أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-26
1180
التاريخ: 9-5-2017
5499
التاريخ: 27-8-2020
1718
التاريخ: 19-4-2019
1859
|
النُبُوّات
أ - بداية العصر التّاريخي للإنسان:
يبدو لنا من كلمات أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنّ العهد التاريخي للإنسانيّة بدأ بظاهرة وجود النبوّات في المجتمع البشري. هذه النبوّات الّتي تقود مجتمعاتها نحو حياة أفضل، ووجود إنساني أكمل.
ما قبل التاريخ، إذن، بالنسبة إلى الإنسانيّة، هو ما قبل النبوّات، حيث كانت الإنسانيّة تعيش في حالة البراءة الفطريّة، وكانت النفس الإنسانيّة لا تزال عذراء ساذجة، بدائية، خالية من أيّ تعليم...؛ ولذا فلم تكن لدى الإنسانية في فترة ما قبل التاريخ هذه تجارب ومعاناة يعود عرضها بالفائدة التعليميّة والتربويّة لمجتمع متحضِّر، تامّ التكوين، على درجة عالية من التعقيد، يفترض فيه أنّه يُبنى على هدى خاتمة الرّسالات، وخلاصة النبوّات، وهو مجتمع الأُمّة الإسلاميّة.
ولذا لا نجد في جميع الكلام الصادر عن أمير المؤمنين حديثاً عمّا قبل عهد النبوّات، ومن هنا استنتاجنا أنّه يعتبر إشراق النبوّة وظهور الأنبياء في المجتمعات البشريّة بداية العصر التاريخي للبشرية.
وقد بيّن اللّه تعالى في القرآن الكريم تاريخ بداية عهد النّبوّات في المجتمع البشري فقال سبحانه وتعالى: ( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) (١) .
( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً ) ... كان إنسان ما قبل التّاريخ، ما قبل النّبوّات يحيا في وحدة فطرية قائمة على أساس وحدة المصالح ووحدة الدّم من جهة، وعلى عامل سلبي من جهة أخرى هو عدم وجود ما يُهدّد حالة السكون والخمود الّتي تميّز هذه الحياة نظراً لبساطة الحاجات وتوفّر ما يُلبِّيها ويُشْبِعُهَا في الطبيعة دون حاجة إلى مغالبة وصراع.
ولكنّ حركة الحياة النامية المتصاعدة، وتزايد عدد أفراد النوع، وتفاوت القدرات العقليّة والجسميّة... كلّ ذلك وما يشبهه من عوامل الانقسام والتعقيد أدّى إلى نشوء خلافات داخل الجماعة البشريّة النامية، ومغالبة وصراع بين أفرادها وفئاتها... وربّما كان من مظاهر ذلك أو أوّل مظهر من مظاهر ذلك خلفّيات الجريمة الأولى بين ابنَي آدم حيث قتل أحدهما أخاه، وقد قصّ اللّه تعالى نبأهما في القرآن الكريم (٢) ، وتردّدنا في أنّ هذه الجريمة هي من مظاهر ذلك أو أنّها أوّل مظهر من مظاهر ذلك ناشئ من وجود احتمال أنّ (آدم) القرآني لا يمثّل بداية الجنس البشري على الأرض، وإنّما يمثّل بداية النسل البشري الموجود الآن، ويكون - على هذا - قد وجد نسل سابق على النسل الموجود الآن من بداية يمثّلها آدم سابق على آدم القرآني، واللّه تعالى أعلم، وعلى هذا تكون آية سورة البقرة (٢١٣) موضوع البحث تُؤرِّخ لفترةٍ من عمر البشريّة، سابقة على الفترة التي بدأت بآدم القرآني.
وعلى أيّ حال، ففي هذه المرحلة من نموّ الإنسان:
- لم تَعُد وحدة الدم كافية لتكوين وحدة المجتمع.
- ولم تَعُد ثمّة مصالح واحدة أو متّفقة.
- ولم تَعُد النفس الإنسانيّة عذراء، ساذجة، بدائية... ويستحيل على النوع الإنساني في أنْ ينمو - كما أراد اللّه في أوضاع كهذه تقوده فيها غرائزه فقط، ولا مرجّح له في خصوماته ومراعاته إلاّ غرائزه... في هذه المرحلة من نمو الإنسان قضتْ حكمة اللّه ورحمته بإرسال الأنبياء، حاملين إلى الإنسانيّة منهاج هدايتها الّذي يخرجها من عهد الغريزة إلى عهد العقل، ومن منطق الصراع الّذي مرجعه الغريزة والقوّة إلى منطق النظام ومرجعيّة القانون.
