أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-7-2019
1829
التاريخ: 2-6-2021
2847
التاريخ: 6-2-2017
2400
التاريخ: 4-12-2016
1883
|
فاصدع بما تؤمر :
وبعد أن أنذر «صلى الله عليه وآله» عشيرته الأقربين ، وبعد أن انتشر أمر نبوّته «صلى الله عليه وآله» في مكة ، بدأت قريش تتعرض لشخص النبي «صلى الله عليه وآله» بالاستهزاء والسخرية ، وأنواع التهم ، كما يظهر ؛ إذ أنهم قد عرفوا جدية القضية ، وأدركوا أبعادها.
فبادروا إلى تلك الأساليب بهدف الحط منه «صلى الله عليه وآله» أمام الرأي العام ، وابتذال شخصيته ، على الرغم من أنه «صلى الله عليه وآله» كان يتبع سبيل الحكمة والهدوء ، حين يطلع بعض الناس على دعوته وما جاء به ، كل ذلك حسدا وبغيا منهم ، وتخوفا من المستقبل ، ليس إلا.
وكان لذلك الاستهزاء تأثير على إقبال الناس على الدخول في الإسلام ؛ فاغتم النبي «صلى الله عليه وآله» لذلك جدا ، واعتبر ذلك عائقا في سبيل انتشار دعوته ، وأداء مهمته.
فأنزل الله عليه قرآنا ، يأمره بإظهار الدعوة ، والطلب من كل أحد ، حتى من جبابرة قريش ، ومن جميع القبائل والفئات : أن تسلم لربها ، مشفوعا ذلك بوعد أكيد ، بأن الله سوف يكفيه المستهزئين ؛ فيجب أن لا يهتم لهم ، وأن يتجاهلهم ، وذلك حين نزل قوله تعالى : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ)(١).
هذا إذا كان المقصود أنه سوف يكفيه أولئك الذين صدر منهم فعل الاستهزاء.
أما إذا كان المراد : من سوف يصدر منهم هذا الأمر ، فإن الآية لا تكون ناظرة إلى ما سبق كما هو ظاهر لا يخفى.
وقد بين الله تعالى له : خطة العمل المستقبلية ، فأمره أن يأخذ بالصفح الجميل ، وبالإعراض عن المشركين ، وأن لا يحزن عليهم ، ولا يضيق صدره بما يقولون ؛ فإن جزاءهم على الله المطلع على كل صغيرة وكبيرة.
فامتثل النبي «صلى الله عليه وآله» أمر الله ، وأظهر دعوته ، وطلب من الناس جميعا : أن يسلموا لربهم.
ويقولون : إنه قام على الحجر ، فقال : يا معشر قريش ، يا معشر العرب أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، وآمركم بخلع الأنداد والأصنام ؛ فأجيبوني تملكون بها العرب ، وتدين لكم العجم ، وتكونون ملوكا في الجنة ، فاستهزؤوا به ، وقالوا : جن محمد بن عبد الله ، ولم يجسروا عليه لموضع أبي طالب (٢).
وجاء أيضا : أنه «صلى الله عليه وآله» قام على الصفا ، ونادى قريشا ؛ فاجتمعوا له ، فقال لهم : أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا في سفح هذا الجبل قد طلعت عليكم ، أكنتم مصدقيّ ؛ قالوا : نعم ، أنت عندنا غير متهم ، وما جربنا عليك كذبا قط.
فقال : فإني (نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ)(3).
إلى أن قال :
فنهض أبو لهب ، وصاح به : تبا لك سائر اليوم ، ألهذا جمعت الناس؟ وتفرقوا عنه ، فأنزل الله تعالى : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ)(4) إلى آخر السورة.
المفاوضات الفاشلة :
قال ابن إسحاق وغيره : فلما بادى رسول الله «صلى الله عليه وآله» قومه بالإسلام ، وصدع به ، كما أمره الله ، لم يبعد منه قومه ، ولم يردوا عليه ـ فيما بلغني ـ حتى ذكر آلهتهم وعابها ، فلما فعل ذلك أعظموه وناكروه ، وأجمعوا على خلافه وعداوته ، إلا من عصم الله تعالى منهم بالإسلام ، وهم قليل مستخفون.
وحدب على رسول الله «صلى الله عليه وآله» عمه أبو طالب ، ومنعه ، وقام دونه ، ومضى رسول الله «صلى الله عليه وآله» على أمر الله مظهرا لا يرده شيء.
فلما رأت قريش : أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لا يعتبهم من هذا الحديث يرويه المفسرون ورواه السيوطي في الدر المنثور ، وكذلك المؤرخون من غير الشيعة حين الحديث عن إنذار عشيرته الأقربين ، ولكن قد بينا : أن المقصود ليس هو مطلق عشيرته في الآية بل عشيرته الأقربون ليس إلا ؛ فالرواية تناسب قوله تعالى : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) فقط.
شيء أنكروه عليه ، من فراقهم ، وعيب آلهتهم ، ورأوا أن عمه أبا طالب قد حدب عليه ، وقام دونه ، فلم يسلمه لهم ، حاولوا مفاوضة أبي طالب.
وهذه المفاوضات ـ كما يرى ابن إسحاق وغيره ـ قد مرت بثلاث مراحل ، انتهت كلها بالفشل الذريع.
