أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-15
494
التاريخ: 14-7-2020
2485
التاريخ: 3-3-2021
3181
التاريخ: 25-2-2019
1900
|
{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ * لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 78 - 82]
الآيات الشريفة المتقدمة تبين قسمين من الخصائص التي يمكن أن يرتقي بها إلى الكمالات أو يحبط بها إلى الدرجات السفلى فيخرج عن طور الإنسانية ويدخل في زمرة أدنى البهائم حسب الملكات التي اكتبها من تكرر الأفعال والمداومة على العصيان.
وقدم عز وجل هذه الأخيرة لتقدم التخلية طبعاً إلا من أدركته العناية الإلهية بالكمالات وتنهار سيئات الملكات ورذائل الصفات ، وقد ذكر صنفين مما يوجب الانخراط في الحيوانات أحدهما يتعلق بالنوايا وهي الاستمرار على العصيان والأخرى بالأفعال وهي المداومة على الاعتداء وارتكاب المحرمات وهتك الحرمات ، فإذا استولى العصيان على النيات فلم يكن له نية خيرة ولا همة شريفة حيث غلب الشر قلوبهم فلم يرج منها الصلاح وطهرت على أفعالهم وانهمكوا في ارتكاب المعاصي والآثام فلا يتوسهم فيهم الخير ولا يتناهون عن المنكر إذ استوعب المنكر شعورهم ومشاعرهم فاستحقوا اللعن ممن يعرف أن يضع اللعن في مواضعه والطرد عن الرحمة الإلهية التي هي أساس كل خير ومنبع كل كمال وسبب كل هداية ، فمسخوا قردة وخنازير بما يناسب تلك الملكات التي اكتسبوها باختيارهم وبقدر بعدهم عن الرحمة الإلهية ، ابتعدوا عن الذين امنوا واضمروا العداوة الشديدة لهم واقتربوا إلى الكفار المنكرين لوحدانية الله تعالى والعابدين للأوثان الذين هم مظاهر غضبه وسخطه فسخط عليهم بمثل ما سخط على هؤلاء فكانوا مشركين في العذاب وهم فيه خالدون لخلودهم في العصيان والعدوان ، ولو عاشوا أبد الآبدين ، وقد بين عز وجل لهم طريقاً يمكن لهم التخلص مما هم فيه وهو الإيمان بالله وبالنبي وما أنزل إليه ويصلحوا ما يمكن إصلاحه مما فد فيهم ولكن أن لهم ذلك وفيهم من الكفر والخروج عن طاعة الله ما سد عليهم طريق الرجوع وفي مقابل هؤلاء طائفة أخرى استفادوا من ضمائرهم وركنوا إلى انسانيتهم التي أودع فيها الخير والسعادة وتشرفوا بمودة أهل الإيمان لأنهم آثروا نصرة الله ودينه الحق وهذبوا أنفسهم بالزهد عن ما يوجب الانخراط في الدنيا ويشغلهم عن عبادة الله وتسلحوا بسلاح الذي يتبين به الأمور فيعرف صحيحها من سقيمها وخيرها من شرها وكان المقتضى الأكبر فهم أنهم لم يجعلوا ذهاب تلك المجاهدات هدراً وبدون فائدة ، فأخلصوا النية وعمدوا إلى التواضع للحق مهما كان ولم يستكبروا عن قبوله أينما كان فصاروا بذلك أهل الأنس فسمعوا ما تهفوا إليه النفوس الروحانية فأثارت فيها الشوق إلى عالمها فأفاضت عيونهم من الدمع الغزير لما تنبهت تلك النفوس المرتاحة من محيطها المادي الذي تزجرها بالابتعاد عن عالمها الروحاني الفسيح ورجعت إلى ما تحن إليه من الحق العتيد.
وهذا هو شأن الإنسان الذي عرف قدره ومصدره ومنتهاه فإنه لم يزل الجانب الروحاني منه يحنو إلى مقام الأنس الذي كان فيه قبل خلق الأجاد ، فإذا استغل هذا الجانب على الوجه الصحيح لما تعدى عن الحق أبداً ولذا ترى أن الآية الكريمة التي هي من جلائل الآيات في هذا المجال قد بينت أمورا لا غنى عنها للسالك وطالب السير والسلوك والعرفان ولا يمكن الوصول إلى تلك المرحلة العظيمة إلا بعد إزالة الموانع والحجب عن هذا الطريق.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|