وقد حقّق الإنسان، بإشراق عهد النبوّات، قفزة نوعيّة عظيمة وحاسمة في تطوّره نحو الأعلى وتكامله، فقد خرج المجتمع البشري بالنبوّات عن كونه تكويناً حيوانيّاً - بيولوجياً إلى كونه ظاهرة عقليّة - روحية.. لقد عَقْلَنَتْ النبوّات المجتمع الإنساني وَرَوْحَنَتْهُ.
وحقّقت النّبوّات للإنسان مشروعَ وحدةٍ أَرْقى من وحدته الدّمويّة البيولوجيّة الّتي كانت سائدة قبل عهد الخلافات والانقسامات والصراع... وهي الوحدة القائمة على أساس المعتقد، وبذلك تطوّرت العلاقات الإنسانيّة، مرتفعةً من علاقات المادّة إلى علاقات المعاني... بعهد النبوّات بدأ عهد الإنسان...
وتمضي الآية الكريمة، بعد التأريخ لهذه المرحلة، في بيان أنّ الاختلافات الّتي نشأتْ في النوع الإنساني، بعد إشراق عهد النّبوّات، غدتْ اختلافات في المعنى اختلافات في الدّين والمعتقد، إذ أنّ أسباب الصّراع والبغي من بعض الناس على بعض، واستغلال الأقوياء للضعفاء لم تُلْغَ بالدين الّذي جاءتْ به النبوّات، بل استمرّت وتنوّعتْ، ولكن المرجع لم يَعُد الغريزة وإنّما غدا القانون هو المرجع، وإذا كان من المستحيل على الإنسانيّة أنْ تجد قاعدة لوحدتها وتعاونها عن طريق الغرائز، وعلاقات المادّة، فإنّ من الممكن لها أنْ تجد قاعدة ثابتة لوحدتها وتعاونها وتكاملها، عن طريق القانون الذي يتضمّنه الدّين، وغير القانون، من تربية الدّين وإغنائه لروحيّة الإنسان وأخلاقيّته، وذلك حين يستبدل الإنسان علاقات المادّة بعلاقات المعنى. وعدم بلوغ الإنسانيّة إلى هذا المُرْتَقَى ليس ناشئاً في عهد النّبوّات من فقدان الوسائل، وإنّما هو ناشئ من سوء الاختيار البشري، ومن سوء استخدام الحرِّيّة المعطاة.
لقد أفضْنا في الحديث عن بعض جوانب الآية الكريمة لنضيء بها الفكرة التي عبّر عنها الإمام (عليه السّلام) في شأن النبوّات وبداية العصر التاريخي للإنسان إذ قال:
(.. واصطَفى سُبحانَهُ... أنبياءَ أخذَ علَى الوحِي مِيثاقهُم، وعلى تبِليِغ الرسالةِ أمانتهُم، لمّا بدَّل أكثر خلقِهِ عهد اللهِ إليهم، فجهِلُوا حقَّه، واتخذُوا الأندادَ معهُ، واجتالتْهُمُ (3) الشياطِينُ عن معرِفته، واقْتَطَعَتْهُم عن عِبادتِهِ، فبعثَ فيِهمُ رُسُلَه، وواترَ (4) إليهم أنبياءَه،... ولم يُخلِ اللهُ سُبحانهُ خلقَهُ مَن نبيٍّ مُرسَلٍ أو كِتابٍ مُنزَلٍ، أو حُجَّةٍ لازِمةٍ أو محجَّةٍ (5) قائمةٍ: رُسُل لا تُقَصِّر بِهم قِلّةُ عددِهِم، ولا كثرةُ المُكذِّبين لهُم مِن سابقٍ سُمِّي لهُ مَن بعدهُ، أو غابرٍ عرَّفهُ مَن قبلهُ، على ذلِك نسلتِ القُرونُ، ومضتِ الدّهُورُ، وسلفتِ الآباء، وخلفتِ الأبناءُ) (6) .
وهكذا يعبّر الإمام عن جوانب من أفق الآية الكريمة، فحين تعقّدت الحياة البشرية نتيجةً لنمو المجتمع وتشابك العلاقات فيه، وحين أدّى ذلك إلى تصادم بين ما تقضي به الحياة الاجتماعيّة من تعاون وما تدفع إليه الغريزة والروح الفرديّة من استئثار. وحين ترافق هذا مع الانحراف عن مقتضيات الفطرة المستقيمة العذراء - وإنْ تكن في ذلك الحين ساذجة - في إدراك الخالق سبحانه وتعالى... حين حدث في حياة الإنسانيّة كلّ هذا اقتضى لطف اللّه ورحمته إرسال الأنبياء؛ ليضيئوا عقول الناس، ويرتفعوا بالمجتمع من علاقات المادّة - البيولوجيا - إلى علاقات المعنى والقانون.وقد تواترت حركة النّبوّات في تاريخ البشرية:
- تضيء عقولها.
- وتصوغ مفاهيمها.
- تغني حياتها.