الأولى : إنه مشى رجال من أشراف قريش إلى أبي طالب.
فقالوا : يا أبا طالب ، إن ابن أخيك قد سب آلهتنا ، وعاب ديننا ، وسفه أحلامنا ، وضلل آباءنا ، فإما أن تكفه عنا ، وإما أن تخلي بيننا وبينه ، فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه ، فنكفيكه ، فقال لهم أبو طالب قولا رفيقا ، وردهم ردا جميلا ، فانصرفوا عنه.
الثانية : إنهم حين رأوا أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد استمر على ما هو عليه ، يظهر دينه ، ويدعو إليه ، حتى شرى الأمر بينه وبينهم ، وحتى تباعد الرجال ، وتضاغنوا ، وأكثرت قريش ذكر رسول الله «صلى الله عليه وآله» بينها ، ذهبوا إلى أبي طالب ، فتهددوه : إن لم يكف ابن أخيه عن شتم آبائهم ، وتسفيه أحلامهم ، وشتم آلهتهم ، فلسوف ينازلونه وإياه حتى يهلك أحد الفريقين ، ثم انصرفوا.
فأرسل أبو طالب إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» فأخبره ، وطلب إليه أن يبقي على نفسه وعليه ، ولا يحمله ما لا يطيق ، فظن أنه قد بدا لعمه فيه بداء ، وأنه قد ضعف عن نصرته والقيام دونه ، فقال له «صلى الله عليه وآله» :
يا عم ، والله ، لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله ، أو أهلك فيه ، ما تركته ، فوعده أبو طالب النصر.
الثالثة : عرضوا على أبي طالب : أن يتخذ عمارة بن الوليد ولدا له ، ويسلمهم النبي «صلى الله عليه وآله» ، الذي فارق دين أبي طالب ودين آبائه ، وفرق جماعتهم وسفه أحلامهم ليقتلوه ، فإنما هو رجل برجل.
فقال أبو طالب : والله ، لبئس ما تسومونني أتعطونني ابنكم أغذوه لكم ، وأعطيكم ابني تقتلونه ، هذا والله ما لا يكون أبدا.
فقال المطعم بن عدي : والله يا أبا طالب ، لقد أنصفك قومك وجهدوا على التخلص مما تكرهه ؛ فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئا.
فقال أبو طالب : والله ما أنصفوني ، ولكنك قد أجمعت على خذلاني ، ومظاهرة القوم علي ؛ فاصنع ما بدا لك ..
أو كما قال : فحقب الأمر ، وحميت الحرب ، وتنابذ القوم ، وبادى بعضهم بعضا (5).
وربما تكون هذه المراحل متداخلة ، أو مترتبة ، فإن ما ذكرناه لا يعدو عن أن يكون فهما منا للسير الطبيعي للأحداث ـ لا أكثر ولا أقل ـ وقبل المضي في الحديث ؛ نسجل النقاط التالية :
أ ـ قريش لم تصل إلى نتيجة :
لقد رأينا : أن مشركي مكة ما كانوا يرغبون بادئ ذي بدء في توريط أنفسهم في مواجهة أبي طالب والهاشميين ؛ فحاولوا أن يحملوا أبا طالب نفسه على حسم الموقف ، والقضاء على ما يعتبرونه مادة متاعبهم ، ومصدر مخاوفهم ، وحاولوا أن يثيروا هذا الرجل ، ويشحنوه نفسيا ضد ابن أخيه ، على اعتبار أن ابن أخيه قد جاء بما يضر بمصالح ويجرح كرامة وعاطفة عمه نفسه ، فضلا عن غيره ، ولذا ، فإن من الطبيعي أن يبادر أبو طالب نفسه لوضع حد لتصرفات ابن أخيه ، ويكفيهم مؤونة ذلك.
ولكنهم حينما وجدوا : أن أبا طالب لم يستجب لأي من أباطيلهم ، ولم يحرك ساكنا في سبيل وضع حد لمصدر الخطر عليهم وعلى مصالحهم ، لجأوا إلى التهديد والوعيد ، ثم إلى أسلوب المكر والخداع كما في قضية عرض عمارة على أبي طالب ليتخذه ولدا ، ويسلمهم محمدا ليقتلوه ، الأمر الذي كشف عن حقيقة ما يكنونه في صدورهم ، وتشتمل عليه نفوسهم واتضح لأبي طالب ولغيره أن هدفهم ليس إلا القضاء على الدين الحق ، وإطفاء نور الله ، الأمر الذي زاد في تصلب أبي طالب في الدفاع عن الحق والدين ، وعن نبي الإسلام الأعظم «صلى الله عليه وآله».
ب : سر استكبار قريش :
ولعل سر استكبار مشركي مكة ، ومحاولاتهم إطفاء نور الله تعالى يرجع إلى :
١ ـ أنهم كانوا يستغلون أولئك الفقراء ، والعبيد ، والضعفاء في مكة وغيرها في مصالحهم ؛ فجاء الرسول «صلى الله عليه وآله» ، وبث في هؤلاء الفقراء روحا جديدة ، وبدأ يؤكد لهم مفهوم كرامة الإنسان ، وحريته.
