعماله إخلاصا لا يشوبه شرك ولا رياء فهو من المكرمين عند اللَّه ، لأنه لا يضيع أجر من أحسن عملا ، أما قوله سبحانه : « وهو محسن » فإشارة إلى أن التقرب إلى اللَّه انما يكون بالعمل الصالح ، لا بالأعمال القبيحة الضارة ، لأن اللَّه سبحانه لا يطاع من حيث يعصى .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|