المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6763 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

غزوة مؤته
6-2-2017
زراعة وخدمة أشجار الرمان
2023-11-27
γ -ray astronomy: γ -ray spectral lines
3-9-2020
الراتنجات الزيتية Oleo-resins
30-11-2020
تصنيع كاربيد الكالسيوم
24-9-2016
جورية بنت الحارث
16-11-2018


إيمان آباء النبي صلى الله عليه وآله إلى آدم عليه السّلام  
  
4000   06:18 مساءً   التاريخ: 4-5-2021
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي.
الكتاب أو المصدر : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله
الجزء والصفحة : ج 2 ، ص 73- 85
القسم : التاريخ / التاريخ الاسلامي / السيرة النبوية / سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام /

إيمان آباء النبي صلى الله عليه وآله إلى آدم عليه السّلام :

قالوا : إن كلمة الإمامية قد اتفقت على أن آباء النبي «صلى الله عليه وآله» ، من آدم إلى عبد الله كلهم مؤمنون موحدون (١) ، بل ويضيف المجلسي قوله :

«.. بل كانوا من الصديقين ، إما أنبياء مرسلين ، أو أوصياء معصومين ، ولعل بعضهم لم يظهر الإسلام ، لتقية ، أو لمصلحة دينية» (٢).

ويضيف الصدوق هنا : أن أم النبي «صلى الله عليه وآله» آمنة بنت وهب كانت مسلمة أيضا (٣).

ومعنى ذلك : هو أنه ليس في آباء الرسول «صلى الله عليه وآله» إلا الاستقامة على جادة الحق ، والخير والبركة ، وهذا هو ما ورثه الرسول عنهم ، ويتأكد بذلك طهارته «صلى الله عليه وآله» من الأرجاس ، والرذائل ، حتى ما يكون عن طريق الوراثة ، والناس معادن كمعادن الذهب والفضة ، وهو ما أثبته العلم الحديث أيضا ، حيث لم يبق ثمة أية شبهة في تأثير عامل الوراثة في تكوين شخصية الإنسان ، وفي خصاله ومزاياه.

قال أبو حيان الأندلسي : «ذهبت الرافضة إلى أن آباء النبي «صلى الله عليه وآله» كانوا مؤمنين» (4).

أما غير الإمامية ، فذهب أكثرهم إلى كفر والدي النبي وغيرهما من آبائه «صلى الله عليه وآله» ، وذهب بعضهم إلى إيمانهم.

وممن صرح بإيمان عبد المطلب ، وغيره من آبائه «صلى الله عليه وآله» ، المسعودي ، واليعقوبي ، وهو ظاهر كلام الماوردي ، والرازي في كتابه أسرار التنزيل ، والسنوسي ، والتلمساني محشي الشفاء ، والسيوطي ، وقد ألف هذا الأخير عدة رسائل لإثبات ذلك (5).

١ ـ مسالك الحنفا

٢ ـ الدرج المنيفة في الآباء الشريفة

٣ ـ المقامة السندسية في النسبة المصطفوية

٤ ـ التعظيم والمنة في أن أبوي رسول الله «صلى الله عليه وآله» في الجنة

٥ ـ السبل الجلية في الآباء العلية

٦ ـ نشر العلمين المنيفين في إثبات عدم وضع حديث إحياء أبويه «صلى الله عليه وآله» وإسلامهما على يديه «صلى الله عليه وآله».

وفي المقابل قد ألف بعضهم رسائل لإثبات كفرهم ، مثل إبراهيم الحلبي ، وعلي القاري الذي فصّل ذلك في شرح الفقه الأكبر ، واتهموا السيوطي بأنه متساهل ، لا عبرة بكلامه ، ما لم يوافقه كلام الأئمة النقاد.

 

بعض الأدلة على إيمانهم :

وقد قال الإمامية :

 

إن ثمة روايات كثيرة تدل على إيمان آبائه «صلى الله عليه وآله» ، بالإضافة إلى إجماع الطائفة المحقة ، ومستند ذلك هو الأخبار ، والإحاطة بجميعها متعسر ، إن لم يكن متعذرا (6). وهذا هو الدليل المعتمد.

وقد استدلوا على ذلك أيضا :

١ ـ بقوله «صلى الله عليه وآله» : «لم يزل ينقلني الله من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات ، حتى أخرجني في عالمكم ، ولم يدنسني بدنس الجاهلية» (7).

ولو كان في آبائه ، أو أمهاته «صلى الله عليه وآله» كافر ، لم يصفهم كلهم بالطهارة ، مع أن الله تعالى يقول : (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ)(8)(9).