ثم هو يناصرهم ، ويعيش قضيتهم وآلامهم ، ويفتح أعينهم على واقعهم ، ويبث فيه تعاليم الإسلام ، وفي مقدمتها وجوب تحررهم من سيطرة وغطرسة أولئك الطغاة المتجبرين.
٢ ـ لقد أدرك أولئك المتجبرون ، مما عرفوه من طبيعة الدعوة وأهدافها : أنهم سوف لن يتمكنوا في ظلها من الاحتفاظ بتلك الامتيازات الظالمة ، التي جعلوها لأنفسهم ؛ والتي كان يرفضها النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» ، ويؤكد على أن الناس كلهم سواسية أمام عدالة السماء ، وفي ميزان الحكم والقضاء.
وسوف لن يتمكنوا أيضا في ظل هذا الدين الجديد ، الذي جاء ليتمم مكارم الأخلاق ؛ من الاستمرار في ممارساتهم اللاأخلاقية ، واللاإنسانية أيضا ، والتي كانوا يحرصون عليها كل الحرص ، أكثر من حرصهم على آلهتهم التي كانوا يدعون إنهم يحافظون عليها ، مع أننا رأينا بعض العرب يأكل إلهه الذي صنعه من الحيس حين جاع!! (6).
٣ ـ ما أشارت إليه الآية الكريمة : (وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا)(7) أي إنهم اعتذروا عن عدم إيمانهم : بأنهم إن آمنوا فإن العرب المشركين سوف لا يرضون بإيمانهم ، ورفض أوثانهم ، فرد عليهم القرآن ، فقال : (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا)(8) ، فلا موجب إذن لخوفهم هذا.
مع أن اختيارهم الشرك خوفا من ذلك لا يمنع ذلك ؛ فكم أهلك الله من قرية بطرت معيشتها ، فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم.
بل ربما كان ذلك هو سبب هلاكهم في الدنيا ، حيث ينشأ عنه المنازعات والاستكبار ، وغير ذلك من انحرافات مدمرة للمجتمعات وللأمم ، إن لم يكن ثمة ضوابط وروادع معينة تجعل كل تلك الإمكانات في مجراها الصحيح ، وفي الجهة النافعة للفرد وللمجتمع ، حاضرا ومستقبلا. على أن الأمر لله تعالى فليس لأحد أن يتمرد عليه ، ويخرج على أوامره ، فإنه يعرض نفسه والحالة هذه إلى الهلاك الدنيوي والأخروي ، ثم ضرب لهم مثالا بقارون ، الذي كان لديه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة ، فلما استكبر وطغى ، وتمرد على أوامر الله ، خسف الله به وبداره الأرض.
وفي آيات السورة ـ سورة القصص ـ دقائق عجيبة ومعان رائعة في هذا المجال ، تحتاج إلى دراسة مستقلة ومعمقة ، لا مجال لها هنا.
ونكتفي هنا بهذه الإشارة الإجمالية إليها ، والله هو الموفق والمعين.
ماذا بعد فشل المفاوضات؟
وبعد فشل المفاوضات ، فقد ظهر لأبي طالب : أن السيل قد بلغ الزبى ، وأنه على وشك الدخول في صراع مكشوف مع المشركين ، فلا بد من الحذر والاحتياط للأمر ؛ فجمع بني هاشم ، وبني المطلب ، ودعاهم إلى منع الرسول ، والقيام دونه ، فأجابوه ، وقاموا معه ، باستثناء أبي لهب لعنه الله تعالى ، ومنع الله عز وجل رسوله ، فلم يكن لهم إلى أن يضروه في شعره وبشره سبيل ، غير أنهم يرمونه بالجنون ، والسحر ، والكهانة ، والشعر ، والقرآن ينزل عليه «صلى الله عليه وآله» بتكذيبهم.
ورسول الله «صلى الله عليه وآله» قائم بالحق ، ما يثنيه ذلك عن الدعاء إلى الله عز وجل سرا وجهرا.
وذلك لأن المشركين بعد أن أدركوا : أن الاعتداء على شخصه «صلى الله عليه وآله» سوف يتسبب في صراع مسلح لم يعدوا له عدته ، وليسوا على يقين من أن تكون نتائجه لصالحهم ، خصوصا مع ما كان لبني هاشم من علاقات ، ومن أحلاف مع القبائل ، كحلف المطيبين ، وحلف عبد المطلب مع خزاعة التي كانت تقطن خارج مكة.
بل قد توجب هذه الحرب ـ لو نشبت ـ التمكين لمحمد «صلى الله عليه وآله» من نشر دعوته (9).
فمن أجل كل ذلك آثر المشركون أن يبتعدوا عن الحرب ، ويتبعوا أساليب أخرى لتضعيف أمر محمد «صلى الله عليه وآله» ، والوقوف في وجه دعوته ؛ فنجدهم :
أ ـ ينهون الناس عن الالتقاء بالنبي «صلى الله عليه وآله» ، وعن أن يسمعوا ما جاء به من قرآن ، قال تعالى : (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ..)(10).
وقال تعالى : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ)(11).
ب : يتبعون أسلوب السخرية والاستهزاء ، وإلصاق التهم الباطلة ، بهدف :
١ ـ التأثير على شخص النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» علّه ينهزم نفسيا ، وجعله يعيش عقدة الحقارة والضعة ، فلربما يتخلى عن هذا الأمر ، ويكذب نفسه.
