أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-7-2018
3244
التاريخ: 13-1-2017
2298
التاريخ: 14-1-2017
1386
التاريخ: 25-10-2016
1795
|
دخلت آشور مع بداية حكم الملك تجلات بليزر الثالث ( 745 – 727 ق . م) المرحلة الأخيرة من مراحل تاريخها السياسي والحضاري وكانت هذه المرحلة تمثل العصر الذهبي للآشوريين(1).
ونحن لا نملك دليلاً قاطعاً على أصل هذا الملك والعلاقة التي كانت تربطه بالأسرة المالكة وقد ورد اسمه في السجلات البابلية باسم ( بول ) ولعل هذه التسمية تشير الى الاسم الحقيقي لهذا الملك أما تسمية تجلات بليزر الثالث فيبدو أنها جاءت بعد اعتلائه العرش(2) ويرى أحد الباحثين أن تسمية بول هي تسمية اطلقها عليه أهل بابل لغرض في نفوسهم(3) , ولانعلم بالضبط ما تعنيه هذه التسمية ويبدو ان الباحثين لم يتوصلوا الى تفسيرها في الوقت الذي أعتلى فيه تجلات بليزر الثالث العرش كانت البلاد في وضع أقتصادي وسياسي يرثى له حيث فقدت من جراء مدة الضعف التي مرت بها قبيل عهد هذا الملك الكثير من المقاطعات والممالك التي كانت تؤدي فروض الطاعة والولاء للأشوريين لا سيما تلك التي كانت تقع في غرب البلاد(4) ,وبعد فترة قصيرة من اعتلائه العرش قام تجلات بليزر الثالث بمجموعة من الإصلاحات الإدارية والعسكرية الكبيرة(5) والتي جاءت تتناسب مع طموحات هذا الملك وما كان يصبو اليه آنذاك حيث كان من بين سياسته الإدارية أنه ألحق الأقاليم التابعة للدولة الآشورية بالحكم المباشر للدولة وعلى هذا الأساس فقد ضم أجزاء من سوريا تحت الحكم المباشر لسلطته أما في فلسطين فقد اكتفى بأخذ الجزية منها وسمح للتجار الفينيقيين بالمتاجرة بالأخشاب بشرط أن لا يبيعوها الى المصريين والفلسطينيين(6) , وهذا بدوره قد أدى الى بروز أعمال شغب قام بها العمال والمواطنون المتضررون من جراء تلك السياسة مما حدا بالملك الآشوري الى إرسال قوات الى سوريا وفلسطين لإخماد تلك الأعمال(7) , وبعد أن أعيد الأمن والاستقرار الى المدن التي حدثت فيها أعمال الشغب قام الملك بفرض عقوبة مالية على المقصرين والمتورطين بتلك الأعمال ويظهر أن كلا من عزرا ملك يهوذا ومناحيم ملك إسرائيل كانا من بين المتورطين بتلك الأعمال وجراء ذلك فقد فرض الملك تجلات بليزر الثالث عليهم ضريبة مالية قدرها ألف طالن(8) من الفضة كعقوبة مالية لاشتراكهما في أعمال الشغب التي حدثت في موانئ البحر المتوسط ضد سياسة الملك(9) .
لم يحدد بالضبط تاريخ ومقدار الجزية التي دفعها ملك إسرائيل مناحيم الى تجلات بليزر الثالث ولعل السبب في ذلك يعود الى المدونات والحوليات الخاصة بهذا الملك كونها كانت تالفة وغير واضحة الى درجة لا يمكن معها وضع تفاصيل دقيقة على أحداث هذه المدة (10). أما التوراة فقد أشارت الى أن مناحيم قد أسرع في دفع الجزية في وقت مبكر يعود الى عام 743 ق . م وهو العام الثاني لحكم هذا الملك ولعل الملك الإسرائيلي مناحيم كان يبغي من وراء دفع الجزية خلال هذا الوقت كسب ود الملك الآشوري ليبقيه على عرش إسرائيل(11) , ويبدو من خلال ذلك ان مملكة اسرائيل العبرانية كانت تمر بأزمة سياسية تمثلت بالصراع من اجل الحصول على زمام الحكم فيها وتقدر قيمة الجزية التي دفعها مناحيم حوالي ألف وزنه من الفضة وعلى أثر ذلك غادر ملك أشور أرض إسرائيل ، وقد اشارت التوراة الى ذلك وذكرت ان هذه أول مرة تخترق فيها الجيوش الآشورية أرض إسرائيل (12).
فيما يرى احد الباحثين أن تجلات بليزر الثالث قد تسلم الجزية من ملك إسرائيل مناحيم في عام 738 ق . م وذلك عندما امتنعت الممالك والمدن الواقعة في جنوب سوريا وفلسطين عن دفع الجزية والمعروف عن هذه الممالك أنها غالباً ما كانت تثير المشاكل للدولة الآشورية(13) , ربما يكون ذلك بسبب سياسة مصر التحريضية والتي غدت من اوليات الحكومات التي كانت تحكم مصر في هذا العصر والعصر الذي تلاه ونقصد بذلك العصر البابلي الحديث , وعلى هذا الأساس قام الملك تجلات بليزر الثالث في عام (738 ق . م ) بأظهار قوته في المنطقة عند ذلك سارعت دويلات المنطقة بدفع الجزية للملك الآشوري وكان من بين أولئك الملوك الذين قاموا بدفع الجزية هو مناحيم ملك إسرائيل (14), وقد جاء في النصوص الآشورية العائدة الى هذه الفترة " تسلمت الجزية من كوشتبشي ملك كوماجين , رصين ملك دمشق مناحيم ملك السامرة , حيرام ملك صور ... " (15).
وعند وفاة مناحيم تولى ابنه فقحيا ( 737 – 735 ق . م ) عرش إسرائيل خلفاً له ولم يحدث عند ذاك تغيير في السياسة العبرانية اتجاه آشور حيث سار هذا الملك على خطى أبيه في سياسته الموالية لهم وبعد سنتين من توليه العرش نجده يتعرض الى محاولة أغتيال من قائد جيشه فاقح ( 735 – 733 ق . م ) الذي كان يتزعم التيار المناهض لآشور وكان هذا الأخير على علاقة جيدة مع الأراميين(16) , نستنتج من ذلك ان التيار المناهض لأشور كان هو الابرز وربما كان يحضى بمسانده قوية من داخل المملكة واخرى من خارج المملكة .
بعد توليه عرش إسرائيل بفترة قليلة تحالف فاقح مع رصين ملك دمشق للوقوف بوجه الملك تجلات بليزر الثالث وقد عمل الأثنان على إعادة الحلف القديم المناهض لآشور وبالفعل فقد نجح هذان الملكان في مسعاهم هذا وقد ضم الحلف معظم ممالك المنطقة بينما تخلفت يهوذا عن الأنظمام إليه وبذل رصين وفاقح كل ما بوسعهما من أجل أجبار يهوذا للدخول في هذا الحلف (17), الى ان محاولاتهما تلك باءت بالفشل بسبب المساندة القوية التي كانت تحضى بها هذه المملكة من الملك الآشوري(18) .
أصبحت القوة الأشورية تشكل عنصراً أساسياً في السياسة الداخلية للمملكة العبرانية الجنوبية ( يهودا ) في عهد ملكها يوثام ( 742 – 733ق . م ) ( الذي يبدو أنه حكم فترة من الزمن تحت رعاية أبيه )(19) وفي عهد هذا الملك بدأت الضغوط على المملكة الجنوبية للدخول في الحلف المناهض لأشور إلا أن هذا الملك قاوم تلك الضغوط ورفض الانخراط في هذا الحلف. وفي عهد ابنه الملك أحاز ( 733- 727 ق . م ) الذي تولى الحكم من بعد أبيه زادت تلك الضغوط(20) عند ذاك وقف هذا الملك الشاب يفكر في اتخاذ القرار الصحيح الذي يجنبه هو وشعبه ويلات الحرب والدمار الذي سوف يصيب مملكته أن هو وقف إلى جانب الحلف السوري الإسرائيلي وبالرغم من تلك التهديدات التي وجهت له من أعضاء الحلف إلا أنه أصر على البقاء بتقديمه الولاء لسلطة الملك الآشوري وبهذه الطريقة حافظ على مملكته وشعبه من الدمار والهلاك على أيدي الآشوريين (21).
وعندما تعرض أحاز إلى هجوم من دول الحلف أرسل رسله إلى تجلات بليزر الثالث يطلب منه العون والمساعدة للوقوف بوجه قوات الحلف حيث جاء في تلك الرسالة "آنا خادمك وأبنك أصعد وأنقذني من يد ملك سوريا وملك إسرائيل التي رفعت ضدي" (22) , وقد أيقن أحاز أن رسالة كهذه تذهب أدراج الريح ما لم توزن بهدايا عظيمة ولهذا فقد أخذ أحاز جميع الذهب والفضة الموجودة داخل بيت الرب وكنوز بيت الملك وأرسل بها إلى ملك آشور(23) .
أزاء موقف الملك أحاز هذا فقد أنقسم سكان أورشليم عاصمة يهودا إلى عدة فئات فئة كانت تميل إلى الانضمام إلى الحلف المناهض إلى سلطة آشور وقد قرر هؤلاء عزل الملك أحاز وتعيين سرتاين بن طابيل Certain Ben Tabeel بدلاً منه , وفئة أخرى كانت تعارض الدخول في هذا الحلف أما الفئة الثالثة فكانت تفضل الاستسلام للقوات الآشورية مقابل شروط معينة (24).
بناءً على طلب ملك يهودا فقد تقدمت القوات الآشورية صوب الحلف السوري الإسرائيلي واستطاعت من توجيه ضربة قاسية لقوات ذلك الحلف(25) وعلى أثر ذلك هزمت قوات الحلف مما حدا بالجيش الآشوري احتلال جميع المدن التي تركها جيش الحلفاء وأخيراً قام الملك تجلات بليزر الثالث بمحاصرة مدينة دمشق التي كانت تمثل مركز القوات المتحالفة وبعد معركة كبيرة أستطاع الملك دخول دمشق وقام بنفي قسم من سكان المدينة إلى مناطق بعيدة وإلقاء القبض على ملكها رصين الذي أخذ أسيرا وقتل في ما بعد(26) وبهذا فقد أصبحت سوريا وحدة سياسية تابعة للدولة الآشورية وأخذت تدار بصورة مباشرة من الموظفين الآشوريين(27) .
