أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2022
1295
التاريخ: 22/9/2022
1761
التاريخ: 20-2-2022
1754
التاريخ: 11-3-2019
2290
|
ومن الأمور التي تكشف فشل البنوة عدم التعامل مع الوالدين بالإحسان والرحمة، وهو أمر في غاية الخطورة، فعندما يصل الأمر بالولد إلى عدم رحمته بأبويه الّذينِ ولداه وربياه وحفظاه من كل مكروه، فهذا يكشف عن مدى قساوة قلب هذا الولد العاق.
لقد أمرنا سبحانه بالإحسان إليهما حيث قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23].
وحثّنا أهل البيت (عليهم السلام) على رحمتهما حتى بالنظر ففي الحديث الشريف عنهم (عليهم السلام): ((لا تملأ عينيك من النظر إليهم إلا برحمة ورقّة)) (1).
وفي آخر: ((ما من رجل بار ينظر الى والديه نظرة رحمة إلا كتب الله تلك النظرة حجة متقبلة مبرورة)) (2).
لا تجوز القسوة على الوالدين لا في الكلام ولا في الأفعال، فالكلام القاسي والشديد محرم توجيهه إليهما، وكذا وضع الأب في عمل صعب لا طاقة عليه – أو الأم في بعض الأحيان – وكذا وضعهما في منزل غير مهيأ للسكن أو غير مجهز بما يناسب الحياة المتعارفة، كما لو كان يدخل المطر في الشتاء أو الشمس والحرارة في الصيف الحار، أو كان في مكان بعيد عن الناس وعن لوازم المعيشة ، ففي هذه الحالات يجب على الأبناء السعي لرفع المشقة عنهما – بقدر الاستطاعة – ووضعهما في مكان مناسب يليق بحال الآباء الذين كانوا كالشمعة تحرق نفسها لتضيء لهم .
وعلى الأبناء زيادة الرحمة عند تقدم الوالدين في السن، فان الرحمة تكون آكد كما أخبر سبحانه وتعالى: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}[الإسراء: 23، 24] .
فإنهما في هذا السن يحتاجان الى مزيد من العناية والتلطف والرحمة، والى رعاية شديدة سواء في الكلام معهما أو مجالستهما أو حتى في كيفية طعامهما وشرابهما ومسكنهما.
ولا ينبغي أن ينتظر الأبناء حتى يطلب الآباء الحاجة بل الأفضل المبادرة لقضائها، ففي الحديث : ((الإحسان أن تحسن صحبتهما وأن لا تكلفهما أن يسألاك شيئا مما (قد) يحتاجان إليه وإن كان مستغنين)) (3) .
إن تعاطي الأبناء بهذه الرحمة يكشف عن نجاحهم الكبير وعن تربيتهم الصالحة التي لم تذهب سدى، مما يكشف للوالدين الصالحين ما وُعدا به من بر أبناءهم لهم كما، قال إمامنا الصادق (عليه السلام): ((بروا آباءكم يبركم أبناؤكم)) (4).
ـ قصة في رحمة الوالدين:
ويحكى أنّ أماً طلبت من ابنها ماء في الشتاء فجاءها به فوجدها نائمة فانتظر يقظتها فلما استيقظت أعطاها الماء، وكان قد سال بعض الماء على اصبعه فجمد عليه من شدة البرد فانسلخ الجلد فسال الدم، فقالت: اللهم إني راضية عنه فارض عنه، وكانت في مدة حملها به لا تمد يدها الى طعام فيه شبهة، ويروى أنه بعد موته رُئي وهو يطير في الجنان ويسبح الرحمن فسُئل بِمَ نِلت ذلك؟
فقال: ببرّ الوالدين والصبر على الشدائد (5).
_________________
1ـ أصول الكافي: 2/158.
2ـ مكارم الأخلاق: 74.
3ـ أصول الكافي: 2/158.
4ـ ميزان الحكمة: 4/3674.
5ـ نزهة المجالس: 1/196 بتصرف.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|