المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



الزواج التجاري  
  
3130   02:25 صباحاً   التاريخ: 9-9-2020
المؤلف : سماحة آية اللّه العظمى مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : المشاكل الجنسية للشباب
الجزء والصفحة : ص 92-96
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2016 1985
التاريخ: 19-3-2022 1378
التاريخ: 14-1-2016 1964
التاريخ: 27-6-2018 1980

لا تعجبوا إذا قلنا بأنّ للزواج أنواعاً وأقساماً مختلفة:

زواج تجاري

زواج هوى وهوس

زواج ورقي

و... و...

إنّ لكل واحد من أنواع الزواج هذه مميزاته الخاصّة التي يمكن أن تفرق بينه وبين غيره بصورة واضحة.

إنّ من مميزات الزواج التجاري هو المهر الغالي والكثير، والجهاز الضخم، الثروة والعقار والبيت والآثاث و...!

تقع المبادلة في الزواج التجاري على نوعين من الثروة المالية:

1 - الثروة المرئية

2 - الثروة غير المرئية

المقصود من الثروة المرئية هو مقارنة ثروة الرجل مع ثروة المرأة بصورة دقيقة، فضلا عن ثروة الأشخاص القريبين منهما مثل الأب والأُم والأخ، أو بالأحرى حساب ثروة كل الأشخاص الذين تصل ثرواتهم أو قسم منها إليهما بعد موتهم!

تحسب كلّ هذه الثروات بدقّة وتخضع لمقارنة تامّة فاذا تمّت هذه «الصفقة» نجد أنّ الرجل والمرأة يكمن كل منهما على حد سواء لاقتناص أموال أقرباء قرينه بعد موتهم، ويبقى يعدّ الأيام والليالي لوصول اليوم المحتوم لهم.

أمّا الثروة غير المرئية فهي المستوى والمقام الاجتماعي لأقرباء الطرفين، حتى يستطيع كل منهما ارتقاء سلّم التقدم بواسطة أقرباء الآخر.

إنّ الثروة غير المرئية ربّما فضلت على الثروة المرئية كثيراً حيث تكون أحياناً بصورة تفويض وإعطاء بعض المناصب والوظائف للأقرباء والأصدقاء، ولهذا نجد أن الرجل والمرأة بعد إتمام الزواج يشرعون بالإبتهال الى الله ليل نهار بأن يحفظ أقرباءهم من مكاره الدهر كي يستطيعوا بواسطتهم أن يصلوا إلى كلّ أمانيهم ويصعدوا سلم الإرتقاء حتى آخره.

من الطبيعي أن الصفات الإنسانية في مثل هذا الزواج لا تؤخذ بنظر الإعتبار، بل الأساس فيه والمحور الذي يدور عليه هو ثروة الطرفين وخاصة (ثروة الزوجة).

إنّ شخصية المرأة في الزواج التجاري تعتبر بضاعة أو سلعة - ليس غير - تجرى عليها المعاملات. ومن المؤسف أن نرى مثل هذا الزواج أصبح متداولا كثيراً في مجتمعنا المعاصر وأن كثيراً من الآباء والاُمّهات والشباب لا يرغبون بالزواج إلاّ إذا كان من هذا النوع.

عيوب هذا الزواج كثيرة جداً بل إنّه بذاته عيب إذ إنّ عامل دوامه وبقائه هو عامل حدوثه ليس إلاّ، فاذا ما وجد أحد الطرفين نفسه بأنّه لا يحتاج إلى الآخر من الناحية المادية فالفراق واقع بينهما لا محالة.

من المسلّم أنّ مثل النساء بالنسبة للرجال - في هذا النوع من الزواج - مثل الفاكهة يمتصون عصارتها ويرمون قشورها.

لا يوجد بين الطرفين أي مفهوم لعلاقة الزواج المقدّسة التي تضمن بقاءه واستمراره، بل ينظر كلّ منهما لصاحبه كما ينظر إلى سيارة ثمينة أو عمارة جميلة.

أمّا النساء اللاتي يتزوجن بهذه الطريقة فهن يحملن أحلاماً صعبة المنال للغاية؛ الأمر الذي يشكّل أكبر خطر من شأنه أن يفصم عُرى الزواج.

إنّ شيوع هذا النوع من الزواج جعل الشباب يتظاهرون أمام الفتيات أو أهلهن بأنّهم أصحاب أموال طائلة وأصحاب أملاك وعقار، ولكن بعد إتمام الزواج، تنكشف الحقيقة للبنت وأهلها، وحينئذ تبدأ المشاجرات بين الزوجين التي قد تؤدي إلى الإنتحار أو إلى أُمور اُخرى غير مرضية.

إنّ القوانين الإسلامية قد أعطت هذه المسألة أهمية خاصة عندما منعت المسلمين عن هذه الأنواع من الزواج غير الصحيح، وقد ذم أئمتنا بشدّة الأشخاص الذين يتزوجون من أجل أموال الطرف المقابل.

كما ذمّوا (عليهم السلام) المهور الغالية، معتبرين ذلك من شؤم الزواج، كما كانت سيرتهم العملية تتصف بتزويج بناتهم بمهور قليلة من الأفراد المعروفين بغناهم المعنوي وفقرهم المادّي لتحتذي الأُمّة بأفعالهم وطريقتهم(1).

وقد ورد في الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:

«من تزوج إمرأة لجمالها لم يدرك ما طلب، ومن تزوجها لمالها وكله اللّه إلى نفسه، فاظفر بذات الدين تربت يداك»

______________________

1ـ وسائل الشيعة : ج 3 / ص 6 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.