أما إسرائيل فأنها ظلت تعاني الكثير من المشكلات بسبب سياسة ملكهم فاقح المناهضة لآشور والتي لم تجلب لسكان إسرائيل سوى المصائب والمتاعب مما جعلهم يتذمرون من تلك السياسة ونتيجة لذلك قام هوشيا بن أيلا بمؤامرة انتهت بمقتل الملك فاقح(28) , وهذا يعني إن التيار الذي كان يميل إلى السلطة الآشورية هو الأرجح والأكثر قبولا من سكان المدينة .
أعتلى هوشيا بعد ذلك عرش إسرائيل ولعل ذلك تم بمساعدة الأشوريين وتعهد الملك الجديد بتقديم الطاعة والولاء للأشوريين وأن يكون مخلصاً لهم في إدارة دفة الأمور هناك وكان ذلك عام 732 ق . م (29),وقد جاء في أحد النصوص المسمارية التي يعود تاريخها الى هذه الحقبة ما يؤكد ذلك " ... بلاد عمري... كل سكانهم وأمتعتهم حملتهم الى أشور وقد خلعت ملكهم فاقح وعينة عليهم هوشع واستلمت منهم عشر وزنات من الذهب والف وزنة من الفضة كجزية منهم وأخذتها الى آشور (30).
لم تستمر سياسة الولاء التي كانت تؤديها مملكة يهوذا الى العرش البابلي طويلا اذ مالبثت ان تغيرت بعد مده قصيرة من الزمن حيث اشارت أحداث السنة الرابعة من حكم الملك تجلات بلزر الثالث الى حدوث تمرد في فلسطين والمناطق المحيطة بها ضد العرش الآشوري وقد قاد التمرد هذه المرة ملك يهوذا عزيرو ( 767 – 739 ق . م ) حيث تبلور عن هذا التمرد حلف ضم جميع المناطق المحصورة بين حماة والبحر المتوسط(31) ,ويبدو أن من بين أسباب حدوث هذا التمرد أنشغال الملك الآشوري تجلات بليزر الثالث في حروبه على الحدود الشمالية الشرقية لأشور مما أعطى انطباعا خاطئاً لدى ممالك سوريا وفلسطين عن أن الدولة الآشورية قد أصابها الضعف والوهن خلال هذه الحقبة(32) , ولهذا بادرت تلك الممالك والدول إلى أظهار تمردها وعصيانها ضد سلطة الدولة الآشورية , حيث جاء في أحدى النصوص المسمارية العائدة إلى هذه الفترة خبر انتصار الملك تجلات بليزر الثالث على عزيرو ملك يهودا (33)، وأن هذا الملك قام بدفع الجزية للدولة الآشورية بعد حصار عاصمتها أورشليم وعلى أثر ذلك قام الملك تجلات بليزر الثالث بترحيل أعداد كبيرة من سكان الممالك المشتركة في هذا التحالف وأسكن بدلاً منهم أناسا جلبوا من مناطق بعيدة وبذلك أصبحت المنطقة بكاملها ولاية آشورية تدار من موظفين آشوريين(34) ,وقد جاء في هذا النص :
" ... أثناء حملتي (تسلمت ) الجزية من ملوك عازريا ومن يهوذا ... بواسطة هجوم من جنود مشاة ... لقد فرقت ودمرت وأحرقت ( .. لعزريا ) و التي ألحقوها , ولذلك دعموه ... مثل سيقان الكرم ... جعلتها عميقة ... كانت صعبة ... ومرتفعة ... كانت تقع مداخلها .... المدن أشلاني وكذلك الدلبي جبل أيربقو وكل جبل . والمدن زئتانو وحتى ... وبوماحي مع تسع عشر مقاطعة في حماة والمدن المجاورة والتي تقع على الساحل الغربي للبحر والتي أعطيت عزريا .. أرجعتها الى الدولة الأشورية وعينت موظفين من عندي كحكام عليهم ... 30300 شخص من الساكنين في تلك المدن وأسكنتهم في أقليم مدينة لو ( ... ) 1223 شخصاً أسكنتهم في أقليم بلاد أوللاباً "(35).
بعد الانتصار الذي حققه الملك تجلات بليزر الثالث على الحلف السوري الإسرائيلي عام 732 ق . م هدأت الأوضاع السياسية في سوريا وفلسطين فترة من الزمن قامت خلالها الممالك الفلسطينية بدفع الجزية المنتظمة الى الدولة الآشورية طوال حقبة حكم تجلات بليزر الثالث .
توفي تجلات بليزر الثالث في عام 727 ق . م تاركاً خلفه إمبراطورية عظيمة ضمت تحت سيادتها معظم أراضي الشرق الأدنى القديم وفي نفس العام تسلم ابنه شلمنصر الخامس( 727 – 722 ق . م) مقاليد العرش الآشوري(36) , وكان قبل ذلك والياً على فينيقيا(37) .
قبل هذا التاريخ وعلى الأقل خلال هذه السنة لم يكن هناك جيش آشوري قوي يرابط في فلسطين الأمر الذي دفع بـ ( هوشيا ) ملك إسرائيل وصنيعت تجلات بليزر الثالث بالتفكير بكيفية الانسلاخ عن السلطة الآشورية فبادر في عام 727 ق . م بالامتناع عن دفع الجزية المقررة عليه من الحكومة الآشورية وكرر ذلك في عام 726 ق . م (38) وما ان حل عام 725 ق . م حتى أعلن هوشيا تمرده على السلطة المركزية الآشورية معتمداً بذلك على الوعود التي قطعتها مصر له بتقديم المساعدة ان هو تعرض لغزو من الآشوريين(39), ويبدو أن مصر كانت خلال هذه الفترة تحاول النيل من السلطة الآشورية عن طريق تحريض الدويلات السورية والفلسطينية بالتمرد ضد السلطة الآشورية(40) وهذه السياسة أصبحت مألوفة لدى المصريين طوال حقبة حكم الآشوريين والدولة البابلية الحديثة التي جاءت بعد ذلك .
كان رد الفعل الآشوري قاسياً على المنطقة بأسرها إذ اجتاح شلمنصر الخامس فلسطين وأحرق جميع المدن المحيطة بالسامرة عاصمة مملكة إسرائيل والمدن السورية التي اشتركت بالتمرد ودمرها(41) , وفي هذه الأثناء كان هوشيا يتوقع وصول المساعدة من الجيش المصري إلا أن المصريين قد خذلوه حينما تركوه يواجه مصيره وقدره لوحده (42) ،وهناك أشارة إلى أن هوشيا لم يستطع القيام بأي عمل أو مجهود ضد قوة الآشوريين التي وصلت الى المنطقة بصوره مفاجئة وغير متوقعة وأن هول تلك القوات أرعب ملك السامرة مما دفعه الى التفكير بترك المدينة والهرب إلى مكان أخر(43) ,إلا أن الجيش الآشوري استطاع قهره وأسره ونقل بعد ذلك إلى آشور وقد قامت القوات الآشورية بضرب طوق من الحصار حول السامرة وخلال فترة الحصار هذه قامت تلك القوات بتدمير وحرق جميع المدن والقرى المحيطة بهذه المدينة المسورة وحرقها(44), والتي كان الناس يتحشدون داخلها ويتأملون وصول القوات المصرية لمساعدتهم الا أنه في النهاية قرروا الاستسلام وتسليم مدينتهم إلى الآشوريين عنوة بعد فترة حصار دامت ثلاث سنوات(45). اختلفت آراء لدى الباحثين في تحديد زمن سقوط مملكة السامرة فقد اشار بعضهم إلى أنها سقطت في زمن حكم الملك شلمنصر الخامس وهذا الرأي جاء متماشياً مع ما جاء في التوراة والتي أشارت الى أن الملك شلمنصر الخامس حاصر السامرة لمدة ثلاث سنوات ومن بعد ذلك دخلها وقام بتدميرها(46) , وأشار اخرون إلى أن السامرة سقطت في زمن الملك سرجون الآشوري واعتمد هؤلاء على ما جاء في النصوص المسمارية التي تعود الى هذه الحقبة الزمنية حيث لم يرد ذكر أي شيء في تلك النصوص من شأنه أن يشير الى قيام شلمنصر الخامس باحتلال السامرة باستثناء أشارة واحدة وردت في النصوص البابلية أشارت الى أن " شلمنصر الخامس دمر مدينة السامرة " (47),و من الباحثين من يرى أن السامرة قد سقطت في عهد الملك شلمنصر الخامس على يد قائد جيشــه سرجـون الثـانـي وقــد نسـب هــذا الأنجــاز سـرجـون لــه في حولياته (48) الا أن الرأي الأكثر قبولاً والذي نميل اليه هو أن السامرة حوصرت من الملك شلمنصر الخامس لمدة ثلاث سنوات (49) وكان على رأس جيشه القائد سرجون الثاني وخلال هذه الفترة مات الملك شلمنصر الخامس وأعقبه سرجون الثاني على العرش ويبدو أنه هو الذي أكمل عملية فتح السامرة عند توليه العرش (50).
شهد عام 721 ق. م ثلاثة أحداث مهمة في تاريخ الإمبراطورية الآشورية وبسبب قلة النصوص المسمارية العائدة الى هذه الفترة أصبح من الصعب علينا تمييز تاريخ وقوع هذه الأحداث بدقة, ففي هذا العام مات شلمنصر الخامس وفي العام نفسه أعتلى سرجون الثاني عرش آشور خلفاً له (51) أما الحدث الثالث فهو سقوط السامرة الذي أجمع عليه معظم الباحثين أنه حدث في عام 721 ق . م (52).