- وتضعها رويداً رويداً على طريق التكامل...
تواترت هذه الحركة في خطّ تصاعدي نحو الأكمل والأفضل والأجمل، مستجيبةً في كلّ مرحلة من مراحل التاريخ البشري لحاجات تلك المرحلة، بَاذِرَة فيها بذور نموّ آخر في المستقبل يُهيِّئ لمرحلة - من التقدّم والتكامل - جديدةٍ.. إلى أنْ بلغت حركة النبوّات ذروتها في الرسالة الخاتمة الجامعة: رسالة الإسلام على لسان خاتم النبيّين محمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم).
قال عليه السلام:
(... إلى أن بعث اللّه سُبحانهُ مُحمّداً رسُولَ اللّه صلَّى اللّه عليِه وآلهِ وسلَّمَ لإنجازِ عِدتِهِ، وإتمامِ نُبوَّتهِ، مأخُوذاً على النّبيِّين مِثاقُهُ، مشهورةً سِماتُهُ (7) ، كريماً مِيلادُهُ) (8) .
وقال في خطبة أخرى:
(.. بل تعاهدهُم - النّاسَ - بِالحُججِ على ألسُنِ الخِيرّة مِن أنبيائهِ ومُتحمِّلِي ودائِع رِسالاتِهِ قَرناً فقرناً، حتَّى تمّت بِنَبِيِّنَا مُحمَّدٍ صلَّى اللّه عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ حُجَّتُهُ، وبلغَ المقطعَ (9) عُذرُهُ ونُذُرُهُ..) (10) .
ب - وظيفة النّبوّة:
ما وظيفة النبوّة في المجتمع البشري؟
إنّها فيما نفهم من كلمات أمير المؤمنين تتلخّص في هدفَين كبيرَين:
الأول:
وهو أهمّهما، إحياء الفطرة الإنسانيّة الصافية المستقيمة، هذه الفطرة الّتي يهتدي بها الإنسان إلى الإيمان الصحيح باللّه سبحانه وتعالى، ويدرك بها كونه مخلوقاً للّه، ومن ثمّ يدرك موقعه في الكون. ويترتّب على هذا الإيمان الواعي تصحيح المسار الإنساني في طريق التكامل، بجعل حركة الإنسان التاريخيّة وثيقة الصّلة بعقيدة التوحيد ومُتَفَرِّعَاتِها.
الثاني:
وهو، من بعض الوجوه نتيجة للأوّل، تكوين الحوافز الروحيّة والنّفسيّة والاجتماعيّة لإنجاز عمليّة التقدّم العقلي والمادّي والاجتماعي في الحياة في صيغةٍ تضمن التوازن بين النموّ الرّوحي الأخلاقي - والنموّ المادّي. وهذه الصّيغة الّتي توازن بين اتجاهَي النموّ والنّشاط الإنساني هي الدّين.
وهذه هي وظيفة النبوّة كما تفهم من القرآن الكريم والسُنّة الشّريفة.
فالنّبيّ يُخرِج الناس من الظلمات إلى النّور في عقائدهم وعلاقاتهم الاجتماعيّة والسياسيّة، ويُصحّح نظرتهم إلى موقعهم في الكون، ومِن ثمّ يوجد الإنسان الصّالح الّذي يسعى نحو التكامل فيحقّق لنفسه التقدّم المتوازِن في الشكل والمضمون، في الرّوح والمادّة.
وليس النّبيّ مخترعاً كبيراً ومُخطِّطاً عظيماً يبدع الآلات والمؤسّسات، وليستْ النبوّة مركزاً للأبحاث والدّراسات وما إلى ذلك.
إنّ الّذي يخترع الآلات ويُنشئ المؤسّسات ويبتكر الخُطَط هو عقل الإنسان بعد أنْ تتوفّر له دواعي النموّ والانطلاق. فإذا تآخت معها قيم الروح والأخلاق حقّق الإنسان إنجازات مادّيّة وتنظيميّة تتّفق مع مُقتضيات الإيمان، وتَوفّر للإنسان حياة سعيدة طيّبة، ورضوان اللّه والنجاة في الآخرة. وإذا لم تتآخ قِيَم الروح والأخلاق مع دواعي النموّ والانطلاق في التعامل مع الكون المادّي، حقّق الإنسان إنجازات مادّيّة وتنظيميّة تُوفّرُ له القوّة واللّذّة والرّخاء دون أنْ توفّر له السّعادة وطيب بالحياة.
وفَهْمُنَا لوظيفة النبوّة - كما تعكسها نصوص نهج البلاغة - مستفاد من النصوص الّتي تحدّث فيها الإمام عن حالة العالَم عَشِيّة بعثة النبي محمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)؛ ذلك لأنّ النصوص الّتي تؤرِّخ للنّبوّات السابقة لنبوّة محمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) نادرة من جهة، وتشبه - من جهة أخرى - أنْ تكون في معظمها مجرّد إشارات يغلب عليها طابع الإجمال.
