أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-04
861
التاريخ: 2-2-2017
4008
التاريخ: 3-2-2020
3384
التاريخ: 15-1-2018
5105
|
لماذا الاختلاف بين أفراد البشر؟
الجواب :
إن الاختلاف المادي واقع بين أفراد البشر، والقرآن صرّح بهذه الظاهرة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:13].
والسؤال يتوجَّه إلى الحكمة من ذلك؟
ومن المعلوم أن أفعال الله كلها عن إرادة حكيمة، لأنه لا يفعل من عبث ولهو ولعب. وإرادته في إيجاد الأشياء تتعلق بكمالها وخيرها، ربما أن تزاحم الموجودات يتسبب بالنقص والضرر على بعضها البعض فيكون متعلق إرادة الله في إيجاد الأشياء هو الكمال والخير الغالب والأكثر(1).
وعليه فالاختلاف بين أفراد البشر يتناسب مع الحكمة من إيجاد الإنسان في الأرض كما ذكرنا، فكان الأبيض والأسود والأحمر والأصفر وكان الغني والفقير والصحيح والمريض والتام في خلقته والناقص والرجل والمرأة والذكي والأحمق... وكان ذوو الأمزجة الأربعة :
- البلغمي ذو المزاج المائي والأبيض.
- الصفراوي ذو المزاج الحار والمر.
- السوداوي ذو المزاج الحامض والمحرق.
- الدموي ذو المزاج الأحمر والحلّو والطَّرِب(2).
ان هذا الاختلاف بالفوارق المادية هو من أجل التعارف بين البشر، إذ من خلاله يتم التواصل بين الأفراد وتتم المعاملات على اشكالها وتبنى الأسر وتقوم المصالح الكبرى في المجتمعات. والتي منها المؤسسات ومشروع الدولة المتكامل.
وبه تتحقق حاجة البعض إلى البعض الآخر بحيث يُستفاد من أصحاب الخبرة والقدرة والطول، ومن خلال هذا الاختلاف يتم اختبار الإنسان وامتحانه، ليتأهل للمساءلة بين يدي المحكمة الإلهية من أجل اثابته او عقوبته على ما أسلف من أعماله في الحياة الدنيا كما قال تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ} [آل عمران: 30].
أو فقل إنّ الفوارق المادية بين الافراد ليست مورداً للشَرَف والكرامة عند الله تبارك وتعالى، بل هو محل لقيام تجربة الإنسان وموضوع للامتحان والاختبار، بعد وضوح الحجة على الإنسان من قبل العقل والشرع المُنزَل، ولكن بالعمل الصالح النابع من العقيدة الصالحة يمتاز الأخيار من الأشرار، والكرامة الإلهية ستكون لأهل التقوى الذين خافوا الله في ظهر الغيب وعملوا بما أمر وانتهوا عما نهى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] أما الذين اغترّوا بذاتهم وبدنياهم واستسلموا لشهواتهم حتى نسوا الله وما أمر به فسيحلُّ عليهم غضب الله تعالى.
إذن ليس الامتياز بين البشر –عند الله - هو بالشكل واللون والحسب والجاه والمال والوظيفة ... ولو تحولت هذه الفوارق المادية إلى مورد للامتياز والفضيلة لوقعت البشرية في الهلاك والفساد والشقاء ولانتفت مقاييس العدالة ولاستعلى بعضهم على بعض، ولكانت الحياة البشرية أشبه بغابة الوحوش المفترسة، لا حياة فيها إلا للأقوى والأشرس وذي الكمال...
نعم قد يتصور أهل الضلال أن هذه الفوارق المادية هي مورد للفضيلة والامتياز نتيجة قياساتهم الخاطئة وأوهامهم المسيطرة على عقولهم، وعندها يكون مقتلهم وشقاؤهم وفساد المجتمعات وتكون الخسارة للفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة.
وقد صحح رسول الله (صلّى الله عليه وآله) المفهوم الخاطئ للفضيلة لدى الجاهلية بقوله في خطبة الوداع : يا أيها الناس ألا أنَّ ربَّكم واحد، ألا إنَّ أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجميّ، ولا لعجميّ على عربي ولا أسود على أحمر ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ألا هل بلَّغت؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال فليبلِّغ الشاهد الغائب(3).
__________________
1ـ راجع دروس في العقيدة الإسلامية ج1 ص107.
2ـ راجع اجوبة الشبهات، ص177.
3ـ الميزان في تفسير القرآن ج18 ص334.
|
|
أكبر مسؤول طبي بريطاني: لهذا السبب يعيش الأطفال حياة أقصر
|
|
|
|
|
طريقة مبتكرة لمكافحة الفيروسات المهددة للبشرية
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|