المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24

معنى كلمة رقى
4-06-2015
حماية البيئة
8-6-2016
Fundamental Continuity Theorem
19-1-2019
الأسرة الإسورية أو السورية.
2023-10-22
حصاد وتداول وتخزين القرع
29-4-2021
معاملات خارج الموضع Ex situ Treatments
4-4-2018


انطلاقة الفكرة  
  
2367   10:09 صباحاً   التاريخ: 29-11-2016
المؤلف : ايهاب كمال
الكتاب أو المصدر : ضع حلمك على منصة الاطلاق
الجزء والصفحة : ص164-170
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /

 لا شك ان رسائل التهنئة وكلمات الشكر والمعايدة كان يتبادلها البشر لعصور طويلة، ولكن العصر الحديث شهد نقلة نوعية وقفزة ثورية، حيث بدأت هذه الرسائل والكلمات العطرة تأخذ شكل بطاقات المعايدة. واول من فكر بهذه النقلة شخص اسمه Joyce C. Hall. والذي أسس مؤسسة Hallmark التي تعتبر المؤسسة الرائدة في تصميم وتنفيذ وبيع البطاقات بأكثر من 30 لغة. كيف انطلقت هذه المؤسسة، وكيف استطاع جويس هال ان يصل بحلمه الى هذه الدول ومخاطبة العالم اجمع بكلمات ملؤها المشاعر بأكثر من 30 لغة؟ وكيف استطاع ان يبدأها من الصفر ويحولها الى شركة تبلغ مبيعاتها السنوية اكثر من 3 مليار دولار، ويخلق صناعة جديدة قلدها الاف البشر. لنقرأ معا حكاية النجاح.

ولد جويس هال في عام 1892 في نورفولك، نبراسكا، في الولايات المتحدة الامريكية، وبدأت قصة هذا الفتى الصغير في 10/1/1910 عندما وصل الى محطة قطار كنساس سيتي، ولم يكن في جيبه ثمن اجرة العربية التي سيركبها ليتوجه الى Ymea ، لكنه كان يحمل في داخله طموحا لا يقدر بثمن واحلاما هائلة. في داخل احد الاكياس التي كان يحملها علبتا حذاء تحتويان على مجموعة من البطاقات البريدية Postcards، وفي رأسه خطة لبيعها عن طريق البريد.

بدأ هال بشكل متواضع جدا، وكان يضع البطاقات تحت سريره ويرسل العروض مع 100 بطاقة الى موزعي بطاقات البريد. وعانى الكثير لان بعض الموزعين كانوا يحتفظون بالبطاقات من دون ان يدفعوا ثمنها، وقسم منهم كان يرسل البطاقات مع رسائل غاضبة، وفيها الكثير من التأنيب. ولحسن الحظ بعث ثلث من ارسل لهم بشيكات وفي غضون شهرين جمع هال، البالغ من العمر 18 سنة، مبلغ 200 دولار، واستطاع ان يفتح حسابا في البنك وحصل من خلاله على دفتر شيكات على الرغم من نجاحه المشجع، كانت لدى هال قناعة بان بطاقات البريد التي تحتوي على صور مسألة مرحلية ونزوة وستزول.

انضم اخوة رولي اليه بعد سنة من البداية، وعملا بجهد كبير عن طريق البريد، واضافا تصاميم جديدة postcards كما يشتريانها من شركة اخرى. ثم افتتح الاخوان محلا صغيرا اسمياه Hall Bothers وكانا يبيعان فيه بعض هدايا القرطاسية والبطاقات البريدية، ولسوء حظهما شب حريق في المحل عام 1915 فأتى عليه كله. وكانت خسارة فادحة وغير متوقعة لهما. لم ييأسا، وبخاصة جويس، الذي كان العقل المفكر وصاحب الارادة الصلبة. تعامل جويس هال مع المصيبة كفرصة للتقدم والتطور، فاستطاع مع اخيه رولي ان يحصلا على قرض ليشتريا مصنعا صغيرا ليصمما اول مجموعة بطاقات معايدة بمناسبة عيد الميلاد.

في عام 1920، انضم الاخ الثالث وليام الى اخويه، وكان عمله الاساسي ختم الصفحة الاخيرة من الكارت بـ A Hallmark Card انتشرت الفكرة ولاقت نجاحا، حيث انها كانت اول بطاقة معايدة ترسل بمظروف وتحتوي على كلمات جميلة من وحي المناسبة. ولم يمض عامان على العمل الجاد حتى كان لدى Hall Brother بائعون في 48 ولاية، وكانوا قد اضافوا لفافات الورق مختلفة التصاميم لتغليف الهدايا، وحلت محل اوراق تغليف الهدايا ذات اللون البني والألوان الباهتة والمحدودة.