واجه الملك سرجون الثاني عند توليه العرش جملة تحديات خارجية أهمها تلك التي كانت تتعلق بالجهة الغربية للبلاد والمتمثله بتدخل العرش المصري بشؤون الممالك الفلسطينية وتحريضها على التمرد على السلطة الآشورية(53) , كان سرجون موفقاً في القضاء علـى تلك التمردات وكان محظوظاً عندما استطاع أن يستولى على السامرة بعد فترة حصار لـم تكـن طويلة وبعد أن أكمل فتح المدينة بادر الى تطبيق سياسة تجلات بليزر الثالث التهجيرية حيث قام بنقل حوالي 27290 شخصاً (54), وأسكنهم مناطق بعيدة في بلاد ميديـا ومنطقـة كوزان الواقعة بين نهر البليخ ونهر الخابور وأسكن بدلاً منهم أقواما جلبوا من كوثا (55) في بابل ومن مناطق أخرى من إمبراطوريته(56) ، وأخيراً تمكن من قهر المدن والأقاليم المتمردة ضد سلطـة الدولة الآشورية بالقوة , لقد خلد سرجون انتصاره على السامرة في مجموعة من النصوص وصلت الينا مدونة على بقايا جدران قصره الذي تم العثور عليه في عاصمته خرسبـاد ( دور – شوركين )(57) حيث جاء في أحدى تلك النصوص . " في بداية حكمي الملـكي أنا ... بلد الساربين ( حاصرتها , وفتحتها ) ... ( لأجل الاله ... الذي جعلني ) أحرز ( هذا ) الأنتصار ... وقد سقت كسجناء ( 290 , 270 من سكانها ( و ) ( جهزت ) من بينهم ( جنوداً ليقودوا ) 50 عربـة لأجـل حرسـي الملكي ... ( المدينة أنا ) أعـدت ( بنائها ) بأحسن ممـا (كانت عليه ) مـن قـبل ( ,اسكنت ) فيها أناس من بلاد التي ( أنا ) بنفسي ( قد) سيطرت عليها . ونصبت عليـها موظفاً من موظفي كحاكم عليهم وفرضت عليهم ضرائب كـما ( هي العـادة ) كمواطنين أو رعايا أشوريين " (58), يخبرنا سرجون الثاني من خلال النص أعلاه عن عدد السكان الذين تم تهجيرهم من السامرة بعد سقوطها وأشار كذلك الى أنه أعاد بناء السامرة مرة أخرى حيث أخذ يفتخر ببنائها مرة ثانية وجعلها أجمل من ذي قبل وقد أسكن فيها شعوبا جلبوا من بابل وكوثا وسفروايم (59) وقد احضروا هؤلاء معهم آلهتهم التي كانوا يعبدونها في مناطقهم الأصلية وعلى هذا فقد أمتزج هؤلاء القادمون الجدد (60) مع العبرانيين الموجودين في المنطقة فتأثروا بعباداتهم خاصة عبادة الإله ياهو وبقوا على هذا الحال الى حتى عام 432 ق . م حيث أنفصلوا عن العبرانيين وأطلق عليهم السامريين نسبة الى السامرة(61) .
وخلال السنة الثانية من حكم هذا الملك أي في عام 720 ق . م حدث تمرد جديد في مدينة القرقار عند ذاك جهز سرجون الثاني حملة عسكرية بأتجاه هذه المدينة وقد سلكت هذه الحملة الطريق نفسه الذي سلكته حملة شلمنصر الثالث عام 853 ق . م (62) ,وكانت مدينة حماة هي التي ترأست التمرد هذه المرة حيث قاد ملكها ( أيلوبعدي ) حلفاً كان يتكون من مدن أرفاد وسيميرا والسامرة ودمشق ولا نعرف كيف شاركت دمشق في هذا الحلف بعد زوالها وضمها الى الإمبراطورية الآشورية ولكن على ما يبدو أنها ثارت على الحاكم الذي عين عليها من قبل أشور وانظمت الى ملك حماة الذي يبدو أنه قدم لها وعودا بالحماية والاستقلال(63) .
ألتقت القوات الآشورية مع قوات الحلف عند قرقر ودارت معركة بين الطرفين أنتهت بانتصار الآشوريين, وكان من نتائج هذه المعركة أن أصبحت منطقة فلسطين تحت سيطرة الدولة الآشورية ويبدو ان هذه المعركة كان لها نتائج ايجابية على السياسة الاشورية في المنطقة بدليل ان المصريين قد اقروا بالوضع الجديد وأقاموا علاقات طيبة مع الآشوريين حيث أقيمت علاقات تجارية بين الطرفين(64) ,وقد جاءت تفاصيل هذه المعركة ( القرقار ) في أحدى نصوص حوليات هذا الملك التي ذكر فيها :
" أيلو – بعدي من حماة , رجل من العامة ليس له الحق في العرش وهو حيثي ملعون قام بمؤامرة ليكون ملكـاً على حمـاة وقــد حـرض أرفـاد , سمـيرا , دمشـق والسـامرة ( kur sam – mir – I – na – a –a ) لتتخلى عني وجعلها تتعاون وتؤلف جيشاً . فجمعت جموع جنود أشور وحاصرته هو وجنوده في قرقر... " (65) .
من خلال النص أعلاه نلاحظ أن السامرة قد أنظمت الى التحالف الذي يترأسه ملك حماة ويبدو أنها كانت تميل الى التخلص من التبعية الآشورية ولكن دون جدوى لأن الآشوريين حطموا ذلك التحالف وشتتوا جميع الممالك والدول المشاركة فيه ومن ضمنهم السامرة لتعود مرة ثانية الى مجموعة الممالك التابعة الى سيادة الملك سرجون الثاني .
وخلال السنة السابعة من حكم هذا الملك وجه حملة عسكرية ضد القبائل العربية التي كانت تسكن شمال الجزيرة العربية لأمتناعها عن دفع الجزية وكانت قبائل ثمود وأيباديدي ومارسيمانو وحيابه تمثل أهم القبائل التي أنتفضت ضد السلطة الأشورية(66), وقد تردد أسم هذه القبائل في التوراة وعند الكتاب الكلاسيكي وجاء أسم قبيلة ثمود في القرآن الكريم(67) .
وبعد أن ألحق الملك سرجون الهزيمة بهذه القبائل بادر الى نقل أعداد كبيرة من سكانها الى مدينة السامرة التي على ما يبدو أنها أصبحت المكان الذي يرسل اليه سرجون من شاء تهجيره من أهل البلاد الخاضعة لسلطته فكان عدد من نقلهم من البادية الى السامرة حوالي 715 شخصاً (68) ,ويبدو ايضا أن وراء سياسة التهجير التي قام بها سرجون الثاني ضد تلك القبائل هدف مزدوج سياسيا واقتصاديا في الوقت نفسه حيث حول طريق البخور والتوابل نحو فلسطين بدلاً من مروره عبر الطريق الصحراوي والصعوبات التي يواجهونها في السيطرة على تلك القبائل(69) , وقد وصلتنا أخبار هذه الحملة مدونة على نص مسماري وهو من ضمن حوليات هذا الملك جاء فيه " بوحي من الاله أشور فقد سحقت قبائل ثمود , عبايدي , مرسيماني , محيابه العرب الذين يعيشون في بلاد نائيه بعيداً عن الصحراء ..... وأقدمت على ترحيل ( بقاياهم ) ممن نجا من الموت وأسكنتهم السامرة " (70) , وفي عام 711 ق . م حدث تمرد آخر في فلسطين ومنطقة البحر المتوسط وقد تمخض عن هذا التمرد تكوين حلف مناهض لأشور بقيادة " أياماتي " ملك أشدود وقد أنظم حزقيا بن أحاز (715 – 686 ق . م) ملك يهوذا الى هذا الحلف(71) ,وكان هناك دافعان وراء تشكيل هذا الحلف الأول هو التحريض الذي كان يتلقاه ملوك هذه المنطقة من فرعون مصر ( يوخوريس ) (72) , والثاني تردي الأوضاع السياسية في الإمبراطورية الآشورية نتيجة للتمردات التي حدثت في بابل خلال هذه الفترة (73) , عند ذاك أرسل سرجون حملته باتجاه فلسطين أستطاع من خلالها أن يهزم أعضاء ذلك الحلف ويعيد تبعية الأرض والسكان الى سلطة الإمبراطورية الآشورية (74), وعلى أثر ذلك فقد هدأت الأوضاع السياسية في فلسطين طوال فترة حكم هذا الملك .
إن زوال المملكة الشمالية (إسرائيل) على يد الملك سرجون الثاني جعل من المملكة الجنوبية يهودا أن تكون على تماس مع الآشوريين أكثر عرضه لنفوذهم العسكري من ذي قبل , وخلال هذه الفترة فقد تنازع سياسة هذه المملكة حزبان الأول موال للآشوريين (75) وكان هذا الحزب يميل الى البقاء تحت السيادة الآشورية من أجل المحافظة على البلاد من الدمار الذي سوف يحل بها أن هي سارت بالمسار الذي سلكته مملكة السامرة(76) , أما الحزب الأخر فهو الحزب الموالي لمصر فكان أصحاب هذا الحزب يميلون الى قيام علاقات طيبة مع مصر ورفض الخضوع الى السيادة الآشورية(77) ,وعلى هذا الأساس فقد بدأ حزقيا (715 – 686 ق.م) عهده بموالاة آشور والخضوع لها الأمر الذي ضمن له فترة من الهدوء النسبي ولكنه نحا بعد ذلك منحاً سياسياً مغايراً حيث أخذ يميل إلـــى الاستقلال ونصب العداء الى آشور(78) ,وقد دعا هذا الملك الى تطهير الدين مـــن العقائد والأفكــار الدينية الآشورية والتقاليد الوثنية(79), وفي الوقت نفسه لاقت سياسة حزقيا هـذه تأييدا من النبي أشعيا الذي كان يتمتع بنفوذ كبير في المملكة الجنوبية(80), فبعد التحالف الفاشل الذي اشترك فـيه حزقيا عام 711 ق . م ضد الملك سرجون الثاني والذي ا شرنا له سابقا عاد مرة أخرى في الدخول في حلف ثاني مناوئ للآشوريين وكان ذلك بـعد موت الملك سرجون الثاني عام 705ق.م.
مات الملك سرجون الثاني في ظروف غامضة وقد تعددت الروايات حول مماته فمنها ما أشارت إلى انه مات مقتولاً في قصره من أبنائه(81) ,في ما أشارت روايات أخرى إلى أنه مات بمعركة في إيران عام 705 ق . م (82) وأشـارت أخـرى إلى أنه أختفى مـــن الأحـداث السياسية في عام 705 ق . م (83) من دون أن تذكر أي شيء عـن الطريقة التي أختفى بها , وفي أواخر شهر تموز من العام نفسه ارتقى سنحاريب (705 – 681 ق . م) عرش أشور خلفاً له(84) ما ان انتشر خبر وفــــاة هذا الملك حتــى باشرت ممالك ودول عديدة كانت تابعة للإمبراطورية الآشورية بالتمرد والعصيان ضـد السلطة الآشورية (85), وكانت بلاد الشام في مقدمة البلدان التي أعلنت استقلالها فقد قامت كل من مدن صور , صيدا , عقرون , ومملكة يهوذا بالامتناع عن دفع الجزية للملك سنحــاريب مما حـدا بهذا الملك الى إرسـال حملة عسكرية ضخمة موجه نحو مناطق التمرد في عام 701 ق . م (86).
