المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



البطالة والطبقة المعدمة  
  
1934   10:11 صباحاً   التاريخ: 21-1-2016
المؤلف : د. معن خليل العمر
الكتاب أو المصدر : علم اجتماع المثقفين
الجزء والصفحة : ص178-180
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-4-2017 2548
التاريخ: 23-12-2016 2343
التاريخ: 21-1-2016 1815
التاريخ: 20-4-2016 2096

ومن أجل التساوق مع مهمة المثقف في مجتمع ما بعد التصنيع ندلف إلى مدار الانكماش الاقتصادي الذي أصاب الدول الغربية قبل ثلاثة عقود من الزمن وما آل إلى خلق العديد من المشكلات الاجتماعية، كان أكبرها وأولها البطالة التي سيطرت على الهرم الطبقي فباتت ظاهرة جلية يمكن مشاهدتها في الحياة اليومية في الشوارع والأزقة والحدائق العامة والساحات العامة وسواها أشبه ما تكون بالكرة الزجاجية البلورية (الصافية في بياضها وشفافيتها) بسبب كونها عاطلة عن العمل أو غير قادرة على العمل، بمعنى فقراء لا دخل لهم معوزون وجياع إنما يحصلون على بعض النقود من خلال المعونات أو الصدقات. في الوقت ذاته يحصلون على الإهانات وسخرية الناس. هاك مثالاً على ذلك : في مجتمع الولايات المتحدة الأمريكية هناك من الأفراد من يعيشون دون مستوى خط الفقر إذ كان عددهم في عام 1959 يبلغ19.5 ‏مليون فقير صعد في عام1969‏إلى 24.1‏مليون ثم ارتفع بعد ذلك في عام 1980 إلى 29.3 ‏مليون (Etzioni, 1985, p.58) هذه الأرقام البيانية جذبت اهتمام المثقفين فكتبوا عنها وطرحوا تفاسيرهم وتأويلاتهم الأمر الذي دفعهم للانخراط في تنظيمات هدفها الأول استئصال أو اجتثاث الفقر من المجتمع الأمريكي.

‏لنأخذ مثالا على ذلك من تاريخ المجتمع الأمريكي الحديث لأنه ينشر مثل هذه الحقائق من أجل تشخيص مشاكله ومعالجتها على عكس ما هو سائد في مجتمعنا العربي، إذ لا يقوم المسئولون بنشر أرقام تتعلق بالفقراء لكي لا ينفضح إهمالهم وقصورهم في المسئولية وعدم اهتمامهم بالفقراء والعاطلين عن العمل وتستخدم ورقة ضاغطة عليهم من قبل الصحافيين والإعلاميين في ظل الفضائيات الفاضحة لمثل هذه الأعمال الفاسدة . فقد ‏اتصل المثقفون الأميركان بإدارة الرئيس الأمريكي جون كنيدي والرئيس جونسن وتدخلوا بشكل مكثف ومركز، سمي في ذلك الحين بالحرب ضد الحرب وكان ذلك في عام 1960 ‏لكن دانيال مونيهان وعدد كبير من المحللين أكدوا بأن سياسة محاربة الفقر الأمريكية كانت ناجحة وموفقة، وكان ذلك في عام1969 ‏لكنهم أشعلوا فتيل الحرب بين السياسيين والإداريين الذي بدوره خلق حرب جديدة سميت بالحرب على الفقر بدلا من حرب ضد الفقر . لكن على الرغم من هذه الجعجعة والتبويق التي زمروا لها ودقوا على وترها كانت فائدتهم قليلة ظهر ذلك عند إعادة توزيع مصادر الطاقة الذي عمل على هبوط معدل الفقر في عام 1960 ‏وقد ساهم المثقفون في الكتابة عن هذا الموضوع دفاعا عن الفقراء لكن بسبب وجود تحسن في الاقتصاد الأمريكي آنذاك تحسن وضع الفقراء إنما اليس بسبب تدخل المثقفين في دفاعهم عن الفقراء. إلا أنه عندما تتأزم الظروف الاقتصادية يزداد عدد الفقراء تباعا وتزداد حالتهم سوءا كتحصيل حاصل لهذا التأزم الاقتصادي ‏ينطوي كل ذلك على تركز بعض الفئات الاجتماعية المسحوقة ضمن التركيبة السكانية والبناء الطبقي لا يكون لها أي نصيب في التأثير الاجتماعي على أفراد المجتمع على الرغم من وجودها ضمن التشكيلة الاجتماعية وذلك لأنها تعيش على حافة النسق الاجتماعي، لا تحظى إلا بالنزر اليسير من اهتمامه (أي اهتمام النسق) ولكونها تعيش بالقرب من الطبقة العاملة فإنها غالباً ما تكون مصدر اضطراب ومشاكل تطالب بما حرمت منه، مع ذلك فإنها لا تشكل خطورة على مصلحة المجتمع لكنها تتحرك بسرعة وتؤذي باقي الفئات الاجتماعية وتعمل على تمزيق النسيج الاجتماعي من خلال سلوكها العدواني عندما تخضع لظروف قاسية ومؤذية وبالذات إذا تكررت هذه الظروف فإن انتفاضتها العدوانية سوف ‏لا ترحم المجتمع الذي ظلمها وغمط حقوقها.

‏غايتي من هذه المقدمة هي القول بأن هذه الفئة المسحوقة والمزرية في عيشها تكون مصدر خطر ليس فقط بسبب الظروف القاسية التي تعيشها بل عندما تشعر بأنها غريبة عن المحيط الذي تعيش فيه وأنها مستلبة لصالح الأغنياء، وعندما تشعر بذلك فإنها تتخذ موقف اللامبالاة والسلبية من النسق السياسي. وقد حصلت حالة شبيهة لهذه الحالة في استراليا 1983 وهي في الحملة الانتخابية ظهر فيها أكثر من (600.000 ) ‏استرالي لم يسجل في القوائم الانتخابية ولم ينتخبوا وهم من الشباب والعاطلين عن العمل، الأمر الذي جعلهم يقفون موقفاً سلبياً من الحكومة والنسق السياسي وهذا بدوره أدى إلى إضعاف معنوياتهم تجاه الحكومة فانخرطوا في تسبيب مشاكل عويصه لها. وازاء هذه الحالة وقف المثقفون موقفاً حازماً منها ‏قدموا تفاسيرهم وتحاليلهم لها وساهموا في صياغة السياسة الاجتماعية للبلد وقدموا توصيات لتخفيف مدة السلبية عند الشباب والعاطلين عن العمل(Etzioni,1985,p.60).




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.