أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-1-2023
1096
التاريخ: 18-1-2016
2072
التاريخ: 24-1-2021
1912
التاريخ: 1/10/2022
1425
|
بعض الناس يعيشون حياة هادئة ، والبعض الآخر يعانون ؛ وقد يوجد سبب واضح لمعاناتهم ، وأحياناً لا يوجد أدنى سبب لتلك المعاناة ، لكن غالباً ما يكون لهذا الأمر علاقة بتنشئتهم.
لقد عرفت أشخاصاً ، وبالتأكيد عرفت مثلهم أنت أيضاً ، جاءوا من بيئات سادتها ظروف بشعة – اعتداء ، إهمال ، مآسٍ عائلية ؛ سمِّ ما تشاء. ولقد دمرت حياة الكثيرين بسبب هذه الأمور ، لكن العديد منهم استطاعوا النجاة منها والتغلب عليها. إنني أعرف رجلاً فقد يديه الاثنتين – حيث تم بترهما بسبب مرض أصيب به خلال اواخر مرحلة المراهقة – لكنه اظرف وأحب واكثر الاشخاص الذين تأمل ان تقابلهم اتزاناً. وأعرف اشخاصاً تربوا في بيئات بشعة لكنهم استطاعوا تحديها وصاروا كبارا عاقلين سعداء ، كما أعرف عائلات متفسخة نشأ بها اطفال يعانون من الاضطرابات بأنواعها ، بينما استطاع اطفال اخرون الخروج منها دون أي اثر سلبي. وعلى العكس ، أعرف اشخاصا تربوا في عائلات مثالية الا انهم مدمنون للخمر والمخدرات ، أو يعانون من أمرض عقلية.
عليّ ان اعترف كذلك بأنني اعرف أشخاصا مضطرين أتوا من عائلات متفسخة أكثر من هؤلاء الذين يأتون من عائلات متزنة ، لكنني ما زلت كذلك أعرف عددا كبيرا من الاشخاص المتزنين القادمين من بيوت متميزة. ان الابوين ما هما الا مجرد عامل واحد محتمل لمشكلات الابناء البالغين. وهناك مجموعة أخرى من الاسباب التي تجعل ولدك يقع في مشكلات ، سواء داخلية او خارجية ، وليس لك ادنى سيطرة عليها.
اذا كنت تعلم أنك أدّيت مهمتك ، كوالد عاقل ، بصورة سليمة (مع الاخذ في الاعتبار انك لست ملزما بأن تكون مثاليا) فليس الخطأ خطأك أن تسوء الامور بعد ذلك. فلا تلم نفسك ان صار ولدك مكتئباً ، او اذا لم يكن يستطيع الحفاظ على علاقة العامة ، او اذا ادمن الكحوليات ، او اذا لم يستطع الحصول على وظيفة طويلة الأمد ، او اذا لم يستطع الحصول على وظيفة مستقرة حتى وهو في سن الخامسة والثلاثين – فالخطأ ليس خطأك. ربما لا تعد مسؤولا إذا كان في الثلاثين من عمره وينام في الشارع.
بل قد يجيء عليك وقت تجد نفسك مضطرا فيه الى إغلاق الباب في وجه ولدك. يطلق على هذا اسم "الحب الصعب" ، وهناك أوقات يكون هذا هو الخيار الوحيد فيها. المهم في الامر هو ان يعلم انك تنتظر الفرصة لكي تفتح له بابك مجدداً ، بمجرد أن تثق في أنك تستطيع ذلك. وإذا كان ولدك يمر بمرحلة كهذه ، فقد تكون انت الشخص الوحيد الباقي في هذا العالم الذي لا يزال راغبا في فتح الباب له ، وربما يكون كل اصدقائه قد تخلوا عنه بالفعل ، لكنك موجود لأجله ، وهو يعلم ان هناك من يحبه ويقف الى جواره على الدوام.
إن الاحساس بالذنب شعور أناني مغرق في الذاتية ، والوسيلة المثلى لكي تساعد نفسك وولدك هي ألا تندم لما تسبب به لنفسه من أخطاء ، بل ان تتقبل ان الخطأ ليس خطأك وتركز على كيفية دعمك له. تناس الماضي وركز على الحاضر. نعم ، حتى اذا كنت تتقلب في فراشك في الثانية صباحاً قلقاً على ولدك ، لا تترك نفسك تنزلق في هذا الطريق. انني اعلم ان هذا امر صعب لكنه يوصلك الى شيء. وفي الواقع ، انت لا تشعر بالذنب ؛لأن الخطأ خطؤك ، بل لأنك تخاف من انه قد يكون الخطأ خطأك. حسنا ، اذا كنت والداً محترماً فلن يكون الخطأ خطأك. وكما يقول مؤلف الكتب المتخصصة في تربية الاطفال "ستيف بيدولف" : "ان مهمتك هي العناية بهم حتى يستطيعوا طلب المساعدة بأنفسهم".
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|