٢ ـ الحط من كرامة النبي «صلى الله عليه وآله» ، وابتذال شخصيته ، بهدف تنفير أصحاب النفوس الضعيفة من متابعته ، وصرفهم عن الدخول فيما جاء به.
ولهذا نجدهم : يغرون سفهاءهم بإيذائه وتكذيبه ، وأحيانا كان يتولى ذلك منه سادتهم وكبراؤهم ، بل لقد رأيناهم يأمرون غلاما منهم بأن يلقي عليه سلا جزور وفرثه ، وهو قائم يصلي ، فيلقيه بين كتفيه ، فيغضب أبو طالب ، ويأتي فيمر السلا على سبالهم جميعا ، وقد ألقى الله الرعب في قلوبهم (12).
وكانوا أيضا يلقون عليه التراب (13) ، ورحم الشاة (14) ، وغير ذلك.
وقد أثر ذلك إلى حد ما في صرف الناس ، وإبعادهم عن الدخول في الإسلام ، حتى ليقول عروة بن الزبير وغيره :
«.. وكرهوا ما قال لهم ، وأغروا به من أطاعهم ؛ فانصفق عنه عامة الناس» (15).
المعذبون في مكة :
كما أنهم قد تذامروا بينهم على من في القبائل منهم ، من أصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله» الذين أسلموا معه ، فوثبت كل قبيلة على من فيهم من المسلمين يعذبونهم ، ويفتنونهم عن دينهم ، ويعذبونهم بالحبس ، والضرب ، والجوع ، وبرمضاء مكة ، وبغير ذلك من الأساليب الوحشية ، واللاإنسانية.
مع المعذبين أيضا :
وقد عذب المشركون عددا من المسلمين ؛ فعذب عمر بن الخطاب ، الذي أسلم قبيل الهجرة جارية بني مؤمل ـ حي من بني عدي ـ وكانت مسلمة ؛ فكان يضربها ، حتى إذا مل ، قال : إني أعتذر إليك ، إني لم أتركك إلا ملالة (16).
ولعل بني مؤمل كانوا قد سمحوا لعمر بن الخطاب أن يتولى تعذيب جاريتهم ، وإلا فإن وضعه الاجتماعي لم يكن يسمح له بأمر من هذا القبيل.
وعذب المشركون أيضا خباب بن الأرت ، وأم شريك ، ومصعب بن عمير ، وغيرهم ممن لا مجال لذكرهم ، وبيان ما جرى عليهم.
وقد ضرب هؤلاء لنا المثل الأعلى في الصمود والجهاد من أجل المبدأ والعقيدة ، مع معرفتهم بأنهم لا يملكون قوة تستطيع أن ترد عنهم ، غير إرادة الله تعالى ، وأنهم إنما يتحدون بإسلامهم العالم كله ، الذي كان بكل ما فيه ضدهم.
وهنا تكمن عظمتهم ، وهذا هو سر امتيازهم على غيرهم.
المعذبون الذين أعتقهم أبو بكر :
وممن عذب في سبيل الله بلال الحبشي ، وعامر بن فهيرة ، ويقولون : إن أبا بكر قد اشتراهما وأعتقهما ، فكانت نجاتهما من العذاب بسببه. ولكنا نشك في أن يكون أبو بكر هو الذي اشتراهما ، وذلك :
أولا : لما ذكره الإسكافي ، الذي قال : «أما بلال ، وعامر بن فهيرة ، فإنما أعتقهما رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، روى ذلك الواقدي ، وابن إسحاق» (17).
وعدّ ابن شهر آشوب بلالا من موالي النبي «صلى الله عليه وآله» (18).
ثانيا : إنهم يروون روايات متناقضة في هذا المجال ، حتى لا تكاد تلتقي رواية مع أخرى ، ويكفي أن نذكر اختلافها في الثمن الذي أعطاه أبو بكر.
فرواية تقول : إنه أعطى ثمنه غلاما له أجلد منه.
وأخرى : إنه أعطى غلاما وزوجته ، وابنته ، ومائتي دينار.
وثالثة : اشتراه بسبع أواق.
ورابعة : بتسع.
وخامسة : بخمس.
وسادسة : برطل من ذهب.
وسابعة : إنه اشتراه بعبده قسطاس ، الذي كان صاحب عشرة آلاف دينار ، وجوار ، وغلمان ، ومواش.
وثامنة : ببردة ، وعشر أواق من فضة ، إلى غير ذلك من وجوه الاختلاف والتناقض (19).
ثالثا : إنهم يقولون : إن قوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى ، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى)(20) نزل في أبي بكر بهذه المناسبة (21).
ونقول :
أ ـ لقد رد الإسكافي على ذلك : بأن هناك من يقول : إن هذه الآية نزلت في مصعب بن عمير (22).
ويروي الشيعة : أن الآية نزلت في علي «عليه السلام». ويورد الحلبي عليهم : بأن عليا «عليه السلام» كان للنبي «صلى الله عليه وآله» عليه نعمة تجزى ، وهي تربيته له ، والآية تقول : (وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى)(23) وبمثل ذلك أورد الرازي عليهم أيضا (24).
