المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



التكاثر والتنمية  
  
2136   02:18 صباحاً   التاريخ: 28-1-2021
المؤلف : محمد الريشهري
الكتاب أو المصدر : التنمية الاقتصادية في الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : ص313-314
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-4-2017 2556
التاريخ: 21-1-2016 1938
التاريخ: 25-7-2016 2508
التاريخ: 8-11-2018 2280

الحرص والتكاثر وما يرتبط بهما من مفاهيم كالربا وغيره ؛ فحيث تترافق هذه الممارسات بالتعدي على حقوق الآخرين فهي تدخل في عداد آفات التنمية المستديمة التي تنشدها الرؤية الكونية الإسلامية ، وإن كانت تعد من مقدمات التقدم الاقتصادي من منظور الاقتصاد الرأسمالي.

لبلوغ التنمية المستقرة يحرص الإسلام من جهة على تحشيد قوّة العمل وتنظيمها في الاتجاه الذي يخدم تنمية الإنتاج الوطني وتقويته، كما يحرص من جهة اخرى على تحريم كل ما يعد آفة مناهضة للتنمية المستديمة الشاملة، وإن كانت تجر إلى ازدهار الإنتاج الوطني على نحو مؤقت.

للإسلام وصاياه وتحذيراته على صعيد: إيثار الآخرة أثناء السعي إلى الرزق وتحصيله‏ (1) والابتعاد عن الإفراط والتفريط في الطلب (2) وعدم القلق عند بطء إثمار الفعاليات الاقتصادية (3) وعدم استقلال الرزق (4) وعدم الحزن لرزق الغد (5) وذلك إلى جوار تركيزه الوافر على العمل ودور البرمجة والتخطيط الصحيح في تأمين المعاش. لقد جاءت وصايا الإسلام هذه وتحذيراته لكي تستأصل معوقات التنمية المستديمة وتحول دون بروز الآفات التي تتهددها، ومن ثم تفتح الطريق لكل فرد من أفراد المجتمع وتهيئ الأرضية الاجتماعية لبلوغ الهدف الأصلي المتمثل بالوصول إلى الكمال المطلق وتحقيق الراحة الأبدية.

____________________

1ـ انظر: ص 392 (إيثار الآخرة).

2ـ انظر: ص 597 (الإجمال في الطلب) ، و ص 602 (الاقتصار على الكفاف).

3ـ5 انظر: ص 585 ، (ما يوجب الآفات) وكذلك: ص 595 ، (ما يعصم من الآفات).




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.