وبلغ عدد الموظفين 120 موظفا في عام 1922، بعد سنة انتقل الاخوة بمصنعهم الصغير الى مبنى من 6 طوابق. وتم اختيار هذا المكان عن طريق الاقتراع بين الموظفين. وتفوق على العديد من المباني. وكانت هذه السياسة من انجح السياسات التي اتبعها جويس هال، اذ كان يعامل الموظفين من دون استثناء وكأنهم اصحاب الشركة.

ـ نمو هال مارك وتوسعها :

استمر الاخوة هال بالنمو والتوسع. وفي عام 1935 جددوا مبنى اكبر من السابق، واضافوا الكثير من التحسينات وانتقلوا اليه. وبسبب تنوع بطاقات المعايدة واجه جويس هال مشكلة كيفية عرض البطاقات المتكاثرة يوما بعد يوم، كذلك اوراق تغليف الهدايا. وكانت هذه المشكلة سببا في ابتكار جديد غير طريقة العرض في العالم. ووفرت منصة عرض البطاقات هذه، ان صح التعبير، الكثير؛ لان كل البطاقات منظمة حسب الموضوع وبألوانها المختلفة الزاهية والتي كانت طريقة مثلى لمعرفة ما هي البطاقات التي تباع اكثر من غيرها، كذلك تزويد المنصات بالبطاقات الناقصة في الوقت المناسب. حتى ان شراء البطاقات صار متعة بحد ذاته للناس، وكذلك لسهولة الانتقاء وبشكل منظم، حيث ان اغلب البطاقات موضوعة على مستوى النظر.

اول اعلان للشركة كان عام 1938، وعبر الراديو. وبعد سنة طرحت الشركة بطاقة الصداقة للمعايدة، واصبحت البطاقة الاكثر مبيعا نظرا لفكرتها الجديدة. وخلال الحرب العالمية الثانية، استطاع جويس هال اقناع الحكومة الأمريكية بعدم تقليص كمية الورق التي يشتريها؛ لان هذه البطاقات ترفع من معنويات الشعب الامريكي. وتم طرح شعار الشركة عام 1944 وهو : When you care enough to send the very best ومعناها : (عندما تهتم كفاية لان ترسل الافضل).

لم تكن شركة (الاخوة هال) قد فتحت أي محل يخصها حتى عام 1950، وكانت تبيع البطاقات الى المكتبات ومحلات الهدايا. اما اول محل للأخوة هال فكان عام 1950، وبعد سنتين تم انتاج اطول مسلسل تلفزيوني حاز على جوائز عدة، وكان اسمه Hallmark hall of fame.

لاحظ جويس هال ان تزيين الحفلات واعياد الميلاد يتم بطريقة محدودة وكلاسيكية، لذلك ابتكر من خلال شركته مجموعة (ادوات زينة للحفلات) لاقت نجاحا فورياً.

كان عالم 1945 عام تغيير اسم الشركة من Hall Brothers إلى Hallmark Cards، ولم يمض عامان اخران حتى كانت الشركة تنتقل إلى مكان ضخم على شكل هرم، وكان مقر الادارة المركزية لشركة (هالمارك) وبعدها بثلاثة سنوات بدأت بالبيع خارج الولايات المتحدة الامريكية.

ـ السياسات التي اتبعتها هالمارك وجعلتها من انجح الشركات :

من اهم نجاحات شركة (هالمارك) كان السياسة التي اتبعها جويس هالمارك في تعيين وتحفيز موظفيه. فقد كان يعتبر ان الاستثمار في الموظفين هو افضل استثمار، لذلك ابتكر عام 1956 برنامج المكافأة، وقد وصفت مجلة Fortune هذا البرنامج بانه افضل برنامج يضمن الفائدة المشتركة للطرفين (رب العمل والموظفين على حد سواء). وامتدح البرنامج مرة ثانية عندما تم اختيار شركة هالمارك ممثلة بجويس بين افضل 10 شركات في الكتاب الذي صدر عام 1984، واعيدت طباعته عام 1993 تحت عنوان أفضل 100 شركة تستطيع الاطمئنان للعمل معها. كما كانت احدى الشركات للأمم العاملة، وذلك حسب مجلة (الامهات العاملات) منذ عام 1986 حتى الآن.

