أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-7-2016
2864
التاريخ: 3-8-2016
3113
التاريخ: 2-8-2016
2990
التاريخ: 3-8-2016
2799
|
روى الشيخ الصدوق بسند معتبر عن الريان بن الصلت انّه قال: أنشدني الرضا (عليه السّلام) لعبد المطلب:
يعيب الناس كلّهم زمانا و ما لزماننا عيب سوانا
نعيب زماننا و العيب فينا و لو نطق الزمان بنا هجانا
و إنّ الذئب يترك لحم ذئب و يأكل بعضنا بعضا عيانا
لبسنا للخداع مسوك طيب فويل للغريب إذا أتانا
و روي انّ المأمون كتب إلى الرضا (عليه السّلام) فقال: عظني، فكتب (عليه السّلام) :
انّك في دنيا لها مدّة يقبل فيها عمل العامل
أما ترى الموت محيطا بها يسلب منها أمل الآمل
تعجّل الذنب بما تشتهي و تأمل التوبة من قابل
والموت يأت أهله بغتة ما ذاك فعل الحازم العاقل
ونقل الشيخ الصدوق عن ابراهيم بن العباس انّ الامام الرضا (عليه السّلام) كثيرا ما كان يتمثّل بهذا البيت:
إذا كنت في خير فلا تغترر به و لكن قل اللهم سلّم و تمّم
روى محمد بن يحيى بن أبي عباد عن عمّه انّه قال: سمعت الرضا (عليه السّلام) يوما ينشد شعرا و قليلا ما كان ينشد شعرا:
كلّنا نأمل مدّا في الأجل و المنايا هنّ آفات الأمل
لا تغرّنّك أباطيل المنى و الزم القصد ودع عنك العلل
إنمّا الدنيا كظلّ زائل حلّ فيه راكب ثم رحل
فقلت: لمن هذا أعزّ اللّه الأمير؟ فقال: لعراقي لكم، قلت: أنشدنيه أبو العتاهية لنفسه، فقال: هات اسمه ودع عنك هذا، انّ اللّه سبحانه و تعالى يقول: { وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ } [الحجرات: 11] و لعلّ الرجل يكره هذا .
يقول المؤلف: إنّ أبا العتاهيّة هو أبو اسحاق اسماعيل بن القاسم الشاعر، وحيد عصره و فريد دهره في طرافة الطبع و رشاقة النظم سيّما شعره في الزهد و ذمّ الدنيا، و كان في طبقة بشار و أبي نواس، و ولد سنة 130هـ في عين التمر قرب المدينة المنورة و سكن بغداد، قيل ان نظم الشعر كان يسيرا عليه حتى انّه قال: لو أردت أن أجعل كلامي كلّه شعرا لفعلت، و من أشعاره:
الا إننا كلّنا بائد و أيّ بني آدم خالد
و بدؤهم كان من ربهم و كلّ إلى ربّه عائد
فيا عجبا كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد
و في كلّ شيء له آية تدلّ على انّه واحد
و له أيضا:
إذ المرء لم يعتق من المال نفسه تملّكه المال الذي هو مالكه
الا إنمّا مالي الذي أنا منفق وليس لي المال الذي أنا تاركه
إذا كنت ذا مال فبادر به الذي يحقّ و الّا استهلكته مهالكه
توفي سنة 211هـ ببغداد و أوصى أن يكتب على قبره:
انّ عيشا يكون آخره الموت لعيش معجّل التنغيص
وعتاهيّة على وزن كراهيّة بمعنى قلّة العقل و الضلال و الحمق، و أيضا بمعنى ضلال الناس وحمقهم، و لعلّ هذا المطلب هو السبب لقول الامام (عليه السّلام) : هات اسمه و دع عنك هذا، فانّ الامام (عليه السّلام) يكره ذلك .
واعلم انّ أحد أدباء أهل السنة أورد قصيدة عن الامام الرضا (عليه السّلام) في كتابه، تشتمل على حكم و مواعظ كثيرة، و قد ذكرتها في كتابي (نفثة المصدور)، و اذكر هنا شطرا منها تيمنا و تبركا، قال (عليه السّلام) :
ارغب لمولاك و كن راشدا و اعلم بانّ العزّ في خدمته
واتل كتاب اللّه تهدى به و اتبع الشرع على سنّته
لاتحترص فالحرص يزري الفتى و يذهب الرونق من بهجته
لسانك احفظه و صن نطقه و احذر على نفسك من عثرته
فالصمت زين و وقار و قد يؤتى على الانسان من لفظته
من جعل الخمر شفاء له فلا شفاه اللّه من علّته
لا تصحب النذل فتردى به لا خير في النذل و لا صحبته
لا تطلب الاحسان من غادر يروغ كالثعلب في روغته
و ان تزوّجت فكن حاذقا و اسأل عن الغصن و عن منبته
يا حافر الحفرة اقصر فكم من حافر يصرع في حفرته
يا ظالما قد غرّه ظلمه أيّ عزيز دام في عزّته
فائدة : روى المحقق الكاشاني (رحمه اللّه) في الوافي عن الكافي و التهذيب عن الامام الرضا (عليه السّلام) انّه قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) : من سمعتموه ينشد الشعر في المساجد، فقولوا: فضّ اللّه فاك، إنمّا نصبت المساجد للقرآن .
قال المحقق: إنشاد الشعر قراءته، و أراد بالشعر ما فيه تخييل و تمويه و تغزّل و تعشّق لا الكلام الموزون، إذ من الموزون ما يكون حكمة و موعظة و مناجاة مع اللّه سبحانه، و قد ورد عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) و قد سئل عن إنشاد الشعر في الطواف، فقال: ما لا بأس به فلا بأس به .
يقول المؤلف: انّ الأشعار التي تشتمل على الحكم و المواعظ تقدم ذكرها و أمّا أشعار المناجاة فهي كثيرة، منها ما روي عن الامام زين العابدين (عليه السّلام) ؛ قال طاوس اليماني: رأيت في جوف الليل رجلا آخذا أستار الكعبة قائلا:
ألا أيها المأمول في كلّ حاجتي شكوت إليك الضرّ فاسمع شكايتي
ألا يا رجائي أنت كاشف كربتي فهب لي ذنوبي كلّها و اقض حاجتي
فزادي قليل ما أراه مبلّغا أ للزاد أبكي أم لبعد مسافتي
أتيت بأعمال قباح رديّة فما في الورى خلق جنا كجنايتي
أتحرقني بالنار يا غاية المنى فأين رجائي منك أين مخافتي
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|