ولكن هذا لا يُؤثِّر شيئاً على سلامة فَهْمنا لوظيفة النّبوّة، فإنّها وظيفة واحدة منذ بداية حركة النبوّات في فجر التاريخ الإنساني إلى ختام النبوّات بنبّوة محمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ورسالة الإسلام. ولا توجد اختلافات جوهريّة بين النبوّات من حيث وظيفتها الأساسيّة، والاختلاف الأساسي الوحيد فيما بينها هو في درجة الشّمول والاتّساع من حيث مساحة شمول التشريع للنشاط البشري من جهة، ومن حيث عُموم الرسالات بالنسبة إلى الشّعوب من جهة أخرى.
قال عليه السّلام:
(... فَبعثَ فيِهم رُسُلَهُ، وواترَ إليهم أنبياءهُ لِيستأدُوهُم مِيثاق فِطرتِه، ويُذكِّروهُم منسِيَّ نِعمتِهِ، ويحتجُّوا عليِهم بِالتّبليغ، ويُثيروا لهُم دفائنَ العُقولِ، ويُرُوهُم آياتِ المقدِرةِ: مِن سقفٍ فوقهُم مرفُوعٍ، ومِهادٍ تحتهُم موضُوعٍ، ومعايِش تُحييهِم، وآجالٍ تُفنِيهِم وأوصابٍ (11) تُهرِمُهم، وأحداثٍ تتابعُ عليهِم...) (12) .
* احتوى هذا النّص الّذي يؤرِّخ للنّبوّات السّابقة على القضايا التّالية في معرض بيان الغاية من إرسال الأنبياء:
١ - ميثاق الفطرة:
وهذه القضيّة تعني مسألة الإيمان باللّه تعالى، وما يتفرّع عن هذا الإيمان من قضايا أساسيّة تنبع منه وتَتّصل بكافّة شؤون الحياة.
وما عبّر عنه الإمام هنا - وفي مواضع أخرى - من خطب وتوجيهات هو تعبير عن حقيقة كبرى من الحقائق القرآنيّة، ورد التنبيه عليها أو الإشارة إليها في عدّة آيات منها قوله تعالى:
( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ) (13) .
وقد تكرّر ذكر هذه القضية الإيمانيّة الكبرى في جميع النصوص التي أرّخ فيها الإمام للنبوّات.
٢ - إثارة دفائن العقول:
وهذه القضيّة تعني بعث القوى العقليّة والنّفسيّة في الإنسان؛ لإنجاز عمليّة التقدّم الصحيح والتغيير الإيجابي في المجتمع، عن طريق الحركة التاريخيّة المُستبطِنة للوعي الإيماني المستقيم.
٣ - جعل الطّبيعة موضوعاً للبحث والنظرة:
هذه القضيّة دلّ عليها قوله:
(... وَيُرُوهُم آياتِ المَقدِرَةِ...).
هذه القضيّة تخدم القضيَّتَين الأوْلَيَيْن، فإنّ مراقبة الطبيعة لِفَهْمِهَا، والتعامل معها واكتشافها، تعزّز قضيّة الإيمان؛ لأنّها تُقدِّم مزيداً من الأدلّة التجريبيّة على ما أدركتْه الفطرةُ السليمة من قضايا الألوهة. كذلك يُعيِّن التعامل مع الطبيعة بصورة مباشرة على إنجاز عمليّة التقدّم، بل شرط أساسي لإنجاز التقدّم المادّي، وإذ تتّخذ قضيّة الإيمان في ذات الإنسان مع حركته التاريخيّة في الطّبيعة والمجتمع فيكون تقدّم على هدى الإيمان وأخلاقيّات الروح والعقل، ويكون إيمان يستجيب للحياة الدنيا ولا يقف منها موقف الرفض والعداء.
في نص آخر أرّخ الإمام للعالَم حين بعثة النبي محمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقال:
(... إلى أنْ بَعثَ اللّه سُبحانَهُ مُحمّداً صلّى اللّه عليه وآله وَأَهلُ الأرِض يومئذٍ مِلَلٌ مُتفرِّقة، وأهواء مُنتَشِرة، وطرائقُ مُتَشتِّتَة، بينَ مُشَبِّهٍ للّه بِخلقِهِ أو مُلُحِدٍ فِي اسمِهِ، أو مُشِيرٍ إلى غيرِهِ، فهداهُم بِهِ مِن الضّلالَةِ، وأَنقذَهُم بِمَكانِهِ مِنَ الجهالَةِ...) (14) .
