المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



ترك الرحمة والإحسان الى الوالدين  
  
2435   11:14 صباحاً   التاريخ: 13-12-2019
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : التربية الفاشلة وطرق علاجها
الجزء والصفحة : ص236-238
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

ومن الأمور التي تكشف فشل البنوة عدم التعامل مع الوالدين بالإحسان والرحمة، وهو أمر في غاية الخطورة، فعندما يصل الأمر بالولد إلى عدم رحمته بأبويه الّذينِ ولداه وربياه وحفظاه من كل مكروه، فهذا يكشف عن مدى قساوة قلب هذا الولد العاق.

لقد أمرنا سبحانه بالإحسان إليهما حيث قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23].

وحثّنا أهل البيت (عليهم السلام) على رحمتهما حتى بالنظر ففي الحديث الشريف عنهم (عليهم السلام): ((لا تملأ عينيك من النظر إليهم إلا برحمة ورقّة)) (1).

وفي آخر: ((ما من رجل بار ينظر الى والديه نظرة رحمة إلا كتب الله تلك النظرة حجة متقبلة مبرورة)) (2).

لا تجوز القسوة على الوالدين لا في الكلام ولا في الأفعال، فالكلام القاسي والشديد محرم توجيهه إليهما، وكذا وضع الأب في عمل صعب لا طاقة عليه – أو الأم في بعض الأحيان – وكذا وضعهما في منزل غير مهيأ للسكن أو غير مجهز بما يناسب الحياة المتعارفة، كما لو كان يدخل المطر في الشتاء أو الشمس والحرارة في الصيف الحار، أو كان في مكان بعيد عن الناس وعن لوازم المعيشة ، ففي هذه الحالات يجب على الأبناء السعي لرفع المشقة عنهما – بقدر الاستطاعة – ووضعهما في مكان مناسب يليق بحال الآباء الذين كانوا كالشمعة تحرق نفسها لتضيء لهم .

وعلى الأبناء زيادة الرحمة عند تقدم الوالدين في السن، فان الرحمة تكون آكد كما أخبر سبحانه وتعالى: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}[الإسراء: 23، 24] .

فإنهما في هذا السن يحتاجان الى مزيد من العناية والتلطف والرحمة، والى رعاية شديدة سواء في الكلام معهما أو مجالستهما أو حتى في كيفية طعامهما وشرابهما ومسكنهما.

 ولا ينبغي أن ينتظر الأبناء حتى يطلب الآباء الحاجة بل الأفضل المبادرة لقضائها، ففي الحديث : ((الإحسان أن تحسن صحبتهما وأن لا تكلفهما أن يسألاك شيئا مما (قد) يحتاجان إليه وإن كان مستغنين)) (3) .

إن تعاطي الأبناء بهذه الرحمة يكشف عن نجاحهم الكبير وعن تربيتهم الصالحة التي لم تذهب سدى، مما يكشف للوالدين الصالحين ما وُعدا به من بر أبناءهم لهم كما، قال إمامنا الصادق (عليه السلام): ((بروا آباءكم يبركم أبناؤكم)) (4).

ـ قصة في رحمة الوالدين:

ويحكى أنّ أماً طلبت من ابنها ماء في الشتاء فجاءها به فوجدها نائمة فانتظر يقظتها فلما استيقظت أعطاها الماء، وكان قد سال بعض الماء على اصبعه فجمد عليه من شدة البرد فانسلخ الجلد فسال الدم، فقالت: اللهم إني راضية عنه فارض عنه، وكانت في مدة حملها به لا تمد يدها الى طعام فيه شبهة، ويروى أنه بعد موته رُئي وهو يطير في الجنان ويسبح الرحمن فسُئل بِمَ نِلت ذلك؟

فقال: ببرّ الوالدين والصبر على الشدائد (5).

_________________

1ـ أصول الكافي: 2/158.

2ـ مكارم الأخلاق: 74.

3ـ أصول الكافي: 2/158.

4ـ ميزان الحكمة: 4/3674.

5ـ نزهة المجالس: 1/196 بتصرف.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.