المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

جيش الاسلام يعود الى المدينة
28-6-2017
اللامركزيـة وعلاقـات الملكيـة بين روسـيا والصيـن
10-8-2021
تحديد مفهوم الشركة في قانون ضريبة الدخل
11-4-2016
زكاة مال التجارة
5-10-2018
تجربة experiment
28-2-2019
الله تعالى حيُّ سميعٌ بصيرٌ
25-10-2014


هل خطبتا البيان والتطنجية صحيحة ؟ وما هو سبب رفضهما من علمائنا ؟ وهل هذه الضمائر تعود لأئمتنا ؟  
  
1283   01:41 صباحاً   التاريخ: 10-12-2020
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج9 ، ص 67
القسم : العقائد الاسلامية / أسئلة وأجوبة عقائدية / اسئلة عامة / نهج البلاغة /

السؤال : أتوجه بسؤالي إلى سيدنا العاملي ليجيبنا حول صحة بعض الخطب والتي تنسب لأمير المؤمنين عليه السلام.

 

وبما أن لسيدنا كتاب حول هذا الموضوع وفصل فيه مواطن الضعف والرفض لذا أطلب منك سيدنا الإجابة عن صحة هذه الخطب والتي استخرج منها البعض عقائده بل كانت عقائده المستخرجة من تلك الخطب مقياس لبقية الشيعة وتعميم ذلك عليهم.

خطبة البيان والخطبة التطنجية.

كما أرجو توضيح سبب رفضها لعلمائنا الأعلام وتبيان مواضع الضعف ومعارضتها لكتاب الله.

وحتى يكون جوابكم لتوضيح خطأ من استخرجوا عقائدهم من تلك الخطب.

والسؤال الثاني:

هناك من يرجع الضمائر القرآنية إلى أئمتنا عليهم السلام..

مثل: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} فضمير الهاء يرجع إليهم..

وكذلك: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فضمير الكاف يرجع إلى أمير المؤمنين عليه السلام.. فهل يصح ذلك؟

وما حكمه شرعاً؟

 

الجواب :

1 ـ بالنسبة لخطبة البيان، أقول: إنني كنت قد بحثت حول هذه الخطبة منذ سنوات، وقد نشر هذا البحث في كتاب مستقل باسم: «بيان الأئمة وخطبة البيان في الميزان». وهو موجود على صفحة الهادي.

وبإمكانكم الاطلاع عليه..

وأما الخطبة التطنجية، فبالإضافة إلى أنني لم أجدها في كتب المتقدمين، وليس لها سند ليمكن النظر فيه، فإن ملاحظة ما جاء فيها يعطي: إنها تقترب في مضامينها من خطبة البيان أيضاً، فما ذكرناه في تلك يفترض أن يكون مغنياً عن بسط الكلام في هذه..

وأما فيما يرتبط بالذين يستخرجون عقائدهم من هذه وتلك، فهؤلاء إنما يتبعون المتشابهات، مع أنه لا بد من اتباع المحكمات في الأمور العقائدية، من أجل تحصيل اليقين، والأمن من الأخطار، فكيف يصح الاعتماد على خطبة ليس لها سند أصلاً، وفيها الكثير من الضعف في التراكيب، والأخطاء في النحو واللغة، والتاريخ، وفيها تكرار.. ومع أن الاعتقادات إنما تؤخذ من المصادر الصحيحة، والموثوقة، والصريحة الدلالة..

وإنني أذكرهم هنا بقوله تعالى: {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ}..

وبقوله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَ يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ}..

2 ـ وأما بالنسبة للسؤال عن مرجع الضمير في قوله تعالى: {لاَ تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ}.. فنقول: قال الله تعالى: {ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لاَ تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}..

فمرجع الضمير هو لفظ الجلالة في الآية الأولى..

كما أن الخطاب في قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} هو لله سبحانه.. ولا يصح سوى ذلك، لا في هذه ولا في تلك..

فإن ما عداه، ليس سوى أقاويل تدخل في دائرة الترهات، والأباطيل، والأضاليل..

3 ـ وأما حكم من يقول برجوع الضمير ـ بأنه يعود ـ للأئمة عليهم السلام، فإنه إن كان معتقداً بأنهم هم الله جل شأنه فهو من الغلاة، وله حكمهم، وشأنه شأنهم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.