وقال في نصّ ثانٍ:
٢ - وَعْي التّاريخ:
من المؤكَّد أنّ الإنسان العربي الجاهلي - قبيل الإسلام - كان يعوزه الوعي التاريخي بالمعنى الّذي عرفتْه الشعوب المتحضِّرة ذات الثقافة المدوّنة، وذات المؤسّسات السياسيّة والإداريّة الرّاسخة العريقة، هذا فضلاً عن أنْ يكون الوعي التاريخي بالمعنى الّذي عرفه إنسانُ العصور الحديثة قد وُجد لدى الإنسان العربي الجاهلي قُبَيْل الإسلام.
وهذا الحكم ينطبق بوجه خاص على عرب الشّمال، وإنْ لم يكن عرب الجنوب - كما سنرى - أفضل حالاً منهم بكثير.
فقد كان العربي الجاهلي - قُبيل الإسلام - يعيش حياة البداوة بما يلزمها من تنقّل وارتحال؛ طلباً للكلأ وللماء، ومِن ثمّ لم يكن لدى العربي مؤسّسات ثابتة، ونُظُم سياسيّة وإداريّة.
وكانت الأُمِّيَّة غالبة على هذا المجتمع، ومِن ثمّ فلم يُنشئ ثقافة مدوّنة بأيّ نحو من الأنحاء إلاّ نقوشاً نادرة لا تبلغ أنْ تكون ثقافة مدوّنة تسهم في تكوين الشخصيّة الثقافيّة للإنسان، لا نستثني من ذلك عرب الجنوب الّذين كانوا قد فقدوا قُبيل الإسلام - بانهيار نظام الرّي عندهم - الكثير من سماتهم كشعب متحضِّر له ماضٍ عريق، وغدوا أقرب إلى البداوة والأُمِّيَّة.
وكانت الحياة من البساطة والسذاجة بحيث إنّ أحداثها البارِزَة كانت نادرةً جدّاً، ومحدودة المدى جغرافيّاً وبشريّاً، وهذه الأحداث هي الّتي شكّلت مادّة ما يُسمّى (أيّام العرب) الّتي سنعرض للحديث عنها بعد قليل.
كما لم يكن لدى العربي الجاهلي شعور بالزمن المستمر كمفهوم حضاري، كان
الزمن عنده مجرّد تعاقب للظواهر الفلكية والفصول، ومن المعلوم أنّه لم يكن لدى العربي الجاهلي تقويم.
ونتيجةً لكلّ هذه العوامل لم تتكوّن لدى العربي أيّة خبرات تاريخيّة ماضية ذات شأن، ناشئة من وقوع الأحداث نفسها من ناحية، والشعور بها من ناحية أخرى، لا أحداث مشتَّتة غير مترابطة، بل في نطاق نظام للتعاقب الزّمني وللعلاقات الداخليّة فيما بينها.
وبعبارة أخرى:
لم يكن لدى العربي الجاهلي شعور باستمرار الأحداث وديمومتها، وتفاعلها الداخلي، وعلاقاتها بحاضره، وإمكانات تأثيرها في المستقبل، على النحو الذي يصحّ أنْ يسمّى وعياً تاريخيّاً. لقد كان وعي الماضي على هذا النحو لدى العربي الجاهلي قُبيل الإسلام معدوماً.
نعم، لقد كان ثمّة وَمِيْض من الشّعور بالماضي لدى العربي الجاهلي.
كانت الذّاكرة تحمل صوراً غامضة، هلاميّة الشّكل ومشوّهة لهذا الماضي، ناشئة من القصص الّتي كانت تسمّى (الأيّام) ، ومن العناية بالأنساب. لقد كانت (الأيّام) والأنساب كما (البعد التّاريخي) للإنسان العربي.
إنّ هذا الوميض من الشّعور بالماضي لا يرقى - بالتأكيد - إلى أنْ يكون وعياً تاريخيّاً بالمعنى الّذي نفهمه الآن.
فقصص الأيّام نادراً ما تملأها الأحداث الكبرى ذات الشّأن السّياسي والإنساني، وهو ما يعطي التاريخ حقيقته ومعناه، وغالب أحداثها يتكوّن من معارك صغيرة بين مجموعات قبليّة، ويعطيها الخيال الشعري والنصوص الشعريّة المرافِقَة لها وهجاً وحجماً غير واقعيَّين.
كما أنّها تفقد عنصر الترابط فيما بينها، ولا تأخذ في جميع الأحوال بنظر الاعتبار عنصر السببيّة، ولا تقوم بينها علاقات داخليّة.
وهي خالية من عنصر الزمن؛ وخلوّها من عنصر الزمن ليس ناشئاً من إهمال، بل ناشئ من عدم إدراك العربي الجاهلي لعامل الزمن التاريخي كما أشرنا آنفاً.
