المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6763 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



بعث أسامة بن زيد  
  
1766   03:12 مساءً   التاريخ: 9-9-2018
المؤلف : محمد رضا المظفر
الكتاب أو المصدر : السقيفة
الجزء والصفحة : ص 75-84
القسم : التاريخ / التاريخ الاسلامي / السيرة النبوية / سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2019 1910
التاريخ: 4-12-2016 2152
التاريخ: 6-2-2017 1685
التاريخ: 16-11-2018 1642

تدبير النبي لمنع الخلاف

بعث أسامة:

- 1 - مرض النبي صلى الله عليه وآله مرضه الذي انتقل به إلى الرفيق الأعلى، فوجس منه خيفة الفراق، وهو يعلم أن أمته على شفا جرف هار من بحر للفتن متلاطم والعرب مغلوبة على أمرها تحرق الارم عليه وعلى قومه وأهل بيته، وتنتهز الفرص للوثوب لأخذ ثأرها وهو على حذر منهم، والمنافقون بالمرصاد بين ظهراني المسلمين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ويعدون من أصحابه وهو على المسلمين منهم أحذر، وليس عهد دحرجة الدباب في العقبة ببعيد.

وأكثر من ذلك هذه الأخبار ترد بخروج الأسود العنسي ومسيلمة يدعيان النبوة فتتكاثر أتباعهم.

ما أشد حال النبي وحزنه ، وهو يستدبر أمة هذه حالها وهي تستقبل الفتن كقطع الليل المظلم كما في الحديث . وقد رأى مواقع الفتن خلال بيوت المدينة كمواقع القطر في حديث آخر ( 1 ) .

ولكنه في هذا الموقف الدقيق مع ذلك يرمي بجيشه اللجب إلى مكان سحيق ، إذ يعقد اللواء بيده للشاب أسامة بن زيد أميرا على الجيش بعد يوم واحد من ابتداء شكاته ، بعد أن كان أمرهم بالبعث قبل ابتداء مرضه .

ثم يضم تحت لوائه شيوخ المهاجرين والأنصار وجلتهم ووجوههم منهم أبو بكر ( 2 ) وعمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص وأسيد بن حضير وبشير بن سعد وغيرهم ، ليحارب بهم أهل أبنى بناحية البلقاء من أرض الشام أولئك قتلة أبي أسامة زيد من الروم .

ثم يشدد في الخروج ويلعن المتخلف منهم ويغضب ذلك الغضب لتباطؤ القوم ولغطهم حول تأمير فتى يافع على شيوخ المسلمين ، فيقول : " أن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة " .

- 2 - لشد ما يعتلج العجب في نفوس المتفكرين من هذا الحادث ، فيعجب الإنسان .

" أولا " - أن تسند قيادة أعظم جيش إسلامي يومئذ ، في ذلك الظرف الدقيق الذي وصفناه ، في مرض النبي ، إلى شاب يافع لم يتجاوز العشرين من سنيه ( على جميع التقادير ) ، وهو لم يجرب الحروب بعد وبالأصح لم تسند إليه قيادة من هذا النوع ولا من نوع آخر . والجيش معبأ لجهاد أقوى أعداء الإسلام في ذلك الموقع البعيد عن العاصمة الإسلامية .

" ثانيا " - أن يؤمر هذا الفتى ، مع ذلك ، على شيوخ المسلمين الذين فيهم قواد الحروب ورؤساء القبائل وأصحاب النبي الذين يرون لأنفسهم مقاما أسمى ومنزلة رفيعة. ويرشحون أنفسهم لمنصب هو أعظم كثيرا من منصب قائدهم الصغير هذا .

" ثالثا " - أن يتباطأ المسلمون عن الالتحاق بهذا البعث بالرغم على إصرار النبي وتشديده النكير على المتخلفين ولعنه إياهم . ويكفي أن نعرف أن البعث وقع قبيل شكاته أو في أولها وقد استدامت علته أربعة عشر يوما ( على أوسط التقادير ) . وفي كل هذه المدة الطويلة يثاقل القوم عن الخروج. وقد عسكر قائدهم الفتى بالجرف، وهو عن المدينة بفرسخ واحد (بعد أن عقد النبي له الراية بيده الشريفة) ينتظر جيشه المتمرد أن يجتمع إليه، فتخلق الإشاعات عن حال النبي فيرجع أسامة إلى المدينة برايته فيركزها على باب النبي، ولكن الرسول في كل مرة يأمره بالعودة ويحث القوم على الالتحاق به. ولكنه في اليوم الأخير يرجع مرتين في المرة الأولى يأمره النبي بالسير قائلا: (اغد على بركة الله تعالى) فيودعه ويخرج، وفي المرة الثانية يرجع ومعه عمر وأبو عبيدة فيجد النبي يجود بنفسه، ثم يلتحق بالرفيق الأعلى .

