المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



الانفعالات النفسية عند المراهق / الاستعجال  
  
1995   02:15 صباحاً   التاريخ: 21-11-2021
المؤلف : الشيخ نعيم قاسم
الكتاب أو المصدر : الشباب شعلة تُحرِق أو تُضيء
الجزء والصفحة : ص72ـ74
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

تمتد مرحلة المراهقة من سن الثالثة عشر إلى الحادية والعشرين، وقد تتأخر إلى الرابعة عشرة أيضاً، وتقسم إلى مرحلتين(1): الأولى حتى السابعة عشرة، والثانية إلى ما بعدها وصولاً إلى الحادية والعشرين، حيث تسمى الأولى المراهقة المبكرة، والثانية المراهقة المتأخرة، لوجود بعض الفروقات بينهما، لكن تحديد السن لا يكون حاداً في غالب الأحيان، فقد تتداخل زيادة السنة أو نقصانها بين المرحلتين، أي انتهاء المراهقة المبكرة عند الثامنة عشرة أو السادسة عشرة، لتبدأ بعدها المراهقة المتأخرة.

ويُصاحب مرحلة المراهقة نموٌ شامل، جسدي وعقلي ونفسي، تواكبه اضطرابات جسدية وعقلية ونفسية، بسبب هذه المرحلة الانتقالية الحساسة. ثم تستقر في نهايتها في اتجاهات واضحة ومحددة، حيث تكتملُ معالمُ الجسد شكلاً ووظيفة ومواصفات، وتتبلور قواعدُ العقل والتفكير في تحديد مسار الخيارات الشخصية والثقافية والمهنية والسياسية والمجتمعية، وتتجهُ النفس نحو إطارٍ يطبع حياة الشباب، التي تبرز مميزاتها في السلوك العملي، بحالة مستقرة أو قلقة، مؤمنة أو حائرة، متفائلة أو متشائمة، مطمئنة أو أمارة بالسوء... من دون نفي بعض التقلبات المحتملة مع تبدل الظروف والقناعات، ومن دون حدية لحالة دون اخرى، فقد يطغى اتجاه على آخر مع بقاء أثرٍ ما لنقيضه.

إذاً، نشهد في سن المراهقة انفعالات واضطرابات نفسية مصاحبة للنمو الجسدي والعقلي، وهي متفاوتة بين شاب وآخر، بين فتاة وأخرى، بين الشاب والفتاة، حيث تكون عادية وبسيطة أحياناً، وتكون حادة ومتوترة أحياناً أخرى، وما بينهما مراتب كثيرة. علينا أن نتعاطى مع الانفعالات النفسية بلحاظ خصوصيات المراهق، وأن نبحث عن الأساليب التي تزيد من مستوى اضطرابها وتوترها، فقد تكون جسدية، أو عقلية، أو تربوية، أو بسبب الظروف الاجتماعية المحيطة، أو مزيج من عدة أسباب، أو غير ذلك.

سنتناول في هذا البحث سبباً من هذه الأسباب لتوضيح الصورة، وتسهيل التعامل مع المراهق والمراهقة: ـ الاستعجال  

كأن الشاب في مرحلة المراهقة يسابق الزمن، فهو عجول، راغبٌ بحصد النتائج سريعاً، يضجُّ من طول الدراسة، إذ يرغب أن يطوي الزمن ليتجاوزها إلى العمل وتحصيل المال، ويتضايق من القيود الأسرية والمجتمعية التي تحيط به في كثرة الممنوعات والنصائح التي تُجه له، ويريد أن يكون مستقلاً عن أسرته ليتخذ قراراته بنفسه. يقارن نفسه مع من هم أكبر منه سناً، خاصة إذا كانوا من أقربائه أو جيرانه، ممن قطعوا المراحل التي يتمنى الانتهاء منها، لكنّ سنَّه لا تساعده على ذلك.

يستعجل الحصول على أمانيه وأحلامه، ثم يصدمه الواقع بعامل الزمن، فكل شيء يحتاج إلى وقت، كما تحتاج الفاكهة إلى وقت حتى تنضج وتصبح صالحة للأكل، كذلك يحتاج الشاب إلى وقت ليتجاوز السن التي هو فيها، لتتراكم قدرته في الاعتماد على نفسه. هذا هو المسار الطبيعي في الحياة.

أيها الشاب، انك بحاجة لتهدئة اندفاعتك، لتنظر إلى الأمور بواقعية. ليست اندفاعتك بطريقة غوغائية أمراً فطرياً وحتمياً، بل هي نتيجة التربية التي لم تأخذ بيدك كفاية لتتروى. إعلم أن المراهقة سن حيوية واندفاع، لكن علمك بطبيعة الحياة، وإدراكك لمسار الأمور، وملاحظتك للتجارب المحيطة بك، تساعدك على التروي. وجّه عجلتك إلى الخير والصلاح والفلاح، فقد أجاب الإمام الصادق عليه السلام رجلاً من البصرة عن تفاعل الناس مع الدين، بقوله: ((عليك بالأحداث فإنهم أسرع إلى كل خير))(2). إذاً يمكن للشباب أن يوجهوا طاقاتهم في المسار الإيجابي، فلا يكونون متهورين، بل مسخّرين لإمكاناتهم بحسب الأمور الواقعية للخير، فهذا ما يهدئ من روعهم، ويُكسبهم بعض النتائج الإيجابية، فيحمي الواحد منهم نفسه من خطر العجلة التي تؤدي إلى الإساءة أو اتباع الأهواء أو سلوك الانحراف، ويعمل في طريق الخير بخطوات متراكمة هادفة ترتقي به بشكل طبيعي نحو الأفضل. وقد حذرنا القرآن الكريم من العجلة التي تؤدي إلى الشر، قال تعالى: {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} [الإسراء: 11] ، إذ من شدة حرصه للوصول إلى رغباته، يدعو الإنسان ليتحقق له الشر والإثم والمنكر كما لو كان يدعو إلى الخير المأمول، وهذا من العجلة المذمومة. على الإنسان أن يلتفت إلى تقدير الله تعالى للأمور، بحيث يحصل كل واحد على نصيبه المعلوم المحدد الذي لا يستطيع تجاوزه، وإنما هو مأمور في هذه الدنيا بالسعي، فليكن مطمئناً بأن سعيه سيوصله إلى ما هو مقدرٌ له.

قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} [الحجر: 21] ، وقال: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 51] .

____________________________________

(1) قاسم، الشيخ نعيم، حقوق المعلم والمتعلم، ص:83.

(2) الشيخ الكليني، الكافي، ج8، ص:93. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.