إلا أن يكون المقصود هو الطهارة من العهر ، أو من الأرجاس والرذائل ، وهو لا يلازم الكفر.

ويرد عليه : أنه تخصيص بلا مخصص ، ولا شاهد ، بل إن قوله :

«ولم يدنسني بدنس الجاهلية» شامل بإطلاقه لكل دنس ، والكفر من جملة هذه الأدناس.

٢ ـ واستدلوا على ذلك أيضا بقوله تعالى : (الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ ، وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)(10).

لما روي عن ابن عباس ، وأبي جعفر ، وأبي عبد الله «عليهما السلام» : أنه «صلى الله عليه وآله» لم يزل ينقل من صلب نبي إلى نبي ، ولا يجب أن يكونوا أنبياء مبعوثين فلعل أكثرهم كان نبيا لنفسه أو لبيته ..

ويمكن المناقشة في ذلك أيضا : بأن الآية تقول : إنه تعالى يراه حال عبادته وسجوده ؛ فهو «صلى الله عليه وآله» في جملة الساجدين الموجودين فعلا ، وغيرهم.

لا أنه يراه وهو يتقلب في أصلاب الأنبياء. لكن الرواية بينت المراد ، أو طبقت الآية على المورد ، فلا بد من الأخذ بها ، وقد يقال :

ولو ثبتت الرواية ، فيمكن القول بأنها لا تدل على استغراق ذلك لجميع آبائه ؛ فلعله يرى تقلبه في أصلاب الأنبياء من آبائه ، كما يرى تقلبه في أصلاب غير الأنبياء.

ويجاب عن هذا : بأن كلمة لم يزل ينقلني ظاهرة في استغراق هذا النقل إلى أصلاب أناس موصوفين بالنبوّة جميعا.

فإن قلت : إن من الصعب جدا إثبات نبوة كل واحد من آبائه «صلى الله عليه وآله» إلى آدم «عليه السلام».

فإننا نقول : إن هذا لا يعني عدم ثبوت ذلك بهذه الروايات وأمثالها ..

وأما أدلة غير الإمامية فقد استقصاها السيوطي في رسائله المشار إليها ، ولكن استعراضها والاستقصاء فيها نقضا وإبراما يحتاج إلى وقت طويل ، وتأليف مستقل.

٣ ـ ويمكن أن يستدل على إيمان آبائه «صلى الله عليه وآله» إلى إبراهيم بقوله تعالى ، حكاية لقول إبراهيم وإسماعيل :

(وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا)(11)، مع قوله تعالى: (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ)(12).

أي في عقب إبراهيم ، فيدل على أنه لا بد أن تبقى كلمة الله في ذرية إبراهيم ، ولو في واحد واحد ، على سبيل التسلسل المستمر فيبقى أناس منهم على الفطرة ، يعبدون الله تعالى حتى تقوم الساعة ، ولعل ذلك استجابة منه تعالى لدعاء إبراهيم «عليه السلام» الذي قال :

(وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ)(13) وقوله : (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي)(14).

وواضح أنه : لو أنه تعالى قد استجاب لإبراهيم في جميع ذريته لما كان أبو لهب من أعظم المشركين ، وأشدهم على رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، وهذا ما يفسر الإتيان بمن التبعيضية في قوله : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي).

ولا يصح القول : بأنه كما خرج أبو لهب فلعل بعض آباء النبي «صلى الله عليه وآله» قد خرج أيضا.

وذلك لأن كلمة (باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) تفيد الاتصال ، والاستمرار من دون انقطاع ، أما خروج أبي لهب فهو لا يقطع هذا الاتصال.

 

إستغفار إبراهيم عليه السّلام لأبيه :

وقد اعترض على القائلين بإيمان جميع آبائه «صلى الله عليه وآله» إلى آدم ، بأن القرآن الكريم ينص على كفر آزر أبي إبراهيم ، قال تعالى : (وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ)(15).

وأجابوا :

أولا : إن ابن حجر يدعي إجماع المؤرخين على أن آزر لم يكن أبا لإبراهيم ، وإنما كان عمه ، أو جده لأمه ، على اختلاف النقل (16) وإسم أبيه الحقيقي : تارخ (17) ، وإنما أطلق عليه لفظ الأب توسعا ، وتجوزا. وهذا كقوله تعالى : (أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ)(18) ، ثم عد فيهم إسماعيل مقدما له على أبيه الحقيقي إسحاق ، مع أن إسماعيل ليس من آبائه ؛ ولكنه عمه.