ان معلوماتنا عن العبرانيين وصلاتهم بالآشوريين خلال فترة حكم هذا الملك قد وصلت الينا من مصادر عديدة كان في مقدمتها حوليات هذا الملك التي وجد قسم منها منقوشا عل جدران قصره في نينوى (87), وكذلك كتاباته التي وجدت منقوشة على صورته في مقر قيادته في لاخيش (88), فضلا عن ما جاء مدونناً على مجموعة من الأسطوانات والمناشير التي سجل عليها أخبار حملاته الثمانية , وتعد المنحوتة الجدارية التي عثر عليها منقوشة على جدران أحد قصوره والخاصة بحصار مدينة لاخيش هي من أجمل المنحوتات التي صور لنا الملك من خلالها انتصاره على العبرانيين (89) , أما التوراة فأنها هي الأخرى قد زودتنا بمعلومات وافية عن هذه الفترة المهمة من تاريخ الإمبراطورية الآشورية (90) وعلى الرغم من التناقض الكبير بين ما جاء فيها من أخبار وما جاء مدوناً في حوليات الملك سنحاريب , الا انها اشتركت معها في بعض الامور الجوهرية التي سنشير اليها لاحقا .
على أثر التمرد الذي حصل في فلسطين والممالك الفينيقية عقب وفاة سرجون الثاني تقدمت القوات الآشورية بقيادة الملك سنحاريب صوب الساحل الفلسطيني ودارت أولى المعارك بين سنحاريب ولوليا (725 – 690 ق.م) حاكم مدينة صيدا وكان النصر فيها من صالح الآشوريين(91) ,تابع سنحاريب بعد ذلك تقدمه نحو المدن الفينيقية والفلسطينية التي لم تدخل تحت سيطرته فأخضع عسقلان وعكا وأشدود ومؤاب ويافا ليتقدم بعد ذلك نحو مدينة لاخيش المحصنة المهمة وضرب طوقا من الحصار حول هذه المدينة (92), في أثناء فترة الحصار هذه حدثت تغيرات مهمة في المنطقة تمثلت بوصول القوات المصرية بقيادة طهراقا ( 690 – 663 ق . م ) الفرعون المصري ذات الأصل الحبشي لنجدة حلفائها في سوريا وفلسطين(93) , يظهر من خلال ذلك ان مصر كانت وراء هذا التمرد ولربما كان ذلك يدخل ضمن سياسة التحريض التي كانت كثيرا ما تستخدمها مصر ضد السلطة الاشورية في بلاد الشام ,عند ذاك رفع الملك سنحاريب الحصار الذي فرضه حول مدينة لاخيش ليتوجه لملاقاة الجيش المصري في منطقة التكية(94) , وهنا حدثت معركة كبيرة بين الطرفين كانـت نتيجتها تجري لصالح الجيش الآشوري الذي استطاع أن يلحـق خسـارة كبـيرة بالجيـش المصري(95) ,وبعد انتهاء هذه المعركة أستأنف سنحاريب حصاره لمدينة لاخيش(96) ,التي ما لبثت أن أعلنت استسلامها في نهاية الأمر ,عند ذاك بادر الملك سنحاريب لأخذ الجزية منها(97) ,ويبدو ان هذه المدينة كانت ذات اهمية عسكرية ستراتيجية بدليل ان سنحاريب قـد اتــخذهـا مركــزا لجيشه ولعملياته العسكري في المنطقة بعد فتحها لم يذكر لنا الملك سنحاريب في حولياته أي شيء مدون عن حصار مدينة لاخيش ولكنه صور لنا تلك الأحداث على واحدة من أدق اللوحات الجدارية التي تم العثور عليها منقوش على أحد جدران قصره(98) , وقد اظهر فيها قوة جيشه وسلاحه لمقاومة المدن المسورة وطريقة التعامل مع اهلها وبالتحديد مع العناصر المتمردة ضد سلطته وربما كانت غايته من تصوير تلك المشاهد على جدران قصره نوعا من الحرب النفسية(99) ,التي استخدمها ضد ملوك تلك الممالك عندما يلتقي بهم في قصره في المناسبات او عند تقديمهم فروض الطاعة والولاء له حتى لا يتملكهم شعور بالثورة ضد سلطته وهذا الجانب قد لمسناه عند الملوك الاشوريين الذين سبقوه .
ان انشغال الملك سنحاريب في القضاء على التمردات التي حدثت في سوريا وفلسطين أبان موت الملك سرجون الثاني قد اعطت حزقيا ملك يهودا مده كافية ليستعد هو وشعبه لصد الهجوم الآشوري الذي اصبح أمراً واقعاً لا شك فيه بسبب التمرد الذي قام به ضدهم (100), فبعد مشاورات أجراها مع الشخصيات المهمة في المدينة حول مسألة تحصينها باشر الملك حزقيا بأول عمل له وهو ردم عيون المياه الموجودة خارج المدينة ودفنها كي لا تستفيد القوات الآشورية من مياهها أن هي أقدمت على أي هجوم ضد مدينة أورشليم (101), وفي الوقت نفسه عمل على ترميم السور القديم المتداعي وبنى سورا جديدا خارج السور الأول وقام بتنظيم جيشه وبث روح الحماس عند مقاتليه للدفاع عن مدينتهم حيث قال " لا تخافوا من ملك أشور ومن كل من معه لأنه معنا أكثر مما معه" (102), ومن بين الأعمال الأخرى التي قام بها حزقيا لأجل أن يأخذ حيطته في حالة قيام الآشوريين بفرض حصار طويل الأمد عليه قام بحفر قناة في الصخر توصله إلى عين ماء قريبة من مدينة أورشليم وقد سميت هذه القناة باسم ( نفق سلو ام ) حتى يضمن المياه الكافية للمدينة في حالة الحصار (103), أن هذه الاستعدادات الكبيرة التي قام بها حزقيا كانت من دون جدوى لأن الملك سنحاريب كان عازماً ومصمماً على القضاء على تمرد حزقيا حتى وأن كلفه ذلك خسائر كبيرة في الأرواح والأموال .
بعد ان اكملت القوات الاشورية استعداداتها تحركت من مركزها في لاخيش صوب مدينة اورشليم وكانت تلك القوات تحت امرة ثلاثة من ابرز قاده الجيش انذاك وهم التورتان والرب شوشي(104) واقامت حصارا محكما حول(105) rab – saqi)) والرابشاقه (106)Turtanu المدينة بعد ذلك عمد القائد الاعلى للجيش الاشوري الى الدخول في مفاوضات مع اليهود ويبدو ان الغاية منها هو تحذيرهم من مغبة استمرارهم في تحديهم للسلطة الاشورية اولا والتقليل من عزيمتهم على مقاومة الحصار المفروض عليهم قبل الهجوم على المدينة ثانيا وهذا يدخل ضمن الحرب النفسية التي غالبا مايشنها الاشوريون على اعدائهم قبيل بدء المعركة , وهنا أظهر الآشوريون براعة في أستخدام ذلك النوع من الحرب (الحرب النفسية) ضد اليهود في أثناء حصارهم لأورشليم حيث تعمد الرب شاق في أستخدام اللغة العبرية (107) بدلاً من اللغة الآشورية على الرغم من طلب المفاوضين منه بالتكلم بالآشورية وكان الرب شاق ممثلاً عن الملك سنحاريب بينما كان الياقيم أبن حزقيا ممثلاً عن حزقيا في هذه المفاوضات وقد جاء الرب شاق بشروط الاستسلام ليعرضها على ملك أورشليم حيث قال : " قولوا لحزقيا هكذا يقول الملك العظيم ملك أشور ما الاتكال الذي أتكلت علي ؟ أنما كلام الشفتين هو مشوره وبئس للحرب فالآن هوذا قد أتكلت على عكاز هذه القصبة المرضوضة , على مصر التي إذا توكأ أحد عليها دخلت في كفه وثقبتها هكذا هو ملك مصر لجميع المتكلين عليه , وإذا قلتم لي على الرب الألـه يهو أتكلنا أفليس هو الذي أزال حزقيا مرتفعاته ومذابحه ... " (108) من خلال النص اعلاه نرى أن الرب شاق يحاول أن يضعف من روح المقاومة لرجال حزقيا بالأستهزاء من الأسس التي بنى حزقيا عليها مقاومته وهي مصر المنافس التقليدي للآشوريين في بلاد الشام , ومساعدة الرب وربما كان ذلك ينم عن مساندة الانبياء له , وقوته الذاتية(109) ,ولعل الملك سنحاريب كان يقصد من وراء ذلك أحباط معنويات الأعداء قبل البدء بالهجوم عليهم .
