أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-05-2015
3409
التاريخ: 15-05-2015
3332
التاريخ: 18-05-2015
3954
التاريخ: 18-10-2015
3616
|
روى الشيخ الصدوق في العيون عن سفيان بن نزار انّه قال: كنت يوما على رأس المأمون فقال: أتدرون من علّمني التشيع، فقال القوم جميعا: لا و اللّه ما نعلم، قال: علّمنيه الرشيد، قيل له: و كيف ذلك و الرشيد كان يقتل أهل هذا البيت؟ قال: كان يقتلهم على الملك لانّ الملك عقيم و لقد حججت معه سنة فلمّا صار إلى المدينة تقدّم إلى حجّابه، و قال: لا يدخلنّ عليّ رجل من اهل المدينة و مكة من أبناء المهاجرين و الأنصار و بني هاشم و سائر بطون قريش الّا نسب نفسه ؛ فكان الرجل إذا دخل عليه قال: أنا فلان بن فلان، حتى ينتهي إلى جدّه من هاشميّ أو قرشيّ أو مهاجريّ أو أنصاريّ فيصله من المال بخمسة آلاف درهم و ما دونها إلى مائتي دينار على قدر شرفه و هجرة آبائه، فأنا ذات يوم واقف إذ دخل الفضل بن الربيع، فقال: يا أمير المؤمنين على الباب رجل زعم انّه موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ؛ فأقبل علينا و نحن قيام على رأسه و الأمين و المؤتمن و سائر القوّاد، فقال: احفظوا على أنفسكم ثم قال لآذنه: ائذن له و لا ينزل الّا على بساطي، فأنا كذلك إذ دخل شيخ مسخّد قد انهكته العبادة، كأنّه شنّ بال قد كلم السجود وجهه و أنفه، فلمّا رأى الرشيد رمى بنفسه عن حمار كان راكبه، فصاح الرشيد: لا و اللّه الّا على بساطي، فمنعه الحجّاب من الترجّل و نظرنا إليه بأجمعنا بالإجلال و الإعظام ؛ فما زال يسير على حماره حتى سار إلى البساط و الحجّاب و القوّاد محدقون به، فنزل، فقام إليه الرشيد و استقبله إلى آخر البساط و قبّل وجهه و عينيه و أخذ بيده حتى صيّره في صدر المجلس و أجلسه معه فيه، و جعل يحدّثه و يقبل بوجهه عليه و يسأله عن أحواله، ثم قال له: يا أبا الحسن ما عليك من العيال؟ فقال: يزيدون على الخمسمائة، قال: أولاد كلّهم؟ قال: لا أكثرهم موالي و حشم، فامّا الولد في نيّف و ثلاثون، الذكران منهم كذا و النسوان منهم كذا .
قال: فلم لا تزوّج النسوان من بني عمومتهنّ و اكفائهنّ؟ قال: اليد تقصر عن ذلك، قال: فما حال الضيعة؟ قال: تعطي في وقت و تمنع في آخر، قال: فهل عليك دين؟ قال: نعم، قال: كم؟ قال: نحوا من عشرة آلاف دينار، فقال الرشيد: يا بن عمّ أنا أعطيك من المال ما تزوّج به الذكران و النسوان و تقضي الدين و تعمّر الضياع، فقال له: وصلتك رحم يا بن عم ، و شكر اللّه لك هذه النّية الجميلة و الرحم ماسّة، و القرابة واشجة و النسب واحد، و العباس عمّ النبي (صلى الله عليه واله) و صنو أبيه و عمّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) و صنو أبيه، و ما أبعدك اللّه من أن تفعل ذلك و قد بسط يدك، و اكرم عنصرك و اعلى محتدك .
فقال: افعل ذلك يا أبا الحسن و كرامة، فقال: يا أمير المؤمنين انّ اللّه عز و جل قد فرض على ولاة عهده أن ينعشوا فقراء الامة، و يقضوا عن الغارمين، و يؤدّوا عن المثقل، و يكسوا العاري، و يحسنوا إلى العاني و أنت أولى من يفعل ذلك، فقال: أفعل يا أبا الحسن ؛ ثم قام، فقام الرشيد لقيامه، و قبّل عينيه و وجهه، ثم أقبل عليّ و على الأمين و المؤتمن فقال: يا عبد اللّه و يا محمد و يا ابراهيم امشوا بين يدي عمّكم و سيّدكم، خذوا بركابه، و سوّوا عليه ثيابه، و شيّعوه إلى منزله ؛ فأقبل أبو الحسن موسى بن جعفر سرّا بيني و بينه، فبشّرني بالخلافة و قال لي: إذا ملكت هذا الأمر فأحسن إلى ولدي، ثم انصرفنا و كنت اجرأ ولد أبي عليه، فلمّا خلا المجلس قلت: يا أمير المؤمنين من هذا الرجل الذي قد عظّمته و أجللته و قمت من مجلسك إليه فاستقبلته و أقعدته في صدر المجلس و جلست دونه، ثمّ أمرتنا بأخذ الركاب له ؟
قال: هذا امام الناس و حجة اللّه على خلقه و خليفته على عباده، فقلت: يا أمير المؤمنين أو ليست هذه الصفات كلّها لك و فيك؟ فقال: أنا إمام الجماعة في الظاهر و الغلبة و القهر، و موسى بن جعفر امام حق، و اللّه يا بنيّ انّه لأحقّ بمقام رسول اللّه (صلى الله عليه واله) منّي و من الخلق جميعا، و و اللّه لو نازعتني هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناك، فانّ الملك عقيم ؛ فلمّا أراد الرحيل من المدينة إلى مكة أمر بصرّة سوداء فيها مائتا دينار ثمّ أقبل على الفضل بن الربيع فقال له: اذهب بهذه إلى موسى بن جعفر و قل له: يقول لك أمير المؤمنين نحن في ضيقة و سيأتيك برّنا بعد هذا الوقت فقمت في صدره فقلت: يا أمير المؤمنين تعطي أبناء المهاجرين و الأنصار و سائر قريش و بني هاشم، و من لا يعرف حسبه و نسبه خمسة آلاف دينار إلى ما دونها و تعطي موسى بن جعفر و قد أعظمته و أجللته مائتي دينار؟ أخسّ عطيّة أعطيتها أحدا من الناس .
فقال: اسكت لا أمّ لك فانّي لو أعطيت هذا ما ضمنته له ما كنت آمنه أن يضرب وجهي غدا بمائة ألف سيف من شيعته و مواليه، و فقر هذا و أهل بيته أسلم لي و لكم من بسط أيديهم و أعينهم .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|