وقد ذكر بعض العلماء : أن اسم «آزر» لم يذكر في القرآن إلا مرة واحدة في أول الأمر ، ثم لم يتكرر اسمه في غير ذلك المورد ، تنبيها على أن المراد بالأب : «آزر».

ثانيا : إن استغفار إبراهيم لأبيه قد كان في أول عهده وفي شبابه ، مع أننا نجد أن إبراهيم حين شيخوخته ، وبعد أن رزق أولادا ، وبلغ من الكبر عتيا يستغفر لوالديه ، قال تعالى حكاية عنه : (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ)(19).

قال هذا بعد أن وهب الله له على الكبر إسماعيل وإسحاق حسب نص الآيات الشريفة (20) ، مع أن الآية تفيد : أن الاستغفار الأول قد تبعه التبرّؤ مباشرة.

ولكن من الواضح : أن بين الوالد والأب فرقا ، فإن الأب يطلق على المربي ، وعلى العم والجد ، أما «الوالد» فإنما يخص الوالد بلا واسطة ، فالاستغفار الثاني إنما كان للوالد ، أما الأول فكان للأب.

ثالثا : إنه يمكن أن يكون ذلك الذي استغفر له ، وتبرأ منه ، قد عاد إلى الإيمان ، فعاد هو إلى الاستغفار له.

هذا ، ولكن بعض الأعلام (21) يرى : أن إجماع المؤرخين على أن أبا إبراهيم ليس «آزر» منشؤه التوراة ، التي تذكر أن اسم أبي إبراهيم هو : «تارخ» ، ثم ذكر أن من الممكن أن يكون نفس والد إبراهيم قد كان مشركا يجادله في الإيمان بالله ، فوعده بالاستغفار له ، ووفى بوعده ، ثم عاد فآمن بعد ذلك فكان يدعو له بعد ذلك أيضا حتى في أواخر حياته هو كما أسلفنا.

وهذا الاحتمال وإن كان واردا من حيث لا ملزم لحمل الأب في القرآن والوالد على المجاز.

إلا أنه ينافي الإجماع والأخبار ؛ فلا محيص عن الالتزام بما ذكرناه آنفا من أن المراد بالأب هو العم والمربي ، لا الوالد على الحقيقة ، مع عدم قبولنا منه قوله : إن استعمال الأب في العم المربي ، يكون مجازا.

 

إن أبي وأباك في النار :

روى مسلم وغيره : أن رجلا سأل النبي «صلى الله عليه وآله» : أين أبي؟

فقال : في النار ، فلما قفا دعاه ، وقال له : إن أبي وأباك في النار (22).

ونقول :

إن هذا لا يصح :

أولا : لما تقدم. مما يدل على إيمان جميع آبائه «صلى الله عليه وآله».

ثانيا : لقد روى هذه الرواية حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس.

مع أننا نجد : أن معمرا قد روى نفس هذا الحديث عن ثابت عن أنس ، ولكن بنحو آخر لا يدل على كفر أبيه «صلى الله عليه وآله» ، فقد قال له «صلى الله عليه وآله» : «حيثما ـ أو إذا ـ مررت بقبر كافر فبشره بالنار» (23).

وقد نص علماء الجرح والتعديل ـ من أصحاب هؤلاء الرواة ـ : على أن معمرا أثبت من حماد ، وأن الناس قد تكلموا في حفظ حماد ، ووقع في أحاديثه مناكير ، دسها ربيعة في كتبه ، وكان حماد لا يحفظ ، فحدث بها ، فوهم فيها (24).

ثالثا : لقد رويت هذه الرواية بسند صحيح على شرط الشيخين عن سعد بن أبي وقاص ، وجاء فيها :

حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار (25) ، وكذا أيضا روي عن الزهري ، بسند صحيح أيضا (26).

رابعا : كيف يكون أبواه «صلى الله عليه وآله» ، وأبو طالب ، وعبد المطلب ، وغيرهم في النار حسب إصرار هؤلاء ، ثم يكون ورقة بن نوفل ، الذي أدرك البعثة ، ولم يسلم ، في الجنة عليه ثياب السندس (27).

وكذلك فإن زيد بن عمرو بن نفيل ـ ابن عم عمر بن الخطاب ـ في الجنة يسحب ذيولا ، مع أنه مثل ورقة الآنف الذكر (28) ، كما أن أمية بن أبي الصلت كاد يسلم في شعره ، وهكذا؟! (29).

وكيف تطرح كل تلك الأحاديث والتواريخ المتضافرة ، المتواترة الدالة على إيمان أولئك ، ويتشبث لإيمان هؤلاء ببيت شعر ، أو بكلمة عابرة ، لم يتبعها إلا التصميم على النهج الأول؟!.

