المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

أساليب تربوية
19-4-2017
Laser : Optical Cavity and Output Coupler
3-3-2020
الاختصاصات الرقابية للهيآت الرقابية المالية
30-10-2016
قصة ابن أبي العوجاء ورفاقه
7-12-2015
أنواع التلوّث
3-5-2017
حفار ساق الباذنجان eggplant stemporer
31-3-2018


ليس الخطأ خطأك  
  
3001   04:20 مساءً   التاريخ: 13-4-2021
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص269-271
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016 2147
التاريخ: 18-1-2016 1994
التاريخ: 18-7-2017 1807
التاريخ: 25-5-2022 2133

بعض الناس يعيشون حياة هادئة ، والبعض الآخر يعانون ؛ وقد يوجد سبب واضح لمعاناتهم ، وأحياناً لا يوجد أدنى سبب لتلك المعاناة ، لكن غالباً ما يكون لهذا الأمر علاقة بتنشئتهم.

لقد عرفت أشخاصاً ، وبالتأكيد عرفت مثلهم أنت أيضاً ، جاءوا من بيئات سادتها ظروف بشعة – اعتداء ، إهمال ، مآسٍ عائلية ؛ سمِّ ما تشاء. ولقد دمرت حياة الكثيرين بسبب هذه الأمور ، لكن العديد منهم استطاعوا النجاة منها والتغلب عليها. إنني أعرف رجلاً فقد يديه الاثنتين – حيث تم بترهما بسبب مرض أصيب به خلال اواخر مرحلة المراهقة – لكنه اظرف وأحب واكثر الاشخاص الذين تأمل ان تقابلهم اتزاناً. وأعرف اشخاصاً تربوا في بيئات بشعة لكنهم استطاعوا تحديها وصاروا كبارا عاقلين سعداء ، كما أعرف عائلات متفسخة نشأ بها اطفال يعانون من الاضطرابات بأنواعها ، بينما استطاع اطفال اخرون الخروج منها دون أي اثر سلبي. وعلى العكس ، أعرف اشخاصا تربوا في عائلات مثالية الا انهم مدمنون للخمر والمخدرات ، أو يعانون من أمرض عقلية.

عليّ ان اعترف كذلك بأنني اعرف أشخاصا مضطرين أتوا من عائلات متفسخة أكثر من هؤلاء الذين يأتون من عائلات متزنة ، لكنني ما زلت كذلك أعرف عددا كبيرا من الاشخاص المتزنين القادمين من بيوت متميزة. ان الابوين ما هما الا مجرد عامل واحد محتمل لمشكلات الابناء البالغين. وهناك مجموعة أخرى من الاسباب التي تجعل ولدك يقع في مشكلات ، سواء داخلية او خارجية ، وليس لك ادنى سيطرة عليها.

اذا كنت تعلم أنك أدّيت مهمتك ، كوالد عاقل ، بصورة سليمة (مع الاخذ في الاعتبار انك لست ملزما بأن تكون مثاليا) فليس الخطأ خطأك أن تسوء الامور بعد ذلك. فلا تلم نفسك ان صار ولدك مكتئباً ، او اذا لم يكن يستطيع الحفاظ على علاقة العامة ، او اذا ادمن الكحوليات ، او اذا لم يستطع الحصول على وظيفة طويلة الأمد ، او اذا لم يستطع الحصول على وظيفة مستقرة حتى وهو في سن الخامسة والثلاثين – فالخطأ ليس خطأك. ربما لا تعد مسؤولا إذا كان في الثلاثين من عمره وينام في الشارع.

بل قد يجيء عليك وقت تجد نفسك مضطرا فيه الى إغلاق الباب في وجه ولدك. يطلق على هذا اسم "الحب الصعب" ، وهناك أوقات يكون هذا هو الخيار الوحيد فيها. المهم في الامر هو ان يعلم انك تنتظر الفرصة لكي تفتح له بابك مجدداً ، بمجرد أن تثق في أنك تستطيع ذلك. وإذا كان ولدك يمر بمرحلة كهذه ، فقد تكون انت الشخص الوحيد الباقي في هذا العالم الذي لا يزال راغبا في فتح الباب له ، وربما يكون كل اصدقائه قد تخلوا عنه بالفعل ، لكنك موجود لأجله ، وهو يعلم ان هناك من يحبه ويقف الى جواره على الدوام.

إن الاحساس بالذنب شعور أناني مغرق في الذاتية ، والوسيلة المثلى لكي تساعد نفسك وولدك هي ألا تندم لما تسبب به لنفسه من أخطاء ، بل ان تتقبل ان الخطأ ليس خطأك وتركز على كيفية دعمك له. تناس الماضي وركز على الحاضر. نعم ، حتى اذا كنت تتقلب في فراشك في الثانية صباحاً قلقاً على ولدك ، لا تترك نفسك تنزلق في هذا الطريق. انني اعلم ان هذا امر صعب لكنه يوصلك الى شيء. وفي الواقع ، انت لا تشعر بالذنب ؛لأن الخطأ خطؤك ، بل لأنك تخاف من انه قد يكون الخطأ خطأك. حسنا ، اذا كنت والداً محترماً فلن يكون الخطأ خطأك. وكما يقول مؤلف الكتب المتخصصة في تربية الاطفال "ستيف بيدولف" : "ان مهمتك هي العناية بهم حتى يستطيعوا طلب المساعدة بأنفسهم". 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.