المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

‏المستضدات (الانتيجينات) Antigens
9-3-2017
حكم للنجاح
2024-09-25
Karyology
22-10-2018
تقديم الطلبات وابداء الدفوع
31-1-2016
الزواج ضمان نصف الدين
14-1-2016
الكذب علامة النفاق
16-7-2019


مواعظ الامام زين العابدين (عليه السلام)  
  
4236   05:51 مساءً   التاريخ: 11-04-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج3,ص47-56.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-3-2016 3145
التاريخ: 11-04-2015 3286
التاريخ: 31-3-2016 3462
التاريخ: 31-3-2016 5223

قال (عليه السلام) :  وقد انتحلت طوائف من هذه الأمة بعد مفارقتها أئمة الدين و الشجرة النبوية إخلاص الديانة و أخذوا أنفسهم في مخائل الرهبانية وتغالوا في العلوم و وصفوا الإسلام بأحسن صفاتهم و تحلوا بأحسن السنة حتى إذا طال عليهم الأمد و بعدت عليهم الشقة و امتحنوا بمحن الصادقين رجعوا على أعقابهم ناكصين عن سبيل الهدى و علم النجاة يتفسحون تحت أعباء الديانة تفسح حاشية الإبل تحت أوراق البزل و لا تحرز السبق الرزايا و إن جرت ولا يبلغ الغايات إلا سبوقها وذهب آخرون إلى التقصير في أمرنا و احتجوا بمتشابه القرآن فتأولوه بآرائهم و اتهموا مأثور الخبر مما استحسنوا يقتحمون في أغمار الشبهات و دياجير الظلمات بغير قبس نور من الكتاب و لا أثرة علم من مظان العلم بتحذير مثبطين زعموا أنهم على الرشد من غيهم و إلى من يفزع خلف هذه الأمة و قد درست أعلام الملة و دانت الأمة بالفرقة و الاختلاف يكفر بعضهم بعضا و الله تعالى يقول {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ } [آل عمران: 105] فمن الموثوق به على إبلاغ الحجة و تأويل الحكمة إلا أهل الكتاب و أبناء أئمة الهدى و مصابيح الدجى الذين احتج الله بهم على عباده و لم يدع الخلق سدى من غير حجة هل تعرفونهم أو تجدونهم إلا من فروع الشجرة المباركة و بقايا الصفوة الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا و براهم من الآفات و افترض مودتهم في الكتاب.

هم العروة الوثقى وهم معدن التقى         وخير حبال العالمين وثيقها

وعن يوسف بن أسباط قال حدثني أبي قال دخلت مسجد الكوفة فإذا شاب يناجي ربه و هو يقول في سجوده سجد وجهي متعفرا في التراب لخالقي و حق له فقمت إليه فإذا هو علي بن الحسين.

فلما انفجر الفجر نهضت إليه فقلت له يا ابن رسول الله تعذب نفسك و قد فضلك الله بما فضلك فبكى .

ثم قال حدثني عمرو بن عثمان عن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) كل عين باكية يوم القيامة إلا أربعة أعين عين بكت من خشية الله وعين فقئت في سبيل الله و عين غضت عن محارم الله و عين باتت ساهرة ساجدة يباهي بها الله الملائكة .

يقول انظروا إلى عبدي روحه عندي و جسده في طاعتي قد جافى بدنه عن المضاجع يدعوني خوفا من عذابي و طمعا في رحمتي اشهدوا أني قد غفرت له قلت هكذا أورده الحافظ في مسجد الكوفة و علي بن الحسين فيما أظنه لم يصل إلى العراق إلا مع أبيه (عليه السلام) حين قتل و لما وصل هو إلى الكوفة لم يكن باختياره و لا متصرفا في نفسه فيمشي إلى الجامع و يصلي فيه و للتحقيق حكم و قال كان علي بن الحسين (عليه السلام) يبخل فلما مات وجدوه يعول مائة أهل بيت.

وروى دخول علي بن الحسين (عليه السلام) على محمد بن أسامة بن زيد في مرضه و تقبله بالخمسة عشر ألف دينار عنه إلا أنه قال محمد بن أسامة بن زيد.

وعن سفيان كان علي بن الحسين (عليه السلام) يحمل معه جرابا فيه خبز فيتصدق به و يقول إن الصدقة تطفئ غضب الرب.

وعنه قال كان علي بن الحسين (عليه السلام) يقول ما يسرني بنصيبي من الذل حمر النعم.

وقيل كان هشام بن إسماعيل أسب شيء لعلي و لأهل بيته (عليه السلام) فعزل و أقيم على الغرائر فجاء علي بن الحسين (عليه السلام) فقال له يا ابن عم عافاك الله لقد ساءني ما صنع بك فادعنا إلى ما أحببت فقال الله أعلم حيث يجعل رسالته.