يبدو إن تلك الإجراءات التي قام بها الآشوريون ضد اليهود قد اعطت ثمارها اخيرا بدليل ان فترة الحصار لم تستمر طويلا على الرغم من الاجراءات التي قام بها حزقيا تحسبا لطول فترة ذلك الحصار(110) ,وبعد إن استسلمت المدينة وخضعت للملك الآشوري وفرضت عليها الجزية أبقى الملك الآشوري سنحاريب حزقيا ملكاً عليها شريطة إن يدفع الجزية السنوية التي فرضها عليه وأصبح بعد ذلك تابعاً للدولة الآشورية طوال حقبة حكم الملك سنحاريب(111) , وقام الملك الآشوري بفرض سيطرته على ست وأربعون مدينة مجاورة لمدينة القدس وجميع القرى المحيطة بها ولعلنا نلتمس ذلك من خلال ما جاء في حوليات هذا الملك " ست وأربعين مدينة من مدنه المحصنة وعدد لا يحصى من قراه المحيطة بها حاصرتها وفرضت عليها سيطرتي وحفرت الأنفاق والثغرات في الأسوار وألقيت القبض على ( 150 / و 200 ) من السكان , نساءً ورجالاً كباراً وصغاراً واغتنمت عدداً لا يحصى من الخيول والبغال والحمير والماشية , أما حزقيا فقد جعلته مثل الطير محبوساً في القفص ووضعت عليه القيود وعاقبت كل من حاول الهرب من المدينة وأصبح ملك أشدد ميتيتي حاكماً على المدن التي أستوليت عليها وخذلت حزقيا الذي أرسل 300 طن من الذهب و 800 طن من الفضة , أحجارا كريمة ألواحا كبيرة من الحجر الأحمر , مخادع مطعمه بالعاج وكراس ومقاعد مطعمه بالعاج جلود فيله وخشب الأبنوس وثيابا ملونه وأردية مطرزه بالألوان القرمزية وأخذت بنات ونساء قصره والعازفين من الذكور والإناث .... ولكي يسلم الجزية ويقدم الخضوع كعبد أرسل رسوله الشخصي .... "(112), ويبدو ان عمية سقوط مدينة اورشليم على يد الملك سنحاريب تكتنفها بعض الملابسات الناتجة عن الاختلاف في الروايات التي تناولت ذاك الحدث فما ذكرناه انفا هو ما اوردته النصوص المسمارية فقط وفيه اشارة لاتقبل الجدل ان سنحاريب قد تمكن من الحاق الهزيمة بحزقيا ولكن ما يثير التساؤل هو لماذا أبقى سنحاريب على حزقيا ولم ينصب ملكا غيره على المدينة ؟ وهل حدث حادث جعل من سنحاريب ان يثق بحزقيا ليبقيه على عرش يهوذا ؟ او ان حزقيا قد اعطى ضمانات كافية للملك بحيث انه ايقن بان حزقيا لن يتمرد عليه ؟كل هذه الاسئلة تحتاج الى اجابة منطقية تعلل ما كان يحدث انذاك اذا ما علمنا ان الاوضاع السياسية قد هدأت بين مملكة يهوذا والاشوريين خلال مدة حكم هذا الملك والملكين اسر حدون واشور بانيبال اللذين حكما بعده والاكثر من هذا ان اليهود قد ساعدوا الاشوريين في احتلال مصر وهذا امر سنتناوله فيما بعد .
لقد تضاربت رواية سنحاريب حول حصاره لمدينة أورشليم مع ما جاء في التوراة ويتضح من رواية العهد القديم أن سنحاريب قد بعث من موقعه في لاخيش جيشاً كبيراً لحصار أورشليم ولكن ملاك الرب قتل مائة وخمسة وثمانين ألفاً من جيش أشور فكانوا في الصباح جثثاً هامدة فقام سنحاريب عند ذاك بفك الحصار عن أورشليم وعاد على أثر ذلك إلى نينوى(113) .
أما هيرودوتس فقد روي( أن المصريين قد أطلقوا بوحي ربهم جرذانا على معسكرات الآشوريين فقطعت أوتار أقواسهم وأتلفت جعاب سهامهم وأفسدت سيور دروعهم مما سهل تمزيقهم إربا) ً(114) , وقد ربط بعض الباحثين بين قصة الجرذان هذه وبين الهلاك الإلهي الذي تحدثت عنه التوراة وذكروا ان الجرذان هي التي أفشت وباء الطاعون بين الآشوريين مما أجبرهم على الأنسحاب وفك الحصار(115) ,ولو أمعنا النظر في رواية هيرودوت ورواية العهد القديم عن مقتل عدد كبير من جيش سنحاريب وأنسحابه نجدها بعيدة عن الحقيقة بدليل ان حزقيا قد دفع الجزيه للملك الاشوري وهذا بحد ذاته يفند ما ذهبت اليه تلك الروايتان, ولو فرضنا ان ما جاء فيهما هو يمثل حقيقة الامور التي كانت تجري في اورشليم اذن لما كان هناك سبب يجبر حزقيا على إرسال الجزية الى سنحاريب في نينوى .
وتتفق كل من رواية سنحاريب التي جاءت في حولياته ورواية العهد القديم على أمور عديدة منها أن حزقيا طلب المساعدة والعون من مصر وكذلك حول مسألة اتخاذ سنحاريب لاخيش مقراً لقيادته واستولى على المدن الحصينة في يهوذا وأنه حاصر أورشليم وفرض الجزية على حزقيا (116).
وكان من بين الأمور المهمة التي أظهرتها حوليات الملك سنحاريب هي أن حزقيا كان يعتمد إلى حد كبير على المرتزقة العرب في دفاعه عن مدينة أورشليم حيث جاء في حولياته " أما في ما يتعلق بحزقيا فأن بهاء جلالتي قد استولى عليه كما استولى على الأربي ( العرب ) جنوده المرتزقة التي جاء بها ليقوي أورشليم مدينته الملكية قد هجروه "(117) .
على الرغم من استسلام أورشليم إلا أن الجيش الآشوري دمر ما حولها من مدن وقد سمح لملكها بالاحتفاظ بعرشه بشرط زيادة مقدار الجزية التي كان يدفعها سابقاً واعترافه بالسلطة الآشورية بعد أن تأكد أن مصر أصبحت غير قادرة على مد يد العون له .
وبعد وفاة الملك سنحاريب عام 681 ق . م اعتلى العرش الآشوري ابنه أسر حدون (آشور – أخا – أدين ) ( 680 – 669 ق . م )(118) , ان المعلومات التي وصلت الينا عن هذا الملك تكاد تكون قليلة جداً والسبب في ذلك هو أن القصر الذي شيده هذا الملك والذي يضم معظم تماثيله ومنحوتاته التي كتب عليها حولياته وسيرته لا تزال مطمورة تحت تل النبي يونس ونظراً لقدسية المكان واستمرار السكن في الوقت الحاضر في القرية القائمة فوق التل الامر قد حال دون قيام أعمال تنقيبية في هذا الموقع(119) .
تشير الأحداث السياسية التي تعود الى مده حكم هذا الملك إلى أنه أستخدم سياسة متأرجحة بين الشدة واللين في تعامله مع المدن المتمردة ضد سلطته , ففي الوقت الذي أستخدم فيه سياسة اللين اتجاه بابل التي تمردت ضد الحكم الآشوري عقب وفاة والده (120) نجده يستخدم سياسة الشدة والقسوة أتجاه بعض المدن الفينيقية التي أعلنت تمردها في الغرب , فمثلا عندما قام ملك صيدون " عبدي – ملكوتي " بإعلان عصيانه عام 677 ق . م ألقى القبض عليه وقطع رأسه وضمت صيدون مملكته الى مملكة صور المنافسة (121), لا نعلم غاية الملك من وراء تلك السياسة وربما ان المكانة الدينية والحضارية التي كانت تتمتع بها بابل هي التي جعلته يعاملها برفق , اما استخدامه الشدة اتجاه المنطقة الغربية فلربما كان يهدف من ورائها توطيد الامن في تلك المنطقة من اجل تهيئة الأجواء الأمنية اللازمة لاحتلال مصر.
إن معلوماتنا عن الصلات بين العبرانيين وبلاد أشور خلال مده حكم أسر حدون قليلة وتعتمد على بعض القوائم التي وصلت الينا وهي تحمل أسماء الملوك الذين حضروا الى آشور بدعوى من الملك بمناسبة افتتاح مدينته كار – أسر حدون (122Kar – Esarhaddon) () وقد حملت القائمة أسماء أثنين وعشرين ملكاً كان ملك يهودا منسي من ضمنهم وقد فرض الملك أسرحدون على هؤلاء الملوك إرسال الأخشاب وبقية المواد الإنشائية اللازمة لإعادة بناء قصره في نينوى العاصمة(123) ,وخلال هذه الفترة لم ترد أي أشارة في النصوص الآشورية من شأنها أن تشير الى حدوث تصادم عسكري بين أشور ويهودا (124) ,والنص الأتي يشير الى الأثنين والعشرين ملكاً من ضمنهم منسي ملك يهودا الذين جاءوا الى آشور يعلنون خضوعهم للمك أسرحدون " استدعيت ملوك بلاد حاتي والأقاليم على الجانب الأخر من النهر وهم : بعلو ملك صور ومنسي ملك يهودا , قوس جابر ملك أدوم موسوري , ( يستمر في تعداد الملوك (125) أثنين وعشرين ملكاً من حاتي ومن ساحل البحر ومن الجزر ارسلتهم لينقلوا – تحت ظروف قاسية – الى نينوى المدينة التي جعلتها عاصمة لي , مواد البناء لقصري .... " (126),
يظهر من خلال النص المذكور انفا ان الملك الاشوري قد استدعى ملوك إمبراطوريته الى عاصمته نينوى لإغراض مهمة الاول حتى يختبر مدى ولائهم له والثاني الحصول على تعهدات منهم بإرسال مواد البناء لاستكمال بناء قصره في نينوى اما الغرض الثالث والمهم فهو حتى يطلعهم على مشروعه الجديد والخاص بولاية العهد (127).
