أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-12-2020
1625
التاريخ: 3-5-2021
2532
التاريخ: 11-7-2019
1189
التاريخ: 13-12-2020
2678
|
تقوم وكالات الأنباء عادة بتغطية واسعة لكل الأخبار المحلية والدولية، ولكن النص الخبري كما تورده الوكالة لا يكون صالحاً لكتابة التقرير التلفزيوني أو الإذاعي. فالبناء مختلف تماماً. اذ أن صحفي الوكالة يقدم معلومات عن الحدث في أكثر الأحيان مبعثرة ، ولا يوجد تسلسل منطقي يربطها، فمهمة صحافي الوكالة هي اعطاء (( المواد الخام )) للحدث لكل وسائل الإعلام من صحافة واذاعة وتلفزيون، ويصيغها فيما بعد كل على هواه وحسب معاييره الخاصة.
لذا فإنه من الخطأ بمكان أن يقوم الصحافي الإذاعي أو التلفزيوني بأخذ الموضوع كما ورد في وكالات الأنباء ويحاول اختصاره، أو أن يأخذ النقاط الأساسية فيه ويركبها لتصبح موضوعا. اذ يكون بمثل هذا العمل قد أصبح علبة طنين لصحافي الوكالة ويردد ما قاله فقط، كما أنه يجب الابتعاد عن كتابة مواضيع طويلة ، فالتقرير المطول ليس بالضرورة تقريراً أفضل، بل ان العكس هو الصحيح. فهناك الكثير من المواضيع التي تحتاج لتقارير طويلة للإلمام بجوانبها المختلفة ، لكن التقرير الإخباري يقتصر على زاوية معينة فقط يلقى عليها الضوء ، فأفضل التقارير هي التي تنحصر في فكرتين موجزتين ومقدمتين بشكل رشيق ومبسط . عندما تتوجه بالحديث إلى شخص أو عدة أشخاص مواجهة ، فإنه يمكننا أن نحدد موقفهم من الحديث عبر ملاحظتنا المباشرة ، لكننا عندما نقوم بتحضير تقرير إذاعي أو تلفزيوني فإنه لا يمكننا سلفاً أن نعرف ردود أفعال المستمعين أو المشاهدين، فهي ربما تأتينا فيما بعد، على مستوى شخصي على شكل رسائل، لكنها ستأتي أكيداً على مستوى القناة ككل، بشكل آخر. فالمستمع أو المشاهد يتابع القنوات الجيدة التي تقدم أفضل البرامج والأخبار، ويعزف عن القنوات الأخرى الأقل خبرة ومصداقية. (ويمتلك سلاحاً خطيراً في يده وهو جهاز التحكم عن بعد ، فبالضغط على زر واحد يمكنه أن ينتقل من قناة إلى أخرى.) فبالطريقة التي يتم فيها كتابة وتقديم التقارير ، وترتيب الصور بالتسلسل المطلوب يتوقف عليها فهم المشاهد للموضوع أو الفكرة التي نريد إيصالها إليه، والتي ستؤثر مباشرة على ردة فعله اللاحقة التي سيعاقب بها الصحافي، ويعاقب القناة بضغط بسيط من إصبعه على جهاز التحكم عن بعد ، وأعتقد شخصياً أنه أشد عقاب.
على أية حال فإن هذه المصادر مجتمعة يمكن للصحافي الاستعانة بها لكتابة موضوع بشكل دقيق. ولكن فيما يخص وكالات الأنباء فمن الضروري التذكير هنا بأن خبر الوكالة لا يأتي مكتملا دفعة واحدة من المرة الأولى. بل يأتي متقطعاً وعلى مراحل ، لنأخذ مثالا على ذلك :
خبر وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. فقد أوردت الوكالة الخبر فجراً على الشكل التالي :
خبر اول : عاجل عاجل عاجل : وفاة الرئيس الفلسطيني ياسرعرفات.
خبر ثان : عاجل عاجل عاجل:
وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات . هذا ما اعلنته اللجنة الطبية الفرنسية المشرفة على علاج الرئيس الفلسطيني في إحدى المشافي العسكرية في ضواحي باريس.
خبر ثالث : عاجل عاجل عاجل:
تم الإعلان رسمياً عن وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من قبل اللجنة الطبية الفرنسية الخاصة التي أشرفت على علاجه منذ وصوله إلى فرنسا بعد التدهور السريع في صحته. ولم يذكر البيان أسباب الوفاة.
وبالطبع فإن وكالات الأنباء عالجت هذا الخبر على مدى أكثر من أسبوعين وقدمت عشرات التقارير الإخبارية حول مختلف المسائل المتعلقة بالرئيس عرفات وبالقضية الفلسطينية.
ولكن ما يهمنا أن مثل هكذا خبر يتطلب من أية صالة تحرير، أن تستنفر عناصرها وتقوم بتغطية الحدث من جميع جوانبه ولا تنتظر الوكالات كي تفيدها بالمعلومات. وهنا لابد من العودة إلى الأرشيف، وإلى الصحافة والى كل مصادر الأخبار لتغطية الموضوع من جوانبه المختلفة :
- من هو عرفات؟
- ما هي أهم الإنجازات التي قام بها خلال حياته النضالية؟
- كيف ستكون منظمة التحرير بعد عرفات ؟
- من هي الشخصية المؤهلة لخلافته؟
- ما هو سر تدهور صحة عرفات السريع، وعدم ذكر أسباب الوفاة في البيان الطبي؟
وعشرات التقارير يمكن أن تقدم حول هذا الموضوع ، كل قناة بحسب الزوايا التي تهمها أكثر. فالقنوات الإسرائيلية بالطبع لا تعالج هذا الموضوع بنفس الطريقة التي يعالج بها من قبل القناة الفلسطينية، أو القنوات العربية والأجنبية. ففي الوقت الذي تعتبره إسرائيل عدواً يجب التخلص منه، ترى القناة الفلسطينية بأنه بطل قومي ويجب تمجيده وتخليد ذكراه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|