أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-5-2021
2786
التاريخ: 2023-06-12
1301
التاريخ: 2023-06-22
1258
التاريخ: 1-12-2016
3431
|
ـ دور أبي طالب عليه السّلام :
يجب أن لا ننسى الدور الذي اضطلع به الرجل العظيم ، أبو طالب شيخ الأبطح «عليه السّلام» ، الذي وفر للنبي «صلى الله عليه وآله» حمايته المطلقة من كل أعدائه ومناوئيه.
ـ أموال خديجة عليها السّلام :
ثم هنالك العامل الاقتصادي الذي وفرته له زوجته أم المؤمنين خديجة صلوات الله وسلامه عليها ، والتي كانت تمتلك ـ حسبما يرى البعض ـ عصب الاقتصاد في الجزيرة العربية كلها.
وقد أنفقت كل تلك الأموال على المسلمين ، في الظروف الحرجة التي واجهوها ، إبان اضطهاد قريش وحصارها الاقتصادي لهم.
ومما يدل على أن النبي «صلى الله عليه وآله» كان يتولى الإنفاق على المسلمين ، من أموال خديجة وأبي طالب (١) قول أسماء بنت عميس لعمر (٢) حين عيّرها بأنه سبقها بالهجرة ، وإنها حبشية حجرية ـ على ما نقل عن صحيح مسلم وغيره ـ قالت له :
«كنتم مع النبي «صلى الله عليه وآله» يطعم جائعكم ، ويعظ جاهلكم» (3).
ـ جهاد علي عليه السّلام :
وأخيرا ، فيجب أن لا ننسى دور وصي وأخي النبي «صلى الله عليه وآله» ، أمير المؤمنين «عليه السّلام» ، حسبما سيظهر إن شاء الله ـ ولو بنحو محدود ـ في مطاوي هذه السيرة العطرة.
نعم ، لقد كان لكل ذلك دور هام في حفظ الدعوة ، وانتصارها ، وانتشارها ، كما لا يخفى على الناقد البصير ، والمتتبع الخبير.
وثمة أسباب أخرى قد ساعدت على ظهور الإسلام ، وانتشاره ، وانتصاره ، يمكن استجلاء بعضها من مطاوي التاريخ الإسلامي.
ونحن نكتفي هنا بهذا القدر ؛ لنوفر الفرصة لعرض حياة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» بعد البعثة ، وبشكل موجز وواضح قدر الإمكان.
تنبيه هام وضروري :
إن كل ما ذكرناه آنفا لا يعني : أن ظهور الإسلام ، وانتشاره في الجزيرة العربية قد كان أمرا طبيعيا ، بحيث إنه لو توفرت هذه العوامل لأي دعوة أخرى ، فإنها تستطيع أن تحقق نفس النتائج التي حققها الإسلام ، بل الأمر على العكس من ذلك تماما ، فإن ظهور الإسلام ، وانتصاره في هذه المنطقة هو بذاته معجزة له ، ودليل على حقانية الإسلام ؛ وذلك لأن اليهودية قد كانت موجودة ، وكانت هذه الظروف أيضا موجودة ، ولكنها لم تستطع أن تؤثر أثرا يذكر في عقلية العربي ، ولا في سلوكه ، وتصرفاته (4).
وكذلك الحال بالنسبة للنصرانية ، التي كانت تهتم في تنصير كل من تقدر على تنصيره ، ثم هناك الزرادشتية وغيرها من الأديان.
وهذا معناه : أن لنفس المبدأ ، والرسالة ، والقائد دورا هاما جدا ، بل والدور الأول والأساس في عملية التغيير وفي النجاح وفي استمراره ، وبدون ذلك ، فإن كل نجاح ـ لو كان ـ فلسوف يكون محدودا جدا ، ولظروف معينة ، ولسوف ينتهي بمجرد انتهاء تلك الظروف.
وقد رأينا الإسلام رغم ما عاناه من مصائب وبلايا حتى على أيدي أبنائه ، كان ولا يزال يزداد قوة وفعالية على مر الزمن ، وفي مختلف الظروف والأحوال ، ولم يؤثر فقدان تلك الظروف والعوامل ، ولا تحولها وتقلبها لا في الإسلام ، ولا في فعاليته ، إن لم نقل : إنه قد زاد في ذلك بشكل ظاهر.
والذي يفسر لنا هذه الظاهرة ، هو ما ذكرناه آنفا من أن الإسلام يستطيع أن يستوعب طاقات الإنسان ، ويحولها ويطورها في مصلحة الرسالة والحق ، كما إنه يستطيع أن يتلاءم مع الظروف المختلفة ، فهو يملك لكل داء دواء ، ولكل مشكلة حلا ، ولكل ظرف ما يناسبه ، على عكس غيره من الدعوات الجامدة ، والمحدودة.
ولذلك ، فإن الإسلام عندما نجح في الجزيرة العربية ، وإن كان قد استفاد من بعض الظروف ، وحوّل وطوّر الأوضاع السائدة في صالحه ، إلا أنه كان في نفس الوقت لا يجد في المنطقة التي ظهر فيها الكثير من المميزات الهامة التي من شأنها أن تساعده في مهمته ، ولولاها فإن أي دعوة أخرى لا تستطيع أن تنجح ، ولكن فقدها لم يؤثر على الإسلام ، كما أن امتلاك أعدائه لها لم يؤثر عليه أيضا.
وهذا أحد أسرار عظمة الإسلام وسموّه.
وفقنا الله للعمل في سبيله ، والاهتداء بهديه ، إنه ولي قدير.
__________________
(١) البحار ج ١٩ ص ١٦ وأموال خديجة أمرها أشهر من أن يذكر فراجع أمالي الشيخ الطوسي ج ٢ ص ٨١ ـ ٨٢ والبحار ج ١٩ ص ٦١ و ٦٢.
(٢) ستأتي مصادر ذلك في فصل : هجرة الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» ، حين الكلام حول ثروة أبي بكر.
(3) قاموس الرجال ج ١٠ ص ٣٨٠ وحياة الصحابة ج ١ ص ٣٦١ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٠٥ وصحيح مسلم ج ٧ ص ١٧٢ وفتح الباري ج ٧ ص ٣٧٢ وصحيح البخاري (ط سنة ١٣٠٩ ه) ج ٣ ص ٣٥ وكنز العمال ج ٢٢ ص ٢٠٦ عن أبي نعيم ، والطيالسي ، ومسند أحمد ج ٤ ص ٣٩٥ والأوائل ج ١ ص ٣١٤.
(4) وإن كان دين اليهود مقصورا عليهم ولا يتعداهم إلى غيرهم من الأمم.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|