قال و كان علي بن الحسين (عليه السلام) خارجا من المسجد فلقيه رجل فسبه فثارت إليه العبيد و الموالي فقال علي بن الحسين مهلا عن الرجل ثم أقبل عليه فقال ما ستر عنك من أمرنا أكثر أ لك حاجة نعينك عليها فاستحيا الرجل و رجع إلى نفسه فألقى عليه خميصة كانت عليه و أمر له بألف درهم قال فكان الرجل يقول بعد ذلك أشهد أنك من أولاد الرسل.

وعن عبد الله بن عطاء قال أذنب غلام لعلي بن الحسين ذنبا استحق به العقوبة فأخذ له السوط ليضربه و قال {قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ} [الجاثية: 14]

فقال الغلام و ما أنا كذلك إني لأرجو رحمة الله و أخاف عذابه فألقى السوط و قال أنت عتيق.

واستطال رجل على علي بن الحسين (عليه السلام) فتغافل عنه فقال له الرجل إياك أعني فقال له علي بن الحسين (عليه السلام) و عنك أغضي.

وقال أهل المدينة ما فقدنا صدقة السر حتى فقدنا علي بن الحسين.

وقال (عليه السلام) إنما التوبة العمل و الرجوع عن الأمر و ليست التوبة بالكلام.

وعنه (عليه السلام) قال من قال سبحان الله العظيم و بحمده من غير تعجب كتب الله تعالى له مائة ألف حسنة و محا عنه ثلاثة آلاف سيئة و رفع له ثلاثة آلاف درجة.

وروي عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) انتظار الفرج عبادة و من رضي بالقليل من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل.

وعن الزهري قال حدثت علي بن الحسين بحديث فلما فرغت قال أحسنت بارك الله فيك هكذا سمعناه قال فقلت لا أراني حدثت حديثا أنت أعلم به مني قال لا تفعل ذلك فليس من العلم ما لم يعرف إنما معنى العلم ما عرف.

قال و علي بن الحسين أمه يقال لها سلامة و يكنى أبا محمد.

وقال أبو نعيم أصيب سنة اثنتين و تسعين و قال بعض أهله سنة أربع و تسعين.

وقال إبراهيم بن إسحاق الحربي أمه غزالة أم ولد و قيل علي يكنى أبا الحسن كناه محمد بن

 

سحاق بن الحرث و كان علي بن المدائني ينكر أن يكون علي بن الحسين أفلت يوم كربلاء صغيرا 
وقال قد روي عن جابر و ابن الحنفية و بإسناده عن رجل من أهل الكوفة و كان صدوقا .

 

قال كان علي بن الحسين يقول في دعائه اللهم من أنا حتى تغضب علي فو عزتك ما يزين ملكك إحساني و لا يقبحه إساءتي و لا ينقص من خزانتك غنائي و لا يزيد فيها فقري.

آخر كلامه و قد أسقطت من إيراده بعض ما تكرر من أخباره (عليه السلام).

قال الحافظ أبو نعيم في كتاب الحلية و كان الجماعة منه نقلوا و على ما أورده عولوا و أنا أذكر منه ما أظنهم أهملوه فأما ما ذكروه فلا فائدة في إعادته قال ذكر طبقة من تابعي المدينة فمن هذه الطبقة علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) زين العابدين و منار القانتين و كان عابدا وفيا و جوادا حفيا و قيل إن التصوف حفظ الوفاء.

قال كان علي بن الحسين لا يضرب بعيره من المدينة إلى مكة.

وقال (عليه السلام) من ضحك ضحكة مج من عقله مجة علم.

وقال (عليه السلام) إن الجسد إذا لم يمرض أشر و لا خير في جسد يأشر.

وقال (عليه السلام) فقد الأحبة غربة.

و قال (عليه السلام) من قنع بما قسم الله له فهو من أغنى الناس.

وكان إذ ناول السائل الصدقة قبله ثم ناوله.

 

وعن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال سئل علي بن الحسين عن كثرة بكائه قال لا تلوموني فإن يعقوب فقد سبطا من ولده فبكى حتى ابيضت عيناه و لم يعلم أنه مات و قد نظرت إلى أربعة عشر رجلا من أهل بيتي في غداة واحدة قتلي فترون حزنهم يذهب من قلبي.
وسمع واعية في بيته و عنده جماعة فنهض إلى منزله ثم رجع فقيل له أمن حدث كانت الواعية قال نعم فعزوه و تعجبوا من صبره فقال إنا أهل بيت نطيع الله فيما يحب و نحمده فيما نكره.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.