أما التوراة فقد أشارت الى حكم منسي ملك يهودا بأنه أغضب الرب من خلال أضطهاده للأنبياء وتبنيه سياسة التقرب لآشور من خلال ادخال العبادات الوثنية الى أورشليم(128) ,وقد وردت في التوراة (129) اشارة واحدة عن منسي ملك يهودا كونه قد نقل الى بابل (130) من أحد قواد الجيش الآشوري وتخبرنا الرواية نفسها أن منسي أعيد الى أورشليم بعد ذلك ولعل الهدف من هذه الزيارة لتلبية مطاليب أسرحدون البنائية (131),ان ما اشارت له التوراة في هذا الجانب يعطي دليلا كافيا عن الصلات الحسنة بين الاشوريين واليهود خلال فترة حكم هذا الملك
اشور بانيبال وسنوات حكمه:
توفي الملك أسرحدون في عام 669 ق . م في مدينة حران وهو في طريقه الى مصر(132) ,وما ان وصل خبر موته الى نينوى حتى أسرعت والدته الملكة زاقوتي الى تطبيق خطته التي وضعها سابقاً لإدارة الدولة من بعد مماته, وعلى هذا الأساس فقد أخذت البيعة الى حفيدها آشور بانيبال ( 668 – 627 ق . م ) (133) من جميع أفراد العائلة المالكة وكبار الموظفين المتواجدين في نينوى قبل ان تأخذ البيعة من جميع سكان نينوى(134) ,وبعد اعتلائه العرش واجه الملك آشور بانيبال مشكلتين الأولى مشكلة مصر والثانية مشكلة بابل وقد ادى اليهود دوراً مهماً في كلتا المشكلتين , فالأولى كانت تتمثل بثورة كبيرة حصلت في مصر ودويلات الساحل الفلسطيني والفينيقي صور وأرباد ضد السياسة الآشورية(135) ,وكان ذلك في السنة التي اعتلى فيها آشور بانيبال عرش آشور عند ذاك وجه هذا الملك حملته الأولى إلى هذه المنطقة وبعد أن اعترفت دويلات البحر المتوسط بالسيادة الآشورية اندفعت قواته إلى مصر عن طريق الساحل وكانت هذه الحملة تسندها من قبل قوات بحرية تتكون من السفن التي أخذتها من فينيقيا (136) ويظهر أن يهودا كانت من ضمن الممالك التي قدمت يد العون للآشوريين في هذه الحملة حيث ورد أسم ملكها مناسيح ( منسي ) ضمن الأمراء والملوك الأثنين والعشرين الذين زودوا القوات الآشورية بقوات منهم عند هجومهم على مصر(137) ,حيث جاء في أحد النصوص المسمارية التي وجدت منقوشة على أسطوانة تعود الى هذا الملك وقد أشار النص الى أسماء الملوك الـ ( 22 ) الذين قدموا المساعدة الى آشور بانيبال حيث يهوذا قوس جابر ملك ادوم جاء في هذا النص " يعلو ملك صور , منسي ملك يهوذا, سيل – بل – ملك غزة , متينتي ملك عسقلان .... " (138) ويستمر النص في ذكر أسماء الملوك , بعد ذلك ساد الهدوء في العلاقات ما بين آشور ويهودا مده من الزمن استمرت حتى عام ( 652 ق . م ) (139) وهي السنة التي ظهرت فيها المشكلة الثانية التي واجهت الملك أشور بانيبال في بابل حيث قام بها شمش – شم – أوكن الأخ الأكبر لآشور بانيبال بعد أن كان مخلصاً له طوال ستة عشر عاماً (140), وقد تلقى هذا الملك وعوداً من بلاد عيلام والمناطق الشمالية الشرقية لآشور وكذلك حصل على ضمانات بالمساعدة من بعض القبائل العربية واليهود(141) ,وشكل الجميع حلفاً فيما بينهم ضد ملك آشور (أشور بانيبال) الا أن الأخير استطاع من كشف هذه المؤامرة في الوقت المناسب ويذهب الاستاذ رو انه لولا ذلك لأصبحت آشور في طريقها الى الهلاك لو قدر لتلك الدول المتحالف القيام بالهجوم على الدولة الآشورية مرة واحدة (142),وهذا بدوره يعطينا دليلا على مدى قوة نظام الاستخبارات العسكرية في الجيش الاشوري الذي كان ينم عن القدرة العسكرية التي وصلت اليها الامباطورية في عهد هذا الملك.
وبعد أن نجح آشور بانيبال بالقضاء على هذا التمرد ألتفت عند ذاك لأنزال العقوبة بالدول والممالك المشاركة فيه وعلى هذا الاساس قام بتجهيز حملة عسكرية استهدفت القبائل العربية والممالك الفينيقية ولا شك أن يهوذا كانت من بين الممالك التي نالت عقوبتها على يد آشور بانيبال حيث يشير احد الباحثين معتمدا على ما جاء في كتاب العهد القديم الى أن الملك منسي ملك يهودا قد حمل أسيراً الى بلاد بابل حيث عوقب لمساندته الى شمش – شوكين ولامتناعه عن دفع الجزية (143), وعلى الرغم من عودة هذا الملك مرة ثانية ملكاً على عرش يهودا بأمر من آشور بانيبال الا أن تلك المملكة تعرضت الى دمار شامل من الملك الآشوري جزاءً لما اقترفت من أعمال عدوانية ضد آشور(144) , يبدو ان الملك الاشوري كان ينظر بحزم لهذا الجزء المهم من امبراطوريته وضرورة استتباب الامن فيه كونه كان مرتبطا ببلاد وادي النيل التي اصبحت جزءا من الإمبراطورية الان , وان أي تمرد في فلسطين يعني انفصال مصر عن السلطة الاشورية وهذا ما لائتمناه الملك الاشوري اشور بانيبال .
لم تستمر السيادة الاشورية علـى الاجزاء الغربية للبلاد طويلا اذ انتهت مع نهاية الملك آشور بانيبال حيث شهدت فلسطين قبيل ذلك تغيير فــي ولائها السياسي لآشور وذلك عندما تولى يوشياهو (639 – 608 ق.م) (145)عرش يهودا حيث نحــا هذا الملك منحى سياسياً مغايراً لما كان موجود فـي زمن الملك الـذي سبقه اذ مـال عـن سياسة التقرب الى آشور وأحدث إصلاحات دينية جذرية فــي المملكة حتى اصبحت أورشليم في عهده مركز للعبادة الروحانية لبني إسرائيل كلها (146),أستغل هذا الملك الضعف الذي أخذ ينتاب الدولة الآشورية في أواخر حكم آشور بانيبال فأعلن استقلاله عن الدولة الآشورية وأخذ يوسع مملكته على حساب الممالك القريبة فسـارع الى ضم أقليم السامرة الى حدود مملكته (147), وأتسعت المملكة كثيراً في أيـام حكـمه حـتى أصبحت " بيت إيل " حدودها الشمالية (148) بينـما أمتدت حدودهـا الجنوبيـة بين جبع وبئرالسبع (149).
وعندما سقطت الدولة الآشورية على يد التحالف الميدي البابلي عام ( 612 ق . م) تقدمت قوات مصرية في عام 609 ق . م لتقديم العون الى الملك آشور أوبلط الثاني آخر الملوك الآشوريين وقد حاول يوشياهو إيقاف الجيش المصري بقيادة نيخوا الثاني (150) ( 609 –593 ق.م) في مجدوا الا أن الفرعون المصري استطاع أن يسحق جيش ( يوشياهو ) وقد قتل الملك نفسه في هذه المعركة .
بعد ذلك اعتلى المدعو ( شالوم ) الذي غير اسمه الى ( يهوحاز) عرش يهوذا خلفاً لأبيه يوشياهو وقد قام هذا الملك باتباع سياسة معادية للمصريين لذلك نجد بعد ثلاثة أشهر من توليه العرش يخلعه الفرعون المصري وينقل الى مصر , وعين بدلاً منه شقيقه يهوياكيم (607- 597 ق .م) ليبدأ بعد ذلك عهد جديد من الصلات بين يهودا والإمبراطورية البابلية الحديثة, التي تسيدت الشرق القديم بعد افول قوة الآشوريين وغيابهم عن المسرح السياسي .
__________________
(1) ينظر: الفصل الأول , ص10-11 من الرسالة .
(2) ساكز : عظمة بابل , ص 121 .Nemet-Nejat. K. op cit p37
(3) صالح : المصدر السابق , ص 518 .
(4) ساكز : عظمة بابل , ص 137 .
(5) تتحدد الإصلاحات التي قام بها الملك تجلات بليزر الثالث بجانبين هما الجانب العسكري والجانب الإداري ضمن الناحية الإدارية قام الملك بتقسيم البلاد إلى مقاطعات صغيرة وجعل على كل مقاطعة موظفا يكون مرتبطا بصورة مباشرة مع الملك ولتعزيز عمل هذا الموظف قام الملك بوضع نظام بريدي دقيق لكي يسهل عملية الاتصال بين المقاطعات البعيدة والعاصمة أما من الناحية العسكرية فقد كانت أصلاحات جوهرية داخل نظام الجيش فقد قام بتأسيس الجيش الدائم وذلك من خلال تسريح الفلاحين الآشوريين الذين كانوا يعملون داخل مؤسسة الجيش وأدخل بدلاً منهم جنودا جلبوا من المقاطعات البعيدة وهذه الخطوة كانت ذات أهمية أقتصادية للمزيد من المعلومات ينظر : الحديدي : المصدر السابق .ص 29 – 48 .
(6) بوتغست : المصدر السابق , ص 112 .
(7) نتيجة للضرائب التي فرضها الآشوريون على الأخشاب التي كانت تجلب من ميناء لبنان قام الموظفون الغاضبون بقتل جابي الضرائب الآشوري عند ذاك أرسل الحاكم الآشوري فرقاً من قوات الأيتو Itu وهي قوات شرسة أستخدمت لأداء واجبات الشرطة بين السكان المدنيين المثيرين للأضطرابات وكان وجود هذه القوات الى جانب الملك تشكل مصدر رعب للسكان في المنطقة للمزيد من المعلومات ينظر : ساكز : عظمة بابل , مصدر سابق , ص 140 , وللاستزادة بالمعلومات ينظر:
- Saggs , H . W. "the Nimrud Letters" Relation with the west, Iraq, vol, 17, part 11 1952, .pp 127 - 128
(8) الطالن : من الأوزان التي أستخدمها العراقيون القدماء منذ أقدم العصور ويساوي في الوقت الحاضر 30.3 كغم ويعرف باللغة السومرية ( gu – un ) ينظر: الشمري , طالب منعم :الملك سنحاريب ( 705 – 681 ق . م ) رسالة ماجستير ( غير منشورة ) بغداد 1986 , ص 119 .
(9) سفر الملوك الثاني 15: 19 – 20. سفر أشعيا 20 : 5 . ساكز : عظمة بابل , ص 140 .
(10) إن معظم معلوماتنا عن نشاطات الملك تجلات بليزر الثالث هي مأخوذة من حوليات هذا الملك خاصة تلك التي تتعلق بالجهة الغربية للبلاد ولو أنها وصلت الينا بصورة غير جيدة بسبب ما تعرض له قصر هذا الملك من أعمال تخريب من بعض الملوك الذين جاءوا من بعده وكانت تلك الحوليات مرتبة حسب التسلسل الزمني للأحداث من السنة الأولى إلى السنة السابعة عشرة من حكمه وهي عبارة عن مجموعة متكاملة من النحت البارز يغلف جدران القصر ولكن الذي حدث هو أن الملك أسر حدون قام بنقل تلك النقوش لتزييـن قصـره
ومن جراء ذلك فقد قسم منها أما القسم الأخر فقد أعيد عليه النحت مرة أخرى ووضعت أجزاء أخرى على قفاها للإخفاء الكتابات المنقوشة عليها حول هذا الموضوع ينظر : الأحمد , سامي سعيد : كتابة التاريخ عند الآشوريين في العصر السرجوني ( 747 – 612 ق . م ) سومر , مجلد 25 , بغداد 1969 , ص 52 , الحديدي : المصدر السابق , ص 30 -35 .
