أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-8-2018
1786
التاريخ: 8-1-2016
2775
التاريخ: 21-4-2016
2047
التاريخ: 7-4-2022
2053
|
إن أسعد الأطفال هم الذين يعيشون في جو أسري هادئ في ظل أبوين يتخاطبان بهدوء واتزان، وبدون انفعالات شديدة، بعيدة عن العصبية الشديدة، ومظاهر التشنج. فالطفل الذي ينشأ في ظل أسرة متوترة، تتوتر أعصابه، ويصاب بالقلق منذ المراحل الأولى من عمره، ويرافقه ذلك في مختلف مراحل حياته. وكثيرة هي المشكلات الطفولية التي تسببها هذه الأسر المضطربة لأطفالها، وتسيء إلى حالتهم النفسية.
والأبوان الهادئان المتزنان هما اللذان يزجران الولد بلطف، حينما يقوم بالخطأ ويسامحانه إذا اعتذر، ويشجعانه إذا اعترف بالذنب، وهما لا يشكوان حظهما العاثر وهمومهما أمام الأطفال، حتى لا يحملانهم الأعباء النفسية، التي لم يحن الوقت بعد لتحملها. وهذه تشكل عبثاً على الطفل لا يستطيع حمله بما لديه من إمكانات عقلية واجتماعية ومعرفية.
ومن عادة الآباء العصبيين أن يشكوا من أطفالهما، فيكثران من الحديث عن مشاكل الطفل (قلة الأكل، عدم الترتيب، التأخر الدراسي، أو العناد)، بحيث يصبح الموضوع المفضل لديهم هو التشهير بأطفالهم، والغريب أن الطفل ينزع للاحتفاظ بهذه المكانة فيستمر في مشاكله، وغالباً ما يسترق الحديث خلسة، وخاصة إذا كان الموضوع يتناوله شخصياً، كذلك، (كلما أنس الطفل في أمه ضغطاً، وكلما شاهدها حائرة، قلقة عملية، تقص أنباءه على صديقاتها وأقاربها، تأصلت في نفسه غريزة العناد)(1).
والعلاج في هذه الحالة يتمثل في عدم الحديث عن مرضه، أو عن مشاكله بحضوره وقد ثبت كذلك أن، (الاهتمام بالطفل وإظهار القلق عليه، ينقلب إلى الضد إذا زاد عن حدوده، فعلينا أن نتخذ مركزاً وسطاً وخير الأمور أواسطها).
وكذلك فإن الحديث الدائم عن الطفل بأنه (عفريت، شيطان، مشاكس... الخ)، أمام هذا الحديث - تأخذه العزة في الإثم - كما في تعبير القرآن الكريم وأحب ما في الدنيا على قلب الطفل، أن يتحدث الناس عنه، والأهل وأن يكون ملفتاً للأنظار. وفي الرواية اللبنانية (أسطورة راجح)، ما يشير إلى هذه المسألة، فالشاب راجح. لكي يلفت أنظار الجميع، ويتحدث عنه الجميع، لجأ إلى (كسر مزراب العين)، حتى يذيع صيته في الآفاق، ويشتهر وقد اقترن اسمه بالحدث، فأصبح يقال: (راجح كاسر مزراب العين)، وجرى المثل في هذا الموضوع: (فلان فعل كراجح كاسر مزراب العين)، وبذلك بدأ اسم (راجح)، يتردد على ألسنة الشباب والصبايا - وإن بالشر - وهو مثل أطفالنا فيما نتحدث عنهم بعدم الرضا المقرون بالإعجاب المبطن، عن شيطاناتهم الطفولية الخارقة. فنكون وكأنما نمنحهم القوة والدفع للاستمرار في تحديهم، في الوقت الذي نظن فيه أننا نقوم بتقريعهم للإقلاع عن العمل السيء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ د. مصطفى الديواني، حياة الطفل، ص136.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|