نعم ، وكيف لا يكون لهؤلاء نجاة ويكونون في النار (30) ، ثم يدخل المشركون الذين عاشوا في زمن الفترة الجنة؟!

فقد ذكر الحلبي ودحلان وغيرهما : أن أهل الفترة لا عذاب عليهم إلا على قول ضعيف ، مبني على وجوب الإيمان والتوحيد بالعقل ، والذي عليه أكثر أهل السنة والجماعة : أنه لا يجب ذلك إلا بإرسال الرسل.

وأطبق الأشاعرة في الأصول ، والشافعية في الفقه على أن من مات ولم تبلغه الدعوة مات ناجيا ، ويدخل الجنة ؛ فعليه :

أهل الفترة من العرب لا تعذيب عليهم ، وإن غيّروا ، أو بدلوا ، أو عبدوا الأصنام ، والأحاديث الواردة بتعذيب من ذكر مؤولة (31) ، وبهذا ، وبالأحاديث المتواترة يرد ما زعموه من أنه «صلى الله عليه وآله» قد منع من الاستغفار لأمه رضوان الله تعالى عليها ، وإن كنا نحن نعتقد أن أهل الفترة يعذبون إذا قامت عليهم الحجة العقلية أو النقلية إلا القاصرين منهم ؛ فإن التوحيد يثبت بالعقل لا بإرسال الرسل ، وإلا ، لم يمكن إثبات شيء على الإطلاق ، لا التوحيد ، ولا النبوة ، ولا الدين من الأساس.

 

غريبة :

ومن غريب الأمر هنا : أن نجد البعض يوجه رواية : إن أبي وأباك في النار ، بأن المقصود هو عمه أبو طالب ؛ لأن العرب تسمي العم أبا ، وقد كان «صلى الله عليه وآله» ينسب بالبنوة إلى أبي طالب (32).

ولا ندري لماذا ترك عمه أبا لهب لعنه الله تعالى ، فإن كفره مسلم ومقطوع به ، وتمسك بالمدافع عنه ، والمناصح له ، والباذل مهجته في سبيل نبيه ودينه.

وسوف يأتي إن شاء الله أن إيمان أبي طالب هو المسلم والمقطوع به. بل هو كالنار على المنار ، وكالشمس في رابعة النهار.

ويكفي أن نذكر أن العظيم آبادي قد قال هنا : «وهذا أيضا كلام ضعيف باطل» (33).

 

ملاحظة :

ويلاحظ هنا : أن في قول الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» : «حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار» تورية لطيفة ؛ حيث إن عبارته هذه قد خففت من تأثر السائل ، وهي في نفس الوقت صادقة المضمون ، ولا تدل على كفر أبيه «صلى الله عليه وآله» ؛ إذ إن من الطبيعي أن الكافر مبشر بالنار ، وأما أن أباه «صلى الله عليه وآله» كافر أو لا ؛ فذلك مسكوت عنه.

والغريب هنا : أنه قد روي أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد قال ذلك عن أمه «رحمها الله» ، فقد قال لرجلين : أمي وأمكما في النار.

ونحن لا نزيد على أن نذكر هنا أن الذهبي قد حلف على عدم صحة هذا الحديث ، يعني حديث كون أمه وأمهما في النار (34).

 

وأخيرا :

فإننا نكاد نصدق مقولة : أن السبب في تكفير آباء رسول الله «صلى الله عليه وآله» وأعمامه هو مشاركة علي «عليه السلام» له فيهم ، أو أنهم يريدون أن لا يكون آباء الخلفاء من بني أمية ومن غيرهم ، وآباء رجالات الحكم وأعوانه كفارا ، ويكون آباء النبي وأهل بيت النبي «صلى الله عليه وآله» مؤمنين ، فلا بد من سلب هذه الفضيلة عنه «صلى الله عليه وآله» ليستوي هو وغيره في هذا الأمر.

__________________

(١) راجع : أوائل المقالات ص ١٢ ، وتصحيح الاعتقاد ص ٦٧ ، وتفسير الرازي ج ٢٤ ص ١٧٣ ط دار الكتب العلمية بطهران وفي طبعة أخرى ج ٤ ص ١٠٣ ، والبحار ج ١٥ ص ١١٧ ، ومجمع البيان ج ٤ ص ٣٢٢ ، وليراجع البداية والنهاية ج ٢ ص ٢٨١.

(٢) البحار ج ١٥ ص ١١٧.

(٣) نفس المصدر.

(4) تفسير البحر المحيط ج ٧ ص ٤٧.