ولكن قد فات الرازي والحلبي : أن المقصود هو أن هذا المال الذي ينفقه لا يريد أن يجازي بإنفاقه له نعمة من أحد عليه ، وإنما ينفقه لوجه الله ، ولوجه الله فقط ، لا أنه تعالى يريد وصف الأتقى بأنه ليس لأحد عليه نعمة.
ب ـ قد ورد : عن ابن عباس وغيره ، وحتى عن النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه ، تفسيرها بمعنى عام لا يختص بأحد فراجع كتب التفسير للاطلاع على ذلك.
ج ـ وأخرج ابن أبي حاتم ما ملخصه : أن هذه السورة قد نزلت في رجل (هو سمرة بن جندب) الذي كان له نخلة فرعها في دار رجل ، فكان إذا جاء ليأخذ عنها التمر ، وصعد عليها ربما تقع تمرة ، فيأخذها صبيان الفقير ؛ فينزل من نخلته ؛ فيأخذ التمرة من أيديهم ، وإن وجدها في فم أحدهم أدخل إصبعه ، حتى يخرج تمرة من فيه ؛ فشكاه الفقير إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ثم لقي الرسول صاحب النخلة ؛ فطلب منه أن يعطيه النخلة وله مثلها في الجنة ، فقال :
لقد أعطيت ، وإن لي نخلا كثيرا ، وما فيه نخل أعجب إلي ثمرة منها.
فسمع رجل ما دار بين النبي وبينه ؛ فجاء إلى الرسول «صلى الله عليه وآله» فقال : أعطني ما أعطيت الرجل إن أنا أخذتها؟
قال : نعم.
فذهب الرجل ، ولقي صاحب النخلة ، وفاوضه واشتراها منه بأربعين نخلة ، ثم ذهب إلى النبي ، فوهبها له.
فذهب رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى صاحب الدار ، فقال : النخلة لك ولعيالك ، فأنزل الله : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى) إلى آخر السورة (25).
ولأجل هذا نجد السيوطي يقول عن : «سورة الليل : الأشهر أنها مكية ؛ وقيل : مدنية لما ورد في سبب نزولها من قصة النخلة ، كما أخرجناه في أسباب النزول» (26).
وهذه القضية هي المناسبة للآيات ؛ لأنها تذكر أن بعضهم أعطى واتقى ، وبعضهم بخل واستغنى.
إلا أن يكونوا ـ والعياذ بالله ـ يقصدون بمن بخل النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه ، مع أن فرض عدم مال له ينافي صدق البخل عليه.
ويشير إلى عدم المال عنده قولهم : إنه «صلى الله عليه وآله» هو الذي قال : لو كان عنده مال لاشترى بلالا ، أو يقصدون بمن بخل ، العباس ، الذي تقول الروايات : إنه ذهب فاشترى بلالا ، فأرسله إلى أبي بكر ، فأعتقه.
د ـ لسوف يأتي إن شاء الله في حديث الغار ، قول عائشة : إنه لم ينزل في آل أبي بكر شيء من القرآن ، إلا أن الله أنزل عذرها ، يعني الآيات المرتبطة بالإفك ، وحتى عذرها هذا ؛ فإنه لم ينزل فيها ، كما حققناه ، فراجع (27).
رابعا : لم نفهم معنى قوله «صلى الله عليه وآله» إنه لو كان عنده مال لاشترى بلالا ، وكيف نوفق بين هذا وبين قولهم : إنه «صلى الله عليه وآله» طلب من أبي بكر الشركة في بلال فأخبره أنه أعتقه؟! (28).
ثم أو ليست أموال خديجة تحت تصرفه «صلى الله عليه وآله»؟! ألم يكن هو الذي ينفق على المسلمين في مكة ، كما قالت أسماء بنت عميس لعمر حينما عيرها بأنها لا هجرة لها ، حيث قالت له :
إنه ومن معه من المسلمين كانوا مع رسول الله يطعم جائعهم ، ويعلّم جاهلهم؟!! (29).
وستأتي هذه القضية في موضعها إن شاء الله ، واحتمال أن تكون قصة بلال في أواخر سني ما قبل الهجرة ، لا يقبل به المؤرخون ؛ فإن النووي يذكر : أنه أسلم أول النبوة ، وهو من أول من أظهر إسلامه (30).
إلا أن يقال : إن إسلامه ، وإن كان متقدما ، لكن شراءه وعتقه يمكن أن يتأخر العدة سنوات.
هذا كله عدا عما تذكره بعض الروايات من أن العباس هو الذي ذهب فاشتراه ، ثم أرسله إلى أبي بكر فأعتقه! (31).
وروايات أخرى تقول : بل اشتراه نفس أبي بكر مباشرة ، وأعتقه.
وفي بعض الروايات : أنه لما توفي رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال بلال لأبي بكر : إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني ، وإن كنت إنما اشتريتني لله فذرني (32).
وهذا يشير إلى أنه لم يكن قد أعتقه حتى وفاته «صلى الله عليه وآله»!!.
وبالنسبة لشراء العباس له ؛ فإن العباس إن كان قد اشتراه لنفسه ، فلماذا لم يعتقه هو نفسه؟
وإن كان إنما اشتراه لأبي بكر فلا ندري : متى كان العباس وكيلا لأبي بكر؟
ومتى كان العباس يهتم بأمور كهذه ، وهو الذي لم يسلم إلا عام الفتح ، أو في بدر ، كما يقولون؟.
