المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

Feeding Strategies
18-10-2015
نبات الثلجي
2023-04-17
ما هو تفسير التشابه الموجود بين الانواع الحشرية القطبية وتلك التي تعيش في مناطق الالب الجبلية؟
7-1-2021
سنن غسل الميت
7-11-2016
التوابع (الأقمار) لكوكب المريخ
6-3-2022
كيفية صلاة الليل
28-7-2020


عصبية الوالدين  
  
1495   10:16 صباحاً   التاريخ: 24/10/2022
المؤلف : د. محمد أيوب شحيمي
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟
الجزء والصفحة : ص151 ــ 152
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-8-2018 1786
التاريخ: 8-1-2016 2775
التاريخ: 21-4-2016 2047
التاريخ: 7-4-2022 2053

إن أسعد الأطفال هم الذين يعيشون في جو أسري هادئ في ظل أبوين يتخاطبان بهدوء واتزان، وبدون انفعالات شديدة، بعيدة عن العصبية الشديدة، ومظاهر التشنج. فالطفل الذي ينشأ في ظل أسرة متوترة، تتوتر أعصابه، ويصاب بالقلق منذ المراحل الأولى من عمره، ويرافقه ذلك في مختلف مراحل حياته. وكثيرة هي المشكلات الطفولية التي تسببها هذه الأسر المضطربة لأطفالها، وتسيء إلى حالتهم النفسية.

والأبوان الهادئان المتزنان هما اللذان يزجران الولد بلطف، حينما يقوم بالخطأ ويسامحانه إذا اعتذر، ويشجعانه إذا اعترف بالذنب، وهما لا يشكوان حظهما العاثر وهمومهما أمام الأطفال، حتى لا يحملانهم الأعباء النفسية، التي لم يحن الوقت بعد لتحملها. وهذه تشكل عبثاً على الطفل لا يستطيع حمله بما لديه من إمكانات عقلية واجتماعية ومعرفية.

ومن عادة الآباء العصبيين أن يشكوا من أطفالهما، فيكثران من الحديث عن مشاكل الطفل (قلة الأكل، عدم الترتيب، التأخر الدراسي، أو العناد)، بحيث يصبح الموضوع المفضل لديهم هو التشهير بأطفالهم، والغريب أن الطفل ينزع للاحتفاظ بهذه المكانة فيستمر في مشاكله، وغالباً ما يسترق الحديث خلسة، وخاصة إذا كان الموضوع يتناوله شخصياً، كذلك، (كلما أنس الطفل في أمه ضغطاً، وكلما شاهدها حائرة، قلقة عملية، تقص أنباءه على صديقاتها وأقاربها، تأصلت في نفسه غريزة العناد)(1).

والعلاج في هذه الحالة يتمثل في عدم الحديث عن مرضه، أو عن مشاكله بحضوره وقد ثبت كذلك أن، (الاهتمام بالطفل وإظهار القلق عليه، ينقلب إلى الضد إذا زاد عن حدوده، فعلينا أن نتخذ مركزاً وسطاً وخير الأمور أواسطها).

وكذلك فإن الحديث الدائم عن الطفل بأنه (عفريت، شيطان، مشاكس... الخ)، أمام هذا الحديث - تأخذه العزة في الإثم - كما في تعبير القرآن الكريم وأحب ما في الدنيا على قلب الطفل، أن يتحدث الناس عنه، والأهل وأن يكون ملفتاً للأنظار. وفي الرواية اللبنانية (أسطورة راجح)، ما يشير إلى هذه المسألة، فالشاب راجح. لكي يلفت أنظار الجميع، ويتحدث عنه الجميع، لجأ إلى (كسر مزراب العين)، حتى يذيع صيته في الآفاق، ويشتهر وقد اقترن اسمه بالحدث، فأصبح يقال: (راجح كاسر مزراب العين)، وجرى المثل في هذا الموضوع: (فلان فعل كراجح كاسر مزراب العين)، وبذلك بدأ اسم (راجح)، يتردد على ألسنة الشباب والصبايا - وإن بالشر - وهو مثل أطفالنا فيما نتحدث عنهم بعدم الرضا المقرون بالإعجاب المبطن، عن شيطاناتهم الطفولية الخارقة. فنكون وكأنما نمنحهم القوة والدفع للاستمرار في تحديهم، في الوقت الذي نظن فيه أننا نقوم بتقريعهم للإقلاع عن العمل السيء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ د. مصطفى الديواني، حياة الطفل، ص136. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.