فماذا دهى المسلمين حتى خالفوا الصريح من أمر النبي هذه المدة الطويلة من غير حياء منه ولا خجل ولا خوف من الله ورسوله وتوطنوا على غضبه ولعنهم جهارا، أتراهم استضعفوا النبي وهو مريض شاك فتمردوا عليه، أم ماذا ؟

" رابعا " - أن ينكر هؤلاء المسلمون على نبيهم تأميره لهذا الفتى، ثم لا يرتدعون إن نهاهم عن ذلك . وليس لهم على كل حال حق هذا الانكار إذا كانوا حقا قد تغذوا بتعاليم الإسلام وعرفوا أن النبي لا ينطق عن الهوى وما كان لهم الخيرة .

" خامسا " - أن النبي قد علم بقرب أجله ويعلم أن الفتن قد أقبلت كقطع الليل المظلم، فكيف يبعد جيشه وقوته عن العاصمة ومركز الدعوة، بل كيف يخلي المدينة من شيوخ المهاجرين والأنصار وزعمائهم وأهل الحل والعقد منهم . فلا بد أن يكون كل ذلك لأمر ما عظيم، أكثر من هذه الظواهر التي يتصورها الناس.

- 3 - فهل نجد حلا لهذه المشاكل تطمئن إليه النفس الحرة ، بعد عرفاننا للنبي وعظمته وأنه لا يفعل ولا يقول إلا عن وحي وسر إلهي . - لم يصح عندنا تفسير لمشاكل هذا الحادث إلا بأن نقول إنه " ص " أراد :

( أولا ) - أن يهيئ المسلمين لقبول " قاعدة الكفاية " في ولاية أمورهم ، من ناحية ، عملية ، فليست الشهرة ولا تقدم العمر هما الأساس لاستحقاق الإمارة والولاية ، فإذا قال عن أسامة مؤكدا جدارته بالقسم ولام التأكيد : " وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة - يعني زيدا - وإن ابنه لخليق للإمارة " .

وإذا علمنا أن علي بن أبي طالب هو المهيأ لولاية أمور المسلمين بعد النبي - على الأقل - أن فرض إنه لم يكن هو المنصوص عليه، أفلا يثبت لنا أن قضية أسامة كانت لقبول الناس إمارة علي على صغر سنه يومئذ بالقياس إلى وجوه المسلمين وكان إذ ذاك لا يتجاوز الثلاثين؟ وهذا ما يفسر به المشكل الأول والثاني في هذا البعث.

و( ثانيا ) - أن يبعد عن المدينة ساعة وفاته من يطمع في الخلافة خشية أن يزيحوها عن صاحبها الذي نصبه لها في الخلافة . وقد ثبت عنه إنه كان يتوجس خيفة على أهل بيته ولا سيما على علي، فوصفهم بأنهم المظلومون من بعده .

ولذا نراه اوعب في هذا الجيش كل شخصية معروفة تتطاول إلى الرئاسة ، ولم يدخل فيه عليا ولا أحدا ممن يميل إليه الذين كانوا له بعد ذلك شيعة ووافقوه على ترك البيعة لأبي بكر ، فلم يذكر واحد منهم في البعث ، وهم ليسوا أولئك النكرات الذين لا يذكرون .

وهذا ما يفسر تباطؤ القوم عن البعث وعرقلتهم له بخلق الإشاعات في المعسكر عن وفاة الرسول، مع إصراره " صلى الله عليه وآله " ؟ ذلك الاصرار العظيم . ولم يمكنهم أن يصرحوا بما في نفوسهم، فاعتذروا بصغر قائدهم ، وفي هذا كل معنى التهجين لرأي النبي وعصيان أمره الصريح . فكان الغرض إخلاء المدينة من المزاحمين لعلي ليتم الأمر له، بعد أن اتضح للنبي أن التصريحات بخلافته لا تكفي وحدها للعمل بها عندهم، كما امتنعوا عن السير تحت لواء أسامة وهو لا يزال في قيد الحياة، فقدر أن القوم إذا ذهبوا في بعثهم هذا يرجعون وقد تم كل شئ لخليفته المنصوب من قبله، فليس يسعهم إلا أن ينضووا حينئذ تحت جماعة المسلمين ورايتهم .