وكانت قصص الأيّام في حلقات السّمر الّتي تُعقد أمام الأخبية والخيام للتسلية والمتعة، وللمفاخرة في بعض الحالات، ولم تكن تُتَداوَل كمادّة علميّة، والرأي الراجح أنّها لم تُدَوَّن على الإطلاق.
والأنساب وإنْ كانت تدلّ على شعور بالماضي من خلال وعي الانتماء إلى الآباء الّذين تشتمل على ذكرهم شجرة النسب القبليّة، إلاّ أنّ علمنا بأنّ شجرات الأنساب كانت تقتصر على مجرّد ذكر الأسماء فقط دون أنْ تحتوي على أيّة مادّة تاريخيّة، عِلْمُنَا بهذا الوضع لشجرات الأنساب التي كانت تُتَداول عن طريق الرّوايات الشّفويّة يجعل قيمتها كمصدر لتكوين الوعي التاريخي معدومة.
ومن المؤكّد أنّ شجرات الأنساب في العصر الجاهلي لم تعرف أيّ شكل من أشكال التدوين ليتيح فرصة إضافة مادّة تاريخيّة إليها، ولم تُدَوَّن شجرات الأنساب في كتب إِلاّ في عصر إسلامي متأخّر نسبيّاً.
ويظهر لنا هذا الوميض من الشعور بالماضي لدى العربي الجاهلي في الشعور الّذي يصوّر مواقف أخلاقيّة للشاعر في مجالات (الحرب، والكرم، والوفاء) ، وما إلى ذلك، حيث تدفع الشاعر خشيته من (أحاديث الغد) الّتي تعكس مسلكيّة غير نبيلة، إلى أنْ يجعل سلوكه منسجماً مع قِيَم النبالة كما تقضي بها أخلاقيّات المجتمع الجاهلي فيكون وفيّاً، وشجاعاً حتّى الموت، وكريماً...
هذا الشعور يمكن أنْ يكون نواة للوعي التاريخي، ولكنّه لا يرقى - بطبيعة الحال - إلى أنْ يكون وعياً تاريخيّاً بالمعنى الّذي حدّدناه آنفاً، إنّه وعي ناشئ عن قِيَم أخلاقيّة بدويّة الطابع، وليس عن وجود تاريخ يستوعبه الشعور والوجدان، وهو مقصور على حالات فرديّة لم تبلغ أنْ تكون وعياً عامّاً، وهو شعور بالخَشْية من تصرّف شخصي أو موقف شخصي قد يدفع الآخرين إلى إدانته، وليس شعوراً بإنجازات الآخرين وتفاعلاً معها.
كان هذا حال العربي الجاهلي
ولكنّ الحال تغيّر بعد ظهور الإسلام تغيّراً كاملاً:
إنّ القرآن الكريم والسُنّة الشريفة قد كشفا للعربي تدريجاً عن عمقه في الزمان باعتباره مسلماً، وغدا القرآن والسُنّة يُغذِّيان على مَهْل وعي المسلم بعمقه التاريخي من خلال القصص الّتي تؤرّخ للأمم الماضية، وأنبيائها، ومواقفها منهم باعتبارهم أنبياء، وحالات ازدهارها، وانحطاطها، وفنائها.
ومن خلال هذا الوعي أدرك المسلم أنّه بإسلامه، وجهاده اليومي - بالسيف والكلمة - في داخل الجماعة الإسلاميّة الّتي تبني نفسها بعين اللّه وعلى يد رسول اللّه، وفي مواجهة المشركين... أدرك بوضوح كامل أنّه بعمله اليومي هذا يصنع تاريخاً موصولاً بما وعاه من تاريخ الأمم الماضية، كما تعلّمه من الكتاب والسُنّة. وهكذا وجد الوعي التاريخَ لدى الإنسان المسلم.
وللتّاريخ وظيفة تتعدّى شعورنا بالاستمرار والديمومة. وهذه الوظيفة تربويّة أخلاقيّة، لا يعني هذا أنّ التاريخ يتحوّل إلى مادّة وَعْظيّة فقط، فإنّ البحث والنقد غرضان من أغراض التاريخ بلا شكّ، ولكنّ الوظيفة النهائيّة بعدهما هي - كما قلنا - تربويّة أخلاقيّة.
وهذه الوظيفة تستمدّ معالمها وطبيعتها من طبيعة النهج الّذي تسلكه الأمّة في بناء نفسها، ومن طبيعة الدور الّذي تَعُدّ نفسها للقيام به في محيطها الإقليمي أو على المستوى العالمي، ولذا نرى أنّ كلّ أمّة ذات نهج فكري مميّز لشخصيّتها تجعل التاريخ مادّة بانية لهذا النهج الّذي ارتضتْه.
