أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-10-2014
2056
التاريخ: 6-05-2015
1975
التاريخ: 13-10-2014
1884
التاريخ: 2024-09-15
191
|
يمكن التعبير عن هذا النوع من التفسير بالتفسير القرآني.
وهو استكشاف مراد اللّه من آية قرآنية بمعونة دلالة آية أو آيات أخرى. ولا يخفى أنّ تفسير القرآن بالقرآن وإن كان في الحقيقة من قبيل التفسير النقلي بمعناه المقابل للتفسير العقلي ، إلّا أنّ الأحسن استعمال عنوان التفسير النقلي في التفسير الروائي الأثري؛ إذ لا اعتبار في التفسير بغير المروي عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله والأئمّة المعصومين عليهم السلام ، ممّا نقل عن الصحابة والتابعين والمفسّرين ، بل المعتبر إمّا التفسير بالقرآن أو الروايات المأثورة عن أهل البيت عليهم السلام. فينبغي جعل تفسير القرآن بالقرآن قسما مستقلا بإزاء التفسير الروائي.
هذا مع إمكان إرجاع التفسير القرآني إلى التفسير العقلائي؛ نظرا إلى استقرار سيرة العقلاء على تبيين كلام المتكلّمين واستكشاف مرادهم بقرينية بعض كلامهم على بعضه الآخر. فيستشهدون لاستظهار مراد المتكلّم من بعض كلامه بالبعض الآخر منه ويحتجّون به على مقصوده. وهذا غير تفسير كلامه بما نقل عنه بإخبار الثقة.
ولا إشكال في كون بعض الآيات قرينة على فهم المراد من الآيات الأخر ، كما تسالم الأصحاب واتفق النص والفتوى على تقييد إطلاقات القرآن بمقيداتها وتخصيص عموماتها بمخصصاتها وتبيين مجملاتها ومتشابهاتها بمبيّناتها ومحكماتها.
وهذا الأسلوب في إلقاء الخطابات وبيان المراد منهج عقلائي رائج متداول بين المقنّنين في التقنينات. والقرآن كتاب القانون أيضا؛ حيث وضعت فيها قوانين سلوك الإنسان في أموره الفردية والاجتماعية والثقافية والنظامية والعبادية والاقتصادية والسياسية وساير شئون الحياة البشرية على نحو القضايا الحقيقية. وقد جرت سنّة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله والأئمّة المعصومين عليهم السلام في تشريع الأحكام وبيانها على هذا الأسلوب أيضا. وقد بحثنا عن ذلك تفصيلا في الجزء الخامس من كتابنا «بدائع البحوث».
فاتضح على ضوء البيان المزبور ، أوّلا : أنّ للتفسير القرآني- أعني به تفسير القرآن بالقرآن- جذرا في السيرة العقلائية المحاورية.
وثانيا : أنّ القرآن موضح لنفسه ويفسّر بعضه بعضا وينطق بعض آياته بمعونة قرينية بعضها الآخر. وكيف لا يكون كذلك؟! وقد قال اللّه تعالى :
{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [النحل : 89] و{ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة : 2] و{هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ } [آل عمران : 138].
فاذا لم يكن القرآن موضحا لإبهام آياته ومبيّنا لإجمال نفسه ، كيف يكون تبيانا لكلّ شيء وبيانا للناس وهدى وموعظة للمتّقين ؟! .
إزاحة شبهة
إن قلت : إذا كان كذلك فأيّ حاجة إلى روايات النبيّ صلّى اللّه عليه وآله والأئمّة المعصومين عليهم السلام في تفسير القرآن وتأويله ؟!
قلت : إنّ ما قلناه إنّما هو حقّ صادق في محكمات القرآن ومبيّناته ، ويصح توصيف القرآن بالأوصاف المزبورة بلحاظ كون أكثر آياته من المحكمات والمبيّنات. فليست عمومات القرآن المخصّصة بمخصّصاته ولا مطلقاته المقيّدة بمقيّداته ولا مجملاته المبيّنة بمبيّناته من المتشابهات؛ لعدم تشابه واشتباه في مضامين هذه الآيات ومعانيها المرادة بعد ارتفاع الاختلاف البدوي بالجمع العرفي بينها ، بل لا يبقى أهل العرف متحيّرين في فهم المقصود منها واستكشاف مراد اللّه من ظواهر مثل هذه الآيات.
وإنّما الحاجة إلى أحاديث أهل البيت عليهم السلام فيما يحتاج إلى التفسير والتأويل ، من متشابهات الآيات التي لا يرتفع الاشتباه والتشابه منها بنفس القرآن.
ومن هنا صرّح في بعض الآيات القرآنية بنفي العلم بتأويل خصوص المتشابهات عن غير اللّه
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|