وحاول بعضهم أن يدعي : أن العباس فاوض أمية بن خلف ، ثم جاء أبو بكر فاشتراه! (33) وهذا أعجب!! وما عشت أراك الدهر عجبا!!.
وأيضا ، فإن حالة أبي بكر الإقتصادية لم تكن تسمح له بأن يدفع تلك المئات من الدنانير ، فضلا عن أن يكون أحد مواليه يملك عشرة آلاف دينار ، وجواري ، ومواشي ، وغير ذلك ، لو فرض أن العرب كانوا يملّكون عبيدهم الأموال ، حيث إن أبا بكر لم يكن تاجرا ، وإنما كان معلما ، فمن أين تأتيه تلك الآلاف أو حتى المئات من الدراهم والدنانير لشراء سبعة أو تسعة وإعتاقهم؟!
ولسوف يأتي إن شاء الله البحث عن ثروة أبي بكر حين الكلام حول قضية الغار ، بل لقد شك البعض في أن يكون كثير ممن ذكروا في مواليه شخصية حقيقية أو خيالية ، ولا سيما مثل «زنيرة» ، التي قال السهيلي عنها : «ولا تعرف زنيرة في النساء» (34).
ويقول العلامة السيد الحسني : «إن قريشا كانت تعذب من آمن ؛ من أجل أن لا ينتشر الإسلام ، وكانت تود أن تبذل لمحمد كل غال ونفيس ، ليتراجع عما جاء به ، ودعا إليه ؛ فكيف تتنازل قريش عن ملكيتهم لأبي بكر ، وتترك تعذيبهم بهذه السهولة»؟! (35).
إلا أن يقال : إن حبها للمال ، ثم اليأس من محمد «صلى الله عليه وآله» هو الذي يدفعها إلى ذلك كما يقوله البعض.
هل عذب المشركون أبا بكر؟!
هذا ويذكرون : أن أبا بكر قد تعرض للعذاب في سبيل الإسلام حيث إن عمر بن عثمان أخذه وقرنه مع طلحة بن عبيد الله التيمي في حبل حين أسلما ، وعذبهما نوفل بن خويلد ، وفتنهما عن دينهما ، فلذلك سمي أبو بكر وطلحة ب «القرينين».
ويرى البعض أن الذي قرنهما وعذبهما هو نوفل فقط ، وليس لعمر بن عثمان ذكر في شيء (36).
ونحن نسجل هنا ما يلي :
١ ـ إنهم يقولون : إن أبا بكر قد منعه الله بقومه (37) ، وهذا يتناقض تماما مع قولهم : إنه قد عذب ، كما أنه يناقض قوله الآتي لابن الدغنة : إن قومه قد أخرجوه.
٢ ـ إنه يظهر من مراجعة كتب السيرة : أن كل قبيلة كانت تتولى تعذيب من يدخل في الإسلام منها ، ولم يكن منهم من يجرؤ على تعذيب من كان من قبيلة أخرى ، كما سنرى.
٣ ـ لقد قال الإسكافي : «إنا لا نعلم : أن العذاب كان واقعا إلا بعبد أو عسيف ، (وهو الأجير) ، ولمن لا عشيرة له تمنعه» (38).
مع أنهم يقولون : إن أبا بكر كان رئيسا متبعا ، وكبيرا مطاعا (39) ينتظره عظماء قريش ولا يقطعون أمرا دونه ، حتى يأتيهم ليبتوا في أمر محمد «صلى الله عليه وآله» ، (كما تقدم في حديث إسلام أبي بكر).
وعلى حسب تعبيراتهم : كان ذا مكانة علية ، وصدرا معظما ، ورئيسا في قريش مكرما (40) فكيف يعذب أبو بكر من قبل جماعة ليسوا من قبيلته؟
وكيف يترك قومه رئيسهم ، وصاحب مجدهم الباذخ يتعرض للمهانة من قبل هؤلاء؟.
وعلى حد تعبير ابن هشام وغيره : كان «مآلفا لقومه ، محببا ، سهلا.
إلى أن قال : وكان رجال قومه يأتونه ، ويألفونه لغير واحد من الأمر» (41).
وعلى حد التعبير المزعوم لابن الدغنة : «لا يخرج مثله ، أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ، ويصل الرحم ، ويحمل الكل ، ويقري الضيف ، ويعين على نوائب الحق»؟ (42).
ويلاحظ : أن هذه الكلمات هي ـ تقريبا ـ نفس الكلمات التي تنسب إلى خديجة في وصف النبي «صلى الله عليه وآله» حين بعثته ، قالها ابن الدغنة حين هجرة أبي بكر إلى الحبشة ـ وسيأتي عدم صحتها ـ فاقرأ ، واسمع ، واعجب ما بدا لك!!
ملاحظة : هل كان أبو بكر رئيسا؟! :
إننا إنما ذكرنا هذا الذي سبق آنفا ، لبيان تناقض كلماتهم ، إذ لو صح هذا لم يمكن أن يصح ذاك ، وإلا فنحن نشك في أن يكون أبو بكر رئيسا ، معظما ، وكبيرا مطاعا ، ويدل على ذلك :
١ ـ إن أبا بكر حج ، ومعه أبو سفيان ، فرفع صوته عليه ، فقال أبو قحافة : إخفض صوتك يا أبا بكر عن ابن حرب.
