لماذا قال في المرة الأولى: «لجعلناه» بإثبات اللام، ثم قال في المرة الثانية «جعلناه» بحذفها ؟ |
1387
10:23 صباحاً
التاريخ: 20-1-2021
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-1-2021
2088
التاريخ: 30-1-2021
1944
التاريخ: 27-1-2021
1598
التاريخ: 28-8-2020
1873
|
السؤال : قال الله تعالى: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * ءأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ)( سورة الواقعة، الآيات 63 ـ65).
وقال أيضاً: (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ * ءأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أجَاجاً فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ)( سورة الواقعة، الآيات 68 ـ70).
فلماذا قال في المرة الأولى: «لجعلناه» بإثبات اللام، ثم قال في المرة الثانية «جعلناه» بحذفها؟
الجواب : ربما يكون السبب في ذلك هو: أن الآيات الأولى قد تحدثت عن الحرث، وحصول الزرع، مما يعني أن العناصر التي يتكون منها هذا الزرع قد توفرت.. فيأتي قوله تعالى: (لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً)( سورة الواقعة، الآيات 65)... ليقول: إننا لو شئنا لألغينا تلك العناصر، ودمرنا كل نتاجها، وما تحقق منها، أو نشأ عنها..
فإنهم يقولون: إن اللام حرف يدل على ما كان سيقع لأجل وقوع الأول.
فهي تربط بين الحالة الأولى ـ وهي ما كان سيقع ـ وهي جعله حطاماً، من خلال المشيئة المتعلقة بالتدمير للزرع وناتجه، على سبيل العقوبة لهم.. وبين الحالة الثانية، وهي رؤيتهم زرعهم وحرثهم.
فدخلت اللام لتفيد التأكيد على التصميم الإلهي على إحداث هذه العقوبة، وتحويل الزرع وتبديله من حالة إلى حالة، وعلى أن الله لو شاء لألغى السنن الطبيعية وتجاوزها وتصرف بصورة مباشرة في تدمير ما نشأ عنها..
وبما أن هذا الأمر قد يصعب قبوله للوهلة الأولى، لأن الإنسان لا يخضع بسهولة، ولا يقنع بوجود ما يبرر الإقدام على إجراء كهذا.. فقد احتاج إلى التأكيد عليه باللام..
وخلاصة الأمر: هناك حالتان تصل اللام بينهما، وتؤكد على التبادل والانتقال من إحداهما إلى الأخرى.
ولكنه حين تحدث عن الماء، في الآية الثانية، فإنما قصد أن يجعله أجاجاً بنفس إفاضة الخلق عليه، وإيجاده، لا أنه يريد نقل الماء الموجود من حالة إلى حالة.. بأن يزيل العذوبة عنه، ويجعل مكانها الأجاجية..
فلا توجد حاجة إلى التأكيد، لأن الاختيار الإلهي هو الذي يحدد طبيعة المخلوق وحالاته، ومواصفاته. ولا يبقى سوى الإشارة إلى طبيعة الأمر الذي اختاره الله سبحانه..
وربما يقال: إن ثمة إجابة أخرى على السؤال المذكور أعلاه، وهي: أنه في المورد الأول يظن الناس أن لهم الدور الأساس في الحصول على نتاج الزرع، لأنهم هم الذين يحرثون ويزرعون.. فالتسبيب يكون منهم، والاختيار والتعرف يكون لهم.. فاحتاج إلى التأكيد على التدخل الإلهي لإبطال آثار فعلهم.
وأما في المورد الثاني.. فإن إنزال الماء من السحاب خارج عن دائرة خيارهم واختيارهم.. وهو مرتبط بالله سبحانه، فهو الذي يتصرف فيه وفي حالاته وخصوصياته.. فيكفي تذكيرهم بهذا الأمر المستقر في نفوسهم، ولا تنكره عقولهم، من دون حاجة إلى التأكيد باللام أو بغيرها..
والحمد لله رب العالمين.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|