المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



حدود المراقبة لطفلك  
  
2128   10:13 صباحاً   التاريخ: 18-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الأيتام
الجزء والصفحة : ص252-253
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

يجب القيام بمراقبة الطفل، ولكن في الوقت نفسه لهذه المراقبة حد معين، فقلة المراقبة تؤدي الى حصول الانحراف، والى انفصال الطفل عنك والسير في طريق لا يرضي ولا يسر.

وقد يؤدي الافراط في المراقبة ايضاً الى تهربه ونفوره منك، واللجوء الى الحيلة والخداع والتواري عنك، ويسبب هذا الافراط شعور الطفل بضيق شديد، وبأنه يفتقد إلى القدرة والإرادة والابداع، وإلى شعوره بأنه كالدمية في ايدي الآخرين فلا إرادة لديه، ويخضع مسلماً امام الكثير من المسائل والقضايا المختلفة، واحياناً يلجأ الى العصيان والطغيان، وكلا هاتين الحالتين ضارة بك وبطفلك.

ويؤدي الضبط والتحكم الشديدين، وخصوصاً عند المراهقين الى قطع العلاقة معك شيئاً فشيئاً ونزع يده من يدك، وهذا ما يؤدي احياناً الى كثير من الوساوس وما الى ذلك من قبيل الشعور بالضيق والألم والعذاب، واعتبار ذلك التحكم إهانة موجهة له، وبالتالي الى انزعاجه وغضبه، وهذا ليس لصالحك ابداً.

وعلى هذا الأساس اجعلي لمراقبتك حداً، ولا تتدخلي في الامور الصغيرة والجزئية لطفلك ولا يصل قلقك الى درجة الوسواس:ـ اتركي له شيئاً من الحرية، وإذا حصل خطأ ما فحاولي تداركه.

ـ كيفية المراقبة :

كان حديثنا عن اهمية مراقبة الام لاجتناب حصول الانحراف والانزلاق الاخلاقي والتربوي، ونؤكد من جديد انه وبنسبة ازدياد عمر الطفل نفسها وتوسع علاقاته تصبح هذه المراقبة ضرورية، وكما يجب زيادة حمايتك وإرشادك له، ولكن يجب السعي الى:ـ

اولاً:ـ تحول الضبط الى حالة الضبط الذاتي النابع من الأعماق من قبل الطفل ذاته، بالطبع لا بد من رعاية أساس التدرج.

ثانياً:ـ أن تكون مراقبتك بشكل لا يشعر معها الطفل بثقل او ضغط شديدين، وأن لا يكون ظلك فوق رأسه دائماً، بحيث يتوقع منك كل لحظة انتقاداً واستخراجاً لعيوبه وتدقيقاً في عمله.

ثالثاً:ـ ان لا تترافق المراقبة مع التهديد والارعاب والضرب، لأن هذه الامور بحد ذاتها مدمرة له فاعتمدي على أساس هو ان تزيدي من نسبة وعيه، واخلقي مجالاً بينك وبينه لتوجيه الملاحظات له، بحيث يقيم وزناً واحتراماً لرضاك ويسعى لكسب ذلك، وبالطبع حاولي في سنوات المراهقة والبلوغ تقوية علاقته بالله تعالى فهذا بحد ذاته يعد من اقوى عوامل تجنب الانحرافات والانزلاقات.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.