فقال أبو بكر : يا أبا قحافة ، إن الله بنى في الإسلام بيوتا كانت غير مبنية ، وهدم بيوتا كانت في الجاهلية مبنية ، وبيت أبي سفيان مما هدم (43).
٢ ـ وحين بويع أبو بكر نادى أبو سفيان : «غلبكم على هذا الأمر أذل أهل بيت في قريش».
وفي نص الحاكم : «ما بال هذا الأمر في أقل قريش قلة ، وأذلها ذلة ، يعني أبا بكر» (44).
وعلى حد تعبير البلاذري : إن أبا سفيان جاء إلى علي «عليه السلام» فقال : يا علي ، بايعتم رجلا من أذل قبيلة من قريش؟ (45).
٣ ـ ويقول عوف بن عطية :
وأما الألأمان بنو عدي
وتيم حين تزدحم الأمور
فلا تشهد بهم فتيان حرب
ولكن أدن من حلب وعير
إذا رهنوا رماحهم بزبد
فإن رماح تيم لا تضير (46)
ملاحظة أخيرة :
وأخيرا ، فإن ما يذكرونه : من أن أبا بكر هو أول من أظهر إسلامه ، فمنعه قومه ، أو أنه ضرب حتى كاد يموت (47).
يكذبه الكثير مما قدمناه ، ونزيد هنا : أن النبي كان أول من أعلن الدعوة ، وليس أبا بكر.
هذا عدا عن أنهم يذكرون تارة : أن ابن مسعود هو أول من أعلن ، وأخرى عمر بن الخطاب ، وهنا يذكرون : أبا بكر.
كما أن الرواية تنص على أن إظهار أبي بكر للإسلام قد كان حينما كان المسلمون ثمانية وثلاثين رجلا والنبي «صلى الله عليه وآله» في دار الأرقم.
وقد تقدم : أن أبا بكر لم يكن قد أسلم بعد ، لأنه إنما أسلم بعد أكثر من خمسين رجلا.
إلا أن يكون المقصود هو بلوغ المسلمين الذين أسلموا بعد الهجرة إلى الحبشة ثمانية وثلاثين رجلا ، لكن ذلك لا يتلاءم مع تصريح الرواية بأن ذلك قد كان يوم إسلام حمزة ، حينما كان النبي «صلى الله عليه وآله» في دار الأرقم.
__________________
(١) الآيتان ٩٤ و ٩٥ من سورة الحجر.
(٢) راجع : تفسير نور الثقلين ج ٣ ص ٣٤ عن تفسير القمي.
(3) الآية ٤٦ من سورة سبأ.
(4) الآية ١ من سورة المسد.
(5) راجع : سيرة ابن هشام ج ١ ص ٢٨٢ ـ ٢٨٦ ، والبدء والتاريخ ج ٤ ص ١٤٧ و ١٤٩ وتاريخ الطبري ج ٢ ص ٦٥ ـ ٦٨.
(6) الأعلاق النفيسة : ص ٢١٧ ، والحيس : هو تمر ينزع نواه ويدق مع أقط ويعجنان بالسمن ثم يدلك باليد حتى يبقى كالثريد. مجمع البحرين : ج ٤ ص ٦٤.
(7) الآية ٥٧ من سورة القصص.
(8) الآية ٥٧ من سورة القصص.
(9) ويرى بعض المحققين : أن من المحتمل : أن أبا طالب كان يستعمل أسلوب اللين تارة والشدة أخرى ؛ بهدف إثارة حرب كهذه ، تهدف إلى تمكين النبي من نشر دعوته ، كما أشير إليه.
(10) الآية ٢٦ من سورة الأنعام.
(11) الآية ٢٦ من سورة فصلت.
(12) الكافي : ج ١ ص ٤٤٩ نشر مكتبة الصدوق ، ومنية الراغب : ص ٧٥. وراجع : الغدير : ج ٧ ص ٣٥٩ و ٣٨٨ وج ٨ ص ٤ ، وأبو طالب مؤمن قريش : ص ٧٣ عن مصادر كثيرة.
(13) راجع : السيرة الحلبية : ج ١ ص ٢٩١ و ٢٩٢ ، والسيرة النبوية لدحلان (بهامش الحلبية) : ج ١ ص ٢٠٨ و ٢٠٢ و ٢٣١.
(14) راجع : البداية والنهاية : ج ٣ ص ١٣٤.
(15) تاريخ الطبري : ج ٢ ص ٦٨.
(16) سيرة ابن هشام : ج ١ ص ٣٤١ ، والسيرة الحلبية : ج ١ ص ٣٠٠ ، وراجع : السيرة النبوية لابن كثير : ج ١ ص ٤٩٣ ، والمحبر : ص ١٨٤.
(17) راجع : شرح النهج للمعتزلي : ج ١٣ ص ٢٧٣ ، وقاموس الرجال : ج ٥ ص ١٩٦ وج ٢ ص ٢٣٨.
(18) المناقب لابن شهر آشوب : ج ١ ص ١٧١.
