المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

مناطق زراعة التبغ
23-3-2017
Zeaxanthin
6-10-2020
ثرموديناميكية الامتزاز Thermodynamics of Adsorption
2024-07-10
تكوين ثمار الحمضيات واختلاف عدد البذور فيها
2023-03-01
تاريخ مدينة سان بيدرو
23-5-2018
Phosphorus Hydrogen Compounds
23-2-2019


وجوب التكسب للإنفاق  
  
3385   01:38 صباحاً   التاريخ: 3-2-2020
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص175-176
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

في حال كان المنفق سواء أكان زوجاً، أم قريباً غير قادر على الإنفاق على زوجته، أو قريبته الذي يجب عليه الإنفاق عليه، فإن كان قادراً على التكسب لأجل ذلك، فإنه يجب عليه القيام بهذا العمل للقيام بواجبه الشرعي، ويدل على ذلك أموراً كثيرة، منها القاعدة الشرعية المعتمدة في الدليل على الوجوب الغيري والتي تقول: (كل ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب).

وإضافة الى الإجماع هناك من الأحاديث الشريفة الكثير، مما يدل على وجوب الاكتساب لتحصيل النفقة لعيال المنفق، منها ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ملعون، ملعون من ألقى كله على الناس ملعون، ملعون من ضيع من يعول) (1).

وفي هذا الحديث الشريف دليل واضح على أن الذي يضيع من يعوله كمن يتركهم بلا نفقة هو ملعون، بالتالي فإنه كي يخرج من دائرة اللعن لا بد من أن يسعى لتحصيل النفقة لعياله ولو من خلال التكسب.

بل أكثر من ذلك لو كان الحصول على النفقة للعائلة لا يتم إلا من خلال السفر فيجب على المنفق أن يسافر لتحصيل النفقة، ويدل على ذلك أحاديث كثيرة، منها ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إذا أعسر أحدكم فليضرب في الأرض ويبتغي من فضل الله ولا يغم نفسه وأهله) (2) .

ومن خلال هذا الحديث الشريف يظهر بشكل واضح أن على غير القادر على الإنفاق أن يبادر الى السعي لتأمين الإنفاق من خلال الضرب في الأرض الذي يعني السفر .

______________________

1ـ الكافي ج4 ص 12.

2ـ مستدرك الوسائل ج13 ص 7. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.