و( ثالثا ) - أن يقلل من نزوع المتوثبين للخلافة ، ليقيم الحجة لهم وللناس بأن من يكون مأمورا طائعا لشاب يافع ولا يصلح لإمارة غزوة مؤقتة كيف يصلح لذلك الأمر العظيم وهو ولاية أمور جميع المسلمين العامة ، وهي في مقام النبوة وصاحبها أولى بالمؤمنين من أنفسهم .

وزبدة المخض أن بعث أسامة لا يصح أن يفسر إلا بأنه تدبير لإتمام أمر علي بن أبي طالب بمقتضى الظروف المحيطة به من تقدم النص على علي وقرب أجل النبي " صلى الله عليه وآله " ؟ وعلمه بأن هناك من لا يروق له ولاية ابن عمه ، وبمقتضى الدلائل الموجودة في الواقعة نفسها : من تأمير فتى يافع وتكديس وجوه القوم وقوادهم في البعث وعدم دخول علي ومن يميل إليه وامتناع جماعة من الالتحاق بالجيش وحث النبي على تنفيذه وغضبه من اعتراضهم وتخلفهم ، وهو في مرض الفراق والظرف دقيق على المسلمين . فهذا البعث في الوقت الذي كان تدبيرا لإخلاء المدينة لعلي وحزبه كان حجة على المستصغرين لسنه ودليلا على عدم صلاح غيره لهذا المنصب العظيم . فإذا كان الاخلاء لم يتم لتمانع القوم وعرقلتهم للبعث فإن الحجة ثابتة مع الدهر .

ولا يصح للباحث أن يدعي إن السبب الحقيقي لتخلف القوم هو ما تظاهروا به من عدم الرضى بإمارة قائدهم الصغير ، وإن تذرعوا به عذرا لإخفاء تلك الشنشنة التي عرفها النبي من أخزم ، لأنا نرى أن لو كان هذا هو السبب الحقيقي ، لما تنفذ البعث بعد أن تم أمر الخلافة الذي به زال المانع الحقيقي ، والمسلمون إلى النبي أطوع منهم إلى أبي بكر لو كان يمنعهم صغر القائد . ولم يتأب عمر نفسه بعد ذلك أن يخاطب أسامة بالأمير طيلة حياته اعترافا بإمارته .

أما الشفقة على النبي - إن لم تكن عذرا آخر تذرعوا به - فلا يصح أن تكون سببا حقيقيا ، إذ ينبغي أن يكونوا عليه أشفق بالتحاقهم بالبعث ، وقد غضب أشد الغضب من تأخرهم على ما فيه من حال ومرض .

ولئن ذهبوا يسألون عنه الركبان كان أكثر برا بنبيهم من أن يعصوا أمره ويغضبوه ذلك الغضب المؤلم له .

ولو أن القوم كانوا قد امتثلوا الأمر لأصابوا خيرا كثيرا ولتبدل سير التأريخ ومجرى الحوادث تبدلا قد لا يحيط به حتى الخيال " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون " ولما وقع ما وقع بعد ذلك من خلاف بين المسلمين وتطاحن وحروب دموية أنهكت قوى الإسلام وأضعفت روحية الدين حتى انفصمت عرى الجامعة الإسلامية سريعا وانتهكت حرمات الأحكام الدينية، فعاد الإسلام كما نشاهد اليوم غريبا كما بدئ .

أي أمر عظيم وتدبير حازم صنعه النبي لسد باب كل خلاف يحدث ؟ " وكل أفعاله عظيمة " لو تم ما أراد . ولكن لا أمر لمن لا يطاع .

____________

( 1 ) صحيح مسلم 8 : 168 باب نزول الفتن .

( 2 ) صرح بدخول أبي بكر في البعث أكثر المؤرخين ، منهم ابن سعد في طبقاته : (4: 46) و ( 4 : 136 )  وابن عساكر في التهذيب ( 2 : 391 ) و ( 3 : 215 ) وصاحب كنز العمال ( 5 : 312 ) . وصاحب تاريخ الخميس ( 2 : 172 ) واليعقوبي في تاريخه ( 2 : 93 ) وابن أبي الحديد ( 2 : 21 ) ومحمد حسين هيكل من المتأخرين في حياة محمد ( 467 ) وغيرهم مما لا يحصى . ولم نجد تصريحا ولا تلويحا لأحد من المؤرخين بخروجه من جيش أسامة . وإنما يكتفي بعضهم بقول " وجوه المهاجرين " وما يؤدي هذا المعنى بدون تصريح باسم أحد ، ولكن بعضهم المؤلفين الجدليين حاول إنكار دخوله من غير حجة ظاهرة .

 

 

 

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).