أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-1-2022
1771
التاريخ: 24-04-2015
1911
التاريخ: 28-1-2022
2630
التاريخ: 24-04-2015
2306
|
نزل القرآن الكريم لهداية الناس وتنوير أفكارهم وتربية أرواحهم وعقولهم، وكان في نفس الوقت يحدّد الحلول الصحيحة للمشاكل التي تتعاقب على الدعوة في مختلف مراحلها، ويجيب على ما هو جدير بالجواب من الأسئلة التي يتلقّاها النبيّ من المؤمنين أو غيرهم، ويعلّق على جملة من الأحداث والوقائع التي كانت تقع في حياة الناس تعليقا يوضح فيه موقف الرسالة من تلك الأحداث والوقائع.
وعلى هذا الأساس كانت آيات القرآن الكريم تنقسم قسمين : أحدهما الآيات التي نزلت لأجل الهداية والتربية والتنوير دون وقوع سبب معين- في عصر الوحي - أثار نزولها ، كالآيات التي تصوّر قيام الساعة ومشاهد القيامة وأحوال النعيم والعذاب فإنّ اللّه تعالى أنزل هذه الآيات لهداية الناس من غير أن تكون إجابة عن سؤال أو حلّا لمشكلة أو تعليقا على حادثة معاصرة.
والقسم الآخر الآيات التي نزلت بسبب مثير وقع في عصر الوحي واقتضى نزول القرآن فيه ، كمشكلة تعرّض لها النبيّ والدعوة وتطلّبت حلّا أو سؤالا استدعى الجواب عنه أو واقعة كان لا بدّ من التعليق عليها، وتسمّى هذه الأسباب التي استدعت نزول القرآن ب «أسباب النزول».
فأسباب النزول هي امور وقعت في عصر الوحي واقتضت نزول الوحي بشأنها.
وذلك من قبيل ما وقع من بناء المنافقين لمسجد ضرار بقصد الفتنة، فقد كانت هذه المحاولة من المنافقين مشكلة تعرّضت لها الدعوة وأثارت نزول الوحي بشأنها إذ جاء قوله تعالى {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ } [التوبة : 107] إلى آخر الآية.
وكذلك سؤال بعض أهل الكتاب مثلا عن الروح من النبيّ، قد اقتضت الحكمة الإلهيّة أن يجاب عنه في القرآن فنزل قوله تعالى {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا } [الإسراء : 85] وبهذا أصبح ذلك السؤال من أسباب النزول.
وكذلك أيضا ما وقع من بعض علماء اليهود إذ سألهم مشركو مكّة : من أهدى سبيلا محمّد وأصحابه أم نحن ؟
فتملّقوا عواطفهم وقالوا لهم : أنتم أهدى سبيلا من محمّد وأصحابه، مع علمهم بما في كتابهم من نعت النبيّ المنطبق عليه وأخذ المواثيق عليهم أن لا يكتموه.
فكانت هذه واقعة مثيرة أدّت - على ما جاء في بعض الروايات - إلى نزول قوله تعالى { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا } [النساء : 51]
فهذه قضايا وقعت في عصر الوحي وكانت داعية إلى نزول الوحي بشأنها، فكانت لأجل ذلك من أسباب النزول.
ويلاحظ - في ضوء ما قدّمناه من تعريف لأسباب النزول - أنّ أحداث الامم الماضية التي يستعرضها القرآن الكريم ليست من أسباب النزول، لأنّها قضايا تاريخيّة سابقة على عصر الوحي، لا امور وقعت في عصر الوحي واقتضت نزول القرآن بشأنها، فلا يمكن أن نعتبر حياة يوسف وتآمر إخوته عليه ونجاته وتمكّنه منهم سببا لنزول سورة يوسف، وهكذا سائر المقاطع القرآنية التي تتحدّث عن الأنبياء الماضين واممهم، فإنّها في الغالب تندرج في القسم الأوّل من القرآن الذي نزل بصورة ابتدائية ولم يرتبط بأسباب نزول معيّنة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|