وهذا لا يعني - بطبيعة الحال - أنْ يُحرَّف التاريخ ليكون أداة دعائيّة وسياسيّة، إنّ الأمانة للحقيقة يجب أنْ تكون دائماً مرعيّة، وإنّما يعني أنّ التاريخ ليس مادّة تَرَف فكري وتسلية، إنّه مادّة شديدة الخطورة، إذا تولّى استعمالها - في الشأن العام - رجال لا يقيمون للأخلاق وزناً ولا تحرّكهم روح رساليّة، وأجهزة كذلك...، رجال وأجهزة يحرّكهم التعصب والغرور القومي والعنصري...، في هذه الحالة قد يوجّه التاريخ ليكون مبرّراً نظريّاً وعاملاً نفسيّاً لدى الجماهير يخدم الطّغيان والاتّجاهات العدوانيّة لدى السّياسيّين ورجال الحرب ضدّ أُمّة أخرى، وفي هذه الحالة يعرض التّاريخ للتّزوير والتّحريف.
والتّاريخ حافل بأمثلة عن تسخير التاريخ لغايات غير أخلاقيّة وغير رساليّة في العصور القديمة وفي العصر الحديث.
وللتاريخ في الإسلام - انطلاقاً من هذا الفهم - وظيفة تتّصل بطبيعة الإنسان المسلم وطبيعة المجتمع الإسلامي.
إنّ الإنسان المسلم إنسان أخلاقي يعتنق رسالة عالميّة، والمجتمع الإسلامي مجتمع أخلاقي وذو رسالة عالميّة.
وإذن فالتاريخ ينبغي أنْ يخدم الرّساليّة والأخلاقيّة في علاقات المسلم الداخليّة والخارجيّة، كما ينبغي أنْ يخدم الرّسالة والرّوح الرّساليّة في العالم.
وكلّما حدث في سلوك المسلم أو سلوك الجماعة الإسلاميّة انحراف عن الأخلاقيّة أو انحراف عن الرّوح الرّساليّة في ممارسة الحياة والتعامل مع الآخرين، فإنّ التاريخ يُستعمل - إلى جانب الوسائل التربويّة الأخرى والتنظيميّة - لتصحيح النظرة الخاطئة، وتقويم مسار الفرد والمجتمع.
والقرآن الكريم حافل بالشواهد على هذه الحقيقة نذكر منها شاهداً مميّزاً؛ لأنّه يتضمّن تعبيراً غَدَا مصطلحاً إسلاميّاً في الشّأن التاريخي، هو مصطلح (أيّام اللّه) الّذي يعني الأحداث الكبرى في تاريخ كلّ أمّة، سواء أكانت نجاحات كبرى وانتصارات باهرة أو نكبات عظمى وانهيارات مأساويّة.
وقد ورد هذا التعبير (أيّام اللّه) في القرآن الكريم مرّة واحدة فقط، ذلك في سياق الآيات الكريمة الّتي تضمّنت بيان تربية وتوجيه نبيّ اللّه (موسى بن عمران) سلام اللّه عليه لبني إسرائيل وهدايتهم إلى الإيمان الصحيح، ورفْع مستوى إدراكهم من حالة الجهالة والبدائيّة والمادِّيّة إلى المستوى الإيماني - الحضاري. قال اللّه تعالى: ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ) (15) .
وورد ذكر هذا المصطلح في نهج البلاغة في موضعين:
أحدهما:
في كلام للإمام عند تلاوته قوله تعالى:
( ... يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآَصَالِ * رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ... ) (16) .
قال في وصفهم: (... وما برحَ لِلهِ عِباد ناجاهُم (17) فِي فِكرِهِم، وكلَّمهُم فِي ذاتِ عُقُولِهم، فاستصبحُوا (18) بِنُورِ يقظةٍ في الأبصارِ والأسماعِ والأفئدةِ، يُذكِّرُون بِأيَّامِ اللهِ، ويُخوِّفُون مقامه...) (19) .
وثانيهما:
في كتابٍ له إلى عامله على مكّة (قثم بن العبّاس) (20) ، قال فيه:
(أمَّا بعدُ، فأَقِم لِلناسِ الحجَّ، وذكِّرهُم بِأيَّامِ اللهِ) (21) .
من هذا المنطلق، وعلى هذا الأساس كان الإمام (عليه السّلام) يتعامل في توجيهه الفكري، وفي وَعْظه، وفي تعليمه وتوجيهه السّياسي مع التاريخ، وكان يوجّه المسلمين إلى أنْ يعُوا التاريخ على هذا الأساس، وأنْ يتعاملوا مع التاريخ من هذا المنطلق الّذي يخدم الأخلاقيّة والرّساليّة.
ولعلّ الخطبة القاصعة (22) أفضل مثال على طريقة تعامل الإمام علي مع التاريخ بهدف التربية وتقويم سلوك المجتمع أخلاقيّاً، وتوعيته بمسؤوليّته الرّساليّة، وسندرس في فصل آتٍ جوانب من هذه الخطبة.