يملك الموظفون حاليا اكثر من ربع الشركة عبر برنامج تقاسم الارباح وبرنامج التملك، وكان ذلك من افضل انجازات (هالمارك) كما اضافت الشركة في ايجاد سبل الاعتناء بأطفال الموظفين المرضى. وكانت سياسة جويس هال مبنية على نظرية تقول (احمل هموم موظفيك، وهم بدورهم سيحملون همومك وهموم الشركة). تعرضت الشركة لنكسة عام 1981 عندما انهار ممران في موقعها في كروان سنتر القريب من فندق حياة ريجنسي، ما ادى الى وفاة 114 وجرح 225.

وتظم الشركة حوالي 740 كاتبا وشاعرا وفنانا ومبدعاً. وتعد اكثر الشركات احتواء للمصممين المبدعين من جميع الانواع والمهن. كما تضم مصورين وكتابا وخطاطين ونحاتين ورسامي كاريكاتور ورسوم كارتونية، اضافة الى الرسامين بالإبرة، وكذلك اضخم الاجهزة التي تصمم افضل بطاقات معايدة في العالم. واغلب بطاقات هالمارك للمعايدة تضم مقاطع واقوالا وعبارات شهيرة من ادباء وشعراء خالدين كشكسبير، مارك شارلز ديكنز، غوته، ايليوت وغيرهم.

السياسة الثانية التي جعلت (هالمارك) مؤسسة رائدة وناجحة في 100 دولة هي (اسمع لما يريده الزبون). لذلك فهناك العديد من الابتكارات التي كانت تأتي من الزبائن، لان الشركة قد اعطتهم الفرصة. وقد طرحت بطاقات Shoebox greeting التي تضم بطاقات معايدة ساخرة ومضحكة في الوقت نفسه. وعلى الاغلب تمت تسمية هذه البطاقات بذلك نسبة الى علبة الحذاء التي بدا بها جويس هال عام 1990. وتضم هذه المجموعة اكثر من 1600 بطاقة لجميع المناسبات. وكانت الابتكارات والتصاميم جزءا لا يتجزأ من تطور ونمو (هالمارك). وفي عام 1990 تم طرح بطاقات personalize.

كان جويس هالمارك شخصا محبوباً من الجميع وخلال خطاب وجهه عند طرحه لكتابه when you care enough، سئل عن أصعب القرارات التي اتخذها في حياته فأجاب : (كانت حياتي مملوءة بالقرارات الصعبة، واهمها الانتقال الى كنساس سيتي عام 1910، بناء اول مبنى للشركة، تثبيت البطاقات على الجدران، تصميم منصة عرض البطاقات والاعلان في الراديو والصحف).

لقد وصفني الكثيرون بالجنون عندما علموا انني سأعلن عن بطاقات (هالمارك)، لان الجميع كانوا يعتقدون بان الناس لا تبحث عن مصدر البطاقة، ولا يهمها ذلك. انما يهمها البطاقة فقط. وكنت انا الوحيد المقتنع بنظريتي. وعلى الرغم من ان النصح والنقد لم اكترث، وكتبت اول اعلان بنفسي عام 1928 في مجلة نسائية، وبعدها قررت ان اكون احد الراعين لبرنامج على الراديو. وهكذا حقق جويس هال الكثير من احلامه. وفي عام 1966 اعطى الادارة التنفيذية لابنه دونالد هال، الذي ورث عن والده شعارات كثيرة منها (الذوق الجميل والجيد تجارة رابحة). وتوفي جويس هال عام 1982 واصبح ابنه دونالد بعد سنة رئيس مجلس ادارة (هالمارك) العالمية.

يبلغ حاليا معدل مبيعات (هالمارك) السنوي 3.6 مليار دولار، وتحتل هذه الشركة العملاقة المرتبة الرقم 35 في لائحة مجلة Forbes ويبلغ معدل موظفي الشركة 20100 موظف بدوام كامل، ويوجد حوالي 5900 موظف يعملون في المركز الرئيسي في كنساس، ويتعاون الجميع في (هالمارك) على تصميم 11000 تصميم لبطاقات المعايدة، ويعاد تصميم 8000 بطاقة معايدة قديمة في السنة، ولدى الشركة حوالي 40000 منتج.

طرحت (هالمارك) حديثاً، المعايدة عبر الـCD، وهي طريقة مبتكرة لمشاهدة بطاقات المعايدة

على الكمبيوتر, كما دخلت الشركة في مجال انتاج الاطفال.

كانت هذه حكاية نجاح جويس هال مؤسس هالمارك، والتي حرك من خلالها مشاعر البشر الذين يتأثرون عادة بهذه البطاقات، وجعل للتعبير وسيلة مميزة عن طريق الكلمة الجميلة والبطاقات المبتكرة. لقد عبَّد جويس هال الطريق لآلاف البشر عبر ابتكار صناعة جديدة ومريحة، وقرب العلاقات بين الناس عن طريق بطاقاته الرائعة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.