(5) رسائل السيوطي ، هي التالية :

(6) ذكر طائفة منها العلامة المجلسي رحمه الله في البحار : ج ١٥ ، والسيوطي في رسائله المشار إليها ، فراجع رسالة السبل الجلية : ص ١٠ فما بعدها ، وراجع أيضا : السيرة الحلبية ، وغير ذلك وتاريخ الخميس ج ١ ص ٢٣٤ فما بعدها.

(7) مجمع البيان ج ٤ ص ٣٢٢ ، والبحار ج ١٥ ص ١١٧ و ١١٨ وتفسير الرازي ج ٢٤ ص ١٧٤ والسيرة الحلبية ج ١ ص ٣٠ ، والدر المنثور ج ٥ ص ٩٨ ، وسيرة دحلان ج ١ ص ١٨ وتصحيح الاعتقاد ص ٦٧ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٢٣٤ وتفسير البحر المحيط ج ٧ ص ٤٧.

(8) الآية ٢٨ من سورة التوبة.

(9) راجع : المصادر المتقدمة.

(10) الشعراء ٢١٨ ـ ٢١٩ وراجع تاريخ الخميس ج ١ ص ٢٣٤ و ٢٣٥ وتفسير البحر المحيط ج ٧ ص ٤٧.

(11) الآية ١٢٨ من سورة البقرة.

(12) الآية ٢٨ من سورة الزخرف.

(13) الآية ٣٥ من سورة إبراهيم.

(14) الآية ٤ من سورة إبراهيم.

(15) الآية ١١٤ من سورة التوبة.

(16) راجع : السيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٣٧ ، وراجع : الدر المنثور للعاملي : ج ١ ص ١٦٠.

(17) الدر المنثور للعاملي : ج ١ ص ١٦٠ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٢٣٥ و ٢٣٦.

(18) الآية ١٣٣ من سورة البقرة.

(19) الآية ٤١ من سورة إبراهيم.

(20) راجع : تفسير الميزان ج ١٢ ص ٧٨ ـ ٧٩.

(21) هو العلامة المحقق السيد مهدي الروحاني.

(22) راجع بالإضافة إلى صحيح مسلم : صفة الصفوة ج ١ ص ١٧٢ عن مسلم والإصابة ج ١ ص ٣٣٧ عن ابن خزيمة ، وسنن أبي داود المطبوع مع عون المعبود ج ١٢ ص ٤٩٤ ، والبداية والنهاية ج ٢ ص ٢٨٠ عن مسلم ومسالك الحنفا ص ٥٤ عن مسلم وتاريخ الخميس ج ١ ص ٢٣٢.

(23) السيرة الحلبية ج ١ ص ٥٠ ـ ٥١ ، ومسالك الحنفا ص ٥٤ ـ ٥٥.

(24) السيرة الحلبية ج ١ ص ٥١ ، ومقدمة فتح الباري ص ٣٩٧ ، وتهذيب التهذيب ج ٣ ص ١٢ ـ ١٥. ومسالك الحنفا ص ٥٥.

(25) السيرة الحلبية ج ١ ص ٥١ عن البزار ، والطبراني ، والبيهقي ، والبداية والنهاية ج ٢ ص ٢٨٠ عن البيهقي ، ومسالك الحنفا ص ٥٥ عنهم وص ٥٦ عن ابن ماجة.

(26) مصنف الحافظ عبد الرزاق ج ١٠ ص ٤٥٤.

(27) سيأتي بعض الحديث عن ورقة حين الكلام على روايات بدء الوحي فانتظر.

(28) السيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٣٩ و ١٦٨ والبداية والنهاية ج ٢ ص ٢٣٧ ـ ٢٤١.

(29) الأغاني (ط ساسي) ج ٣ ص ١٩٠.

(30) عون المعبود ج ١٢ ص ٤٩٤ ، والبداية والنهاية ج ٢ ص ٢٨١ عن دلائل النبوة للبيهقي.

(31) السيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٣٢ ـ ٣٣ ، والسيرة الحلبية ج ١ ص ١٠٦ و ١٠٧ ، وهذا هو رأي ابن حجر الهيثمي ، والمناوي ، والسيوطي.

(32) عون المعبود ج ١٢ ص ٤٩٤ ـ ٤٩٥ عن السندي ، والسيرة الحلبية ج ١ ص ٥١ ، ومسالك الحنفا ص ٥٨.

(33) عون المعبود ج ١٢ ص ٤٩٥.

(34) السيرة الحلبية ج ١ ص ١٠٦ ومسالك الحنفا ص ٥٢.

 

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).