ويمكن أنْ نُكوّن فكرة مقاربة للحقيقة عن جهود الإمام الفكريّة في حقل التوعية بالتاريخ، إذا لاحظنا أنّ الكثير ممّا ورد في نهج البلاغة - وهو قليل من كثير من كلام الإمام وخطبه - إنْ لم يكن أكثر ما ورد في كلامه في النهج من المواد التالية:
( و. ع. ظ / ح. ذ. ر / ز. ج. ر / ع. ب. ر ) ...
كان الإمام قد خاطب به الناس في حالات شتّى وأزمان شتّى، موجِّهاً تفكيرهم نحو التاريخ بهدف التربية وتقويم السّلوك الفردي والاجتماعي في شؤون الحياة عامّة من روحيّة واجتماعيّة وسياسيّة. ولا يختصّ ما رُوي عنه في هذا الشأن بالوعظ وحده كما ربّما يتوهّم البعض.
ومن أمثلة ما أشرنا إليه آنفاً قوله (عليه السّلام) في مواضع من نهج البلاغة:
(وعظتم بِمَنْ كان قبلكم...) (... فاتّعِظُوا عبادَ اللّه بالصبر النّوافع...) (... واحذروا ما نزل بالأمم قبلكم من المَثُلاَت بسوء الأفعال وَذَمِيْم الأعْمَال، فَتَذَكَّرُوا فِي الخَيْرِ والشَرِّ أَحْوَالَهُم، وَاحْذَرُوا أنْ تَكُوْنُوا أَمْثَالَهُم) (... واتَّعِظّوا فِيها بِالّذِين قالُوا: ( من أشدُّ مِنّا قُوَّةً ) ) (23) .
إلى أمثال هذه العبارات الّتي ورد كثير منها في خطبه وكتبه.
فقد كان الإمام يُقاتل بكلّ سلاح نزعة الشرّ والانحراف، وتيّار الفتنة الّتي بدأت تجتاح المجتمع الإسلامي. وكانت توعية المجتمع بالتّاريخ أحد هذه الأسلحة.
( فأمَّا عاد فاستكبرُوا فِي الأرضِ بِغيرِ الحقِّ وقالُوا مَن أشدُّ مِنَّا قُوَّةً... ) .
___________________
(1) سورة البقرة: (مدنيّة / ٢) الآية: ٢١٣.
(2) سورة المائدة: (مدنيّة / ٥) الآيات: ٢٧ - ٣١.
(3) اجْتَالَتْهُم: صرفتْهم عن اللّه.
(4) وَاتَر: تابع.. أرسل الأنبياء يَتْبَع أحدهم الآخر.
(5) المَحَجّة: الطريق المستقيمة الواضحة، يريد هنا الشّريعة الّتي تُتَّبَع.
(6) نهج البلاغة: الخطبة الأولى.
(7) السّمة: العلامة، والمراد علامات النّبيّ محمّدٍ الّتي بشّر بها الأنبياء السابقون.
(8) نهج البلاغة: الخطبة الأولى.
(9) المقطع: النّهاية الّتي ليس عليها مزيد. أي أنّ أعذار اللّه وإنذاره تَلَقَّيَا نهايتهما برسالة محمّد (صلّى الله عليه وآله).
(10) نهج البلاغة: خطبة الأشباح / رقم: ٩١.
(11) الأوصاب: المتاعِب.
(12) نهج البلاغة: الخطبة الأولى.
(13) سورة الأعراف: (مكِّيّة / ٧) الآية: ١٧٢ - ١٧٣.
(14) نهج البلاغة: الخطبة الأولى.
(15) سورة إبراهيم: (مكِّيّة / ١٤) الآية: ٥.
(16) سورة النّور: (مدنيّة / ٢٤) الآية: ٣٦ و٣٧.
(17) ناجاهم: خاطبهم بالإلهام.
(18) استصبح: أضاء مصباحه.
(19) نهج البلاغة: رقم النص ٢٢٢.
(20) قثم بن العباس بن عبد المطلب: كان من مساعدي الإمام علي (عليه السلام) في تجهيز رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) ودَفْنه، وهو آخِر مَن خرج من القبر الشريف، ولاّهُ أمير المؤمنين على مكّة، فلم يزل والياً عليها إلى أنْ استشهد الإمام، واستشهد (قثم) بـ (سمرقند) ، كان خرج إليها مع (سعيد بن عثمان بن عفّان) زمن معاوية، وقبره في سمرقند مشهور. وقد زرناه أثناء مشاركتنا في المؤتمر الدّيني.
(21) نهج البلاغة: (باب الكتب) رقم النص ٦٧.
(22) الخطبة القاصعة: رقمها في نهج البلاغة: ١٩٢.
(23) سورة فصّلت: (مكّيّة / ٤١) الآية: ١٥.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|