مضمون رسالته واسلوب دعوته

 قال تعالى : {قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} [الأعراف : 73] {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ ... فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [الاعراف : 74] .

{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} [هود : 61] .

{إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ... وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} [الشعراء : 142 - 152]

مضمون دعوته

ابتلي النبي صالح (عليه السلام) بقوم مشركين ، يقدسون عقائد الآباء ، ويخضعون لزعمائهم المترفين المفسدين ، فدعاهم (عليه السلام) إلى عقيدة التوحيد وطاعة الله وتقواه ، وإلى تحرير أفكارهم من ربق التقليد الأعمى ، وتحرير إرادتهم من تسلط الجبابرة المسرفين الذين لا يقودوهم إلا إلى الذل والهوان ، والفساد والدماء : {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150) وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} [الشعراء : 150 - 152] .

ونداء النبي صالح هذا هو عين هتاف بقية الأنبياء الذين سبقوه والذين جاءوا من بعده ، كنوح وهود وإبراهيم ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين .

وأما أسلوب دعوته فيتلخص في ثلاث نقاط :

1- التذكير بالنعم الإلهية التي تقتضي التوجه إليه سبحانه بالشكر والعبادة والطاعة {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ ... فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ} [الاعراف : 74] ، {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود : 61] .

2- الهي عن الانغماس في الملذات ومتابعة المفسدين {وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ ...} .

3- الإخلاص في الدعوة والذوبان في أهدافها الإلهية ، والزهد في المال والرئاسة : {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ . . . * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} .

وهذا شعار عامة الأنبياء وقد نقله سبحانه في تلك السورة عن غير واحد منهم .