أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-02-2015
1596
التاريخ: 15-02-2015
1509
التاريخ: 24-07-2015
3219
التاريخ: 15-02-2015
2026
|
أليس اللّه هو الذي يبعث الأنبياء ويرسلهم إلى البشر؟ أليس الاختيار سبق البعثة ويكون على أساس حسن السيرة والسلوك للمبعوث؟
والمتتبع لحياة الأنبياء وسيرتهم يرى أن هناك لمسات إلهية مباشرة في إعدادهم، ورعايتهم الخاصة من أجل القيام بأعباء المسئولية التي يحمّلهم إياها.
فكان اللّه يرعاهم قبل بعثتهم، فمنذ سني حياتهم الأولى يكونون موجودين بعيدين عن الأرجاس والأوثان، يتحلون بالصفات الحميدة والأخلاق النبيلة، وبعد بعثتهم واتصاله مباشرة بهم، أو عن طريق الوحي يخضعون للون خاص من الإعداد الإلهي لحمل مشعل الهداية إلى الناس بعد أن اكتملت فيهم معالم الشخصية الربانية التي تحمل صفات المصلحين.
وهكذا كانت شخصية النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) خاتم الأنبياء تحت رعاية اللّه وتربيته، وما نزول القرآن منجما إلا من أجل تحقيق هذه التربية، وإظهار عظمة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) من خلال ارتباطه بالوحي.
فتجدد الوحي وتكرار نزوله من جانب اللّه إليه لتثبيت فؤاد النبي (صلى الله عليه واله وسلم) و
تقوية قلبه، كما قال سبحانه وتعالى : {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا } [الفرقان : 32] ، وقوله أيضا : {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ } [هود : 120]
وذلك يعني أن هذه المسئولية الملقاة على عاتق النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أي النقلة الحضارية التي يجب أن يصنعها مع قلة الأنصار وكثرة الأعداء واشتداد الخصام بينه وبين قريش ومع قلة الإمكانيات والوسائل لمواجهتهم، فما كان من الوحي في كل نوبة من نوبات النزول إلا لتأييد النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وتعهد اللّه إياه وتسليته، وبيان مدى الارتباط الإلهي، وأنه بعين اللّه، كما خاطبه سبحانه وتعالى : {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا } [الطور : 48] .
فلم يكن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يمتلك إلا أصالة الرسالة وصفوة من أصحابه وأهل بيته لهذه المهمة الصعبة التي خاطبه اللّه قائلا : {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ } [الأحقاف : 35]
فالقرآن الكريم إنما نزل بشكل تدريجي من أجل أن يثبت النبي الذي يمثل القيادة والقدوة الحسنة للمسلمين في هذه العملية التغييرية التي تواجه المصاعب والآلام، وتحتاج إلى الصبر والثبات.
«و هذا التثبيت ليس أمرا دفعيا آنيا بل هو عملية مستمرة وحاجة متجددة لأن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يواجه في عملية التغيير قضايا ومشاكل وآلاما ومصاعب متجددة ومختلفة يحتاج فيها إلى الإمداد الإلهي، والتثبيت القرآني» (1) .
ومهما يكن فالنبي (صلى الله عليه واله وسلم) بشر {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} [الكهف : 110] ففي طبيعته استعداد لجميع الانفعالات النفسية، فهو يشعر بما يشعر به البشر من الحزن واليأس وضيق الصدر، ولذا خاطبه القرآن قائلا : {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ} [الأنعام : 33] وفي آية أخرى {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ } [فاطر : 8] وكان الغرض من نزول هذه الآيات التي هي كثيرة في هذا المجال لتسلية النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، وتثبيت فؤاده، وإرشاده إلى الصبر في مقابل استمرار أذى المشركين، واضطهاد الكافرين له.
وكل ذلك للارتفاع بالنبي (صلى الله عليه واله وسلم) إلى قمة الأسوة الحسنة بضبط النفس ليفكر ويخطط بقراءته للقرآن فيستلهم منه الصفاء والإخلاص {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} [الفرقان : 32]
ولكي يكون التخطيط ناجحا يحتاج إلى قوة في النفس، وعزيمة تشده إلى مقاومة كل إغراءات الحياة، فيبعد عن نفسه نقاط الضعف والعقد والسلبيات.
فالقرآن بهذا التدرج في النزول، وتكرار نزول الآيات بهذه الطريقة، هي لتربية النبي (صلى الله عليه واله وسلم).
______________________
1. الهدف من نزول القرآن ص 77 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|