(19) راجع ما تقدم في : السيرة الحلبية : ج ١ ص ٢٩٨ و ٢٩٩ ، وقاموس الرجال : ج ١ ص ٢١٦ ، وسير أعلام النبلاء : ج ١ ص ٣٥٣ ، والسيرة النبوية لابن هشام : ج ١ ص ٣٤٠ ، وحلية الأولياء : ج ١ ص ١٤٨ ، وغير ذلك كثير.
(20) الآيات ٥ إلى ٧ من سورة الليل.
(21) الدر المنثور ج ٦ ص ٣٥٨ ـ ٣٩٠ عن عدد من المصادر والسيرة الحلبية ج ١ ص ٢٩٩ ، وشرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٢٧٣ عن الجاحظ والعثمانية ص ٣٥.
(22) شرح النهج ج ١٣ ص ٢٧٣.
(23) الآية ١٩ من سورة الليل.
(24) السيرة الحلبية ج ١ ص ٢٩٩.
(25) الدر المنثور ج ٦ ص ٣٥٧ عن ابن أبي حاتم عن ابن عباس ، وتفسير البرهان ج ٤ ص ٤٧٠ عن علي بن إبراهيم ، باختلاف مع ما عن الدر المنثور. وستأتي بقية المصادر في حرب أحد في فصل : قبل نشوب الحرب ، حين الكلام حول إرجاع الصغار ، والريب فيما ينقل عن سمرة.
(26) الإتقان : ج ١ ص ١٤.
(27) راجع : كتابنا حديث الإفك ، وراجع أيضا الجزء الثالث عشر من هذا الكتاب.
(28) طبقات ابن سعد : ج ٣ ص ١٦٥.
(29) تقدمت من المصادر لذلك في الجزء السابق من هذا الكتاب في آخر فصل : بحوث تسبق السيرة.
(30) تهذيب الأسماء واللغات : ج ١ ص ١٣٦.
(31) السيرة النبوية لدحلان : ج ١ ص ١٢٦ ، والسيرة الحلبية : ج ١ ص ٢٩٩ ، وراجع :
المصنف : ج ١ ص ٢٣٤ وغيره.
(32) طبقات ابن سعد : ج ٣ ص ١٧٠.
(33) السيرة النبوية لدحلان : ج ١ ص ١٢٦ ، والسيرة الحلبية : ج ١ ص ٢٩٩ ، وراجع المصنف للصنعاني ج ١ ص ٢٣٤ ، وغيره.
(34) الروض الأنف ج ٢ ص ٧٨.
(35) سيرة المصطفى ص ١٤٩.
(36) راجع في ذلك : العثمانية للجاحظ ص ٢٧ و ٢٨ ، وشرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٢٥٣ ، وسيرة ابن هشام ج ١ ص ٣٠١ ، ونسب قريش لمصعب الزبيري ص ٢٣٠ ، والبداية والنهاية ج ٣ ص ٢٩ ، والبيهقي ، ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ٣٦٩ والبدء والتاريخ ج ٥ ص ٨٢.
(37) البداية والنهاية ج ٣ ص ٢٨ ، ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ٢٨٤ ، وصححه هو والذهبي في تلخيصه بهامشه ، وحلية الأولياء ج ١ ص ١٤٩ ، والاستيعاب ج ١ ص ١٤١ وأحمد ، وابن ماجة ، والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ١٢٦ ، والسيرة النبوية لابن كثير ج ١ ص ٤٣٦ وعن كنز العمال ج ٧ ص ١٤ عن ابن أبي شيبة ، والطبقات الكبرى لابن سعد ط صادر ج ٣ ص ٢٣٣.
(38) شرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٢٥٥.
(39) راجع : شرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٢٥٥ ، والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ١٢٣ ، والسيرة الحلبية ج ١ ص ٢٧٣.
(40) السيرة النبوية لابن كثير ج ١ ص ٤٣٣ ، والبداية والنهاية ج ٣ ص ٢٦.
(41) سيرة ابن هشام ج ١ ص ٢٦٧ والسيرة النبوية لابن كثير ص ٤٣٧.
(42) السيرة الحلبية ج ١ ص ٣٠١ وسيأتي العديد من المصادر لذلك حين الكلام عن هجرة أبي بكر إن شاء الله.
(43) راجع : النزاع والتخاصم للمقريزي ص ١٩ والغدير ج ٣ ص ٣٥٣ عنه.
(44) راجع المصنف لعبد الرزاق ج ٥ ص ٤٥١ ، ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ٧٨ ، عن ابن عساكر ، وأبي أحمد الدهقان ، وراجع الكامل لابن الأثير ج ٢ ص ٣٢٦ ، وتاريخ الطبري ج ٢ ص ٩٤٤. والنزاع والتخاصم : ص ١٩ ، وكنز العمال : ج ٥ ص ٣٨٣ و ٣٨٥ ، عن ابن عساكر وعن أبي أحمد الدهقان في حديثه.
(45) أنساب الأشراف للبلاذري (قسم حياة النبي «صلى الله عليه وآله») ص ٥٨٨.
(46) طبقات الشعراء لابن سلام ص ٣٨.
(47) السيرة النبوية لابن كثير ج ١ ص ٤٣٩ و ٤٤٩ والبداية والنهاية ج ٣ ص ٣٠ ، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٢٩٤ والغدير ج ٧ ص ٣٢٢ عنه وعن الرياض النضرة ج ١ ص ٤٦.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|