أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-02-2015
1571
التاريخ: 22-04-2015
5160
التاريخ: 5-10-2014
1479
التاريخ: 15-02-2015
1516
|
لم ينحصر كسب المال بالظلم في الجاهلية بالسلب والنهب في الغزوات، بل كان القوي منهم يأكل الضعيف كلما سنحت له الفرصة لذلك مثل خبر الاراشي ـ من قبائل اليمن ـ مع أبي جهل كما أورده ابن هشام (1) في سيرته وقال:
قدم رجل من إراش (2) بإبلٍ له مكّة، فابتاعها منه أبو جهل، فمطله بأثمانها.
فأقبل الاراشي حتى وقف على ناد من قريش، ورسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) في ناحية المسجد جالس، فقال: يا معشر قريش، من رجل يؤديني على أبي الحكم بن هشام، فإنّي رجل غريب، ابن سبيل، وقد غلبني على حقي؟
قال: فقال له أهل ذلك المجلس: أترى ذلك الرجل الجالس ـ لرسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) ، وهم يهزؤون به لما يعلمون ما بينه وبين أبي جهل من العداوة ـ اذهب إليه، فإنّه يؤديك عليه.
فأقبل الاراشي حتى وقف على رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) ، فقال: يا عبد اللّه، إن أبا الحكم بن هاشم قد غلبتني على حق لي قبله، وأنا [رجل] غريب ابن سبيل، وقد سألت هؤلاء القوم عن رجل يؤديني عليه، يأخذ لي حقي منه، فأشاروا لي إليك، فخذ لي حقّي منه، يرحمك اللّه.
قال: انطلق إليه، وقام معه رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) ، فلمّا رأوه قام معه، قالوا لرجل ممن معهم: اتبعه، فانظر ماذا يصنع.
قال وخرج رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) حتّى جاءه فضرب عليه بابه، فقال: من هذا؟ قال: محمد، فاخرج إلي، فخرج إليه، وما في وجهه من رائحة (3)، وقد انتقع (4) لونه، فقال: أعط هذا الرجل حقّه. قال: نعم، لا تبرح حتّى أعطيه الّذي له. قال: فدخل، فخرج إليه بحقّه، فدفعه إليه.
ثمّ انصرف رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) ، وقال للاراشي : الحق بشأنك، فأقبل الاراشي، حتى وقف على ذلك المجلس، فقال: جزاه اللّه خيراً، فقد واللّه أخذ لي حقّي.
قال: وجاء الرجل الّذي بعثوا معه، فقالوا: ويحك! ماذا رأيت؟ قال: عجباً من العجب، واللّه ما هو إلاّ أن ضرب عليه بابه، فخرج إليه وما معه روحه، فقال له: أعط هذا حقّه، فقال: نعم لا تبرح حتى أخرج إليه حقّه. فدخل، فخرج إليه بحقّه، فأعطاه إياه.
قال: ثم لم يلبث أبو جهل أن جاء، فقالوا له ويلك! مالك؟ واللّه ما رأينا مثل ما صنعت قطّ؟!
قال: ويحكم! واللّه ما هو إلاّ أن ضرب عليَّ بابي، وسمعت صوته، فملئت منه رعباً، ثمّ خرجت إليه، وإن فوق رأسه لفحلاً من الابل، ما رأيت مثل هامته، ولا قصرته (5)، ولا أنيابه لفحل قط، واللّه لو أبيت لاكلني .
______________________
1- سيرة ابن هشام 2 / 29 ـ 30 و ط . القاهرة 1 / 416 ـ 417.
2- هو ابن الغوث، أو ابن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ، وهو والد أنمار الّذي ولد بجيلة خثعم.
3- أي بقية روح، فكأن معناه روح باقية، فلذلك جاء به على وزن فاعلة. والدليل على أنّه أراد معنى الروح، وإن جاء به على بناء فاعلة، ما جاء في آخر الحديث: خرج إلي وما عنده روحه. وقيل يريد: ما في وجهه قطرة من دم.
4- انتقع لونه: تغير. ويروى: امتقع، وهو بمعناه.
5- القصرة: أصل العنق.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|