- Wiseman . D. "Affragment Incription of Tight – pileser III from Nimurd" Iraq. Vol 17 part – 2 - , 1956, p. 117.
(11) سفر الملوك الثاني 14: 19.
(12) السفر نفسه 15: 19 – 20.
(13) ساكز : قوة أشور , ص 130 .
(14) المصدر نفسه, ص 131.
(15) ( AENT . p. 283)
(16) سفر الملوك الثاني 15: 27.
(17) Dubnov . S., op. cit., p. 207) )
(18)Ibid p208
(19) Ibid p 209
(20) Whitley . F. C. "the Call and Mission of Isaiah JNES vol .18. Number 1. Chicago 1959 p. 38.
(21) Dubnou. S., op. cit., p. 208.
- Robinson . C . A . Ancient History from prehistoric times to the Death Justinian " New York 1958 p. 100 .
(22) الملوك الثاني 16: 7 – 9.
(23) Ragozin., op. cit., p. 331 .
- Olmstead . History of Assyria . p. 155 .
(24) Dubnou . S., op. cit., p. 209).)
(25) Ibid . p. 210).)
(26) .Rogozin. Op. cit., p. 332))
(27)Ibid, p333.
(28) Dubnou . S., op. cit., p. 209).)
(29) سوسه, أحمد: ملامح من التاريخ القديم لليهود, بغداد 1978, ط1, ص 305 – 306.
(30) ANET : p . 283 – 284). )
(31) رو: المصدر السابق, ص 412.
(32) منصور: المصدر السابق, ص 128.
(33) أختلفت الأراء حول ما جاء في النصوص الآشورية التي تعود الى فترة حكم الملك تجلات بليزر الثالث والتي أشارت الى عزيرو ملك يهودا أو عزريا وأسم عزريا حاكم يهودا الذي ذكر في العهد القديم وقد أعتقد بعض الباحثين أن الأسمين هما يشيران الى أسم عزريا الوارد في التوراة حيث تشير السمات التي تحملها الشخصية الواردة في النصوص المسمارية الى السمات التي تحملها شخصية عزريا الواردة في التوراة , الصالحي : المصدر السابق , ص 40 , ساكز : قوة أشور , ص 130 , منصور : المصدر السابق , ص 129 , وهناك راي اخر يذكره الباحثون وهو أن ياودي ( Yadi ) وسمأل تحت حكم شخصي واحد وربما كان عزريا قد ملك على أقليم يحمل هذا الأسم وتبقى مسألة التأكيد من أن ياودي هي نفس كلمة يهودي مفتوحة لحين الحصول على دليل يدعم ذلك ينظر : الصالحي : المصدر السابق , ص 41 .
(34) الزيباري , أكرم سليم : الآشوريون خططهم وسياستهم الحربية , مجلة ، بين النهرين ، العددان( 51 – 52 ) بغداد 1985, ص 14 .
(35) ANET .p .282 – 283 . Tadmor. H. T " Assyria and the West: the Ninth Century and Its After man " London 1972. p. 34.
(36) Trever . A. A., op. cit., p. 96).)
(37) دولابورت : المصدر السابق , ص 273 .
(38) Rogers . W. R. History of Babylon and Assyria. Vol, 2, New York 1915 p. 307.
- Dalley . S., op. cit., p. 33.
(39) Dalley . S. Foreign Chariotry … p. 33
- Rogers .W. R., op. cit., p. 308.
(40) عقراوي , منى : المصدر السابق , ص 31 , الأحمد , سامي سعيد : تاريخ فلسطين , ص 224 .
Dubnou. S., op. cit., p. 211.
(41) Dalley . S., op. cit., p. 34).)
(42) Rogers . W. R., op. cit., p. 308).)
(43) Ibid p . 309. Dalley. S., op. cit., p. 34 – 35).)
(44) Ibid . p. 310). .)
(45) سفر الملوك الثاني 17: 3- 6.
(46) الصالحي : المصدر السابق . ص 49 .
- Olmstead . A. M. "the fall of Samaria". In AJSL vol 21. 1904 – 1905
p. 179 – 182.
(47) سليمان , عامر: موسوعة الموصل الحضارية , ص 95 , الزيباري , المصدر السابق , ص 17 .
(48) Rogzin . A., op. cit., p. 250
(49) (Ibid p . 251).
(50)( Rogers . W., op. cit., p .314)
(51) تشير التوراة الى أن الحملة الأولى التي وجهت نحو السامرة كانت في عام 727 ق . م بينما أستمرت الثانية من 725 ق . م الى 721 ق . م ولكن الباحثين يرون أن أكثر التواريخ صحة هو الذي جاء في رواية سرجون الثاني أن السامرة سقطت في سنة حكمه الأولى عام 721 ق . م حول هذا الموضوع ينظر :
Tadmor. H. the campaigns of sargon II of Assur "Achrono logical History ica study" in JCS .vol 12. 1958, p38 Dalley. S., op. cit., p. 35 – 36.
(52) الراوي , فاروق ناصر : من مشاهير القادة الأشوريين , موسوعة الجيش والسلاح , ج2 , بغداد , 1987 , ص 142 . - Rogozin . A., op. cit., p. 251
(53) Oded . B. Mass Deportations and Deportees in the Neo – Assyrian Empire "London 1979 p. 68.
(54) كوثا : وهي من أبرز مدن بلاد بابل تقع الى الشمال من مدينة بابل وكانت مركزاً للفكر الديني والهها الخاص " نرجال " وكان له معبد عظيم وله زقورة تدعى " أي – ننا " وقد أجريت حفريات غير علمية في هذه المدينة قام بها هرمز رسام في القرن التاسع عشر قبل الميلاد عثر خلالها على ألواح مكتوبة بالمسمارية حول هذا الموضوع ينظر : صالح , قحطان رشيد : الكشاف الأثري , ص 210 .
(55) Ibid ., op.cit. p68).)
(56) دور شوركين : تقع أثار هذه المدينة على بعد 16كم الى الشمال الشرقي من نينوى وقد ذكرت هذه المدينة في النصوص العربية بأسم " سرغون " فيما ذكرتها المصادر الفارسية باسم خسروا أباد " خططت هذه المدينة على شكل مربع مساحته يساوي 280 هكتارا وهي محاطة بسور ضخم يحتوي على سبعة بوابات , للمزيد من المعلومات ينظر:
- Mathews . R. "the Archaeology of Mesopotamia " London and New York 2003 p. 136 – 137.
(57) ANET : p . 284. Dalley. S. op cit p. 34 – 35.
(58) سفروايم : ويقصد بها سبار ( أبو حية ) وتقع حالياً في منطقة اليوسفية الى الجنوب من مدينة بغداد .
(59) لقد أشارت النصوص التي تعود الى عصر سرجون حول سكن الوافدين الجدد الذين نقلوا الى السامرة وتشير تلك المصادر الى أن هؤلاء الوافدين كانوا يخافون الأسود التي توافدت على المدينة في أثناء الأيام العصيبة وأشار البعض الى أن سبب ذلك هو عقاب وغضب من اله البلد وقد أرسلوا رسالة الى الملك يطلبون المساعدة منه وبناءاً على ذلك أمر بأرسال أحد الكهنة الذين هجروا من السامرة ليعلم السكان الجدد تعاليم الهة تلك الأرض وتمخض عن ذلك ظهور ديانة خليطة هي الديانة السامرية , للمزيد من المعلومات ينظر : Rogozin . A., op. cit., p. 249.
(60) الصالحي : المصدر السابق ص 57 , الأحمد , سامي سعيد : تاريخ فلسطين القديم , ص 224 .- Tadmor . The campaigns of sargon II. p. 39.
(61) دولابورت : المصدر السابق , ص 274 , أيلاي , جوسيت : المدن الفينيقية والإمبراطورية الآشورية في عهد سرجون الثاني , سومر , ج1 , مجلد 42 ,1986 ص 74 .
(62) Dalley . S. op cit p. 34. Olmstead. A. T. History of Assyria. p. 208
صالح , عبد العزيز : تاريخ الشرق الأدنى القديم , ص 521 , أيلاي : المصدر السابق , ص 74 .
(63) Gadd . S. G. "the Inscribed prisms of sargon II from Nimrud" Iraq. Vol 16. 1954. p. 179.
(64)(ANET . p. 285. Dalley. S., op. cit., p. 36).
- حول نصوص أخرى مشابه تتحدث عن معركة القرقار ينظر:
- Gadd . S. G. " the Inscribed … p. 179 – 180. Dalley. S. op cit p. 36 – 37.
(65) الهاشمي, رضا جواد: الجوانب العسكرية والعلاقات السياسية في تاريخ العرب القديم للألف الأول ق. م, مجلة كلية الآداب, العدد 36, بغداد 1989, ص 214.
(66) سورة إبراهيم الآية (9) سورة العنكبوت الآية (38).
(67) صالح: المصدر السابق, ص 522.
(68) .(Ephal: Ancient Arabs, London 1984, and p. 37)
(69) ANET p . 256. Dalley. S., op. cit., p .36).)
(70) Rogozin . A. op cit. p .252
(71) سلمان : المصدر السابق , ص 170 .
(72) الشمري : المصدر السابق , ص 113 .
(73) رو: المصدر السابق, ص 417.
(74) عبد العليم: المصدر السابق, ص 156.
(75) المصدر نفسه, ص156.
(76) Dobnov . S. op cit p. 220) .)
(77) .(Ibid, p221)
(78) Ibid,p222.
(79) عبد العليم: المصدر السابق, ص 156.
(80) الشمس , ماجد عبد الله : الحضارة والميثولوجيا في العراق القديم , دمشق 2003 , ص 91 .
(81) الشمس , ماجد عبد الله : من تاريخ الفترة الآشورية ,مجلة سومر , مجلد 25 , عدد ( 1- 2 ) بغداد , 1973 , ص 294 .
(82) ساكز : قوة أشور , ص 142 .
(83) بايك : المصدر السابق , ص 53 .
- Schmidt – Colinet . C. "Jagreliefs Im Nordpalast von Ninveh" in Mesopotamia. Vol 35 Torino 2001. p. 113.
(84) الشمري : المصدر السابق , ص 114 .
