أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-3-2021
3039
التاريخ: 14-3-2021
2110
التاريخ: 12/12/2022
1379
التاريخ: 16-7-2020
2341
|
{إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ } [العنكبوت : 45].
طبيعة الصلاة - حيث أنها تذكر بأقوى رادع للنفس ، وهو الاعتقاد بالمبدأ والمعاد - فإنها تردع عن الفحشاء والمنكر ، فالإنسان الذي يقف للصلاة ، ويكبر ، يرى الله أعلى من كل شيء وأسمى من كل شيء ، ويتذكر نعمه فيحمده ، ويشكره ، ويثني عليه وينعته بانه رحمان رحيم ، ويذكر يوم الجزاء " يوم الدين " ويعترف بالعبودية له ، ويطلب منه العون ، ويستهديه الصراط المستقيم ، ويتعوذ به من طريق المغضوب عليهم ، ويلتجئ إليه (مضمون سورة الحمد).
فلا شك أن قلب مثل هذا الانسان وروحه سوف تدب فيها حركة نحو الحق ، واندفاع نحو الطهارة ، ونهوض نحو التقوى.
يركع لله .. ويقع جبهته على الأرض ساجداً لحضرته ، ويغرق في عظمته، وينسى أنانيته وذاتياته جميعا .
ويشهد بوحدانيته وبرسالة النبي (صلى الله عليه واله).
ويصلي ويسلم على نبيه ، ويرفع يديه متضرعا بالدعاء ليجعله في زمرة عباده الصالحين. جميع هذه الأمور تمنح وجوده موجاً من المعنوية.
وتكون سداً منيعا بوجه الذنوب، ويتكرر هذا العمل عدة مرات " ليل نهار " فحين ينهض صباحا يقف بين يدي ربه وخالقه ليناجيه ..
وعند منتصف النهار وبينما هو غارق في حياته المادية يفاجأ بصوت تكبير المؤذن ، فيقطع علمه ويسرع إلى حضرته، بل في اخر النهار بداية الليل ايضا وقبل ان يدلف إلى فراش الدعة والراحة ، يدعوه ويطلب منه حاجته ، ويجعل قلبه مركز انواره.
وبغض النظر عن كل ما تقدم فإن الانسان حين يتهيأ لمقدمات الصلاة ، يطهر بدنه ويبعد عنه مسائل الحرام والغضب ، ويتجه إلى الحبيب ، فكل هذه الامور لها تأثير رادع لنوازع الفحشاء والمنكر.
غاية ما في الامر ان كل صلاة - بحسب شروط الكمال وروح العبادة – لها اثر رادع ناه عن الفحشاء والمنكر ، فتارة تنهى نهيا كليا واخرى جزئيا ... ومحدودا.
ولا يمكن لأحد ان يصلي ولا تدع الصلاة فيه اثرا حتى لو كانت الصلاة صورية ، وحتى لو كان ملوثا بالذنب !
وبالطبع فإن مثل هذه الصلاة قليلة الفائدة ومثل هؤلاء الافراد لو لم يصلوا صلاة كهذه لكانوا اسوأ مما هم عليه.
ولنوضح اكثر فنقول : النهي عن الفحشاء والمنكر له سلسلة درجات ومراتب كثيرة ، وكل صلاة مع رعاية الشروط لها نسبة من هذه الدرجات.
في حديث عن النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه واله) ان شابا من الانصار ادى الصلاة معه ، ولكنه كان ملوثا بالذنوب القبيحة ، فأخبروا النبي (صلى الله عليه واله) فقال : "إن صلاته تنهاه يوما" (1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- تفسير مجمع البيان ذيل الآية 45 من سورة العنكبوت.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|