(85)Brinkman.J.'Sennahribs Babylonian problem; An Interpretation, P90-91
(86) Olmstead . History of Assyria. p. 305).)
(87) لاخيش : وهي من المدن الفلسطينية القديمة التي تقع الى الجنوب الغربي من مدينة أورشليم وتسمى حالياً بأسم تل الدوير .
Stager, L,"the Archaeology of the family in Ancient Israel" BASOR, No, 260, 1985, p3.
(88) الشمري : المصدر السابق , ص 79 .
(89) Rogozin . A. op cit. p. 307
(90) جاءت أخبار الملك سنحاريب وحملاته العسكرية ضد مملكة يهودا في أسفار عديدة من التوراة كان أهمها سفر الملوك الثاني وسفر أخبار الأيام الثاني وسفر أشعيا .
(91) الشمري : المصدر السابق , ص 114 . Lunkenbill. D. D. (ARAB) vol, 2, p. 118 – 121.
(91) فرحان, وليد محمد صالح: المصدر السابق, ص 101. ANET. p. 287. Lunkenbill. D. D. (ARAB) vol, 2, p. 130 . Breastead. Ancient times Ahistory of the Early World p. 195في ما يرى بعض الباحثين أن الملك سنحاريب بعد فتحه لمدينة عسقلان وسيطرته على المدن القريبة مؤاب ويافا وغيرها من المدن ألاخرى أرسل عند ذاك كتيبة من جيشه نحو المملكة العبرية المنهكة القوى يهوذا في تلك الفترة بينما توجه هو على رأس جيش كبير بأتجاه الجنوب الشرقي قاصداً مدينة لاخيش حول هذا الموضوع ينظر. - Rogozin op cit p . 307.
(92) حسن , سليم : مصر القديمة , القاهرة , 1957 , ج11 , ص 117 .
(93) تقع مدينة التكية إلى الشمال من العقير ( عقرون ) قد تكون خربت المقنع شمال العقير ينظر : الأحمد , سامي سعيد : تاريخ فلسطين , ص227 .
(94) الراوي , شيبان ثابت : فتح السامرة والقدس على يد الملكين الآشوريين سرجون وسنحاريب , بحث مقدم إلى " مؤتمر القدس السنوي الثالث " جامعة تكريت . 2001 . ص 16 .
(95) Madhioum . T. "Assyrian siege – Engines" Sumer vol 21 part (1- 2) 1965 p. 10.
(96) Olmstead . A. T. History of Assyria. p. 297 – 298).)
(97) الأحمد , سامي سعيد : تاريخ فلسطين , ص 227 .
(98) حول الحرب النفسية التي كان يتبعها الملوك الاشوريين ضد اعدائهم ينظر: عطا , صلاح رشيد : السوق العسكري للدولة الاشورية ( 722 -612 ق.م)اطروحة دكتوراه غير منشورة ,بغداد 1998 ص97-111 .
(99) ساكز: عظمة بابل , ص 147 , الشمري : المصدر السابق , ص 117 .
- Schmidt – Colinet . C., op. cit., p. 109, Brinkman. Sennahribs… p91
(100) الشمري , المصدر السابق : ص 117 , سفر الأيام الثاني 32 : 3 – 6 .
(101) سفر أخبار الأيام الثاني 32: 7
- Robinson . C. A., op. cit., p. 101.
(102) الأحمد , سامي سعيد : تاريخ فلسطين القديم , ص 228 .
(103) التورتان : وهو بمثابة رئيس أركان الجيش ويرى بعض الباحثين أنه كان بمثابة النائب عن الملك عندما يكون الأخير غير قادر على قيادة الجيش لسبب ما , حول هذا الموضوع ينظر : علي: المصدر السابق, ص 118 .
(104) الراب شاقه : وهذه الكلمة تعني كبير السقاة وتأتي بعد التورتان في سلم الرتب ينظر : الفهداوي , يوسف خلف : الجيش في العصر الأشوري الحديث , بغداد , 1977 , ص 21 .
CDA .Part 2, vol1, p. 294.
(105) الرب شوشي: وتعني هذه الكلمة أمر الستين. ينظر: الفهداوي :الجيش في ص21.
CDA. Part2, vol1, p. 294.
(106) يبدوا أن الرب شاق تعمد الكلام باليهودية وهو جزء من الحرب النفسية التي شنها الآشوريون ضد اليهود المحاصرين في أورشليم وقد طلب جماعة حزقيا من الرب شاق الكلام بالآرامية حيث قالوا له : " نتوسل أليك أن تكلم عبيدك بالآرامية لأننا نفهمه ولا تكلمنا باليهودية في مسامع الشعب الذين على الأسوار " حول هذا الموضوع ينظر : الفهداوي : الجيش والسلاح في العهد الآشوري الحديث ( 911 – 612 ق. م ) ص 259 – 262 . العزاوي , داود سلمان عبد علي : العلاقات المصرية العراقية من فجر الحضارة حتى الحرب العالمية الأولى , بغداد , 1984 , ص 46 .
(107) سفر الملوك الثاني 18: 20 – 25, أخبار الأيام الثاني 32: 10
(108) الفهداوي : الجيش والسلاح في ... , ص 260 .
- Gray son . A. K. "Assyrian Rule of Conquered Territory in Ancient Western Asia" in CANE New York 2000 p. 961.
(109) Luckenbill , D . D. the Annals of Sennacherib, p. 33, Nement-Nejat-op cit p40.
(110)Eicten . S. C. The Heritage of the past. New York 1955 p. 96.
(111) Heidel , A . "The Octagonal 1 Sennacherib prism in Iraq Museum", Sumer. Vol 6. 1953, pt. 1, pp. 130 -141. Luckenbill , D. D. the Annls … p. 33 ANET . p 287. .
(112) سفر الملوك الثاني 19 : 35 – 36 , أشعيا 37 : 36 – 37 , بايك: المصدر السابق , ص 54 .
(113) صالح , عبد العزيز : المصدر السابق , ص 529 , الزيباري : المصدر السابق , ص 20 .
(114) عبد العليم: المصدر السابق, ص 158.
(115) المصدر نفسه , ص 159 .
(116) حتي , فيليب : تاريخ العرب , ص 49 , علي , جواد : تاريخ العرب قبل الإسلام , ج2 , بغداد , 1952, ص 362 .
(117) Schmip . T. Colinet. C., op. cit., p. 111.
- Leighty . E. Esarhaddon King of Assyria, in, CANE vol 2, New York 2000, p. 949.
(118) بايك :المصدر السابق,ص21,مظلوم ,طارق عبد الوهاب :فن النحت البارز والنحت على العاج, موسوعة الموصل الحضارية ,الموصل 1991 ,ج1 ,ص463 .
(119) فرحان: المصدر السابق, ص 102 -103.
(120) رو: المصدر السابق, ص 434.
(121) Saggs . W .H. "Assyrian warfare in the Sargonnid period" Iraq. Vol 25 part 2 1963 p. 146.
(122) Hiede . A. "A new Hexagonal ..; p .13.
(123) الصالحي : المصدر السابق , ص 85 – 88 , ساكز : قوة أشور , ص 155 .
(124) ANET. p. 291).)
(125) أعلن أسرحدون قبل ثلاث سنوات من وفاته أي في مايس عام ( 772 ق . م ) عن مشروعه الجديد لولاية العهد حيث تضمن هذا المشروع تعيين أبنه أشور بانيبال ولياً للعهد وعين أبنه الأخر ( شمش – رشم – أوكن ) نائباً له وعينه ملكاً على بابل وبحضور نبلاء وسفراء ممثلي البلدان الأخرى . وقد وقع هؤلاء على معاهدة عبروا من خلالها أخالصهم وموافقتهم على تطبيق بنود هذه المعاهدة بعد وفاة الملك . للمزيد من المعلومات حول ولاية العهد التي أوجدها أسرحدون ينظر : باقر , طه : المقدمة , ج1 , ص524 .
-Cole .S.the Early Neo Babylon Covernors Archive from Nippur .in oriental.vol 114. 1996.p.8.
(126) سفر الملوك الثاني 21: 3 – 5.
(127) سفر الأخبار الثاني 33: 11 – 13.
(128) يقصد بـ ( بابل ) هنا أشور نفسها لأن سفر الأخبار لم يؤلف إلى بعد أن تمكنت بابل من نينوى وأصبحت إمبراطورية حول ذلك ينظر : ساكز : قوة أشور , ص 156 .
(129) الأحمد , سامي سعيد : تاريخ فلسطين القديم , ص 230 .
(130) رو: المصدر السابق, ص 438. - Leichty . E. Op cit p. 957.
(131) الدوري: المصدر السابق ص 130.
(132) الأحمد , سامي سعيد : تاريخ العراق في القرن السابع ق . م , ص 56 .
(133) Schmidi – Colinel . Op cit p. 112 – 113).)
(134) الأحمد , سامي سعيد : تاريخ العراق في القرن السابع قبل الميلاد , ص 57 .
(135) الدوري : المصدر سابق , ص 133 . سلمان :المصدر السابق , ص 174 .
(136) ANET : p . 293).)
(137) الدوري : المصدر السابق , ص 133 , ساكز : عظمة بابل , ص 162 , دولابورت : المصدر السابق , ص 283 .
(138) سلمان : المصدر السابق , ص 173 .
(139) Milliard . A. R. "Fragments of Historical Texts from Nineveh". Iraq vol. 30, part 1. 1968. p. 108. Ahmed. S. S. Southern Mesopotamia in the Time of Ashurbanipal. Paris. 1968. p. 39.
(140) رو: المصدر السابق, ص 444.
(141) الأحمد , سامي سعيد : تاريخ العراق القديم في القرن السابع قبل الميلاد , ص 66 .
(142) Malamat . The last wars of the Kingdom of Judah " JNES vol 9. No. 4, Chicago. 1950. p. 218.
(143) عبد العليم: المصدر السابق, ص 160.
(144) Olmstead . History of Assyria. pp. 630 – 631).)
(145) سفر الملوك الثاني 15: 19.
(146) سفر الملوك الثاني 23: 24 – 30.
(147) سفر الملوك الثاني 23: 5.
(148) سفر الملوك الثاني 23: 29.
(149) ديورانت , ول : قصة الحضارة , ص 299 .
(150) الأحمد , سامي سعيد : تاريخ فلسطين القديم , ص 233 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|